رحيل ليكنس و مختصون يدعون الفاف إلى مراجعة استراتيجيتها

أجمع التقنيون الذين اتصلت بهم النصر أمس، بأن المشاركة الجزائرية في كان الغابون كانت مخيبة على كافة الأصعدة، من منطلق أن طموحات الفاف والجماهير الجزائرية كبرت مع هذا الجيل الذهبي من اللاعبين وما وفرته له الفيدرالية من إمكانات، كما أعرب التقنيون عن عدم استغرابهم استقالة الناخب الوطني جورج ليكنس الذي فشل في تجسيد الأهداف التي تضمنها عقده. وأكدوا على ضرورة إعادة النظر في الاستراتيجية العامة للفاف.ولم تكن الدورة كلها سلبيات حسب محدثينا الذين اعتبروا بن سبعيني وهني نقاطا مضيئة في الغابون.
اللاعب الدولي الأسبق حكيم سرار
الإقصاء المبكر شر لا بد منه لإعادة النظر في المنظومة الكروية
• ما تعليقك على إقصاء المنتخب الوطني من «الكان»؟
بعد النكسة يجب التفكير بطريقة حضارية، لأن هناك فلاسفة كبار ينتظرون خسارة المنتخب من أجل التهويل لا غير، وعندما نتحدث من الجانب الرياضي، أعتقد بأن نقطة ضعف المنتخب الوطني تكمن في ليكنس، لأن المرآة الحقيقية لمستوى أي مدرب هو لاعبيه فوق أرضية الميدان، و بما أن اللاعبين ظهروا بمستوى جد متدني، فإن مستوى المدرب ضعيف، لا أقول مثلما قال الكثير بأننا كنا ننتظر هذا الإخفاق.
• ماذا تريد أن تقول؟
أعتبر المحللين الذين يتحدثون عن توقعهم الإخفاق مغرورين، حيث كان المنتخب قادرا على التأهل بسهولة، لو فاز على زيمبابوي وتعادل أمام تونس، أظن أن الإقصاء مر، ولكن في بعض الأحيان الإقصاء شر لا بد منه، لأنه سيسمح لنا بإعادة النظر في المنظومة الكروية.
ليكنس كان الحلقة الأضعف واستقالته تحصيل حاصل
• وماذا يجب القيام به ؟
أعتقد أن المنظومة منذ 2014 تغيرت ، فبعد قانون «الباهاماس»، الذي كان نعمة علينا، ومكننا من الاستفادة من عدة لاعبين في مرحلة شح كبيرة، يوم كنا لا نجد لاعب محلي، جاءت مجموعة  من اللاعبين أبناء الجزائر، و قدمت الكثير، الآن الظروف تغيرت والحقبة انتهت، ويجب إعادة النظر في كيفية إعطاء دفعة للبطولة المحلية، لكن ليس في سنة أو سنتين، لأن هناك بعض الأصوات تعالت مطالبة باللاعب المحلي، لكن يجب الاعتراف بأن البطولة الوطنية ضعيفة، وهو ما يعني عدم وجود لاعبين محليين وهذا هو التحليل المنطقي، ويجب وضع قوانين بداية بمنح أوامر بعدم قبول هذه الأجور الخيالية التي تصل إلى 300 و400 مليون، وعدم تبذير الأموال هنا وهناك.
• الناخب الوطني جورج ليكنس أعلن استقالته، ما تعليقك؟
الاستقالة تحصيل حاصل، ليكنس احترم نفسه، بعد فشله أعلن الاستقالة، وكما هو معروف الفاشل إما أن ينسحب أو يصحح خطأه، وما دام ليس له الوقت للتصحيح، الأرجح أن يغادر.
•  وماذا بخصوص الناخب الوطني الجديد، خاصة و أن هناك عدة تحديات في انتظاره؟
مهما يكن الناخب الوطني الجديد، الفترة القادمة انتقالية، وبالتالي يجب عدم استثمار أموال كبيرة، بالعكس يجب إعادة النظر في المنظومة ككل، و يجب وضع الثقة في ناخب جزائري، على سبيل المثال بلماضي أو مضوي ، هناك مدربين يمكنهم تشكيل مجموعة، لأن الأهداف الحقيقية في هذه المرحلة هي 2018 و 2022، ومنح الناخب الوطني المادة الخام وهي اللاعبين، كما أنه يجب أن تكون هناك مديرية فنية، من أجل رفع مستوى البطولة المحلية، وأعتقد أن دور المديرية الفنية كبير جدا.
• الانتقادات طالت رئيس الفاف من كل حدب وصوب، ما تعليقك؟
يجب عدم تشخيص القضية في روراوة ووضعه على فوهة بركان، فبالأمس القريب فقط أدخل الفرحة على قلوب الجزائريين، و قدم الكثير، حيث طور كرة القدم في الجانب الإداري، وتمكن من قيادة الخضر إلى مونديالين، و تمكنا من الوصول إلى نصف نهائي الكان في 2010،  ولكن منذ 2014 هناك تراجع وإخفاقات، و لكن ليس بالشتم و التهويل والإهانة، هذه كرة القدم، التي تعتبر الأفيون في العالم العربي، و لكن يجب عدم نكران الجميل، فمن 2009 إلى 2014 قام روراوة بعمل احترافي بامتياز وأعطى وثبة حقيقية للكرة الجزائرية في المحافل الدولية.
• ألا ترى بأن عدم الاستقرار من العوامل التي أثرت سلبا على المنتخب؟
نعم، عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية كان له الأثر السلبي، مثلما قلت من قبل منتخب مونديال 2014 تراجع، وهنا نفتح قوسا، كيف للاتحادية التي كانت تحارب الأندية بسبب كثرة إقالات المدربين؟ اليوم هي أصبحت تقوم بذلك، رغم أن لديها ظروفها، واليوم الشيء المهم يجب أن نجلس على طاولة، وليس من داعب كرة القدم مرة في حياته يظن نفسه بأنه مالك لحقيقة الكرة، نحتاج إلى اتحاد الجميع و لا أحبذ كلمة انهيار، صحيح أننا خرجنا من الدور الأول، ولكن يجب الحديث عن نقطة مهمة وهي أننا
روراوة أحدث نقلة نوعية على مستوى الكرة الجزائرية ولكن...
لسنا بالمنتخب الإفريقي بامتياز، فنحن منتخب يحتل المرتبة العاشرة على صعيد التتويجات، وهناك عدة منتخبات أفضل منا ، يعني أن هذه النكسات عرفناها حتى مع الجيل الذهبي.
• وما هي إيجابيات مشاركة الغابون؟
أعتقد أننا ربحنا لاعبا مثل بن سبعيني، الذي كانوا يقولون عنه بأنه لا يملك الخبرة، وحتى هني سيكون له شأن كبير، مشكلتنا تبقى دائما الخط الخلفي الذي يستقبل أهداف كثيرة، منذ لقاء الكاميرون، بدليل أنه يحتل الرتبة الثانية كأسوأ دفاع، وأتمنى من أعماق قلبي النجاح للمنتخب الوطني والعودة بقوة مستقبلا.
حاوره: بورصاص.ر

الدولي السابق ياسين بزاز للنصر
التعاقد مع ليكنس قرار خاطئ من البداية وغياب الاستقرار أفقدنا قوتنا
قال الدولي السابق ياسين بزاز بأن التعاقد مع جورج ليكنس كان أكبر خطأ ارتكبته «الفاف»، مشيرا بأن غياب الاستقرار أفقد المنتخب الوطني قوته المعهودة، مضيفا بأنه على الاتحادية التعاقد مع مدرب عالمي تحسبا للمرحلة المقبلة، خاصة وأن المجموعة تتواجد في أصعب الظروف.
وختم بزاز حديثه للنصر بالإشادة باللاعبين هني وبن سبعيني، معتبرا إياهما أهم مكاسب دورة الغابون المخيبة.
•  الناخب الوطني جورج ليكنس أعلن عن استقالته، ما تعليقك؟
     اعتقد بأن هذا القرار كان منتظرا، بعد النتائج السلبية التي سجلها في دورة الغابون، حيث قاد المنتخب الوطني لتوديع البطولة من الدور الأول، بعد فشله في تحقيق أي انتصار. صحيح أن رحيله يعتبر أمرا إيجابيا بالنسبة للخضر، لأن الأخير ليس لديه ما يقدمه لهم، ولكن ليس هكذا تسير الأمور، لأن التخلي عن المدربين بهذه الطريقة لا يخدم مصلحة المنتخب، الذي هو بصدد دفع ثمن غياب الاستقرار الفني.
يجب اختيار مدرب عالمي للمرحلة المقبلة
•  ألا تعتقد بأن خيار ليكنس كان خاطئا من البداية؟
     بطبيعة الحال. التعاقد مع ليكنس كان قرارا خاطئا منذ البداية، وكان من الأجدر على الفاف جلب مدرب بمواصفات عالمية لخلافة راييفاتس، لأن الخضر كانوا على موعد مع عديد الاستحقاقات المهمة، والبداية بتصفيات مونديال روسيا، ونهائيات «كان» الغابون، لقد كان خيار ليكنس سيئا، كونه فشل في قيادتنا إلى النتائج المرجوة، كما أنه أفقد الخضر قوتهم المعهودة، بسبب خياراته الخاطئة.
•  هل كنت تنتظر تلك النتائج السلبية في دورة الغابون؟
     أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن نغادر البطولة من الدور الأول، لكن واقع الميدان كان مغايرا، حيث عجزنا عن تحقيق أي انتصار، ما جعلنا نعود مبكرا إلى الديار. لقد كنا نؤمن بقدرة هذه التشكيلة على الذهاب بعيدا، بالنظر إلى الأسماء التي نمتلكها، ولكن عناصرنا لم تكن في مستوى التطلعات، وظهرت بمستوى مخيب.
•  لماذا لم نكن في مستوى التطلعات؟
     اعتقد بأن المدرب ليكنس أفقدنا هيبتنا، حيث فشل في زرع الروح داخل المجموعة، وهو ما ظهر واضحا خلال المباريات الثلاث التي لعبناها، أين كنا خارج الإطار، ولم نقدم أي مستوى يشفع لنا من أجل المرور إلى الدور الثاني. يجب أن نعترف بأن خيارات ليكنس كانت غير مفهومة، خاصة وأنه ضحى بركائز على غرار مجاني وفغولي، وجلب أسماء تفتقد للخبرة، واكتفت بالسياحة في الغابون.
• هل من إيجابيات خرج بها المنتخب الوطني من دورة الغابون؟
     لا اعتقد بأن هناك إيجابيات في هذه الدورة، بالنظر إلى الخسائر الكثيرة للتشكيلة الوطنية، حيث تراجع مستواها بشكل مخيف، ما سيضعنا أمام مستقبل مجهول، لكن هناك بعض الأمور الجيدة، على غرار تألق بن سبعيني وهني، حيث أبان اللاعبان عن مستوى متميز، ما قد يجعلهما رقمين مهمين في تشكيلة الخضر مستقبلا.
دورة الغابون للنسيان وهني و بن سبعيني أهم المكاسب
•  كيف تنظر إلى المرحلة المقبلة؟
     يجب أن نعترف بأن حظوظنا في التأهل إلى مونديال روسيا تبدو منعدمة، بالنظر إلى تخلفنا بخمس نقاط كاملة عن نيجيريا، التي تكون قد وضعت قدما في مونديال روسيا. نحن في وضعية صعبة جدا، لكن هذا لا يعني بأنه يجب أن نتخلى عن منتخبنا، بل على العكس يجب أن نواصل دعمنا له، وبحول الله سنستعيد بريقنا في أقرب وقت. أتمنى من الفاف أن تجلب مدربا عالميا يكون قادرا على إعادة الانضباط للمجموعة، خاصة وأن الخضر تنتظرهم العديد من الاستحقاقات المهمة، والبداية بتصفيات «كان» الكاميرون.
حاوره: مروان. ب

التقني محمد بلعرج للنصر
الانقلاب على راييفاتس كان مؤشرا على حدوث الانتكاسة
قال مدرب مولودية قسنطينة محمد بلعرج، بأن طريقة الانقلاب على الناخب الوطني السابق ميلوفان راييفاتس، كانت من المؤشرات التي تنبئ بحدوث الانتكاسة داخل بيت المنتخب الوطني.و اعتبر المدرب بلعرج في تصريح للنصر، بأن المنتخب الوطني دفع ثمن غياب الانضباط داخل التشكيلة، و في هذا الصدد قال محدثنا: «كنت أتوقع الخيبة في دورة الغابون، بالنظر إلى المعطيات التي سبقت المسابقة، على غرار الانقلاب الذي قام به اللاعبون أمام المدرب ميلوفان راييفاتس، حيث أبان ذلك التمرد بأن الأوضاع ليست على ما يرام داخل المجموعة، رغم محاولة الناخب الجديد جورج ليكنس إظهار العكس، لقد خيبنا هؤلاء اللاعبون، كونهم جعلونا نغادر البطولة من الدور الأول، بعد أن كنا نعلق عليهم آمالا عريضة».وتابع مدرب الموك حديثه بالتأكيد على ضرورة احترام الألوان الوطنية: « بعض العناصر لم تكن في مستوى التطلعات، حيث لم تحترم الألوان الوطنية في المواعيد الماضية، ما جعلنا نتخبط في أزمة نتائج الآن. اعتقد بأنه على الفاف الضرب بيد من حديد، إذا ما أردنا استعادة بريقنا المفقود. أتمنى أن تمر هذه الفترة الحرجة بسرعة، ولم لا ننجح في العودة إلى السكة الصحيحة من
جديد».                                   
مروان. ب

الناخب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي
الفاف مجبرة على إعادة النظر في استراتيجيتها
• ما هو تقييمك للمشاركة الجزائرية في كان الغابون؟
من دون شك اعتبر مشاركة منتخبنا سيئة للغاية، لأن طموحات الخضر كانت تتمثل في ضرورة العودة باللقب القاري، وعلى أقل تقدير بلوغ المباراة النهائية، لكن للأسف خرجنا من الدور الأول، وبالنظر للإمكانات الهائلة التي يتوفر عليها المنتخب، والمستوى الذي بلغه في السنوات الأخيرة، أرى أن المشاركة في الغابون ولدت خيبة كبيرة.
• ليكنس هو المسؤول الأول عن الجهاز الفني فكيف ترى استقالته بعد الإقصاء المبكر؟
استقالة جورج ليكنس أمر طبيعي لأنه عند توليه المهام أمضى عقدا بأهداف، تتمثل في تأهيل المنتخب الوطني إلى مونديال روسيا، وبلوغ نصف نهائي كان الغابون على أقل تقدير، وهي المهمة التي فشل في تحقيقها، ما يجعل رحيله عاد جدا، كما أننا متعودون على مثل هذه الأمور، فعقب كل إخفاق يدفع المدرب الفاتورة، وحتى أن ليكنس أعرب بعد لقاء السنغال عن أمله في مواصلة مهامه، إلا أن بوادر تنحيته ارتسمت مباشرة بعد الخسارة أمام تونس في الجولة الثانية، وفيما اعتبر مغادرة ليكنس العارضة الفنية أمرا عاديا، أرى بأن مشكل الخضر أبعد بكثير من مجرد إقالة أو استقالة.
• هل من توضيح في هذا الجانب؟
عند قدوم ليكنس في نهاية شهر أكتوبر الماضي، كان على علم أنه لن يعمر طويلا في منصبه، لأنه قبل رفع التحدي ووافق على إمضاء عقد يتضمن شرط بلوغ نصف نهائي الكان، وهو الأمر الذي تحفظ عليه تقنيون آخرون، والآن وقد فشل في تجسيد الهدف فمن المنطقي جدا أن يرحل، حتى وإن أبدى رغبته في البقاء ومواصلة العمل الذي شرع فيه قبل ثلاثة أشهر.
• ألا ترى أن التقني البلجيكي أعاد الكرة الجزائرية سنوات إلى الوراء؟
نحن نعرف ليكنس جيدا، حيث سبق له الإشراف على المنتخب في العام 2003، وعمل حينها مع تقنيين جزائريين ما جعلنا نعرف إمكاناته وقدراته، وهو الذي لم يتمكن من العمل أكثر من ستة أشهر في أول تجربة له، وهي المعطيات التي جعلتنا لا ننتظر منه الكثير بعد عودته، وأبعد من ذلك توقعنا أن يرحل في أول منعرج.
• كما أن خياراته كانت محل انتقادات المتتبعين منذ إعلانه عن القائمة وإبعاده فغولي ومجاني؟
ما يؤسف له حقا أنه منذ اعتلاء ليكنس العارضة الفنية كثرت المشاكل ومعها الانتقادات، و تعكرت الأجواء داخل بيت المنتخب، وعلى عكس راييفاتس الذي لم يكن الوقت يسمح بتقييم عمله، مصير ليكنس كان منتظرا من منطلق أننا لم نكن ننتظر منه الكثير للأسباب التي ذكرتها آنفا.
• تصفيات كان 2019 ستنطلق في جوان والمونديال في أوت، وهي مرحلة قصيرة في حياة منتخب، ألا ترى بأن عامل الوقت قد يعمل ضد الفاف مجددا؟
من الضروري إعادة النظر في عدة أشياء تخص المنتخب، وأن ننطلق من منطق أن تغيير الأشخاص لا يؤثر على تسير المنتخب، بأن تكون الإستراتيجية واضحة والمنهجية مسطرة، وأن لا يكون المنتخب مبني على أشخاص بل على قاعدة ومبادئ عمل، وحينها لا يربكنا أبدا رحيل الناخب الوطني.  
حاوره: نورالدين - ت

 

الرجوع إلى الأعلى