فيلم « العربي بن مهيدي» سيكون أضخم فيلم في تاريخ السينما الجزائرية
كشف المخرج بشير درايس خلال حلوله ضيفا على «منتدى قسنطينة»، المنظم في إطار الطبعة الثانية لتظاهرة «هنا قسنطينة» التي انطلقت فعالياتها أول أمس، بأن الفيلم «جاهز تقريبا» ، و سيتم عرضه في الأشهر القليلة القادمة ، مضيفا بأنه لا يتناول الشق الثوري فقط من حياة الشهيد العربي بن مهيدي، و إنما يتناول مختلف جوانب حياته، و أكد بأنه تمكن من خلال هذا  الفيلم من تجسيد شخصية العربي بن مهيدي و حياته و سيرته الحقيقية بنسبة 90 بالمئة، و سيكون أضخم فيلم في تاريخ السينما الجزائرية، حسبه.
المخرج بشير درايس قال بأن الفيلم موجه بصفة مباشرة للشباب، ليحيي فيهم الروح الوطنية باعتبار هذه الفئة، كما أكد، لم تعد على إطلاع على تاريخ الثورة الجزائرية و  انفصلت تماما عن مبادئها، مضيفا بأن الفيلم ليس ثوريا محضا و إنما يتناول مختلف جوانب حياة بن مهيدي منذ ولادته سنة 1923 ، إلى غاية تنفيذ حكم الإعدام في حقه سنة 1957 ، و يتطرق حتى إلى اهتماماته آنذاك، حيث كان لاعبا لكرة القدم و مهتما بالمسرح . و أشار بهذا الخصوص إلى أنه واجه مشكلا  كبيرا في الحصول على الأرشيف، سواء الموجود داخل الوطن و الذي يتطلب إجراءات إدارية كثيرة لاستخراجه، و كذا الموجود في فرنسا الذي يجب استرجاعه في القريب العاجل، و قال بأن الكتابات التاريخية بخصوص الشخصيات الثورية الجزائرية قليلة جدا، خاصة المتعلقة بالشهيد البطل العربي بن مهيدي، حيث قام بتخصيص فرق من 5 موثقين تنقلوا للمناطق التي عاش فيها و بحثوا عن أصدقائه و إخوته، و تمكنوا من الوصول إلى صديق طفولته و بعض رفقائه، كإبراهيم شرقي، كما تحدثوا إلى بعض إخوته .و بخصوص السيناريو، قال المخرج بأن 5 كتاب قاموا بكتابته، من بينهم كاتبان فرنسيان و قام بالإشراف العام على كتابته الأديب مراد بوربون، و استغرقت كتابته نحو عامين، مؤكدا بأن سيناريو الفيلم «أخلص» لشخصية الشهيد البطل العربي بن مهيدي بنسبة تجاوزت 90 بالمائة.
و تم تصوير مشاهد الفيلم في مختلف مناطق الوطن، كعين مليلة و بسكرة و قسنطينة و تلمسان وهران و العاصمة ، أين عاش العربي بن مهيدي، كما تم التصوير في مصر و المغرب و تونس، نظرا لعدم توفر استوديوهات تصوير مناسبة لفترة الأربعينات و الخمسينات، مؤكدا بأنه  سيكون أضخم فيلم في تاريخ السينما الجزائرية ، من حيث التاريخ و النوعية و إبراز الجانب الفني، أما الإنتاج فقال بأنه مشترك بين الدولة و  الخواص، و خصصت له،حسبه، ميزانية متوسطة، مقارنة بحجمه.
عن الطريقة التي اعتمد عليها المخرج في اختيار شخصيات الفيلم و كذا الشخصية الرئيسية، قال بأنه لم يول اهتماما بالشكل الخارجي، بقدر ما اهتم بالأداء و أسلوب الإقناع، و اختار الممثلين الذين لهم قدرة على الإقناع، موضحا بأنه خصص فرقا خاصة لإجراء الكاستينغ بمختلف ولايات الوطن، لمنح فرصة المشاركة لكل الشباب، حيث تم  إجراء 5 آلاف كاستينغ ، فيما تم اختيار 150 شخصا مرشحا لتقمص شخصية العربي بن مهيدي، و وقع الاختيار على الممثل خالد بن عيسى الذي تتوفر فيه، حسب المخرج،  بعض الخصوصيات كالحضور القوي»الكاريزما» و  القدرة على الإقناع ، فيما تقمص شخصية ديدوش مراد الممثل فتحي نوري ، و أسند دور محمد بوضياف للممثل سمير الحكيم.
للإشارة فإن المنتديات و الملتقيات التي تدرج في إطار الطبعة الثانية لتظاهرة  «هنا قسنطينة»، و كان من المزمع تنظيمها بقصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة، تم تغيير مكان تنشيطها، حيث صرح رئيسا جمعيتي منشورات الفضاء الحر و نوميديا فنون، بأنهما تفاجآ بطلب مدير الثقافة لولاية قسنطينة عريبي زيتوني إحضار رخصة من والي الولاية، لتخصيص قاعة العروض بقصر الثقافة لاحتضان فعاليات هذه الطبعة، و ذلك بعد أن منحهما الموافقة في وقت سابق، على حد قولهما، دون طلب الترخيص.                                 
أسماء بوقرن  

الرجوع إلى الأعلى