الكتاب الورقي لن يتأثر بالكتاب الرقمي و تطور المعلوماتية  
أكد الباحثون و الأكاديميون المشاركون في الملتقى الوطني حول «مكانة الكتاب الرقمي في المكتبات» الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيزي وزو  على مدار يومين،  بأن الكتاب الورقي لن يتأثر بالكتاب الرقمي، رغم التطورات الحاصلة في عالم التكنولوجيا و المعلوماتية و الاتصالات.و أوضح الأستاذ رابح علاهم من جامعة الجزائر 2 ، قسم علم المكتبات و التوثيق للنصر، على هامش الملتقى، بأن هناك تكاملا بين الكتاب الرقمي و الكتاب الورقي و لا يوجد صراع بينهما، لافتا إلى أن الكتاب الورقي ظهر حديثا و لا يزال في بداية مشواره، و  قال «من الصعب أن نحكم على مستقبل الكتاب الرقمي، هل سيزاحم الكتاب الورقي أو سينافسه، لأنه حديث النشأة»، و ذكر الأستاذ بأن نسبة إنتاج الكتاب الرقمي حاليا في السوق العالمية لا تمثل سوى 15 أو 20 بالمئة، و أعطى مثالا عن فرنسا التي تنتج سنويا نحو 70 ألف كتاب بعناوين  جديدة  و كتب تعيد طبعها، بينما عدد الكتب الرقمية لا يتعدى 5 آلاف عنوان ، مشيرا إلى أن المثقف و الأستاذ و القارئ يبحثون عن المعلومات و لا ينظرون إلى الشكل، المهم أن يستفيدون من المعلومات، سواء في الكتاب الرقمي أو الورقي. و أضاف ذات المتحدث أن للكتاب الرقمي مستقبل ،  لكن ربما بعد 10 أو 20 أو 50 سنة من الآن ، مؤكدا بأن الكتاب الرقمي ليس له وجود في المجتمع الجزائري و لا المثقف الجزائري و  لا يوجد ناشرون ينشرون مثل هذا النوع من الكتب، مشيرا في ذات السياق، إلى أن كل الكتب الرقمية المستعملة محليا مستوردة عن طريق مؤسسات عمومية، حيث باشرت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في استيراد مجموعة من الدوريات و الكتب الرقمية، و جعلتها في متناول الطلبة و الباحثين و الأساتذة، أما بالنسبة للقارئ العادي، فربما ستكون هناك مبادرات شخصية تمكنه من جلبها من الخارج. و عن تأثير الكتاب الرقمي على الناشرين مستقبلا، قال الأستاذ رابح علاهم بأنه عندما ظهر الكتاب الرقمي في البداية تردد بعض الناشرين في أوروبا  و بعض دول آسيا و كوريا الجنوبية و اليابان و أمريكا، في البداية في نشره و تساءلوا حول مدى قبول و تقبل هذا النوع من الكتب، خاصة و أن سعر الكتاب الورقي يختلف عن سعر الكتاب الرقمي، كما أن الضرائب تختلف بين الكتابين ، وأضاف المتحدث»حاليا هناك مجموعة من الناشرين أصبحت تهتم و تنشر الكتاب الرقمي و لو أنها ضعيفة، لأنها لا تزال لا تعرف مستقبل هذا النوع من الكتب»، موضحا أن الناشر هو تاجر و التاجر لا يستثمر في أشياء، إلاّ إذا كان متأكدا بأنها ستحقق له الأرباح.    
سامية إخليف      

الرجوع إلى الأعلى