"علاش".. فيلم قصير يزاوج بين صرخة "الحراقة" عند الغرق ودموع الأم
اختارت فرقة " أيوم ستار" من وهران التركيز على الأم وحنانها و دفء البقاء إلى جانبها، و حرقتها على فقدان فلذة كبدها التي تفجر دموعها، لتطلق حملة تحسيسية وسط الشباب لصدهم عن التفكير في "الحرقة"، أي مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية،  حيث أنجزت الفرقة فيلما قصيرا تم عرضه و تداوله بسرعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة الفايسبوك واليوتيوب.
قال أحد أعضاء فرقة "أيوم ستار" و هو  عمر بن عومر ، مخرج الفيلم القصير "علاش" للنصر، أن ظاهرة الحرقة أصبحت تمس كل الجزائريين، ولم تعد تقتصر على من يعانون من ظروف اجتماعية قاهرة، بل أن بعض "الحراقة" ليس لديهم أسباب واضحة أو مقنعة، وفق محدثنا، مضيفا بأن تضاعف عدد الشباب الذين أصبحوا في عداد المفقودين في البحر، حرك لدى الفرقة التي فقد بعض أعضائها إخوتهم بهذه الطريقة، الشعور بضرورة القيام بعمل ما، لحث الباقين على مراجعة قرارهم والتفكير في الأم، وهي أكبر محفز لتحقيق هذا الهدف.
ويروي عمر قصة مجموعة من الشباب بأحد أحياء بلدية عين الترك الساحلية، أين يقيم، الذين غادروا في رحلة موت سنة 2011، وبعد طول انتظار أخبار عنهم، علم أهاليهم بأن أحدهم لفظته أمواج البحر قرب السواحل المغربية، لكن لم يظهر أي خبر عن الباقين الذين كانوا طعما للقرش ومختلف حيتان البحر، وإلى غاية يومنا هذا لم ينته ألم و حزن أمهاتهم  ولم تجف دموعهن، لكن بالرغم من هذه الحالات المؤسفة ، إلا أن رحلات الحرقة لم تنته، بل تتواصل والعديد من الحراقة اتصلوا بذويهم.
فرقة "أيوم ستار" تتكون من فنانين شباب في مجالات مختلفة، منها الفن التشكيلي والموسيقى و التصوير والإخراج وغيرها، وقد تأسست سنة 2013 وبدأت في إنجاز أفلام قصيرة توعوية تتطرق وتعالج مواضيع و ظواهر اجتماعية ، لكن حسب بن عومر، فإن الأفلام القصيرة المنجزة تنشر فقط عبر شبكات التواصل الاجتماعي نظرا لنقص الإمكانيات، مشيرا إلى أن مشكل التواصل مع المسؤولين أو الوصاية، يمكن أن يكون سببا لبقاء منتوج الفرقة في الفايسبوك واليوتيوب.
برر عمر ذلك،  بكون الفرقة تريد أن تبقى حرة في اختيار المواضيع ومعالجتها دراميا، ويعتبر التقرب من المسؤولين لطلب المساعدة أو الدعم، من شأنه التقليص من نسبة حرية التطرق إلى شتى الظواهر ، و قال بهذا الخصوص"مواضيعنا مستقاة من الواقع، وهدفنا تبليغ الرسالة بكل الطرق الممكنة"، مضيفا بأن لدى الفرقة عشرات السيناريوهات التي تم تأليفها من وحي المحيط والأوضاع المعاشة، لكن قلة الإمكانيات جعلت الفرقة تؤجل إنجازها على شكل أفلام، إلى غاية توفر الفرصة المناسبة، مثل أن يكون لديها أستوديو خاص للإنتاج، و منها قصص عن الحراقة سواء الذين وصلوا واتصلوا بذويهم، أو الذين أعيدوا إلى أرض الوطن أو الذين غرقت أحلامهم في البحر و التهمتهم الحيتان.
للتذكير، فيلم "علاش" هو من إخراج عمر بن عومر وكل الممثلين هم من أعضاء الفرقة، حتى المصور تحت الماء في البحر، هو عضو بالفرقة التي استخدمت وسائل بسيطة، لكنها مررت  رسالة عميقة وهادفة، وهذا ما جعل صاحب "إستيديو فيتيرا" يقتنع بالعمل ويساعد الفرقة في الجانب التقني للفيلم و مدته قاربت 4 دقائق.  
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى