شبكــات عـالـميـــة تُهــرب الآثـــار الجــزائـريـــة إلـى الخــارج
دعا مؤخرا أساتذة مختصون في الهندسة المعمارية و التراث إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية التراث المادي، و الاهتمام بالجانب المعنوي بين المواطن و الآثار الموجودة بمحيطه، حتى يكون شريكا فعالا في الحفاظ عليها.
و أوضح متدخلون في الملتقى الوطني الأول حول  آليات تأمين التراث الثقافي بجامعة جيجل، الذي نظمته مديرية الثقافة للولاية، بأن توعية العنصر البشري هي الغائب الأكبر في المعادلة المتعلقة بحماية التراث المادي، إذ يتم التركيز خلال معالجة مواضيع علم الآثار حول محورين، الأول يتعلق بالحماية، و الآخر يتعلق بالاستغلال، و يتم إهمال الجانب المعنوي، في حين يجب ، حسب الأساتذة ، جعل المواطنين يشعرون بالانتماء إلى الموروث الثقافي المادي الموجود بمنطقتهم، و التحسيس بأهمية المحافظة عليه، و ربط علاقة تكاملية بين المواطن و الآثار، التي تعتبر جزءا منه و من تاريخه ، حتى يسهل تحقيق معادلة حماية الآثار.
و ذكر متحدثون بأن العمل على تحصيل القيمة المعنوية التي لا تعد بثمن، سيساهم بشكل كبير في تعزيز اللحمة و الارتباط بين أفراد المجتمع للحفاظ على الآثار و التعريف بها، و من ثمة الابتعاد عن التركيز على الحماية المادية، و المرور بشكل سلس إلى الاستغلال الأمثل للآثار.
و ذكر أساتذة بأنه في الوقت الراهن توجد شبكات عالمية لتهريب الآثار الجزائرية نحو الخارج، كون المنطقة، تزخر بكميات هائلة من آثار الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، و أشارت ممثلة وزير الثقافة في كلمتها بالمناسبة، بأن الوزارة تعمل جاهدة على تفعيل مختلف الآليات الممكنة لحماية الآثار، من الناحية القانونية، بتفعيل مختلف القوانين الموجودة و تحيينها بما يتماشى مع الواقع الموجود، و الحد من ظاهرة تهريب و تخريب الآثار.
و من الناحية المؤسساتية، إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في علم الآثار، إذ من المنتظر إنشاء مركز البحث العربي المتخصص، كما تسعى الجهات الوصية، حسب المتحدثة، إلى توقيع و إبرام اتفاقيات، و المشاركة في تحقيقها على الصعيد الدولي و الوطني.
و أشار ممثل مصالح الدرك الوطني، إلى أن الجهاز يعمل جاهدا للحد من ظاهرة تهريب و نهب الموروث الثقافي للأمة، عبر إنشاء خلايا جهوية مختصة، تعمل لفائدة 09 مجموعات إقليمية لتدعيم الوحدات الفرعية التابعة لها، و ذكر المتحدث بأنه تم منذ بداية 2017، تسجيل 151 تدخلا بالناحية الجهوية الخامسة، و معالجة 40 قضية، و استرجاع أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية، بالإضافة إلى تماثيل، و إيقاف 20 شخصا.
كما تطرق الأساتذة المتدخلون خلال اليومين الماضيين،  إلى  دور التشريعات الوطنية و الدولية في الحفاظ على التراث الثقافي و دور الرقمنة في حماية التراث، بالإضافة إلى الحديث عن دور الاتصال الحدثي و المعلوماتية في ترقية و تقييم التراث الثقافي المحلي للمدن، و تخللت ذلك عدة نقاشات من قبل الحاضرين، الذين أكدوا على أهمية إقامة مثل هاته الملتقيات عبر قطاع الثقافة، لترسيخ أفكار جديدة و معالجة قضايا تهم المجتمع و الموروث الثقافي.              كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى