لم يكن أحد يتوقع أن يرى فريق مولودية قسنطينة يعاني الويلات في جحيم بطولة وطني الهواة (بطولة الدرجة الثالثة)، و هو الفريق العريق الذي سطع نجمه منذ تأسيسه يوم 15 ديسمبر 1939، التاريخ الذي تزامن والاحتفال بذكرى مولد خير الأنام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، بمباركة من العلامة رائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس، بأحد أحياء قسنطينة العتيقة حي الأربعين شريفا، بعدما تبلورت الفكرة التي جاءت بها قبل سنة (1938)، مجموعة من أعيان المدينة، على غرار حسان بن شيكو، عبد المجيد بن شريف، بلحاج سعيد الشريف و عمار منادي...

الموك و بعد التألق ميدانيا داخل و خارج الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، حيث سجل الفريق تواجده خلال الفترة الممتدة من 1948 إلى 1953 في بطولة شمال إفريقيا في 5 مناسبات، ليواصل تألقه ما بعد الاستقلال من خلال المشاركة في منافسة كأس المغرب العربي سنة 1972 و سنة 1977، و كأس الكؤوس الإفريقية سنة 1977، كما برهن على أنه من أعرق و أحسن الفرق الجزائرية و حتى على مستوى شمال إفريقيا، من خلال تنشيطه لنهائي كأس الجمهورية في ثلاث مناسبات (1964، 1975 و 1976)، بجيل ذهبي بقيادة القائد الأسطوري مراد بركات، و ثلاثي الرعب خاين، فندي و قموح، والهداف المميز الفنان كروكرو، و عدلاني وبن عبدون و مقري رحمه الله...  توهج المولودية القسنطينية استمر إلى غاية الموسم الكروي (1990-1991)، أين توج الجيل الذهبي الجديد بقيادة نبيل زغدود، و تحت إشراف الرئيس الراحل محمد الصالح ذيابي و المدرب رشيد بوعراطة بأول لقب للبطولة الوطنية، لينال بذلك شرف تمثيل الكرة القسنطينية والجزائرية في البطولة الإفريقية «كأس الكاف» سنة 2001، قبل أن تبدأ رحلة السقوط الموسم (2002/2003)، أين سقط الفريق إلى بطولة الدرجة الثانية، ليأتي بعدها السقوط المبرمج إلى جحيم بطولة وطني الهواة، بطولة المتاعب والمشقات، و التي يقضي فيها موسمه الرابع على التوالي. ليهجره أبناؤه و تندلع حرب الزعامات و تصفية الحسابات، بين رؤساء ظلوا يتغنون بحب الفريق، لكنهم في الحقيقة يتحملون مسؤولية ما يعيشه الفريق من معاناة، ليتحول فريق الموك من ناد عريق إلى النادي الغريق.        
حميد بن مرابط

الرئيس الحالي رياض هيشور للنصر
التاريخ لا ينسى و لكن يجب أن نتقبل الواقع لنعيش المستقبل
لم نستفد من أي سنتيم و صرفت مبلغا كبيرا من مالي الخاص
كيف وجدت الفريق بعد انتخابك رئيسا له؟
    وضعية الموك يعرفها العام والخاص، سواء خلال السنوات الثلاث الماضية أو قبلها. ليس هناك أي غموض، فكل شخص قريب أو حتى بعيد من الفريق على إطلاع بحالة الموك.
حسب الأنصار الفريق يسير من سيء إلى أسوأ، و يبقى يقبع في قسم الهواة، الذي لا يليق به، ما تعليقك؟
 صحيح مولودية قسنطينة فريق عريق، ولا يمكن لأي كان أن يقول غير ذلك، لأن التاريخ لا ينسى، وقد صنعه لاعبون ومسيرون سابقون، لكن الواقع أن الموك حاليا يتواجد في القسم الثالث (الثاني هواة مجموعة الشرق) منذ حوالي أربع سنوات، وعلينا تقبل الواقع وإلا لا يمكننا أن نعيش المستقبل ونخطو خطوة نحو الأمام.
وما هي الحلول التي تراها مناسبة لإعادة المولودية إلى مكانتها؟
     حسب رأيي وكما قلت من قبل، يجب تقبل الواقع أولا بأننا فريق هاو، وكما يجب أن لا نعيش على أننا فريق عريق، ولا نستقطب إلا اللاعبين الكبار. لا يجب أن نكذب على أنفسنا، لا يمكن أن نستقدم إلا لاعبين يمكنهم اللعب في قسم الهواة، وفي هذه الحالة لاعب في مولودية قسنطينة أو في مولودية مقرة على سبيل المثال لهم نفس المستوى، لكن تبقى هناك أمور تتحكم في النتائج سواء إدارية أو فنية أو خارجة عن إطار اللعبة، لا يمكننا أن نتحكم فيها.
 الموك أصبحت مستهدفة من طرف جميع أندية هذا القسم بالذات، أليس كذلك؟
هذه مشكلتنا سواء هنا بقسنطينة أو خارجها، حيث يعيش الجميع على زمن الفريق العريق، ما يجعل كل مبارياتنا لديها طابع خاص، والموك الفريق الذي يجب الإطاحة به، ولاعبو الفرق المنافسة متعودون على اللعب بخمسين بالمئة من إمكاناتهم، يلعبون بـ 150 بالمئة أمام الموك، ما يشكل لنا صعوبات نوعا ما.
وحتى الجانب المادي يعتبر عائقا كبيرا بالنسبة للموك، مقارنة ببعض الفرق في هذا القسم، أليس كذلك؟
     الجانب المادي يعتبر مشكلة كبيرة. أؤكد لكم بأننا سيرنا الفترة الماضية (6 أشهر) من مالنا الخاص، ولم نتلق أية مساعدة من طرف السلطات المحلية، وكما تعلمون فريق هاو يسير بأموال الإعانات، عكس الفرق المحترفة التي تسير من طرف المساهمين. لقد صرفنا مبلغا كبيرا، ولست من النوع الذي يبحث عن الظهور إعلاميا ولكل مقام مقال، وأريد أن أضيف نقطة مهمة.
تفضل...
     أريد أن أوجه رسالة شكر خاصة لمجموعة «إلتراس الموك»، نظير وقوفها الدائم إلى جانب الفريق، لأنهم يقدمون صورة مشرفة عن المناصر الحقيقي للموك، أما المناصر الذي يصفق للفريق فقط عند الفوز، ولا تجده في وقت الضيق، فأرى بأننا في غنى عنه.                   
حاوره: بورصاص.ر

الرئيس السابق كمال مدني للنصر
الـموك ضحيـة دميـغة و «الديجيــاس» السـابـق
أنفقت قرابة 15 مليارا من جيبي و دميغة استفاد من 28 مليارا
أشرفت على الموك لعدة سنوات، لماذا غادرت بتلك الطريقة؟
كنا في الطريق الصحيح، وكنا ننافس كل موسم على الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، لكن عودة عبد الحق دميغة إلى الواجهة، جعل الأمور تنقلب رأسا على عقب. لقد استعمل كافة الأساليب المباحة وغير المباحة من أجل العودة، إلى درجة أنه حرض علي بعض الأطراف لإجباري على الرحيل، وقد كان له ما أراد، خاصة وأن الأنصار انساقوا وراءه، بعد أن غالطهم بلقب الإمبراطور، ولكنه للأسف لم يكن في مستوى تطلعاتهم، وكان سببا في وقوع الكارثة.
أنت أيضا متهم بأنك لم تكن في مستوى المسؤولية؟
 أنا أحب الموك وأعشق ألوان هذا النادي الذي تربيت على تشجيعه منذ الصغر. كان لدي مشروع رياضي كبير، لكنهم لم يتركوني أعمل في هدوء، وعملوا المستحيل من أجل إبعادي. اعتقد بأنني كنت قريبا من إعادة الموك إلى مكانتها الطبيعية ضمن الكبار، ولكن انسياق الأنصار وراء الوعود الكاذبة لعبد الحق دميغة جعلنا نضيع الجمل بما حمل.
صراحة من المتسبب في الوضعية الكارثية للموك؟
دون أدنى تفكير عبد الحق دميغة ومدير «الديجياس» السابق. لقد عمل ذلك الرئيس على إسقاط الموك، بعد أن تلقى الأوامر من بعض الأطراف الفاعلة. لقد كان يعتقد بأن سقوط المولودية سينجر عنه حل الشركة الرياضية، ولكنه يجهل قانون التجارة الذي يلزم الأندية بالمواصلة في نظام الاحتراف لسنوات أخرى. وعليه فإن الموك ضحية دميغة و الديجياس السابق.
هناك أطراف تربط المعاناة بأزمة التسيير وغياب الرجال. ما رأيك؟
قلتها وأعيدها. لم أكن أتلقى أي مساعدات في الفترة التي أشرفت فيها على الفريق، عكس رؤساء سابقين، لقد أنفقت أموالا كبيرة من جيبي، وصلت 15 مليار سنتيم، في الوقت الذي استفاد فيه دميغة من 28 مليار سنتيم، بعد أن سحب 21  مليارا ثم 7ملايير أخرى من النادي المحترف. لقد ذهبت كل تلك الأموال أدراج الرياح، لأنه رمى بالموك إلى الهاوية، بعد أن تسبب في سقوطها إلى جحيم الهواة. يجب أن تعلموا بأن من يدعون حب الفريق لا يقدمون شيئا له.
هل يمكن أن نرى الموك يوما ما مع الكبار؟
أتمنى أن تعود الموك إلى مكانتها الطبيعية ضمن كبار أندية الرابطة المحترفة الأولى، لكن الأمور ليست سهلة على الإطلاق، بالنظر إلى عدة معطيات، لعل أبرزها غياب الأموال، التي تعد عنصرا أساسيا في نجاح أي فريق. لقد كنت أنافس على الصعود إلى القسم الأول، ولكنني كنت مقتنعا بنقطة مهمة، وهي أن المولودية لن تصمد كثيرا في قسم النخبة، لاستحالة توفير أزيد من 35 مليارا كل موسم.
الأمور في الموك مختلفة عن الفريق الجار شباب قسنطينة، الذي يمتلك محبين يدعمونه وقت الحاجة، وحتى بعض الأنصار يكتفون بالانتقاد فقط، ولا يقومون بدورهم الحقيقي، والدليل أنهم لا يدفعون ثمن تذاكر المباريات، وأكبر المداخيل حققناها في لقاء الديربي بفضل أنصار السنافر، الذين غصت بهم المدرجات في ذلك اللقاء.
هل من كلمة أخيرة؟
الرئيس الحالي للموك لا يمتلك الأموال، ورغم ذلك تحمل المسؤولية. أنا متضامن معه، ولكن مهمته لن تكون سهلة، لأن واقع الحال في بطولتنا مغاير تماما، فعندما لا تمتلك 7 ملايير في بداية الموسم لا يجب أن تتقدم لرئاسة الفريق، وتحلم بالصعود إلى الرابطة الثانية، لأنك ستواجه متاعب كبيرة فيما بعد. أنا أتحرك في كافة الاتجاهات الآن، من أجل توفير المبلغ الذي حدثتكم عنه، وفي حال نجاحي في توفيره سأترشح لرئاسة الموك من جديد.
حاوره: مروان. ب

دميغـة الإمـبراطـور الـمغضوب عليه
أزمة الموك متعددة الأوجه، لكن الكل يحمل المسؤولية للكل بخصوص ما آل إليه الفريق، و  الجحيم الذي يعيشه في بطولة وطني الهواة، بعدما كان قبل الموسم المشؤوم (2003) موسم السقوط إلى الدرجة الثانية، من صناع الفرجة في الدرجة الأولى. و من خلال هذا الاستطلاع، اتضح جليا بأن الأزمة واحدة و المتهمون كثر. ومن بين أبرز الوجوه التي وجهت لها أصابع الاتهام، الرئيس الأسبق عبد الحق دميغة الذي كان الجميع يلقبه بـ «الأمبراطور»، على اعتبار أنه كان يعمل بمفرده، حيث سجلنا إجماعا لدى اللاعبين و المسيرين السابقين أو حتى الأنصار الذين حاورنا أحد ممثليهم في هذا الملف، مفاده أن دميغة من بين أهم  الأطراف التي أوصلت الموك إلى الحالة التي يتواجد عليها الآن، حيث تحول من المطلب الأول للأنصار في وقت سابق، إلى المغضوب عليه رقم واحد، سيما و أن أحفاد ابن باديس سقطوا إلى قسم الهواة تحت لوائه.و رغم عودته إلى رئاسة الفريق سنة 2012، ضمن لجنة الإنقاذ التي جاءت في أعقاب مسيرات الغضب للأنصار المطالبين وقتها بإنقاذ الفريق من شبح السقوط، لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن، و الموك وجد نفسه في مكانة لا تليق به وبتاريخه و سمعته في قسم الهواة. و بعد مرور ثلاث سنوات انقلب السحر على الساحر، ليتحول دميغة من إمبراطور إلى مغضوب عليه، ليتم دفعه إلى الاستقالة خلال أشغال جمعية عامة استثنائية، تم خلالها المصادقة على التقريرين المالي و الأدبي، قبل أن يعلن دميغة بعدها عن انسحابه و استقالته من رئاسة الفريق، لتعقد جمعية عامة انتخابية استثنائية اختارت قدري رئيسا للموك، لكنه لم يعمر طويلا، حيث اضطر إلى تسليم مقاليد الموك إلى الرئيس الجديد هيشور بعد نهاية العهدة الأولمبية. اختيار هيشور من طرف أعضاء الجمعية العامة، جاء بعد أن وجد نفسه المرشح الوحيد.
دميغة الذي يعد من الأطراف الفاعلة في محيط الموك، و حتى لا نبخسه حقه، و لا نشجع على نكران الجميل، حاولنا الاتصال به على غرار بقية الأطراف الأخرى المعنية بالفريق حاضره و مستقبله، حتى نمنحه حق المشاركة في هذا الملف، لكن للأسف باءت كل اتصالاتنا بالفشل، على اعتبار أن المعني موجود خارج أرض الوطن، و هاتفه ظل خارج الخدمة.
بورصاص.ر

كان حاضرا في التتويج  الوحيد يوسف مشهود للنصر
رؤسـاء سـابقـون أوصلـوا الفريق إلـى هـذا الـمستـوى والتــاريــخ لن يرحمهــم
أنصح الإدارة الحالية بإبعاد أصحاب المصالح الضيقة
عايشت الجيل الذهبي للموك، وكنت حاضرا في التتويج الوحيد، ما تعليقك؟
     سعيد لكوني من اللاعبين الذين توجوا مع مولودية قسنطينة باللقب الوحيد في تاريخها، لقد كانت أياما رائعة مكنتنا من إسعاد جماهير الموك، التي كانت فخورة بفريقها، الذين كان ينافس كبرى النوادي، قبل أن تصطدم اليوم بالواقع المرير، بالنظر إلى أن المولودية تعاني في جحيم الهواة.
لماذا تحولت الموك من ناد يصنع الأمجاد إلى فريق يتخبط في جحيم الهواة؟
لقد تغيرت المعطيات مقارنة بسنوات الزمن الجميل، حيث غابت «النية»، وطغت المصالح الشخصية، ما جعل الموك تدفع الثمن غاليا، من خلال السقوط المدوي إلى قسم الهواة، بدلا من التنافس على الألقاب في القسم الأول، لقد كنا في السابق نلعب من أجل الألوان، وكنا نحظى بدعم المسيرين الذين كانوا رجالا بأتم معنى الكلمة، ولكن الأمور اختلفت الآن، بعد ظهور رؤساء جدد كانوا وراء تدحرج المولودية إلى هذا المستوى المتدني، حيث يعاني الفريق في صمت منذ قرابة 10 سنوات، والأمور مرشحة للبقاء على حالها، خاصة إذا ما استمر هؤلاء بالقرب من محيط الموك.
عملت كمدرب في الفريق، لماذا تم التخلي عنك رغم تحقيقك لنتائج رائعة؟
     لا يمكنني أن أرفض نداء الموك، التي عملت فيها بتفان، وكنت أمني النفس بالمساهمة في إعادتها إلى مكانتها الطبيعية ضمن الكبار، ولكن للأسف لم أنجح في الوصول إلى مبتغاي، بسبب أنانية الرؤساء السابقين، أو بالأحرى بسبب مصالحهم الشخصية، حيث قاموا بالتخلي عني، رغم أني كنت أنافس بقوة على ورقة الصعود، والنتيجة كانت الصراع من أجل البقاء في آخر البطولة، لقد لعبت في الموك, كما كانت لي الفرصة من أجل الإشراف على الفريق كمدرب، وتفاجأت بالظروف الصعبة التي وصلت إليها المولودية، حيث أصبحت تعاني من أزمة تسيير حقيقية عصفت بها إلى جحيم الهواة، الذي قد تعمر به لفترة طويلة إن لم تتغير الذهنيات والعقليات.
 حسب رأيك ما هو الحل وهل الإدارة الحالية قادرة على رفع التحدي؟
 الحل يكمن في تطهير محيط الموك من أصحاب المصالح الضيقة، كونهم المتسبب الرئيسي فيما وصلت إليه الموك من معاناة الآن، أنا أتمنى حظا موفقا لإدارة الرئيس هيشور، التي أنصحها بإبعاد كافة الأسماء القديمة التي كانت وراء انتكاسة هذا الفريق العريق، أنا متأسف لحال الأنصار الذين كانوا ولا يزالون خلف الموك، على أمل رؤية فريقهم يعود إلى مكانته الطبيعية في يوم من الأيام، أنا متفائل، خاصة وأن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، وهو حال الموك التي لا يمكن بأن حال من الأحوال نسيان صولاتها وجولاتها سواء بالداخل أو حتى خلال المشاركة الخارجية.                 
حاوره: مروان. ب

شغل عدة مناصب في الفريق جمال عدلاني للنصر
المولودية رهينة ممارسي سياسة الأرض المحروقة
أبدى اللاعب والمدرب والمناجير ورئيس فرع كرة القدم السابق جمال عدلاني تشاؤمه بقدرة الفريق، على لعب ورقة الصعود ومغادرة قسم الهواة، في نهاية الموسم، رغم اعترافه بتمتع الجهاز الإداري الحالي بالاستقرار الضروري للنجاح:» في الوقت الذي يطالب المحبون باللعب على الصعود، يؤكد المسؤول الأول على الفريق على عكس ذلك، من منطلق معرفته بإمكانات الفريق، وما يزيد من عدم تفاؤلي، نوعية التعداد مقارنة بالرائد والوصيف وغياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية«
وفي ذات السياق حصر عدلاني معاناة الفريق في قسم الهواة للعام الرابع بالقول:» تملك الموك محبين يملكون الإمكانات اللازمة لإخراجها من الأقسام الدنيا، ويمكنهم تقديم مساعدات كبيرة، لكنهم افتقدوا إلى ربان يقود السفينة، وما يحز في نفسي أن، الفريق سقط إلى الرابطة الثانية قبل أكثر من عشرية، ويلعب في قسم الهواة للموسم الرابع لا يمكنه الصعود هذا الموسم أيضا، ما يحتم قدوم رئيس يخدم الموك أولا، لأنني شخصيا لاحظت في العشرية الأخيرة تداول رؤساء يطلبون أموال المحبين للتصرف فيها كما يحلو لهم، وعليه أرى أن إشراك المحبين القادرين على تقديم المساعدة المالية كفيل بإخراج الفريق من هذه الوضعية».
وذهب محدثنا إلى أبعد من ذلك، حيث أطلق النار على من تولوا التسيير في السنوات السابقة:» ما وقفت عليه أن من تداولوا على تسير النادي كان هدفهم صناعة أسماء لهم والحصول على أموال الفريق، بدليل أنه منذ العام 2003 كل رئيس يغادر الموك يترك على عاتقها ديونا ويقوم بعدها بغلق الرصيد البنكي، وفق ما يعرف بسياسة الأرض المحروقة، ما جعل الفريق رهينة هؤلاء».
وبخصوص برمجة إسقاط المولودية من الاحتراف إلى قسم الهواة، بحجة إعادة بناء الفريق على أسس سليمة، قال عدلاني:» صراحة لم أفهم هذا السيناريو، على اعتبار أن الفريق يقضي عامه الرابع في قسم الهواة ولا بوادر لخروجه من النفق، وحتى تغني البعض باللجوء إلى التكوين، صار عبارة عن اسطوانة مخدوشة لأنه لا أثر للاعبي الفئات الشابة في الفريق الأول، لأن هذه السياسة تتطلب ربانا قادرا على قيادة السفينة إلى بر الأمان». وختم عدلاني حديثه بالقول:» أنا جد متأثر لما آل إليه الفريق، وشخصيا فقدت الثقة في الجميع لأنه من الصعب جدا أن تجد الرجل المناسب، في وقت تغلبت فيه المصالح وحب الذات والسعي لكسب الأموال على حساب النادي».      
حاوره: نورالدين - ت

رئيس جمعية قدماء اللاعبين الطاهر بن عبدون
لا مستقبل دون الولاء والوفاء
استهل اللاعب والمدرب السابق ورئيس جمعية قدماء لاعبي الموك الطاهر بن عبدون حديثه ، بتأسفه للوضعية الصعبة التي يتواجد عليها، حيث آلمه تخبط فريق القلب في قسم الهواة، رغم امتلاكه جميع مقومات النجاح واللعب في حظيرة الكبار.
بن عبدون الذي يعد أحد أبرز نجوم الجيل الذهبي وأحد منشطي نهائي كأس الجمهورية في سنتي75 و1976، توقف مطولا عند عراقة الفريق وتاريخه:» أرى أن مكانة المولودية ليست في حظيرة الهواة، لأنها فريق يتميز بعراقته وتقاليده ، وقوة الموك كانت في تمسكه بمبادئه وتشبع لاعبيه بقيم الفريق، والآن صار فريقا عاديا بابتعاده عن هذه القيم»، وما حز في نفس محدثنا تخلي الفريق عن التكوين وانتدابه لاعبين محدودي المستوى: «عرفت الموك سابقا باعتمادها على أبنائها المتشبعين بحب الفريق، وما دامت سياسة الإدارات الحالية تعتمد على جلب اللاعبين، فلن يتغير الحال ولن تعرف البيضاء النهضة التي يحلم بها محبوه».ولم يكن ممكنا أن يتحدث بن عبدون عن راهن الموك، دون أن يعرج على الجيل الذهبي في السبعينيات:» جيلنا الذي يتذكره الجميع ويحن لأيامه الزاهية، تخرجت نجومه من المدرسة وتدرجت من الكتاكيت حتى الأكابر، ما أبقى الموك عشرية كاملة في دوري الأضواء»، وهنا فتح محدثنا قوسا ليلح على أن خلاص المولودية في التكوين وحب الفريق:» علينا تنشئة شبان الموك على حبها والتعلق بألوانها وتاريخها، لإعادة الفريق إلى مكانته الحقيقية، لأن سياسة جلب اللاعبين غير مجدية، ولو تم استثمار الأموال التي صرفت على المستقدمين في التكوين لكان للموك خزانا يعتمد عليه الفريق الأول، وبعبارة أدق أن سياسة الانتدابات مضيعة للوقت والمال».
لأننا أبناء الموك أغلقت الأبواب أمامنا
 وعن امتلاك الفريق ملعبا والقبة البيضاء، أردف محدثنا:» يملك الموك مقرا يحسد عليه، وظروفا جد مساعدة على العمل، كما أن مناصري الموك معروفون بحبهم للفريق وتقبلهم صراحة المسؤولين، فنحن كنا نحب الموك لأننا كبرنا في مناخ مساعد على ذلك، فمنذ الفئات السنية سمح لنا بالاحتكاك بنجوم الأكابر الذين يحدثوننا في كل مناسبة عن الفريق وتقاليده وتاريخه، فبدون تاريخ و أبناء يحملون الولاء والوفاء لا مستقبل للنادي».وبتحدي بن عبدون أي لاعب من الفريق الحالي قادر على ذكر اسم واحد للاعبي الجيل الذهبي، الذين يعدون رموز النادي ومفخرته، فتح لنا المجال للحديث عن جمعية قدماء اللاعبين، وطرحنا سؤالا عن ابتعادها عن الفريق، فرد:» الهدف من تأسيس الجمعية محاربة النسيان، كنا مجموعة منها سوشة ونعيجة والهادف رحمهم الله ورشيد خاين، لكن نظرة المسيرين إلينا اختلفت وظن البعض أننا نعارضهم ونزاحمهم على المناصب، والواقع أننا أبناء الفريق لا يمكننا إلحاق الضرر به، ودوما تحت تصرف النادي، كما أن الجمعية تضم ما  لا يقل عن 20 مدربا يحملون الشهادات»، وقال بخصوص القطيعة التي حدثت في عهد الرئيس دميغة:» لقد كان الرؤساء يخشوننا لأننا أبناء النادي ونحمل حبه في قلوبنا، وللأسف اللاعبون السابقون مسيرون في كل الفرق، ما عدا في قسنطينة لأن الأبواب مغلقة» وختم حديثه:» الملاحظ حاليا تنامي حب الكرسي وتزعم الفريق،و أقول لمن يدعون حب الموك، ويملكون الأموال أن يلتفوا حول الفريق، الذي سيحقق الصعود في ظرف عام واحد».   
نورالدين - ت

المناصر الوفي حليم بلام
14 سنة من الجحيم و الإهانات بركات
 يجمع أنصار و محبو مولودية قسنطينة، على أن سبب تقهقر فريقهم العريق إلى جحيم وطني الهواة هو سوء التسيير، بالإضافة إلى حرب الزعامة، و التي كان الهدف منها تصفيات حسابات شخصية على حساب المولودية.
و من بين أصحاب هذا الرأي، المناصر الوفي حليم بلام، نجل الحارس السابق للمولودية عبد السلام بلام: «سبب نكسة والسقوط الحر للموك سوء التسيير. فكل رئيس يأتي يعمل على نسف ما قام به سابقه، قبل المغادرة وترك الفريق مثقلا بالديون، لتتراكم من موسم لآخر، حيث أعلن الرئيس الحالي رياض هيشور خلال الاحتفالات بالذكرى 77 لتأسيس الفريق مؤخرا بحي باب القنطرة، عن ديون بقيمة إجمالية قدرها 7 مليار سنتيم، و هي الوضعية التي جعلت الفريق رهينة اللاعبين والمسيرين والرؤساء، الذين بلغ بهم الأمر اللجوء إلى المحكمة الرياضية للمطالبة بمستحقاتهم، ليتسببوا بعدها في تجميد الرصيد، لتصبح بعدها المولودية تحت رحمة الأزمة المالية، الشيء الذي أطال بقاءها في بطولة الهواة، وسمح لفرق أخرى من الصعود، لتوفرها على الأموال اللازمة».و عن قضية الرؤساء و المقربين منهم، و الذين كانوا وراء سوء التسيير و الانتدابات الضعيفة، قال محدثنا: «نحن الأنصار نحمل الرئيس المسؤولية، و ليس المقربين منه أو من يستشيرهم، لأن الجمعية العامة انتخبت هيشور و هو من يتحمل مسؤولية من يعمل معه كونه هو من اختارهم. أتذكر جيدا خلال الجمعية الانتخابية أنه قال بأنه سيلعب من أجل البقاء، قبل أن يغير رأيه تحت ضغط الجمعية العامة، ليصبح الهدف الصعود، وبالتالي كان عليه أن يختار من يعرف الفريق وخبايا كرة القدم، خاصة في بطولة الهواة التي تعرف بالكواليس.
شخصيا لا أرى المشكل في أناس مثل «صالح الباتيسري»، الذي يعتبر مناصرا وفيا للفريق وليس مسيرا، عكس حميدي الذي عينه كمسؤول في مكتبه، ومع ذلك لم أحمله مسؤولية انتدابات اللاعبين، والتي يتحملها هيشور بصفته الرئيس».هذا ويرى المناصر حليم بلام بأن حرب الزعامة هي سبب هلاك الموك: «لأن كل رئيس     وكل محب من الذين كانوا يدعون حبهم للفريق، واستعدادهم لدعمه ماليا، لم يوفوا بوعودهم، وكانوا في كل مرة يرفضون مساعدة الفريق ماليا، ما دام دميغة وبورفع ومداني ووو على رأسه، ولكن ها هو اليوم رئيس شاب ليست له سوابق معهم، فلماذا لم يتقدموا لمساعدته؟.الموك الفريق الكبير والعريق يلعب في بطولة الهواة هذا عيب كبير. من بين الأسباب الرئيسية لمعاناة الموك اليوم، هو أن الرئيس الذي يغادر يصبح من المعارضين الذين يفسدون على الفريق... فيا أسرة الموك اتحدوا. 14 سنة من الجحيم و الإهانات بركات».
حميد بن مرابط

الرجوع إلى الأعلى