الملعب السطايفي يحقق صعودا تاريخيا إلى ما بين الرابطات

حقّق عشية أول أمس الملعب الإفريقي السطايفي، صعودا تاريخيا إلى رابطة ما بين الجهات في مجموعتها الوسطى – الشرقية، بعد صراع مرير مع ملاحقيه المباشرين جمعية عين كرشة ورائد بوقاعة، امتد إلى غاية العشر دقائق الأخيرة من مباراته الأخيرة، لحساب الجولة 30، أمام ضيفه وجاره نجم عين ولمان، بنتيجة (4-1)، سجل ثلاثة أهداف منها في الدقائق الأخيرة.
روبورتاج وتصوير: رمزي تيوري
يعتبر الملعب الإفريقي السطايفي، أو كما يحلو لمتتبعيه تسميته «الصاص»، من أعرق الأندية السطايفية، بل يمكن وصفه أنه فريق تاريخي ومتحف يزخر بالتضحيات والمواقف الوطنية المشرفة، نظرا لما قدمه قبل وخلال الثورة التحريرية.
تأسيس «الصاص» كان على يد رجال الحركة الوطنية، على غرار زعماء نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري، يتقدمهم السيد كيحال رفيق درب مصالي الحاج، كما يلقب الفريق أيضا بكتيبة الشهداء، كونه قدم 47 شهيدا، يتقدمهم الشهيد محمد قصاب، الذي سمي الملعب البلدي باسمه،  

و الشهيد محمد قيرواني الذي سميت باسمه الثانوية الشهيرة...
كما يعتبر الصاص الذي يلقب كذلك بفريق الفقراء، لكونه يضم أبناء الفقراء الذين لم تتح لهم الفرصة للعب في فريقي المدينة الوفاق والإتحاد بسبب المحسوبية، على أنه أول فريق يرتدي ألوان العلم الوطني، إضافة إلى أسبقية حمل لاعبيه شعار العلم الوطني (النجمة والهلال) خلال الاحتلال الفرنسي، إضافة إلى كونه أول فريق يضم لاعبين جزائريين فقط، كونه ولد من رحم المقاومة الجزائرية، بحثا عن الانتقام من مجازر 8 ماي 45، حيث تأسس يوم 20 سبتمبر 1947. تاريخ النادي يرويه أبناؤه، على غرار  المجاهد واللاعب بلة الطيب، وشرفي محمد دادة.
ومن بين أبرز المواقف، لما نظم الفريق دورة كروية في الثاني نوفمبر 1949، بعد سنيتن من تأسيسه، بملعب محمد قصاب، بأهداف ثورية وتحررية، حين وجه الدعوة لفريقي مولودية العاصمة وفريق سانت أرنو (مولودية العلمة حاليا)، وارتدى لاعبو الصاص بذلة عليها العلم الوطني، من تصميم المصمم السطايفي المشهور الطيب زغلاوي، ما صدم السلطة الاستعمارية التي قررت توقيف نشاط الفريق لمدة سنة.

جمال بن حسين (رئيس الفريق)
السلطات العمومية ساهمت في الصعود بمبلغ 160 مليونا فقط
• ما هو شعورك بعد تحقيق هدف الصعود؟
     الحمد لله حصدنا ثمار تعب موسمين، بعد أن امتد «السيسبانس» إلى غاية الدقائق الأخيرة للمباراة الختامية، التي كانت مصيرية لتحقيق الصعود. كان موسما شاقا وصعبا، وحققنا الهدف على حساب فرق تملك إمكانات كبيرة، كجمعية عين كرشة، ورائد بوقاعة.
• ضيعتم الصعود الموسم الفارط في الجولة الأخيرة، فهل هو انتقام الموسم الحالي؟
     بطبيعة الحال ضيعنا الصعود لفائدة فريق عين الحجر بفارق نقطتين، لكن الموسم الحالي قررنا تحقيق الهدف، ولم نفارق المرتبة الأولى سوى خلال جولتين، وتعاهدنا من أجل تحقيق الهدف الذي سطرناه منذ البداية في فندق الهضاب في بداية الموسم، والحمد لله تحقيق ذلك.
• وكم كلفكم الصعود؟
     قد تفاجؤون حين تعلمون بأننا استفدنا من 160 مليون سنتيم فقط خلال الموسم الحالي من السلطات المحلية، خصصنا منها 85 مليونا كحقوق الانخراط، و30 مليونا للضمان الاجتماعي لكل الفئات، و20 مليونا خصصت لحقوق الملعب، لكن بفضل مساهمات المسيرين، على غرار خالد بوطويل والجمعي بوتشيشة ولحسن شتوح، حيث منحنا أربعة أجور للاعبين من مالنا الخاص، وبقينا نسدد المنح فقط. اللاعبون مشكورون لأنهم أبناء عائلة، لأنهم أدركوا بأن الوضعية المالية صعبة. لقد نافسنا فرق عريقة تحصلت على ثلاث ملايير كمساعدات في صورة الطاهير، الحروش، عزابة، وسددنا كل المنح والأجور والإطعام.
• هل هذا الصعود الأول من نوعه للفريق؟
     صعد في وقت سابق خلال النظام القديم، لكن خلال المنظومة الحالية يعتبر أعلى قسم يصعد إليه. أستغل الفرصة لدعوة السلطات المحلية للالتفات لإتحاد وملعب سطيف، بالنظر لتاريخهما العريق من أجل تحقيق الصعود إلى أقسام أعلى.
• صادفكم مشكل معاقبة المدرب الخير بن حوسين، كيف تعاملتم مع الوضعية؟
     لقد عوقب خلال آخر جولة لمرحلة الذهاب بستة أشهر. الطاقم الفني كان متلاحم بوجود حمودي فلاحي، واللاعب المعروف زبير قنيفي.
• وماذا عن طموحاتكم الموسم المقبل؟
     سنسعى إلى تحقيق الأهداف المسطرة، والحمد لله أننا نمتلك فريقا منظما ومهيكلا في كل الفئات. ففئة الأواسط حصدت لقب البطولة، وحقق الأشبال المرتبة الثانية، وحصد فريق المدرسة المرتبة الثانية، في حين فاز الأشبال بالبطولة. سعينا إلى توفير كل الإمكانات للشبان، كالتدرب بمركز الباز وتوفير النقل، علما وأن الفريق يضم 300 رياضي، مع ضمنا لفرع الطيران.
• كلمة أخيرة.
     أتمنى تحقيق الصعود إلى المحترف الثاني لأن ولاية سطيف بكثافتها السكانية العالية يجب على الأقل أن تملك فريق ثاني في المحترف.
حاوره: رمزي تيوري

قــالوا عن الصــعود
مختار رحاحلة رئيس ولاعب ومناصر
قمت بتصفية الجمعية العامة من الدخلاء و هيأت الأجواء للمكتب الحالي
وصف اللاعب والمسير والرئيس السابق للملعب مختار رحاحلة فريق «الصاص» بفريق الفقراء، لأنه يضم جميع فئات المجتمع المعدومين، مضيفا بأنه قام خلال فترة إشرافه على الفريق، بتطهير الجمعية العامة التي كانت تضم أشخاص لا علاقة لهم بالفريق، من خلال فرض تسديد مبلغ 1 مليون سنيتم كمبلغ للاشتراكات، ما جعل العشرات منهم يرفضون، وأشار بأنه مهّد الطريق أمام المكتب المسير الحالي، من أجل تحقيق هذا الإنجاز، كما فسح المجال أمام العديد من الشبان للعب، بعد إقدام الأكابر خلال عهدته على الدخول  في إضراب، أيام قبل انطلاق البطولة، وختم بأن الصاص يعتبر من الفرق الأقل استفادة من الموارد المالية، لكنه مدرسة حقيقية لإنتاج المواد الشابة.
اللاعب والمجاهد بلة الطيب
الصاص فريق ناضل إبان الاستعمار و لاعبوه شاركوا في الثورة
كشف اللاعب السابق للملعب الإفريقي السطايفي المجاهد بلة الطيب، بأن الفريق ناضل إبان الثورة، وشهد حادثين بقيا راسخين في الذاكرة. الأول دخول اللاعبين بالألوان والعلم الوطني سنة 1949، ما كلفه الإقصاء لمدة سنة، ونفس الحادثة تكررت سنة 1954 أشهر قبل اندلاع الثورة التحريرية، حيث أصر اللاعبون على ارتداء ألوان الفريق وهي الخاصة بالعلم الوطني، عند مواجهتهم الإتحاد الرياضي الفرانكو- مسلم لسطيف USFMS، الذي كان يضم بعض المعمرين ولاعب من أصل يهودي، قائلا: «خرجنا باللباس الحامل للون الوطني، وذهبنا من أجل عرضه أمام الحكام والمنافس، حيث رفضوا مواجهتنا وطلبوا منا تغييره، لكننا أصررنا على اللعب بالألوان الوطنية، ووقعت مناوشات كلامية، وفي النهاية شاركنا بالقوة، لأن الأمر يتعلق بالألوان الرسمية للصاص.
أوحداد لحسن قائد الفريق
جهودنا طيلة موسمين توّجت بتحقيق الصعود
كشف قائد الفريق أوحداد لحسن، بأن فريقهم حصد ثمار تعب موسمين، كما انطلقت التدريبات الموسم الحالي حسبه في 6 أوت بشكل مبكر. حضرنا بشكل جيد في مركز الباز وبفندق الهضاب، مضيفا: «لقد تعبنا ونلنا ما أردنا، لأننا سطرنا هدف الصعود الموسم الفارط، وتمكن منافسنا عين الحجر من تحقيق ذلك بفارق نقطتين ونتمنى لهم التوفيق، وقمنا بتربص شاق  بالباز».أما عن الموسم المقبل والأهداف المسطرة، تمنى أوحداد أن يحافظ الفريق على ديناميكية الصعود.  أما عن نقطة قوة الصاص، قال محدثنا بأنها تتمثل في الشبان، بالإضافة إلى بعض اللاعبين من ذوي الخبرة.
حمودي فلاحي (مدرب الفريق)
صعودنا مستحق و كنا تحت الضغط خلال المباراة الأخيرة
أكد مدرب الصاص حمودي فلاحي، بأن فريقه باشر التحضيرات مبكرا بفندق الهضاب ومركز الباز، ما مكنه من تحقيق خمس انتصارات على خمسة في بداية الموسم: «لقد لاحت بوادر الصعود مبكرا، رغم ضعف الإمكانات المادية». ووجه المدرب تحية للاعبين والطاقم الفني والإداري، على تعاونهم من أجل تحقيق الصعود إلى مابين الرابطات.
أما عن المباراة الأخيرة التي واجه فيها نجم عين ولمان، أرجع محدثنا الفوز الصعب إلى الضغط وغياب التركيز، لكون المنافس كان يلعب بأريحية.
هداف الفريق بوصبع محمد المدعو «كعوطة»
تتويجي بلقب هداف الفريق كان بفضل زملائي
كشف هداف الفريق بوصبع محمد (8 أهداف)، بأن تحقيق الصعود لم يكن سهلا، لأن الفريق تعب، لكن مجهوده لم يذهب سدى: «صادفتنا العديد من العوائق خلال الموسم الحالي، وأما بخصوص لقب هداف الفريق، فإنه شعور لا يوصف، ولو أن ذلك جاء بفضل الطاقم الفني والزملاء».
وتمنى بوصبع تحقيق صعود جديد الموسم المقبل، في حال بقاء نفس المجموعة، وتدعيمها بلاعبين قادرين على تحقيق الإضافة المرجوة.

الرجوع إلى الأعلى