«صونيا محنة الأنثى» رواية ترصد معاناة  النساء المعنفات
احتضن أول أمس مقر جمعية راشدة فرع قسنطينة، جلسة  بيع  بالإهداء لرواية جديدة أصدرتها دار النشر ميديا بلوس، من تأليف نائبة رئيسة الجمعية ياسمينة غربي مشاكرة تحت عنوان «صونيا محنة الأنثى»، سلطت من خلالها الضوء على فصول مؤلمة من معاناة و محن النساء ضحايا العنف في بلادنا.
اللقاء استقطب إلى جانب عضوات راشدة و رئيستها و ممثلي عديد الجمعيات و إطارات مديرية النشاط  الاجتماعي و التضامن و مديرية الشؤون الدينية ، الأستاذة  فتيحة  ترعي  بغدادي، النائب بالمجلس الشعبي الوطني و عضو لجنة  الشؤون  القانونية و  الإدارية  و الحريات، و مجموعة من الأساتذة و النفسانيين و الأخصائيين في علم الاجتماع لمناقشة مضمون الكتاب و مختلف انشغالات المرأة الجزائرية في حفل جميل، تلته جلسة بيع بالإهداء للمؤلف الجديد.

المؤلفة قالت للنصر على هامش اللقاء ، بأنها تحيي من خلال الرواية كل النساء المعنفات اللائي استجمعن شجاعتهن و قصدن جمعية راشدة لتكسير جدار الصمت و الكبت و البوح بأسرارهن و سرد قصصهن المنبثقة من رحم الوجع و الظلم و «الحقرة»، كما تريد من خلال الرواية تحريك الضمائر النائمة و تمرير رسالة إلى المجتمع لنبذ العنف بكل أشكاله، لأنه بشع و مرعب و مدمر و ينقلب على من يمارسه، فتنجر عنه عواقب وخيمة فالعنف دائما يولد عنفا أكبر، كما أكدت المتحدثة.
أستاذة اللغة الفرنسية البالغة من العمر 79 عاما ، قضت 34 عاما منها في التعليم المتوسط ، قبل أن تتقاعد و تلتحق بجمعية راشدة للدفاع عن حقوق المرأة و الأسرة عموما، قالت بأنها اختارت اسم صونيا ذي الأصول الروسية المنتشر بقوة عبر كل أرجاء العالم و من بينها الجزائر ، كاسم لبطلة روايتها التي تستند إلى أحداث واقعية ، و هو اسم مستعار يرمز لكل النساء المعنفات في بلادنا و بقية البلدان، لأن العنف ليس ظاهرة محلية، بل عالمية.
و أضافت الأستاذة مشاكرة بأنها تعتبر روايتها الجديدة التي قضت سنة كاملة في كتابتها، المولودة الأولى لجمعية راشدة، و مساهمة منها لمكافحة  العنف و نشر الحوار و التفاهم و الاحترام و التسامح في المجتمع.
الرواية الثانية في رصيد الأستاذة ياسمينة غربي مشاكرة باللغة الفرنسية، تتميز بطباعة أنيقة و بسيطة، من توقيع ميديا بلوس، تتضمن 320 صفحة من الحجم المتوسط، خالية تماما من الصور، و قد سلطت من خلالها الكاتبة الضوء بأسلوب سهل و لغة سلسة و مباشرة في معظم الأحيان استنبطت مفرداتها من اللهجة المحلية و التقاليد السائدة بمجتمعنا، على قصة صونيا التي تلخص قصص مئات و آلاف النساء ببلادنا و الخارج.
إنها فتاة طيبة جدا و عفوية، شاء القدر أن تتذوق طعم اليتم المر و هي في السادسة من عمرها، و تسلط عليها زوجة والدها كل أنواع الاضطهاد و العنف لحد كسر ذراعها، و لم يكن والدها أقل قسوة من زوجته، فقد قرر تزويجها و هي في ربيعها 16 و تدرس في الصف النهائي، فاضطرت للفرار من بيت الزوجية لاجتياز البكالوريا ...
و لم يكن حظ صونيا أفضل مع زوجها و أهله، فقد عاشت في بيت العائلة الكبير كخادمة للجميع ، و كانت حماتها و بناتها يكرهنها و لا يفوتن أي فرصة لشتمها و إهانتها و استفزاز زوجها، ليصب عليها جام غضبه و يفجر في وجهها و جسدها النحيل كل براكين الحقد العنف التي تتأجج في أعماقه.
صونيا عانت من الضرب المبرح لحد كسر أطرافها و تشويه جسدها و وجهها على يد زوجها الذي كانت تعتقد بأنه طوق نجاتها من جحيمها الأول في بيت والدها  فاحترقت في جحيم أشد و أقسى دمر ببطء كرامتها و إنسانيتها و أنوثتها، فأصبحت تتمنى الهرب أو الموت، فخانها الاثنان... رواية جديرة بالقراءة.
إلهام. ط

الرجوع إلى الأعلى