شرع صاحب رائعة « جيبوها يا لولاد « الفنان القدير الصادق جمعاوي منذ الرابع من شهر فيفري الجاري، رفقة عناصر فرقة البحارة ، في جولة فنية نحو ولايات الشرق، حيث حطت القافلة مؤخرا رحالها بولاية ميلة وأمتعت الجمهور الغفير من الجنسين ومختلف الأعمار الذي أم دار الثقافة مبارك الميلي، الفنان الصادق جمعاوي خص النصر بهذا الحوار قبل وصلته الفنية التنشيطية، مؤكدا بأن الفنان صاحب رسالة و بأن أغاني هذا العصر فتكت باللغة و مست بشخصيتنا و هويتنا.
 . النصر : هل يمكن أن تشرح لنا أهداف هذه القافلة؟
الصادق جمعاوي : أنا كفنان أتمتع والحمد لله برصيد جماهيري كبير، و أرى نفسي أحمل رسالة و أريد إيصالها لمختلف فئات المواطنين ، و في هذا الإطار جاءت مبادرة هذه القافلة،  التي تنظمها فرقة البحارة، برعاية وزارة الداخلية و ولاة الجمهورية. و تأتي في أعقاب صدور ألبوم جديد لنا يحمل عنوان « حب الجزائر» ، أو قل  «الجزائر وحدة موحدة « و باللغة الفرنسية «    patriotiquement votre « و يتضمن مجموعة من الأغاني للتوعية و التحسيس و محاربة اليأس وتعاطي المخدرات و العنف الجسدي واللفظي في المدارس و في الملاعب، والدعوة للمحبة والإخاء وحب الوطن الكبير والجميل، الذي يجمعنا وليس لنا وطن غيره، وحبه يسري في عروقنا. وقد كانت البداية بولاية بومرداس، و  لحد الساعة لم يتم تحديد الولايات التي سنزورها، وتركنا الأمر مفتوحا.  فقط سنتحول بعد الانتهاء من ولايات الشرق، نحو ولايات الوسط، فولايات الجنوب، ونختمها إن شاء الله بولايات غرب البلاد. ما أسعدني وفرقتي هو وصول رسالتنا الهادفة التي نراها في عيون الصغار والشباب بالخصوص ، في هذه اللقاءات المباشرة معهم، وأرجو أن يسير الفنانون الآخرون على هذا المنوال، ويبدعون فيه.
جديدي أوبيريت حول البيئة و أغنية رياضية للخضر
. ما تقييمكم لواقع  الساحة الفنية حاليا؟
 - الساحة الفنية تعج في الوقت الحاضر بكل شيء، والحقيقة أنني أسجل بكل أسف بها انحطاطا كبيرا في المحتوى والذوق، فرغم الأصوات الكثيرة وبلوغ بعضها لمدى طويل، فإننا نقول أنها لم تصل لمرتبة العالمية ، فالذي يصل إلى مرتبة العالمية يجب أن تتوفر فيه جملة من القيم الإنسانية ، منها التآخي ومحبة الآخر، التضامن، المساندة والتعاطف مع الشعوب المضطهدة، نبذ العنف، محاربة المجاعة و الوقوف في وجه الاعتداءات والحروب، والدفاع عن حرية الإنسان.  والأهم من ذلك، التمتع بلغة راقية,  والمؤسف كذلك أننا سجلنا  في وقتنا الحاضر نقصا كبيرا في الأغاني الوطنية .
- برأيكم كيف يمكننا تجاوز هذا الوضع ؟
ـ أرى أن العجينة موجودة،  في رأيي علينا العودة و الرجوع للعمل بلجان التحكيم ومراقبة النصوص لتنقية هذا الجو من الخليط الهجين من نصوص الأغاني التي فتكت باللغة في المقام الأول، فبعض الأغاني لا نعرف بأي لغة يتم تقديمها ، فلا هي لغة عربية ولا أجنبية ولا دارجة ، بل هي خليط من كل هذا وذاك.  وأرى أن ذلك يؤثر سلبا ، حتى على وحدتنا الوطنية ويهدد شخصيتنا وهويتنا .
النصيحة التي يمكنني توجيهها لشباب اليوم من الفنانين، هو ضرورة امتلاك الرصيد الثقافي المتشبع بقيم المجتمع وهمومه، وأن يكونوا على دراية بكل ما يخص الوطن و النعم التي يتوفر عليها، والتحديات والمخاطر التي تهدده .  أقول هذا لكل من يريد  أن يصل لمصف ورتبة الفنان الذي يحمل رسالة.  أما من يريد البقاء في مرتبة المغني الذي يحاول أن يطرب الناس، فعلينا ألا نتركه ليأخذ بأيدي الشباب نحو الهاوية، وإلى ما لا يحمد عقباه.
صحيح أن إنتاج وانجاز أغنية أمر مكلف ماديا، والفنان مجبر على أن يكون تاجرا يحسب عوامل الربح في عمله،  فإذا أردنا أن تكون الأغنية هادفة تربوية وملتزمة،  على الجهات المعنية بالموضوع، كوزارة التربية، والتضامن والأسرة ، أن تتدخل معنويا و ماديا لتشجيع ودعم المشاريع  التي تدخل في هذا الإطار،  للمساهمة في التقليل من بعض الآفات التي ذكرناها و هي في تزايد ،  تضاف إليها آفتا الطلاق والانحراف. علما بأن أبناءنا لهم رصيد وذوق وفهم وتمييز بين الغث والسمين،  قد لا نجده عند الكبار.
الفنان الحقيقي يحمل رسالة تحسيس و توعية
 ماذا يمكن أن تقول لنا بخصوص ظاهرة «الحرقة» ؟
 ـ لست على استعداد للخوض في هذا الموضوع، ولن أشارك فيه. فقد اتخذ البعض منه تجارة مربحة. أنا أرى أن الشخص الذي ينوي الحرقة، ويسعى إليها لا يحتاج للتوعية والتحسيس، وإنما هو مريض ويحتاج للعلاج النفسي قبل كل شيء ، وإلا ما معنى أن ترمي نفسك في البحر وتلقي بها و أهلك للتهلكة وقتل النفس التي حرم الله فعل ذلك بها؟
. ما هو جديدكم الفني؟   
 ـ لدينا عدة أعمال مبرمجة، تحمل عدة قيم إنسانية، هناك ما هو موجه للطفولة و هناك الخاص بحماية البيئة، إننا نحضر في الوقت الحاضر أوبيريت يمكن عرضها خلال شهر جوان القادم ، بالتنسيق مع وزارة البيئة
و بجعبتي فكرة لأغنية ذات طابع رياضي، موجهة بالخصوص للفريق الوطني لكرة القدم ، الذي لم تبخل عليه الدولة بالدعم، لكنه لم يقدم المقابل المطلوب منه، لذلك فالأمر متروك لأيام جميلة أخرى.             حاوره / إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى