الاستعمار الفرنسي ركز على الآثار الرومانية لمحو الهوية الجزائرية
أكد، أمس، الأول مختصون بقسنطينة بأن الاستعمار الفرنسي حاول محو الهوية الجزائرية من خلال التركيز في البحث الأثري على الحقبة الرومانية دون غيرها كما سعى إلى تحطيم المقومات الثقافية للمجتمع الجزائري.
ونظمت المنظمة الوطنية للحفاظ على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء بدار الإمام بوسط مدينة قسنطينة ندوة فكرية حول التعدي على الموروث الثقافي الجزائري خلال فترة الاستعمار الفرنسي، حيث أكد مختصون في التاريخ خلال مداخلاتهم بأن المستعمرين سعوا إلى طمس الهوية الجزائرية ومحوها من خلال اختزال بحثهم الأثري في الحقبة الرومانية فقط، كما أنهم حاولوا أن يقدموا صورة للعالم على أن أصول الشعب الجزائري أوروبية وهمشوا حتى الآثار النوميدية. وأفاد للنصر أستاذ علم الآثار من جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، بوعوينة نبيل، بأن هذه التصرفات الاستعمارية مُثبتة في التاريخ، مستدلا على كلامه بما أكده الدكتور شنيتي في كتبه، كما قال إن الاهتمام بالمراحل التاريخية الأخرى على غرار فترة ما قبل التاريخ والحقبة الإسلامية لم يأت إلا في وقت متأخر من الاحتلال الفرنسي.
وأضاف نفس المصدر بأن المستعمر بذل كل السبل لضرب الهوية الجزائرية في عمقها اللغوي والديني، حيث استهدف المساجد والزوايا، كما شجع حملات التنصير من خلال رجال الدين المسيحيين والمدارس التي كان يشرف عليها الآباء البيض واستقبل فيها اليتامى والفقراء. وقد تحدث  المعني في مداخلته عن تحويل مسجد سيدي غانم بميلة وهو ثاني مسجد ظهر بشمال إفريقيا، إلى مراقد للجنود الفرنسيين وإسطبلات ومكاتب إدارية، لكن الأستاذ لم ينف في حديثه إلينا وجود عدد قليل من الباحثين الفرنسيين الذين التزموا بالموضوعية في الأبحاث التي قاموا بها حول تاريخ الجزائر، على عكس الأغلبية التي لم تكن إلا خادمة للسياسة الاستعمارية.
أما رئيس المنظمة عبد المجيد خضري، فقد أكد لنا بأن الندوة منظمة في إطار الاحتفاء بيوم الشهيد، حيث عقدت ندوات مماثلة في ولاية أخرى، وقدمت فيها محاضرات حول مخاطر التطرف الفكري الذي أصبح يولد مشاكل أمنية ويهدد استقرار الدول، فضلا عن ندوات للتعريف بتاريخ الجزائر ومعارض صور ومسرحيات، بكل  من المسيلة والبويرة وباتنة. وقد حضر الندوة التي استمرت طيلة الفترة الصباحية تلاميذ من ثانوية أحمد رضا حوحو ومتوسطة من وسط المدينة، بالإضافة إلى مدير المركز الثقافي الإسلامي بشارع طاطش بلقاسم.                                
س.ح

الرجوع إلى الأعلى