شبــاب قــايـس يحـقـق حلمـــا عمـره 70 سنـــة ببلــوغ حظــيـرة الهــواة
اقتطع شباب قايس تأشيرة الصعود إلى وطني الهواة، ليجسد بذلك الحلم الذي راود أنصاره على مدار 70 سنة، في إنجاز كان كافيا لتفجير فرحة عارمة في أوساط «القايسية» وكسر الروتين الذي كانت تعيشه المدينة، بدليل «الكراكاج» الإستثنائي الذي شهدته ليلة الجمعة إلى السبت، والذي امتزجت فيه الألعاب النارية بطلقات البارود، عند تنظيم مراسيم الاستقبال بتقاليد شاوية خالصة في موكب يتقدمه «الخيّالة».إنجاز جاء بعد موسم إستثنائي قلب فيه الشباب الطاولة على منافسيه في منعرج حاسم، لأن الفريق كان يتأخر ب 7 نقاط عن الصدارة، لكن التغيير الذي أحدثته الإدارة على مستوى العارضة الفنية أتى بثماره، لأن التقني الجيجلي بوريدان وضع بصمته جليا فوق الميدان، بإعطاء سباق الصعود ريتما جنونيا في النصف الثاني من الموسم، بدليل أن شباب قايس لم يهدر سوى 4 نقاط في آخر 18 جولة من البطولة، ومع ذلك فإنه لم ينجح في حسم مصير الصعود إلى غاية آخر ثانية من الموسم، حيث ظل»السيسبانس» قائما، والمباريات تسير على وقع سيناريوهات»دراماتيكية» تلاعبت بمشاعر وأعصاب طرفي المعادلة، ولو بصراع عن بعد، ليكون العرس في النهاية قايسيا.
روبـورتـاج : صــالح فرطــاس
«الشبابيست» .... عنصر بارز في صنع «ملحمة « الصعود

سرق أنصار شباب قايس الأضواء هذا الموسم، ببروزهم كواحد من العناصر التي ساهمت بدور كبير في صنع ملحمة الصعود، لأن «الشبابيست» رافقوا تشكيلتهم في جميع التنقلات، حتى في المرحلة التي لم ترق فيها النتائج الميدانية إلى مستوى التطلعات، لأن تعلق المشجعين بفريقهم جعلهم يتمسكون بأمل الصعود، سيما بعد تجربة الموسمين الفارطين، التي خرج فيها «القايسية» من سباق الصعود مع إنطلاق مرحلة الإياب.
و لئن كانت مدينة قايس تكتسي حلة باللونين الأخضر والأبيض في نهاية كل أسبوع تزامنا مع مباريات الشباب فإن القاعدة الجماهيرية للفريق أخذت في الاتساع مع مرور الجولات، خاصة بعد الإلتحاق بكوكبة الطامحين للصعود، لتكون الخاتمة بملعب رمضان جمال، أين كان «الكومندوس الأخضر» حاضرا بأزيد من 5 آلاف مناصر في المدرجات، بغية معايشة لحظة الصعود التي انتظرها «القايسية» على مدار7 عقود.
والملفت للإنتباه أن «أوركيسترا» المدرجات لأنصار شباب قايس مؤطرة من طرف أعضاء من مختلف «الإلتراس»، رغم أن ما يعاب عليها إقدامها في أغلب الأحيان على إستعمال الألعاب النارية، مما إنعكس بالسلب على الفريق، وكلفه عقوبة لعب 3 مباريات دون جمهور.
من هذا المنطلق كانت الأجواء الخرافية التي صنعها الأنصار سهرة الجمعة محطة تاريخية ستبقى راسخة في ذاكرة أهل المدينة، لأن الموكب الاحتفالي إمتد من عين مليلة إلى قايس، والأفراح تواصلت إلى الفجر، في إنتظار إقامة العرس الكبير قبل نهاية هذا الأسبوع.

الربيعي قيدوم = رئيس النادي =
صعودنا تحقق بعيدا عن "الكواليس" و أجواء الفرحة لا تقدر بالأموال
• بودنا أن نعرف شعوركم بعد النجاح في تحقيق الصعود؟
الحقيقة أن الفرحة التي تعيشها قايس هذه الأيام ذكرتني بالكيفية التي توليت فيها رئاسة النادي في سنة 2011، بعد سقوطه إلى الجهوي الثاني، لأنها حركت بداخلي مشاعر الغيرة على الفريق، فوافقت على قيادة الشباب، وأنقذته من السقوط، و في الموسم الموالي انطلقت في تجسيد مشروع، و الحمد لله بلغنا اللحظة التاريخية، لأن الصعود كان بمثابة المعجزة، و المخاوف من الانسحاب النهائي تحولت إلى فرحة هيستيرية، وهذا كله بفضل تظافر جهود الجميع.
• لكن شباب قايس ظل يتنافس على تأشيرة الصعود على مدار 3 مواسم؟
لقد غيرت من الإستراتيجية المنتهجة، ومشكل المال تم التخلص منه، بوضع إمكانياتي الخاصة تحت التصرف، سواء بالاقتراض أو تخصيص حصة معتبرة في شكل إعانة، لأنني سطرت أهدافا على المديين القصير و المتوسط، نتائجها الأولى ظهرت بسرعة، بتحقيق الصعود موسمين متتاليين في جهوي باتنة، لنراهن على مواصلة المسيرة بنفس «الديناميكية»، حيث لعبنا أدوارا طلائعية، إلا أننا أخفقنا في تحقيق الهدف، أمام إتحاد تبسة وأمل شلغوم العيد على التوالي،غير أن ذلك لم يثن من عزيمتنا من أجل تجسيد الحلم.
•إلا أن المشوار كان استثنائيا بعد انطلاقة متذبذبة؟
ثقة المسيرين في المجموعة كانت من أهم العوامل التي ساهمت في صعود الشباب، لأننا قمنا بعمل جبار الصائفة الماضية، بوضع إمكانيات مادية معتبرة للاستقدامات و التحضير، و النتائج في الجولات العشر الأولى كانت مخيبة، لتكون الهزيمة داخل القواعد ضد التلاغمة بمثابة النكسة، لأننا كنا نبحث عن الصعود، و الواقع الميداني مختلف، سيما وأن فترة الفراغ تواصلت بالانهزام في البسباس، لكن بصمتنا كمسؤولين ظهرت في هذه الفترة الحرجة، حيث أعدنا ترتيب البيت بسرعة، لتكون الانطلاقة الفعلية في السباق بريتم سريع جدا على وقع الانتصارات المتتالية.
• المهمة لم تكن سهلة و تربعكم على الريادة كان في الجولات الأخيرة؟
كل المتتبعين رشحونا للتنافس على التأشيرة، والانطلاقة المتعثرة أخرتنا في السباق، لكن نجاحنا في إنهاء الذهاب ب 3 انتصارات متتالية مكننا من التدارك، رغم تضييعنا نقطتين في الديار بالتعادل مع مولودية باتنة، وبعدها التنقل إلى التلاغمة و الوادي، لتبرز روح المجموعة، خاصة بعد استعادة اللاعبين الثقة في النفس، مما مكن الفريق من عدم الانهزام منذ الجولة 13، مع عدم تضييع سوى 4 نقاط، في المنعرج الحاسم، مما سمح لنا باعتلاء المنصة.
• وماذا عن نشاط «الكواليس» الذي يبقى اسم الربيعي مشتهرا به؟
الحديث عن «الكواليس» أمر منطقي، لأن المنافسة تحتم على كل مسير السعي لتحقيق الهدف، لكن ليس إلى درجة ربط اسمي بالنتائج، والدليل «السيسبانس» الذي ميز السباق، ما جعل البطل يحدد في آخر ثانية من الموسم، كما أننا عشنا لحظات لا يمكن أن تنسى، لأن «سيناريو» مباراة الحجار تلاعب بأعصابنا، و الجميع اعتقد بأن حلم الصعود تبخر، ليتكرر نفس المشهد، ولو بمعطيات مختلفة في رمضان جمال، إذ عانينا الأمرين، فكان انتصارنا بشق الأنفس، مما يدفعني إلى التساؤل عن سر ربط اسمي بالكواليس، في الوقت الذي وجدنا فيه طريقا محفوفا بالمخاطر.
•نفهم من كلامكم بأن الصعود تحقق ميدانيا ؟
نجاحنا في فرض التعادل على التضامن السوفي بملعبه يبقى أبرز دليل ميداني على أننا الأجدر باعتلاء المنصة، وهو ما أكدناه في التلاغمة، ولو أن بعض المعطيات ساعدتنا على تحقيق الهدف، سيما بعد تراجع نتائج باقي المنافسين، مما سمح لنا بالتربع على الصدارة، بعدما كنا نتأخر بفارق 7 نقاط عن «ترويكا» المقدمة،  ولغة الأرقام تؤكد على أن فريقنا كان يستحق الصعود.
• و ماذا عن تكلفة هذا الإنجاز والإعانات المحصل عليها من السلطات؟
الفرحة التي عاشتها المدينة لا تقدر بثمن، لأن لعب الشباب في وطني الهواة ظل حلما راودنا على مدار 70 سنة، وقد حاولت طيلة 5 سنوات وضع اللبنة الأساسية لمشروع كفيل بتجسيد الهدف، فكان هذا الموسم محطة لجني الثمار، لأن إخراج كل السكان إلى الشوارع من أجل الإحتفال بعفوية يبقى المغزى الرئيسي، كما أن حفاوة الاستقبال التي حظينا بها من طرف آلاف الأنصار تجعلنا نعتز بما تحقق، وهذا كله بفضل تضحيات الرجال، لأن الأموال ليست دوما كافية لتحقيق الإنجازات وكتابة صفحات تاريخية بأحرف من ذهب.
 وتكلفة الصعود تقارب 5 ملايير، منها نحو النصف من مالي الخاص، كما أن نظام العمل الذي اعتمدته يقضي بتسوية مستحقات اللاعبين والطواقم الفنية عن آخرها، ونحن في قايس نشكل دوما أسرة واحدة.
• هل من كلمة بخصوص المستقبل؟
الصعود يبقى أغلى هدية نقدمها لأنصارنا، بعد مشوار ماراطوني شاق نحتفظ فيها بذكريات دراماتيكية، تزيد من حلاوة الإنجاز، ولو أن الضغط النفسي الذي فرض علينا كان رهيبا، وبالتالي فإننا يجب أن نحتفل بهذا الصعود، لتكريم كل من ساهم في تحقيقه.

زهر الدين بوريدان (مدرب الفريق)
اللحظات "الدراماتيكية" التي عشتها تجعل هذا الصعود الأحلى في مشواري
• في البداية ما تعليقكم على الإنجاز المحقق؟
المؤكد أن الفرحة تبقى أحلى ما يمكن أن يناله أي إنسان في العمل، وما عشته مع الشباب في رمضان جمال سيبقى راسخا في ذاكرتي إلى الأبد، لأن ذرف الدموع احتفالا بالصعود، يؤكد على أننا تخلصنا من ضغط نفسي كبير كان بداخلنا، لنقطف بذلك ثمار تعب موسم كامل.
• لكن بوريدان متعود على مثل هذه الأجواء، خاصة مع شباب حي موسى منذ 3 مواسم؟
هذا الصعود هو الرابع في مشواري كمدرب، إذ سبق لي قيادة شباب جيجل إلى الصعود في مناسبتين، من الجهوي إلى قسم ما بين الرابطات، ثم إلى وطني الهواة، كما كانت لي تجربة ناجحة مع شباب حي موسى، لما صعدنا إلى حضيرة الهواة، إثر الفوز في عين سمارة، ولو أن الحقيقة التي لا يمكن أن أخفيها أن حلاوة الصعود المحقق هذا الموسم مع قايس كانت أكبر بكثير من الإنجازات السابقة، وهذا ليس إنقاصا من قيمة ما حققته «النمرة» أو «الفيلاج» وإنما بالنظر إلى السيناريو الذي سارت على وقعه البطولة، والجولات الأخيرة كانت «دراماتيكية»، خاصة مباراة الحجار، التي ستبقى بالنسبة لي تاريخية، لأن ما عشناه جعل أنصارنا يفقدون الأمل، ويشرعون في التحسر على ضياع الحلم، لكن الحظ وقف إلى جانبنا في لحظة هامة، فأصبحنا أبطالا في آخر دقيقة من المقابلة.
• هل يعني هذا بأن الشك تسرب إلى قلوبكم بخصوص مصير ورقة الصعود في إحدى المحطات من المشوار؟
عند تسلمي المهام وجدت الفريق في الصف السادس، إلا أن المسيرين ظلوا يراهنون على لعب ورقة الصعود، رغم أن النتائج السلبية تواصلت بانهزامنا داخل الديار ضد التلاغمة، ثم في البسباس، لتكون الثقة الكبيرة التي وضعتها الإدارة في الطاقم الفني واللاعبين العامل الذي ساعدنا على تدارك الوضع، في ظل وجود كل الظروف الكفيلة بضمان العمل بجدية، إذ ركزنا في تلك الفترة الحرجة على الجانب البسيكولوجي، ونجحنا في تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، بفضل تجاوب اللاعبين مع طريقة العمل المنتهجة، وكذا وقوف المسيرين كرجل واحد، هدفهم السعي لتدارك الفارق النقطي الذي كان يفصلنا عن أصحاب الصدارة، ولو أن التمسك بالحظوظ في الصعود زاد من إصرارنا إلى غاية آخر لحظة، سيما بعد تقلص الفارق إلى نقطة واحدة عن التضامن السوفي، لأن تعادلنا في الوادي خلال الجولة الرابعة من مرحلة الإياب، كان المؤشر الذي لاحت على ضوئه ملامح القدرة على تجسيد حلم الصعود، ليكون بعدها الفوز في التلاغمة المفتاح الذي دخلنا به بوابة الصدارة، خاصة بعد تعادل «السوافة» بالحجار وبعدها في رمضان جمال.
• و ما سر الريتم الجنوني الذي فرضتموه في النصف الثاني من السباق؟
كما سبق وأن قلت فإن عوامل النجاح متوفرة في شباب قايس، وقد حاولت كمدرب وضع لمستي على التشكيلة، ببناء مجموعة منسجمة ومتناسقة، تنصب مصلحة الفريق في المقام الأول، بصرف النظر عن الجانب التقني، هذا فضلا عن العامل البسيكولوجي الذي يكتسي أهمية بالغة، وعليه فإن تحرر اللاعبين من الضغوطات النفسية التي عايشوها في بداية المشوار أعطاهم ثقة كبيرة، خاصة بعد الإقتراب أكثر من صدارة الترتيب، لأن حلم الصعود أصبح قابلا للتجسيد، وطموح كل عنصر للمساهمة في تحقيق هذا الإنجاز غذى روح المجموعة، من دون تجاهل وقفة المسيرين والأنصار، مما جعلني أركز بالأساس على التحضير النفسي للتشكيلة في المباريات الأخيرة من البطولة، لأن إعتلاء كرسي الريادة قبل 5 جولات من النهاية زاد من درجة الضغط، فكانت إرادة اللاعبين من أهم العوامل التي صنعت الفارق، ومكنتنا من الوصول إلى المبتغى، لتكون فرحة الجميع أغلى هدية نقدمها لسكان مدينة قايس الذين احتضنوني بصدر رحب، ولم أحس إطلاقا بأنني بعيد عن أسرتي طيلة الفترة التي قضيتها مع الفريق.

قــــالوا عن الصـــعود
إدريس قيدوم (مساعد المدرب)
حلاوة الصعود استثنائية هذه المرة
« لا يمكنني أن أتوقف عن ذرف الدموع بعد هذا الصعود، لأنني تربيت وترعرعت في بيت الشباب، و دافعت عن ألوانه لمواسم طويلة، وما يزيد من تأثري إستعادة ذكريات الفترة التي كان فيها الفريق على عتبة الشطب النهائي، بعد السقوط إلى الجهوي الثاني، لأن تلك المرحلة كانت بمثابة المنعرج في تاريخ الكرة القايسية، قبل أن يأتي الربيعي في ثوب رجل الإنقاذ، والذي أعطى الشباب دفعا آخر، لننطلق بريتم مغاير، بعدما نجح في ضخ دم جديد في الفريق.
الصعود إلى وطني الهواة كان حلما صعب التجسيد ميدانيا، ولم أكن أتصور أن يتحقق على أرض الواقع، لكن تظافر جهود الجميع كللت بتحقيق المعجزة، لتكون هذه المحطة أغلى ذكريات حياتي، لأنني كنت ضمن التعداد الذي حقق الصعود مع الشباب في مناسبتين خلال التسعينيات، لكن إنجاز هذا الموسم تاريخي، وكان بطعم خاص، والفضل فيه للمسيرين، اللاعبين، الطاقم الفني، دون نسيان الأنصار، لأن الجميع التف حول الفريق في اللحظات الحاسمة».
أيمن بوقرة (الكاتب العام للنادي)
لم أصدق بعد بأن حلم الصعود تحقق
«ما عشته في رمضان جمال من لحظات كان بمثابة حلم، إلى درجة أنني اعتقدت في بعض الأحيان بأنني في غيبوبة، أو فاقد للوعي، لأنني لم أتصور بأنها اللحظة التي انتظرناها طويلا، خاصة وأننا لعبنا الأدوار الأولى في بطولة ما بين الجهات الموسمين الفارطين ولم نتمكن من الوصول إلى المبتغى، وليس من السهل مواصلة المشوار بنفس الريتم للسنة الثالثة على التوالي، لكن إصرارنا على رفع التحدي، وتحقيق الحلم جعلنا نتمسك بهدفنا المسطر.
والمهم في مثل هذه الوضعيات الفرحة التي يعيشها كل سكان قايس، لأن الراية العملاقة التي علقها الأنصار في بداية الموسم والتي حملت عبارة «بعد 70 سنة من الوجود، حان وقت الصعود» كانت من العوامل التي زادت في تحفيز اللاعبين والمسيرين للعمل بجدية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وبالتالي فإننا سنحتفل مطولا بهذا الإنجاز، الذي يبقى الفضل فيه لكل الأطراف».
فاروق أونيسي (قائد الفريق)
الاستقبال الذي حظينا به عرفان كبير لما قدمناه
« هذه اللحظات لا يمكن نسيانها و ستبقى مكتوبة بأحرف من ذهب في تاريخ النادي، لأن الصعود إلى وطني الهواة يتحقق لأول مرة منذ 70 سنة، ومن غير المعقول أن يمر هذا الإنجاز مرور الكرام على أسرة الشباب، وأتذكر جيدا بأنه عند انهزامنا في البسباس في الجولة 12، هناك حتى من أكد على أن هدفنا سيتحول إلى تفادي السقوط، سيما بعد سلسلة النتائج السلبية التي سجلناها في تلك الفترة، لكن المجموعة برهنت بأن لديها النفس الثاني من خلال العودة القوية في مرحلة الإياب.
على العموم يمكن القول بأن الإنجاز المحقق كان أغلى هدية نقدمها كلاعبين لكل من ساندنا طيلة الموسم، إنطلاقا من الطاقمين الفني والإداري، وصولا إلى الأنصار الأوفياء الذين وقفوا إلى جانبنا في جميع المباريات، ليكون الإستقبال الذي حظينا به عند عودتنا من رمضان جمال في الجولة الأخيرة أهم محطة في مشواري الكروي، لأنه جعل اللاعبين يحسون فعلا بأنهم أبطال، مادام أنه عرفان من الأنصار بما قدمناه، وصنع فرحة مدينة بكاملها لا يمكن أن يتكرر إلا في حالات نادرة، ونحن نستحق ذلك، ومن حقنا أن نحتفل مطولا، لننسى متاعب موسم كامل».
عبد المالك نصير (حارس مرمى)
الصعود أبسط هدية للمرحومة والدتي
« هذا الإنجاز كان ثمرة تعب موسم كامل، قدمنا خلاله الكثير من التضحيات، وحظينا بمساندة كبيرة من أنصارنا الأوفياء، الذين وقفوا إلى جانب التشكيلة في كل اللحظات الحرجة، خاصة في مرحلة الذهاب، لما كانت نتائجنا بعيدة عن التطلعات، من دون أن ننسى الإدارة التي وفرت لنا كل الظروف المساعدة على العمل، لأننا كلاعبين من خارج المدينة لم نشعر ولو لحظة واحدة بأننا لسنا من أبناء قايس، وهذا عامل جد مهم، لأنه زاد من إصرارنا على رفع التحدي، والسعي لصنع أفراح جمهورنا.
كما أن الإنجاز المحقق كان ثمرة عمل ميداني جبار قام به الطاقم الفني بقيادة المدرب بوريدان، لأنه لم يكن من السهل إعادة القطار إلى السكة في منتصف المشوار، وعودتنا إلى سباق الصعود كانت في مرحلة جد حساسة، فقد فيها الكثيرون الأمل، لكن الروح التي زرعها فينا طاقم التدريب ساهمت بصورة مباشرة في تحسين النتائج.
الصعود هو الثاني لي في مشواري من قسم ما بين الرابطات إلى وطني الهواة، بعد ذلك المحقق قبل موسمين مع إتحاد تبسة ولو أنني أعتبره أبسط هدية يمكنها أن أقدمها للروح الطاهرة لوالدتي التي توفيت في بداية هذا الموسم، وكذا أفراد عائلتي بمدينة الشريعة، خاصة الوالد العزيز الذي لا يتردد في التنقل بإنتظام لمشاهدة مباريات شباب قايس داخل وخارج الديار».
هارون كيموش (مسجل هدف الصعود)
«الفرحة الكبيرة للأنصار تحجب الرؤية عن إنجازاتي الشخصية»
« الحقيقة أنني لم أكن أتصور بأن تكون نهاية المشوار وفق هذا السيناريو، لأننا كنا نعمل كمجموعة واحدة من أجل تجسيد هدف الصعود، والأنصار نظموا عملية استفتاء في الأسبوع الأخير من الموسم تم من خلالها اختياري كأحسن لاعب في الفريق هذا الموسم، رغم أنني أؤكد بأن هذا الإختيار لا ينقص من قيمة باقي الزملاء، والفرحة الكبيرة للأنصار لا يمكن مقارنتها بالإنجازات الشخصية لأي لاعب، لكن ما ترك أثارا كبيرة في نفسي الهدف الذي سجلته في مرمى رمضان جمال في المقابلة الأخيرة، والذي كان وزنه ترسيم الصعود، لأن هذا الهدف هو الأول و الوحيد لي شخصيا طيلة الموسم، وما نتج عنه من فرحة هيستيرية في أسرة الفريق يكفي فخرا أن أعتز به، وسيبقى راسخا في ذاكرتي إلى الأبد، لأنه الأغلى في مشواري، مادام أنه قاد الفريق إلى التتويج، ولو أن الصعود لم يكن في المباراة الختامية، بل جاء بعد موسم ماراطوني عانينا فيه الكثير، وقطفنا في نهايته الثمار».

التعداد الرسمي المتوج مع شباب قايس لموسم (2016 / 2017)
حراس المرمى: عبد المالك نصير – زكرياء شرابن.
الدفاع: زكرياء جبار – شعيب شواطي – سيف الدين مليكي ـ رامي يوسف – حسام مسعي – فاروق أونيسي ـ عبد السلام حمايدية ـ حبيب نجمة.
وسط الميدان: عبد الكريم قشير – هارون كيموش – بديع شنينة – كريم نويري ـ عبد الغاني توام (أواسط).
الهجوم: أسامة بولعابة– مهدي بن جامع – صالح بوصوردي ـ   إبراهيم شريبط ــ نذير بن العلمي – أحمد خالدي (أواسط)
المدرب: زهر الدين بوريدان
 مساعد المدرب: إدريس قيدوم
مساعد الحراس: سمير شنعة
رئيس النادي: الربيعي قيدوم
الأمين العام: أيمن بوقرة
المسيرون: عادل بوعلي – فهد مكرفي – حسان بوجلال – العيد حامدي ـ محمود رمادنية ـ عبد الله العاطي.

الرجوع إلى الأعلى