الفنان فرنسوا موريل يحيي سهرة موسيقية كوميدية بقسنطينة
أحيا، ليلة أول أمس السبت، المغني والممثل الفرنسي فرنسوا موريل سهرة موسيقية كوميدية متحررة بالمركز الثقافي الفرنسي بقسنطينة في افتتاح موسمه للسنة الجارية، حيث سافر بالجمهور عبر العديد من الأغاني الساخرة والحزينة والرومانسية.
وانطلقت السهرة حوالي  السادسة والربع مساء، حيث صعد إلى الركح المدير الجديد للمركز الثقافي الفرنسي بقسنطينة، ليعلن عن افتتاح الموسم ويقدم الفنان والممثل والصحفي فرنسوا موريل فضلا عن عازف البيانو الذي رافقه أنطوان سالير، ليتقدم الفنانان بعد ذلك ويشرعا في أداء مجموعة من الأغاني ذات الخصوصية الفرنسية المتميزة، التي لا تقتصر على الموسيقى وصوت المغني وإنما تتجاوزهما إلى أدائهما التمثيلي على الركح والحوارات التي تتخللهما، في حين تعبر كثير من كلماتها عن عبثية الحياة الإنسانية بشكل كوميدي ساخر، وهي تشبه إلى حد بعيد ما السجل الفني الذي خلفه رواد التيار الموسيقى المتحرر والثوري الذي ظهر منه جورج براسنس منصف القرن الماضي.
واستعاد موريل خلال الحفلة أغنية لجورج موستاكي، فيما تفاعل الجمهور مع الكثير من أغانيه الأخرى بالضحك مثل أغنية “أشياء تافهة”، التي جاءت في ألبومه الأخير ويسخر فيها من المعلومات غير المفيدة التي تبقى حبيسة في ذاكرة الإنسان، وفيها يحاكي مع عازفه أسلوب برامج المسابقات التي يربح فيها المشاركون جوائز مقابل تقديم إجابات صحيحة عن أسئلة لا معنى لها، لكن أسلوب موريل غير متوقع، حيث قدم بعد ذلك أغنية “ذلك الذي”، التي تبدو في البداية مضحكة من الموسيقى الحيوية وكلماتها التي تقول بعضها “ذلك الذي يفقد عمله فهو بدون عمل”، قبل أن يتنقل بإيقاعها إلى نوتات ثقيلة تحمل شحنة كبيرة من الحزن عندما يقول “أما ذلك الذي يفقد طفلا فلا توجد كلمة للتعبير عن خسارته”.
وبرزت براعة الموسيقي أنطوان سالير في التحكم في الآلات الموسيقية، عندما حمل الساكسوفون وعزف عليها بيد فيما واصلت يده الثانية النقر على نوتات البيانو، ثم انتقل الثنائي بعد ذلك إلى أغنية حب هادئة بعنوان “هذه القبلة”، التي تتحدث كلماتها عن شخص يستذكر قبلة منحته إياها حبيبته فيحملها معه في حقائبه أينما يسافر، ليعودا في أغنية “في السينما” إلى أسلوب السخرية، حيث شملت الموسيقى مقاطع من أفلام شهيرة مثل “العراب”، لكنها سرعان ما تتلاشى أمام أنغام بيانو سالير وغناء موريل الذي يتحدث فيه عن عاشقين منبهرين أمام مشاهد الحب المثالية والمتقنة الأداء في السينما.
ويملك فرنسوا موريل حصة رأي في إذاعة “فرانس أنتير” الفرنسية، فيما أعجب الجمهور قدمه في السهرة الافتتاحية، رغم قلة عددهم، حيث سيكونون على موعد مع سهرة أخرى من إحياء فرقة جوقة الشوارع المسرحية “ترانس إكسبرس” السبت المقبل، لتليها سهرة جاز في السابع من شهر أكتوبر المقبل وأفلام ومسرحيات ومحاضرات في الأشهر القادمة.                  سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى