مريضـات قـهرن السـرطـان بالصبـر و أخريــات قتـلـهن الـهجـر

تشير دراسة طبية أن ثلث المصابات  بسرطان الثدي في الجزائر تعرضن للطلاق بمجرد اكتشاف الإصابة وأن 37 بالمائة من المصابات يفضلن عدم مصارحة الزوج تخوفا من ردة فعل عكسية بينما تمتنع 1 بالمائة من النساء تماما عن إخبار الزوج ، هي مؤشرات تؤكد أن السرطان ليس  مجرد مرض بل مرحلة حاسمة قد تغير مجرى الحياة في اتجاهات غير متوقعة. كثيرات فقدن الزوج و الاستقرار بعد ظهور الورم، فيما أعادت أخريات ربط علاقات متينة  بعائلاتهن وخصوصا الأزواج، النصر و من خلال هذا الملف  نقلت صورا  متناقضة عن قصص نساء مع السرطان تختلف في تفاصيلها لكنها تشترك في معاناة عنوانها مرض عضال. نسيمة مهدية ونادية... سيدات تعرضن للحيف الاجتماعي والنظرة الدونية للمرض و فقدن بين ليلة وضحاها العائلة والزوج ،  شعرن بنبذ أقرب الناس ليواصلن طريق التحدي بمفردهن، بينما كان مصير سامية  و أخريات مختلفا، حيث صنعن نماذج للتحدي بدعم من أزواج أخذوا بأيديهن  ما جعلهن يحولن المرض إلى مصدر للقوة، ليعبرن بذلك إلى ضفة الأمان ويعدن من بعيد. النظرة الضيقة للمرض وحالات هجر المرأة بمجرد بدء العلاج الكيميائي جعلت عددا من  الحقوقيين يطرحون حلولا قانونية لحماية المريضة  بين  من يطالب بحق التعدد للزوج تحاشيا لتشرد المصابة بالسرطان وبين من يقترح دارا لـ «للموت بكرامة»، أما الأطباء فيحذرون من اللجوء إلى الخرافة بحثا عن علاج سحري قد يعجل بالموت،بعد انتشار بدائل علاجية نهايتها الهلاك، فيما يبقى العلاج المناعي محل نقاش في الوسط الطبي بسبب كلفته.
ملف من اعداد: نور الهدى طابي و مريم بحشاشي
مطلقات السرطان يروين للنصر مآسيهن
بيـن هجـر الـزوج وخـوف العـائـلـة مـن الـعـدوى
قصص كثيرة و حزينة لسيدات تعرضن للغدر و الهجران من قبل أعز الناس، روتها لنا مطلقات سرطان الثدي سيدات واجهن ظروفهن الاجتماعية بشجاعة و استطعن الانتصار على الداء و تجاوز خيانة أزواج لم يكونوا في مستوى اختبار الحياة، هي كلها قصص واقعية بعضها لا يتقبله العقل تعكس قسوة بعض البشر و تكشف معاناة شريحة اجتماعية واسعة.
نسيمة 44 سنة من بلدية عين عبيد
تخلى عني خلال أولى جلسات العلاج ليتزوج بـأخرى
نسيمة صاحبة 44 سنة،من عين أعبيد بقسنطينة أم لطفل أنجبته قبل شهر تقريبا من اكتشافها لإصابتها بالمرض عن طريق الصدفة خلال إرضاعها للمولود، إذ لاحظت بأن ثديها ينتج مادة أشبه بالعفن، أخبرها الأطباء لاحقا بأنها نتاج إصابتها بالمرض الخبيث، وحسب محدثتنا فإن انطلاقها الفعلي في العلاج تطلب حوالي ستة أشهر كاملة بعد اكتشاف مرضها سنة 2010، قالت بأنها عانت خلالها الأمرين بسبب عدم تقبل زوجها لمرضها، مشيرة إلى أن معاملته تغيرت بمجرد أن صارحته بنتائج الفحوصات، حتى المصطلحات و الألفاظ التي كان يستخدمها لوصف حالتها كانت قاسية كما قالت، مشيرة إلى أنه رافقها لأول مرة إلى المستشفى عندما باشرت العلاج بالأشعة لكنه عندما اكتشف بان كلفة الجلسات تعادل 42مليون سنتيم في ذلك الوقت تخلى عنها، و أخبرها بأنه يستطيع أن يتزوج من جديد بامرأة سليمة بنفس المبلغ فلماذا ينفقه على علاجها، ليفاجئها بعد أيام بأنه طلقها و تخلى عنها هي و طفلها. نسيمة تعيش الآن ببلدية الخروب تواجه ظروفا جد صعبة كونها عجزت عن العودة الى بيت أهلها بعد الطلاق بسبب الفقر، ما اضطرها للاعتماد على نفسها، قالت لنا بأنها أودعت ملف الحصول على سكن اجتماعي قبل خمس سنوات لكنها لم تستفد منه إلى غاية الآن وهو ما عقد وضعها و ضاعف أعباء الحياة، أما زوجها السابق فتزوج مجددا و أنجب  أطفالا يعاملهم باهتمام عكس ابنها الذي ينبذه كما علقت.
مهدية 23 سنة من بلدية تاكسنة بجيجل
قضيت ليلتي  في الزريبة بعد العودة من المستشفى  
مهدية 23 سنة من بلدية تاكسانة ولاية جيجل، هي تجسيد للظلم الاجتماعي و قسوة البشر، قالت بأنها أصيبت بالمرض بعد ثلاثة أشهر من زواجها وعانت كثيرا بسبب ذلك إذ أنها لم تتقبل المرض في البداية لكن سرعان ما تداركت الأمر و قررت الكفاح من أجل أسرتها و زوجها، الذي كان في البداية متفهما حتى أنه رافقها إلى المستشفى خلال  جلسات علاج و متابعة كثيرة، قبل أن يبدأ في التغير تجاهها تدريجيا، و السبب حسبه هو أهله الذين ما انفكوا يسممون أفكاره تجاهها، محدثتنا قالت بأنها قضت أشهرا في  مقاومة المرض لكنها انتهت إلى الخضوع لعملية بتر الثدي، مكثت عقبها في المستشفى لأيام قبل أن تعود لمنزلها حيث تقيم بتاكسانة رفقة أهل زوجها، لكن بمجرد وصولها وجدت حماتها و ابنتيها في انتظارها، طلبت منها إحداهن البقاء في السيارة فظنت كما أخبرتنا أنهن ينوين إحضار كرسي متحرك لنقلها إلى الداخل، لكنها صدمت بوالدة زوجها تأمره بأخذها إلى الزريبة أين كان جهازها  أي « ما أحضرته معها وهي عروس من مفروشات و ملابس»، ملقا على الأرض و قد أجبروها على قضاء ليلتها في زريبة الأبقار بحجة أن مرضها معد و قد ينتقل بسهولة إلى أحد آخر.
مهدية قالت بأن زوجها طلب من والدها المجيء لأخذها في اليوم الموالي و استدعاها إلى المحكمة من أجل الطلاق في غضون الأسبوعين المواليين.
نادية 32 سنة
حماتي نعتتني بالمبتورة وزوجي أصيب بالسرطان  
قصة نادية لا تختلف كثيرا عن قصة سابقتيها فرغم أن سنها لم يتجاوز 32 سنة إلا أنها وجدت نفسها مطلقة بحجة مرضها، الذي لم تتقبل عائلة زوجها بأنه غير معد و استمرت تعاملها بلؤم حتى بعد عملية بتر ثديها وهي المرحلة الأصعب كما قالت، فزوجها كان يهدد باستمرار بالزواج مجددا لأن أنوثتها لم تعد كاملة كما كان يخبرها، أما والدته فأخبرتنا بكل حسرة بأنها توصلت لدرجة نعتها بالمبتورة أو « المحشوشة».
نادية قالت بأنها واجهت الكثير خلال المرحلة الأولى من مرضها و تحملت ظلم أقرب الناس الذي طردها من المنزل و طلقها مباشرة بعدما بدأت مرحلة العلاج الكيميائي، إذ كان ينزعج من أنينها بسبب الألم، أما والدته فكانت تطالبها بإنهاء أعمال الغسيل و الطهي رغم وضعها الصحي.تقول محدثتنا « بعد سنة تقريبا من طلاقي و عودتي لبيت أهلي تحسنت حالتي خصوصا بعدما التحقت بجمعية مرضى السرطان واحة، تماثلت للشفاء تدريجيا و تجاوزت الأزمة، خلال الأشهر القليلة الماضية زارني زوجي السابق أصيب بالسرطان هو أيضا و أراد طلب السماح حتى أنه طلب مني العودة، سامحته لوجه الله لكن كرامتي منتعني من العودة إليه مجددا، لقد اعتبرتها عدالة إلاهية».
قصص أخرى كثيرة سمعناها من أفواه سيدات واحة فمنهن من ساعدن أزواجهن خلال مرضهم لكنهم تخلوا عنهن بعد أن تماثلوا هم للشفاء و أصبن هن بالسرطان، ومنهن من هددها زوجها بالزواج لكنه توفي قبل ينفذ وعيده، حتى أن بعضهن يتعرضن لمعاملة قاسية من قبل نساء أخريات من العائلة أو سيدات يتوجسن منهن بمجرد معرفتهن بإصابتهن بالمرض، كما أخبرتنا السيدة سامية منغور، مؤكدة بأن امرأة كانت تجلس على مقربة منها في الحافلة سمعتها وهي تتحدث عن مرضها في الهاتف فابتعدت عنها، لكن سامية تقربت منها مجددا بعدما أنهت المكالمة سألتها عن سبب ابتعادها فقالت لها بأنها تخشى العدوى، وهو سلوك قالت محدثتنا بأنه عدائي و ينم عن نقص كبير في الوعي الاجتماعي.
 جمعتها :نور الهدى طابي

شهـادة رجـل أصيـب بسرطـان الـثدي
ارتبط سرطان الثدي بالنساء لأنهن الأكثر إصابة به بالأساس، لكن الدراسات أكدت إصابة رجل واحد على الأقل من بين كل 100حالة سرطان ثدي، و حسن بلوصيف واحد من تلك الحالات النادرة، فتح صدره للنصر و تحدث عن صراعه لهذا المرض.حسن بلوصيف 67 سنة متقاعد من الشركة الوطنية للسكك الحديدية، قال أنه لم يشك في خطورة حبتين ظهرتا فوق ثديه سنة 2011 و انتظر اختفاءهما، لكن ذلك لم يحدث، و بإلحاح من زوجته ذهب لاستشارة طبيب مختص انتهى بإخباره بحقيقة إصابته بسرطان قلما يصيب الرجال، مقارنة بعدد الإصابات عند النساء.ظننا عند سؤالنا للسيد بلوصيف عن رد فعله و هو يتلقى خبر إصابته بالسرطان، بأنه سيحدثنا عن صدمته، لكنه فاجأنا بقوله أنه لم يكن يوما يخشى المرض لأنه مؤمن بأن الله خلق لكل داء دواء و نفس الشيء بالنسبة للسرطان الذي اعتبره كغيره من الأمراض و لم يفكر في اقتراب نهايته باعتبار الموت حق و أجل قد ينتهي في أي لحظة حتى دون مرض، و باشر العلاج بكل شجاعة و طمأنينة بدعم من الزوجة و الأبناء.محدثنا قال أنه منذ البداية تجاهل مرضه و لم يعتبره إعاقة، بل تصدى له باحترام مواعيد العلاج و نصائح الأطباء، كما لم يستسلم لضعفه الجسدي و واصل حياته كأن شيئا لم يكن، و علّق ضاحكا «لم أتخل عن هذه» و هو يشير إلى قفته الصغيرة تعبيرا عن استمرار في أداء واجباته كرب أسرة كما في السابق. السيد بلوصيف و هو أب لشابين أكد بأنه لم يخف مرضه، بل كان يحاول تحسيس أصحابه و رفاقه و يحاول أن يكون مثلا يقتدى به في الصبر و المواجهة لمنح الأمل لمن تسرّب اليأس إلى قلبه بعد المرض، و ذلك من خلال مواصلة هوايته في ممارسة الرياضة و التجوّل و الالتقاء بالأصدقاء و عدم الانعزال و هو ما ساعده على تجاوز مرحلة الخطر و كل أعراض أو مضاعفات يعيشها من حين إلى آخر يعتبرها عادية و ناجمة عن تقدمه في السن و لا يحبط نفسه أو يرعبها باحتمال عودة المرض كما قال.
مريم بحشاشي

الزوج حصن المناعة الأول  و المعنويات أهم سلاح
نساء قهرن السرطان و خضن حربا ضد اليأس
تشاركن في ابتسامة الرضا و كن مثالا حيا للشجاعة و التحدي لأنهن قهرن مرضا كان و لا يزال اسمه يثير الرعب، سرطان الثدي الذي حصد أرواحا كثيرة لكن هناك من نجحن في التغلب عليه، النصر جمعت شهادات حية لمريضات تمكن من قهره و وافقن على نشر قصصهن لمنح بريق الأمل لغيرهن من المريضات اليائسات. تبيّن حالات نجاح و قهر مرض السرطان المسجلة بين النساء المتزوجات، الدور الفعال للزوج فيها، لأن الدعم المعنوي لشريك الحياة أشبه بالحصن المناعي الأول الذي تستمد منه المريضة قوتها على الصبر و التحمل هذا ما وقفنا عليه من خلال قصص سيدات وافقن على الحديث للنصر عن تجربتهن و صراعهن مع المرض.
رصدتها مريم بحشاشي
سامية كزولي أم لستة أطفال
لـم أستسلـم حتـى لا يُفجـع فـيّ أبنائـي بعـد أن حرمـوا من الأب
حكاية سامية كزولي أم لستة أبناء مع داء السرطان، تليق كسيناريو لفيلم اجتماعي، فهذه المرأة التي فقدت زوجها في حادث مرور أليم، حاولت لملمة جراحها و منح نفسها القوة لأجل أطفالها بالخروج للعمل و هي التي لم يسبق لها ذلك، حيث عملت كعاملة في مصلحة الجراحة مختصة في تعقيم أدوات الجراحة، غير أن استقرارها لم يدم طويلا، حيث اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي بعد إلحاح من صديقة لها على الاستفادة من حصص التشخيص المبكر المنظمة بصندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، أين كانت الصدمة الكبرى كما قالت ليس خوفا على حياتها بل على مستقبل صغارها و الحزن الذي سيعانونه و هم الذين لم ينسوا بعد ألم فراق والدهم، فكان عليها الإيمان بالله و القدر على مواجهة المرض.
لم تخف سامية حالة اليأس التي عانتها في البداية لولا دعم زملائها الأطباء و بالأخص الجراحين و كل الطاقم العامل معها بمستشفى المدينة الجديدة علي منجلي، فضلا عن شجاعة و دعم ابنتها الكبرى التي كانت سندها و التي تحملت عبئا ثقيلا، للتخفيف عنها، الشيء الذي منحها القوة.
و قالت بأنها كانت تشعر بأنه ليس من حقها الاستسلام، لأن أبناءها في حاجة إليها،فهي من كان يمدهم دوما بالقوة، مؤكدة بأنها كانت ترجع من حصص العلاج بالأشعة و قبلها الكيميائي دون الخلود إلى الراحة إلا للحظات قليلة، لشعورها بمسؤولية تلبية طلبات فلذات أكبادها فكانت تتسوّق و تعد الطعام و تقوم بالواجبات المنزلية و لو بوتيرة متباطئة، إلى أن تمكنت من تجاوز مرحلة الخطر.

سامية منغور جدة لسبعة أحفاد
 تحدّيت خوفي من السرطان بالشعر
مثال آخر للتحدي وجدناه في شخصية السيدة سامية منغور 58سنة أم لخمسة أبناء وجدة لسبعة أحفاد التي قالت بأنها تحاول الاستمتاع بكل لحظة في حياتها و الاستفادة من كل تجاربها حتى المريرة منها، مثل مرضها الذي مكنها من اكتشاف موهبة الكتابة، فأستاذة اللغة العربية المتقاعدة التي لطالما حلمت بممارسة مهنة الصحافة و لم تتمكن من ممارستها لظروف عائلية، و تمسكت بحلمها إلى أن رأته يتحقق بفضل ابنتها التي اقتحمت مجال الإعلام من بابه الواسع بفضل تشجيعاتها.
السيدة منغور قالت بأن المريض يتعلم الكثير من معاناته و تتغيّر نظرته للأشياء و تصبح له رؤى أكثر عمقا للحياة، مردفة بأن مريض السرطان يتخلص من الأنا و تصبح عائلته و جميع من حوله مركز اهتمامه بعد نجاحه في قهر المرض، لأن رغبته في مساعدة الآخر و منحه الشجاعة و الأمل و تجنيبه الآلام التي مرّ عليها قبله تكبر مع كل انتصار.
واعتبرت نفسها محظوظة لأن زوجها و عائلتها الصغيرة و الكبيرة منحتها كل الرعاية و الاهتمام الذي كانت تحتاجه، فوجدت نفسها تسيطر على خوفها و ليس هذا فحسب بل تواجهه بمحادثته و التحدث عنه بكل شجاعة من خلال كتابة خواطر و أشعار وجدت فرصة نشرها بمجلة تصدرها جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان.

دليلة بلحركو عضوة بجمعية واحة
زوجي خرج للتقاعد المسبق لرعايتي
السيدة بلحركو دليلة عضوة بجمعية واحة، 53سنة قالت أن القلب الشاب لا يعترف بالشيخوخة، و أن إيمانها بالله منحها قوة التحمل و مواجهة المرض منذ اليوم الأول الذي عرفت فيه نتائج تشخيص مرضها و إصابتها بسرطان الثدي.
صراعها مع المرض بدأ منذ لاحظت عام 2009 كتلة صلبة بالثدي، و بعد التشخيص الطبي و إجراء كل التحاليل اللازمة اتضح بأنه ورم خبيث في مراحله الأولى.
أجرت العملية و استأصلت الثدي ثم خضعت لحصص العلاج الكيميائي ثم الإشعاعي و قالت أنها كانت محظوظة رغم قدم الأجهزة و تحديد عدد قليل من المرضى للاستفادة من حصص العلاج، حيث تجاوزت مرحلة الخطر، التي اعتبرتها أصعب امتحان في حياة الانسان و أي ضعف أو استسلام يجعل المرض يهزمه، و سردت كيف كانت تعاني مشكلة المواصلات و مع ذلك لم تتأخر عن مواعيد حصص العلاج الكيميائي، حيث كانت تخرج من البيت على الساعة الثانية صباحا لتكون في موعد العلاج على الساعة الخامسة صباحا بالمستشفى الجامعي و العودة إلى البيت في حالة يرثى لها قبل الساعة الثامنة صباحا، لكن زوجها الذي كان سندها المعنوي و المادي مكنها من تجاوز المحنة بكل ثقة، كيف لا و هو الذي لم يترّدد في الخروج إلى التقاعد المسبق لأجل رعايتها لأنه رفض البقاء في حاسي مسعود، محدثتنا عادت بشريط ذكرياتها إلى الوراء و أردفت "رأيت عيون زوجي محمرة و عرفت أنها آثار دمع و تأكدت قبل أن ينطق بكلمة بخصوص نتائج التحاليل و التقرير الطبي الذي كان بين يديه بأن ورمي لم يكن حميدا"، فرددت «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و فوضت أمرها إلى الله بكل شجاعة و قالت بأنه لا يمكن إنكار اللحظات التي تسلل فيها اليأس إلى قلبها، لكنها في كل مرة تلملم قواها و تعد نفسها بأنها ستكون أقوى من الحصة السابقة، فكانت مثال حي في الشجاعة و التفاؤل لغيرها من المرضى. دليلة قالت بأنها لم تكن تقرأ عن السرطان في أنترنت و لا تصدق أو تلهث وراء الطرق التقليدية التي نصحها بها الكثيرون، بل كانت ثقتها في الله أكبر، حتى وفاة ابنة خالتها بذات المرض لم ينقص عزيمتها في قهره، و اعتبرته مشكلة عابرة، فكانت مثال يقتدى به في الصبر و القناعة، حيث كانت تفعل المستحيل للحفاظ على ابتسامتها لمنح باقي المرضى القوة و الأمل في كل حصة علاج، لدرجة أن بعضهم كانوا يبكون عند مغادرتها. تعجز الكلمات عن وصف شجاعة دليلة التي أكدت بأنها لم تكن تتأخر عن أفراح العائلة حتى و هي في أصعب الظروف، و حضرت فرحا في اليوم الذي خضعت فيه للعلاج الكيميائي، لأنها كانت دائما حريصة على مشاركة الأهل فرحتهم، مسرة بأنها كانت تنزل تحت الطاولة للتقيؤ مستعملة مناديل كثيرة كانت تخفيها في حقيبتها ثم العودة للرقص و كأن شيئا لم يحدث.و عن أصعب اللحظات قالت دليلة أنها يوم تساقط شعرها، هي التي كان لها شعر جميل، و تذكرت كيف ابن شقيقتها كان يلعب بشعرها عندما تفاجأ بكتلة تنزل منه، مردفة بأنها استجمعت شجاعتها و أقنعت نفسها بأن الله سيعوّضها أفضل منه، و حرصت على الإبقاء على أناقتها حتى دون شعر من خلال اختيار أجمل الأوشحة والخمارات و تزيينها. و مرة أخرى ثناء زوجها على أناقتها باستمرار و تشجيعه لها على شراء ملابس جديدة كما في السابق زادها ثقة و منحها القوة على التحدي أكثر.

جميلة نحال مقتصدة متقاعدة
 طيبة زوجي و ثقته في شفائي منحتني القوة
حالة ثانية كان للزوج الدور الفعال في تجاوز الزوجة لمحنتها، القصة كما سردتها المريضة جميلة نحال 60سنة، تعكس الوفاء وأهمية العشرة الطيّبة، فالمرأة التي رفضت تصديق إصابتها بالداء الخبيث الذي اكتشفته صدفة و هي تستحم ذات يوم في 2013، حيث لاحظت كتلة فضلت عدم الحديث عنها،لقناعتها بأنها مجرد ورم سيحتفي مع الأيام لكن بعد أسبوع اضطرت لزيارة الطبيب و طلب إجراء كشف الماموغرافيا الذي أكد إصابتها بالسرطان و لحسن الحظ أن زوجها كان إلى جانبها، لأنها في تلك اللحظات شعرت و كأنها في دوامة لم تكن قادرة على الخروج منها وحدها، مؤكدة أن تلك اللحظة كانت الأصعب على الإطلاق، لأنها لم تفكر في شيء سوى أبنائها الأربعة و كيف ستخبرهم بالأمر.  جميلة التي لم تكف عن الدعاء لزوجها طيلة حديثها عن محنتها قالت بأنه كان نعم الرفيق و الأب و الأم و الأخ،و لم يتركها لحظة:» لولاه لما استطاعت الخروج من ظلمة اليأس»، فهو من كان حسبها يحثها على الصبر و مواصلة العلاج و بأن مرضها عادي و ستشفى منه لا محالة، و لم يتركها تحتاج شيئا، بل كرس وقته و اهتمامه لها، فكان يطهو الأكل لها و لأبنائه و يرتب سريرها و يرعاها كما لم يرع أحدا من قبل. و نفس الشيء بالنسبة لأولادها الذين رغم الصدمة استمدوا صبرهم من قوة صبرها و صبر زوجها.جميلة نحال المقتصدة المتقاعدة اعتبرت اللحظة الأولى أهم مرحلة في حياة المريض و قالت:» لو لم أكن قوية في البداية لهزمني المرض»، مؤكدة بأنها واجهت الورم بقولها لقد طلقته بالثلاث و تحدته بترديد عبارة «لن تجد لك مكانا بجسمي»، مضيفة بأن الاعتراف بالمرض و عدم إخفائه خطوة مهمة و ناجعة للتغلب عليه. كما أكدت بأن الحالة النفسية تلعب دورا مهما في العلاج بالإضافة إلى الجانب الروحاني، فكلما ازداد ايمان المريض بالله كان تقبله للمرض أكبر، لأن الشفاء بيد الله، أما الدور التالي فيتوّقف على المحيطين بالمريض خاصة الاقربون و على رأسهم الزوج و الأبناء و الوالدين و الإخوة.

الباحث الفرنسي جيرار ميلانو، مسؤول مخبر الأورام و الصيدلة بنيس
مصنعو العلاج المناعي يحرمون الدول الفقيرة من حق الاستفادة
يرى جيرار ميلانو، الباحث و المسؤول عن مخبر الأورام و الصيدلة بنيس الفرنسية بأن العلاج المناعي للسرطان أحدث ثورة في مجال الطب و أجاب عن  30 بالمائة من التساؤلات المحيّرة بخصوص بعض الأورام المستعصية، مستبعدا في ذات الوقت استبدال العلاج الكيميائي بالمناعي في الوقت الراهن. محدثنا تطرّق في حوار خص به النصر، على هامش الأيام الدولية الـ12 لأمراض السرطان احتضنته قسنطينة مؤخرا، إلى مشكلة اللامساواة في كيفية توزيع و منح الاستفادة من الأدوية الحديثة لعلاج السرطان و الفرق الصارخ في تعامل المخابر المنتجة مع الدول الأوروبية و الغربية عموما و الدول الإفريقية، مؤكدا بأن الأمر نفسه حدث منذ سنوات بخصوص الأدوية المضادة لفيروس فقدان المناعة المكتسبة.
. النصر: هل فعلا سيكون العلاج المناعي بديلا حقيقيا للعلاج الكيميائي؟
- جيرار ميلانو: لا... الأول لا علاقة له بالثاني، لأن العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا السرطانية مباشرة، بينما في»الإيمينوثيرابي» لا تصبح الخلايا السرطانية هي الهدف و إنما الخلايا اللمفاوية، باعتبارها عامل التفاعل المناعي للجهاز ضد الورم، و عليه فهو يمنحها القدرات التي فقدتها للتمكن من أداء دورها في مواجهة الورم كجسم غريب.
- كثـر الحديث عن المضاعفات الجانبية التي يسببها تفاعل الأدوية في ما بينها في هذا العلاج، ألا تعتقدون بأن إطلاقه قبل التحكم فيه، سيكون بمثابة أمل وهمي للمرضى اليائسين؟
- لا أظنه كذلك، إن الأمل موجود و حقيقي، لكن إعادة ترميم الأنسجة المناعية تبقى عملية معقدة للغاية، خاصة و أن الأبحاث بيّنت بأن مثل هذه المحاولات قد تنقلب ضد الأنسجة الحميدة، و بالفعل هناك عقبات لكن يمكن التحكم فيها، و علينا الإطلاع على النتائج المذهلة التي حققها العلاج المناعي على بعض الأورام بعد مراحل تشخيصية كارثية، سيّما فيما يتعلّق بسرطان الجلد و كذا الرئة، و هذا يثبت بأنه فعلا ابتكار مثير في مجال مكافحة السرطان، و عليه يمكننا أن نؤكد بأنه أمل حقيقي و ليس وهمي.
- لو تحدثنا بلغة الأرقام أين وصلت نسبة التحكم في العلاج المناعي؟
- يمكننا القول بأننا في متوّسط 30 بالمائة من حيث الإلمام و الإجابة على بعض التساؤلات المحيّرة الخاصة ببعض الأورام الخطيرة، مثل سرطان الرئة و الكلى و الجلد أيضا، و قد حقق الباحثون تطورا كبيرا في مجال العلاج، و لو أن الأطباء تنتابهم الحيرة أمام أورام أخرى و كأنهم مجرّدين من أي سلاح، كما هو الحال بالنسبة لسرطان البنكرياس الذي لم ينفعه العلاج المناعي، و نفس الشيء بالنسبة لأورام الدماغ التي تبقى أمراض مستعصية.
- يؤكد المختصون حقيقة التعامل غير العادل للمخابر الرائدة في إنتاج أدوية العلاج المناعي التي تبيعها لدول العالم الثالث بأضعاف الأثمان المحددة للدول المتطوّرة، و بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية و بعض  الدول الأوروبية، لماذا في رأيك؟
- كرجل علم، أجد صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال، و في رأيي الأمر من صلاحية أصحاب القرار في الميدان الصحي، لذا يجب أن يكون للأطباء وزن لإرغام السلطات و الحكومات على إيجاد صيغ لجعل هذه المخابر تعيد حساباتها حسب إمكانيات كل دولة، حتى لا يكون ذلك على حساب صحة المرضى و إصابتهم باليأس ، و قد عشنا نفس الشيء بالنسبة للأدوية المخصصة لعلاج داء السيدا بإفريقيا. تذكروا كيف كان الأمر محزنا و غاية في اللامساواة، لدى رؤية دول متقدمة تحوز على علاج ثلاثي، في حين أن الشعوب الأكثر عرضة للإصابة و التي يهددها خطر انتقال العدوى، لم تكن قادرة على الحصول على هذا العلاج. لحسن الحظ أنه تم تدارك الأمور، بفضل الجهود التي بذلها بعض المصنعين. اليوم يجب القيام بنفس الشيء بالنسبة للعلاج المناعي.
- لماذا تبقى نسبة الوفيات في أوساط المصابين بداء السرطان أكثـر ارتفاعا في الجزائر و العالم الثالث عموما، مقارنة بالغرب؟
-الأسباب متنوعة في رأيي، و يمكن الحديث في البداية عن الظروف المعيشية و التغذية و الثقافة الصحية و العادات و قواعد و نمط الحياة، فمثلا مكافحة التدخين بدأت في الغرب في وقت مبكر مقارنة بالعالم الثالث، و لا بد من تكثيف ذلك و تعميمه.
حاورته مريم بحشاشي

مختصون من الجزائر و فرنسا يحذرون
شركات عالمية تبيع الوهم للمرضى اليائسين
حذر مختصون في علم الأورام و السرطان من استفحال مروجي الوصفات السحرية و باعة الأوهام للمرضى اليائسين الذين لم ينجو منهم حتى المثقفين و أصحاب الشهادات العليا بما فيهم الأطباء، سيّما بعد دخول شركات عالمية ميدان المنافسة للمكملات الغذائية التي يدعون أنها قادرة على قهر السرطان.
و تحدثت ياسمينة كشيد عضوة بجمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان بقسنطينة عن حالات حاولت إيجاد الحل في الأدوية التقليدية و جازفت بحياتها بتوقيف العلاج الكيميائي فكانت نهايتها مأساوية كما حدث مع شقيقتين، تبعتا أوهام إحدى الشركات المروّجة للمكملات الغذائية و مستحضرات أخرى، لكن النتيجة كانت حتمية، حيث توفيت الشقيقتان بعد مدة من تخليهما عن العلاج الطبي.
و نفس الواقع المؤسف سجل لدى مريضة كانت تعالج هي و شقيقتها بطريقة عادية المرض الخبث قبل أن تقرر توقيف العلاج و اللجوء إلى التداوي بالأعشاب و الطب الشعبي.
الشقيقتان اللتان تعيشان بضواحي قسنطينة اختلف مصيرهما، حيث توجد إحداهن في حالة حرجة بعد تطوّر السرطان لديها و هي اليوم في المرحلة النهائية، في حين اعتبرت حالة الشقيقة الثانية مستقرة بفضل تقيّدها بالعلاج الطبي العادي.
و انتقدت محدثتنا الترويج الواسع و غير المراقب لمثل هذه الممارسات، مستغربة كيف لأشخاص الادعاء بأن المكملات الغذائية بإمكانها تعويض علاج السرطان، و تساءلت كيف يمكن تصديق ما لم يفصل فيه العلم حتى اليوم.
و تحدثت عضوات أخريات عن حالات كثيرة ساءت حالتها بعد توجههم لمستحضرات أجنبية.

الغرافيولا، فطر التبت، العسل العماني  و بول البعير

من جانبه اعتبر البروفيسور كمال بوزيد، بأنه من غير المعقول أن يصل الحد بالبعض إلى تقديم أشياء غير علمية كحث المريض على الصوم في فترة العلاج الكيميائي بحجة أن الاستجابة للعلاج ستكون أكثر فعالية، مشيرا إلى خطر تجويع المريض في هذه الفترة الحرجة، مذكرا بما وصفه بالموضات العلاجية الجديدة التي يروّج لها البعض من حين إلى آخر، كإقناع المرضى بالإكثار من تناول الفيتامين «سي» أو الفطر التبتي و ما قيل عن ميزاته العلاجية الخارقة للتخلص من السرطان، قبل أن تسرق فاكهة «الغرافيولا» الأضواء، و التي قيل بأنها قادرة على قتل الأنسجة السرطانية بمعدل 10آلاف مرة أكثر من العلاج الكيميائي، أو عسل عمان الذي بيع بـ1000دولار أي ما يعادل 11مليون سنتيم، فالمريض من يأسه يشرب حتى بول الناقة و حذر من الحجرة السوداء و غيرها من المواد التي قال أن لها مضاعفات خطيرة على الكبد و الكلى.
و قال أنهم سجلوا حالات كثيرة بين مرضاهم، بما فيهم أشخاص مثقفون و ذوي مستوى علمي وقعوا ضحايا هؤلاء تحت وقع اليأس.
رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض السرطان كمال بوزيد، شبه ما يقوم به جامعي الثروات في النفوس اليائسة بخرافات العائلة التي تقدّم لمريضها المحتضر رأس جرو بأمل إعادته للحياة.  
 المختص جيرار ميلانو
الثقافة الشعبية تسيطر على المرضى اليائسين
و من جانبه يرى المختص الفرنسي جيرار ميلانو بأن العادات غالبا ما تلعب دورا مؤثرا على المريض و تحفزه على الممارسة و الاعتقاد بأن بعض العلاجات التقليدية أكثر نجاعة من الطب الحديث، حتى و إن لم يقتنع أو لم يفهم المريض سر ذلك، فهو يتقيّد بالثقافة الشعبية حسبه.
و شدد على ضرورة  الحذر من باعة الوهم الموجودين حتى بدول الغرب، و  الذين يبيعون أدوية مغشوشة و آمال كاذبة، و أردف بأن الاحتيال لم يعد محصورا في الأشخاص بل امتد ليشمل شركات عملاقة تبث رسائل خاطئة و أمالا كاذبة غالبا ما تتسبب في تدمير أسر. و ذكر بأن اليأس و تشبث المرضى بالحياة وراء تجريبهم لكل ما يسمعون عنه، بما في ذلك المثقفين و حتى الأطباء المطلعين على قضايا الاحتيال في هكذا مواقف و خطر ذلك على حياة المصاب، و رغم ذلك يقعون ضحايا للمحتالين المتخفين وراء الشركات العالمية.
البروفيسور جون بول غرانغو
على الدول أن تولي اهتماما أكبر بالأغذية المسببة للسرطان
من جهته اعتبر البروفيسور جون بول غرانغو بأن الدول بما فيها الجزائر مطالبة بتكثيف البحث في مجال التغذية المؤثرة أو تقف وراء انتشار بعض أنواع السرطانات، خاصة بعد إثبات ذلك علميا، إلى جانب دراسة و إجراء أبحاث معمقة جادة لقطع الطريق أمام المحتالين و باعة الأوهام من اللاهثين وراء الكسب السهل على حساب صحة و حياة اليائسين.
و أضاف الدكتور غرانغو أن حالة اليأس تدفع ما يتراوح بين 1 و 2 بالمائة من المرضى إلى التوّقف عن العلاج و تجريب علاجات تقليدية أو طقوس لمجرّد ما يحدثهم البعض عن نجاعتها قبل تجريبها، مشددا على ضرورة تكثيف التحسيس، خاصة بعد رواج ممثلي شركات أجنبية تبيع مكملات غذائية تدعي نجاعتها في مكافحة السرطان، و أخرى عربية تقوم أدويتها على خلطات الأعشاب.
 الدكتور مصيبح جراح  و رئيس مصلحة بمستشفى القل
قنـوات تلفزيونيـة خاصـة  تـروج للـوهـم
الدكتور مصيبح جراح و رئيس مصلحة بمستشفى القل، تطرّق هو الآخر إلى ما أطلق عليه اللعب على وتر حاجة المريض اليائس لسماع خبر وجود شيء قادر على تخفيف عذابه، سواء كان ذلك في شكل دواء أو علاج تقليدي أو مكمل غذائي أو رقية أو حجامة و حتى تعويذات لم يكن يؤمن بها من قبل،و الذي يستغلها صيادو الفرص و الباحثون عن الربح على حساب مصائب و ضعف الآخرين. و قال أن أغلب مرضى السرطان يحاولون في مرحلة من المراحل رؤية أشخاص بعيدين كل البعد عن الطب بأمل إيجاد وصفة سحرية، لكن للأسف يتسببون في تعقيد حالاتهم و يعودون للطب بمجرّد ما تسوء صحتهم، مؤكدا وصول البعض في حالة حرجة و  مراحل متقدمة من انتشار المرض. و انتقد ما تقوم به بعض القنوات الخاصة من ترويج و إشهار لمن يدعون قدرتهم على علاج السرطان.
مريم/ب

في دراسة أجرتها المختصة في علم النفس شريفة بوعطة
37في المائة فقط من المريضات يملن الى مصارحة أزواجهن بعد اكتشاف المرض
أبرزت دراسة أجرتها المختصة في علم النفس البروفيسور شريفة بوعطة بالتنسيق مع جمعية واحة لمرضى السرطان، تمحورت حول واقع مريضات سرطان الثدي في قسنطينة، و تأثير المرض على حياتهن النفسية و الاجتماعية، بأن 37 في المائة فقط من المريضات يبدين استعدادا لمصارحة أزواجهن بإصابتهن بالسرطان بعد اكتشافه، بسبب اعتقادهن بأن هؤلاء سيتخلون عنهن، رغم أن سبر آراء أكد بأن غالبية المصابات تحظين بدعم أسري كبير.
و كشفت الدراسة التي يتضمنها العدد رقم خمسة من دليل الإرشاد « أساسيات واحة»، بأن 29 في المائة من المريضات اللواتي شملتهن الدراسة و عددهن 75 سيدة بين سن 31 و 42 سنة، اكتشفن إصابتهن بالمرض في مستشفى عمومي بينما عرفت البقية عن مرضهن من خلال طبيبة النساء، و أوضحت 55 في المائة من بينهن بأنهن تلقين الخبر بعبارات ناعمة و مدروسة من قبل الأطباء، بينما صدمت طريقة نقل الخبر القاسية 41 في المائة من المريضات، و بهذا الخصوص أشارت البروفيسور شريفة بوعطة، بأن إدراج آليات اطلاع المرضى بحقيقة إصابتهن لابد و أن تضبط وفق  إستراتيجية صحية ممنهجة كما هو معمول به في الخارج، لأن الصدمة من شانها أن تؤثر على تقبل المريضة للإصابة و بالتالي تعاملها مع العلاج.
 الدراسة أشارت إلى أن معظم السيدات يملن إلى إخبار شقيقاتهن بالإصابة بالمرض أولا، باعتبارهن الأكثر دعما لهن، و تعاني 59 في المائة من السيدات من الخوف الشديد من الموت بعد اكتشاف الإصابة، بينما يعذب هاجس المعاناة و الأم 14 في المائة و يعانين من الانهيارات النفسية و العصبية و التوتر و القلق الدائمين.
14 في المائة أيضا من المريضات أكدن بأن سلوك أزواجهن تغير بعد علمهم بمرضهن بحيث أن ردود الأفعال جاءت ايجابية بنسبة 61 في المائة و سلبية بنسبة 35 في المائة، بينما لم يبد 16 في المائة أية ردة فعل واضحة و يجهل 1 في المائة حقيقة مرض زوجاتهن.            
نور الهدى طابي

1 في المائة من  النساء اخفين مرضهن على أزواجهن
 ثلث مريضات سرطان الثدي  في الجزائر ضحايا طلاق
أشار تقرير لجميعة الأمل لمرضى السرطان بالعاصمة قدمته الأستاذة حميدة كتاب رئيسة الجمعية إلى أن ثلث مريضات سرطان الثدي في الجزائر هن ضحية طلاق تعسفي، هجرهن أزواجهن بحجة المرض وهو ما انعكس سلبا على نفسية الكثيرات ، و بالرغم من أن بعضهن وجدن عزائهن في جمعيات مساندة المرضى، إلا أن مريضات كثيرات كن اقل حظا و أكثر عرضة للقهر الاجتماعي، خصوصا وأن فرص العلاج و التكفل ليست متساوية بالنسبة لجميع ضحايا الداء، وهو ما أكدته دراسة حديثة قام بها الفريق الطبي و النفساني لجمعية واحة لمريضات السرطان بقسنطينة، تمت الإشارة من خلالها إلى وجود عدم تكافؤ في الاستفادة من العلاج بالنسبة لجميع المريضات و السبب هو المحيط الاجتماعي و التوزيع الجغرافي، كما أشارت الدراسة كذلك إلى أننا لا نزال بعيدين عن المستوى المطلوب في ما يتعلق بمدة التكفل الصحي بالمريضات بالرغم من كل الجهود التي تقوم بها الدولة في هذا المجال.
 وجاء في البحث أن مدة الانطلاق في العلاج الابتدائي مباشرة  بعد التشخيص الأول للإصابة تقدر بأقل من 5 أشهر بالنسبة لحوالي 50 في المائة من السيدات المريضات اللواتي شملتهن الدراسة، بالمقابل فإن 25  في المائة من السيدات الأخريات تتراوح مدة انتظارهن قبل بدء العلاج من  6 إلى 9 أشهر ، وهو أمر مسجل منذ أكثر من  3سنوات.         
نور الهدى طابي

البروفيسور كمال بوزيد
ضرورة تعميم العلاج المناعي لتفادي العودة إلى كابوس الضغط على مركز العاصمة
وصف البروفيسور كمال بوزيد تبني الجزائر للعلاج المناعي بالخطوة الجبارة في مجال مكافحة السرطان التي لا يجب ترك أخطاء الماضي تؤثر عليها، إشارة إلى ضرورة تعميمها قصد تجنب كابوس الضغط الذي شهدته مراكز مكافحة السرطان بالولايات الكبرى و بشكل خاص العاصمة.
رئيس الجمعية الجزائرية للأورام أوضح بأن مخطط السرطان كفيل بتوفير العلاج كما يجب، و ما حصره في الوقت الراهن الا في مركز واحد هو مركز بيار و ماري كيري بالعاصمة، واقع فرضه عدم تسجيل الدواء و حيازتهم على ترخيص استغلال مؤقت مكنهم من تجريبه على عدد محدود من المرضى، مذكرا بتشديد رئيس الجمهورية على توفير العلاج للجميع بشكل عادل.محدثنا أشاد بالنتائج المذهلة التي حققها هذا العلاج بعد فترة قصيرة من تجريبه على خمسة مرضى، خاصة المصابين بسرطان الجلد و الرئة، منتقدا في ذات السياق السعر الباهظ لهذا العلاج و المتراوح حسبه بين 6آلاف و 20ألف دولار أي ما يعادل  و هو ما يعادل حسبه 100ألف أورو للمريض في سنة واحدة، خاصة و أن المخابر المنتجة له تتعامل بطريقة غير عادلة مع الدول في طريق النمو التي تحتسب لها السعر أضعافا مضاعفة عما هو معمول به مع دول أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية. و بخصوص واقع انتشار الإصابة بالسرطان أكد كمال بوزيد التزايد المقلق لبعض أنواع السرطان، أهمها سرطان القولون و المعي المستقيم، معزا ذلك إلى العادات الغذائية غير الصحية التي تبناها الجزائريون في السنوات الأخيرة، و تخليهم عن الأطباق التقليدية رغم ما تحتويه من مركبات غذائية غنية و صحية جدا.و أردف بأنه رغم التحسن المسجل في مجال مكافحة السرطان بالجزائر اليوم مقارنة بسنوات التسعينات، بفضل مخطط مكافحة السرطان الذي يبقى هدفه الأول الوقاية كالتشخيص المبكر و حسن انتقاء الغذاء الصحي و مكافحة التدخين و غيرها من العوامل الأساسية للحد من انتشار السرطان.         
مريم/ب

المحامية و الحقوقية فاطمة بن براهم
 اقترحنا قوانين تسمح للرجل بالتعدد في حال مرض الزوجة لحمايتها من الطلاق
جددت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، تمسكها بمقترح وضع مادة قانونية تمنح للرجل الحق في الزواج مجددا في حال إصابة زوجته بالسرطان و أي مرض خطير قد يؤدي إلى الوفاة ذلك لمنعه بطريقة غير مباشرة من تطليقها، و السماح لها بمواصلة الاستفادة من تأمينه الصحي .
وتؤكد الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم، صاحبة مبادرة هيئة المحامين للدفاع بالمجان عن النساء المريضات بالسرطان، المقدر عدد أعضائها بـ 800 محامي، على ضرورة بناء سكن جماعي (سكن الموت بكرامة) في كل ولاية لمريضات السرطان اللائي لا يجدن معيلاً بعد الطلاق، والعمل على استصدار قانون يجبر على بقاء الزوجة المريضة بالسرطان في عصمة زوجها، والتكفل بها حتى شفائها أو وفاتها، لأن تطليقها يحرمها من التأمين الصحي ومن حقها في السكن في بيت الزوجية.
بن براهم أشارت إلى أنه أصبح من الضروري جدا على المجتمع المدني الالتفات لهذه الشريحة، وعلى القضاة العمل على إضافة مادة في قانون الأسرة تمنع وقوع الطلاق في حالة المرض أو السماح للزوجة بمواصلة الاستفادة من التامين الصحي للزوج في حال طلقها لهذا الغرض وذلك كشرط لحمايتها، مضيفة أن المريضات في الدول الغربية تتم رعايتهن من قبل الجمعيات الخاصة بالمرضى والمنظمات الصحية حتى أن هناك دور مخصصة لهن، وهو ما لا يتوفر محليا، لذا يظل خيار بقائها في عش الزوجية أفضل لها ومناسبا لوضعيتها الصحية أكثر.
نور الهدى طابي

المحامية و رئيسة جمعية حماية و ترقية حقوق المرأة فتيحة بغدادي  ترعي
القانون لا يمنع التطليق لكنه يعوض المريضة ماديا كجبر للضرر
أوضحت المحامية فتيحة بغدادي ترعي  المندوبة الجهوية لرابطة حقوق الإنسان و رئيسة جميعة نور لحماية و ترقية المرأة، بأنها واجهت حالات كثيرة  لسيدات كن ضحايا الطلاق سببه إصابتهن بالسرطان، مشيرة إلى تسجيل حوالي 3 الى 4 حالات سنويا، تتعلق بفك روابط الزوجية بسبب المرض و تحديدا سرطان الثدي الذي تعاني النساء المصابات به من نظرة دونية تنبذهن و تصنف المرض عموما على أنه معد وهو ما يعد اعتقادا خاطئا.
 أما من الناحية القانونية فتقول المحامية بأن العدالة لا يمكنها منع الرجل من تطليق زوجته لأن العصمة في يده، لكن بالمقابل تفرض عليه تعويضا ماديا لجبر الضرر ، يتراوح عادة بين 150 ألف الى 200 ألف دج، تمنح للمرأة المطلقة بعد الانفصال لتعويضها عن الضرر المعنوي الذي تعرضت له جراء دعوى الطلاق.
المتحدثة أضافت بأن حالات كثيرة لمطلقات واجهن أزواجهن أمام العدالة، تعرضن لأضرار نفسية جسيمة انتهت ببعضهن إلى الإصابة بانهيارات عصبية حادة، سببها تخلي الأزواج عنهن و نظرة المجتمع الجزائري إليهن، مؤكدة بأن واقع المريضات في المدينة ليس أحسن حالا من واقع المريضات في الأرياف.
 نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى