* هدى فرعون: لا يمكن حجب الألعاب و على الأولياء تحمل المسؤولية         * اكتشاف ثلاث ضحايا جدد للحوت الأزرق

وحوش الكترونية تلاحق الأطفال في غياب الأولياء

صنعت لعبة الحوت الأزرق الحدث بالجزائر في الأيام الأخيرة بعد تسجيل أربع حالات انتحار متتالية في سطيف و بجاية تشير المعلومات الأولية أنها ناجمة عن الدخول في متاهة يلعب محركوها على عنصر التحدي، و تنتهي بالانتحار، أما من نجوا من الموت فقد تعرضوا لاضطرابات نفسية وصدمات بعد أن اجتازوا مراحل لا تقل خطورة عن الانتحار.
ملف من إعداد :  إلهام.ط/ ياسمين .ب/ سامي .ح/ بن الشيخ.م / أسابع . ع
حالات الانتحار والانهيارات العصبية فتحت النقاش مجددا حول خطورة  التعاطي المفتوح للأطفال والمراهقين مع الأنترنت، حيث  لا يزال الكثير من الآباء و الأمهات غير واعين بخطورة تهافت أبنائهم القصر على تطبيقات الألعاب المنتشرة في الشبكة العنكبوتية، و يغضون النظر على إدمانهم عليها، على حساب نتائجهم الدراسية، و توازنهم النفسي و الانفعالي و قدراتهم الذهنية و العضوية، و حتى حياتهم ككل، فالمهم بالنسبة للعديد من الأولياء، توقف الأبناء عن إحداث الضوضاء و عدم إزعاجهم في وقت راحتهم، أو أثناء قيامهم ببعض الأشغال، و حتى لدى مشاهدتهم للتليفزيون.
المختصون أكدوا بأن الأطفال و حتى المراهقين الذين يقبلون على فيديوهات و تطبيقات الألعاب الإلكترونية يقعون تدريجيا في قبضة الاضطرابات السلوكية و العضوية و النفسية ، من بينها ما يعرف بالتوحد الإلكتروني، و ما ينجم عنه من انطواء عن النفس و اكتئاب و عزلة و أرق و انصهار كامل في عالم افتراضي يرتمون عادة بين أحضانه الشائكة ، في ظل غياب الاتصال و التواصل الواقعي و الاهتمام في كنف أسرهم، و استقالة العديد من الأولياء من مسؤولياتهم  ، و بالتالي عدم مراقبة ما يشاهده الأطفال أو يتخذونه ألعابا عبر لوحاتهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر.
 اللافت أن الأطفال في مجتمعنا يشرعون في مشاهدة فيديوهات الألعاب و الرسوم المتحركة في سن مبكرة،  تصل في بعض الحالات إلى ثلاث سنوات، و يواصلون هذا النوع من اللعب طيلة مرحلة طفولتهم في أوج مراحل نموهم، مقلدين إخوتهم و أخواتهم، ما يعرضهم لاضطرابات في نشاط المخ و الأعصاب و النطق و الكلام  و قصر النظر، كما يؤكد الأطباء، و تجدهم يستخدمون كل جهاز ذكي يجدونه في متناولهم لأحد أفراد عائلاتهم، و ينبهرون بما يرونه من أشكال و صور و أصوات، و المؤسف أن الأمهات يسمحن لهم بذلك، حتى يتفرغن للقيام بأشغال البيت أو مشاهدة مسلسلهن المفضل، أو الغوص في مواقع التواصل الاجتماعي، دون ضوضاء أو إزعاج أو فوضى.
 وإذا كان »الحوت الأزرق»  يقتل فإن هناك تطبيقات وفيديوهات وصفحات أخرى تقتل أيضا، ولكن ببطء، حيث يتعمد صانعوها وواضعوها على إضعاف شخصية الأطفال الذين يمارسونها و جعلها مهتزة و غير متوازنة، فيخدرون حواسهم و كأنهم تحت تأثير تنويم مغناطيسي أو غسيل دماغ ، في غفلة منهم و من ذويهم ، و من ثمة زرع أفكار سلبية و مشاعر هدامة  فيهم و إغراقهم في شلالات من العنف و العدوانية  وبالتالي فصلهم أطول مدة ممكنة عن واقعهم المعيش.
الظاهرة موجودة و نشاهد معالمها وعواقبها يوميا في البيت و المدرسة و المجتمع، انطلاقا من بوادر العنف التي تتكاثر حولنا، و اضطرابات النوم والنطق و الكلام لدى شريحة واسعة من البراعم ،  إلى جانب انهيار القدرة على التركيز و الاستيعاب في القسم، وقد وصل الأمر مؤخرا إلى الإنتحار والموت في ظروف غامضة
النصر ومن خلال هذا الملف وقفت على الظاهرة انطلاقا من حوادث «الحوت الأزرق، ونقلت شهادات لضحايا وأولياء لا يزالون يستخفون بالاستعمال المفرط للانترنت، كما رصدت آراء مختصين دقوا ناقوس الخطر   .                
إ.ط

هكذا ظهرت اللعبة التي أرعبت العالم
مجموعات تواصل روسية تدعو للانتحار وراء إنشاء الحوت الأزرق  
يعود ظهور تحدي الحوت الأزرق على شبكات التواصل الاجتماعي إلى بضع سنوات ماضية، حيث كشفت جريدة روسية منذ سنتين عن القضية بعدما نشرت أول تحقيق حول “مجموعات الموت” التي تشجع على الانتحار على موقع التواصل الاجتماعي الروسي “في كا كونتاكت” تحت مسميات مختلفة وبعض المنتديات والمواقع، لتتوالى بعدها التحذيرات وتتخذ إجراءات ضدها عبر عدة بلدان غربية بعد تسجيل عشرات الضحايا.
متابعة : سامي حباطي
إيرينا كامبالين أول ضحية روسية لمجموعات الموت
وتناقلت وسائل إعلام أجنبية تقارير مختلفة حول تحدي الحوت الأزرق خلال الأشهر الماضية بعد أن انتشرت التحذيرات حوله، ففي فرنسا قامت جريدة لوموند شهر ماي من السنة الجارية بتحقيق في القضية، حيث تتبعت بعض الباحثين عن خوض المغامرة من الفرنسيين، ووجدت بأن رحلتهم تنطلق من موقع التواصل الاجتماعي “في كا كونتاكت” الذي يضاهي في حجمه موقع الفيسبوك بالنسبة للروس. والتقط صحفيو الجريدة صورا لمنشورات بعض المستخدمين في الموقع وهم يبحثون عن وصي من أجل إدخالهم التحدي، لأن اللعبة تتطلب وجود من يشرف على اللاعب عند قبوله لأول مرة.
وكانت الجريدة الروسية “لا نوفايا غازيتا” أو من تناول القضية في تحقيق صحفي سنة 2015، حيث كشفت آنذاك عن تواجد ما سمته بـ”مجموعات الموت” على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية منذ سنوات، كما تحدثت عن وجود مجموعة تحمل اسم  « F57 » -نفس الرمز الذي يطلب من اللاعبين الجدد وشمه بالسكين على أيديهم- ويقوم أفرادها بتداول صور تعذيب للذات، كما نشروا صورة لفتاة روسية تدعى إيرينا كامبالين وتنشط في المجموعة باسم رينا، انتحرت قبل ساعات آنذاك بإلقاء نفسها تحت قطار، وكانت بذلك إيرينا، التي انفصلت عن صديقها وتعاني مشاكل عائلية، أول ضحية لتحدي  الحوت الأزرق.
وظهرت مجموعات أخرى تحت عدة تسميات بعد حادثة إيرينا مثل مجموعة بحر الحيتان و« f57Terminal5751 »، في حين تشير التحقيقات التي أجريت على مستوى روسيا بأن ثلاثة مراهقين وراء الأمر برمته وهم فيليب فوكس –اسمه الحقيقي فيليب بودييكين وفيليب ليس ومور كيتوف، حيث ذكر موقع روسي آخر مسمى لينتا، بحسب ما أوردته لوموند، بأن كيتوف صرح لدى استجوابه بأن اللعبة معدة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ناجمة عن الاكتئاب، في حين يعاني بودييكين من مشاكل نفسية، أما ليس فكان هدفه توسيع قاعدة المتابعين لموقعه الموسيقي، حيث بدا من أقوال الثلاثة بأنهم لم يقدروا العواقب التي يمكن أن تنجر من التحدي المذكور.
وأورد نفس التقرير بأن اختيار الحوت الأزرق كرمز للعبة، يعود إلى سلوك الانتحار المسجل لدى هذه الكائنات، التي تلقي بنفسها على الشاطئ وتصارع خارج المياه إلى غاية موتها، عند نفاد طعامها أو بسبب التلوث أو العديد من الأسباب الأخرى.
اللعبة تهيئ الانتحار بجو رومانسي ورمزية
وذكرت جريدة «لا نوفايا غازيتا» في وقت لاحق بأن التحدي أدى إلى تسجيل ثمانين حالة انتحار ما بين نوفمبر 2015 وأفريل من السنة الماضية، لكن لم يتم التحقيق حول وجود رابط بينها وبين مجموعات الموت إلا في أربع حالات فقط، دون أي تأكيد من طرف الشرطة الروسية، في حين أفادت تقارير أخرى لجمعيات أجنبية مختصة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون اضطرابات بأن هذا النوع من تحديات الموت مسجل منذ مدة طويلة على مواقع ومنتديات في الشبكة العنكبوتية. وأضاف المختصون بالجمعيات المذكورة بأن ألعاب الموت غالبا ما تهيئ عملية الانتحار بجو رومانسي، مثل اختيار مكان يحمل رمزية معينة وتوجيه رسائل قصيرة إلى جميع الأصدقاء.
مواقع التواصل تمنعها وتلجأ إلى الخبراء النفسيين
وقام موقع “في كا كونتاكت” بمنع تداول رمز اللعبة وإغلاق المجموعات التي تدعو إلى الانتحار من أجل محاربتها، فضلا عن مجموعة من شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، على غرار “إنستغرام”، الذي يقوم بتوجيه المستخدمين مباشرة إلى صفحة جمعية لمساعدة الأشخاص ذوي الميول الانتحارية بمجرد كتابة الرمز “F57” على نافذة البحث. وأوردت جريدة «لوموند» أيضا، بأنها مسؤولي «في كا» استعانوا بخبراء ومختصين نفسيين من أجل متابعة الأشخاص الذين وقعوا ضحايا للعبة المذكورة، كما أكدوا بأنهم قاموا بحذف آلاف الإشارات إلى المحتوى الخاص بمجموعات الموت، لكن كثيرا من «الأوصياء» ما زالوا يتجولون داخل  المجموعات تحت مسميات مختلفة ويضمنون للراغبين في خوض مغامرة مواجهة الموت طريقا للوصول إلى اللعبة.
وكتبنا عبارة خاصة بمجموعات الحوت الأزرق على نافذة البحث لموقع «فيسبوك»، فكان  الرابط إلى صفحة جمعية للمساعدة على رأس النتائج، بالإضافة إلى مجموعة من النتائج الأخرى التي تضم منشورات صور أشخاص نقشوا العبارة على أذرعهم باستعمال سكين وصفحات أخرى ضد هذا التطبيق. وتداولت العديد من المواقع الأخرى فيديوهات مباشرة لأشخاص يقومون بالانتحار، في حين تحرك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ضد القضية من خلال العديد من الهاشتاغات، كما لجأ آخرون إلى تصميم تطبيقات مضادة لهذه اللعبة، بالإضافة إلى تركيب فيديوهات للسخرية والتحذير منها.
استمرار تسجيل ضحايا التحدي الأزرق عبر العالم
وأثار تحدي الحوت الأزرق الجدل منذ عدة أشهر على مستوى أوروبا أين نشرت الحماية المدنية في فرنسا تحذيرا رسميا من القضية، كما قامت الهند خلال الشهر الماضي بحجب موقع «في كا كونتاكت» لمنع وصولها في حين أرسلت وزارة التعليم البريطانية في أفريل الماضي تحذيرات إلى مدراء المدارس لحثهم على الانتباه منها. ونشرت الجريدة الروسية «لا نوفايا غازيتا» في شهر جوان الماضي بأن ملف فيليب بودييكين قد أحيل على العدالة بعد متابعته بالتحريض على الانتحار، في حين أشارت تقارير لاحقة بأنه تمت معاقبته بثلاث سنوات حبسا على يد محكمة في سيبيريا. وما زالت التقارير الإعلامية تتداول أخبار إنقاذ شباب من الانتحار تحت تأثير لعبة الحوت الأزرق في العديد من الدول، على غرار الهند، التي تم الحديث فيها منذ يومين على إنقاذ شاب من الانتحار بعد انتباه والدته  لتغير تصرفاته وتوقفه عن العمل لمدة عشرة أيام. من جهة أخرى، وجد المؤمنون بالخرافات ونظريات المؤامرة في قضية الحوت الأزرق أرضا خصبة لإطلاق العنان لتخيلاتهم، حيث منهم من ربطها بالكائنات الفضائية، في حين ذهب آخرون إلى الاعتقاد بأن قوى خفية من العالم الآخر والجن وراء جعل المراهقين ينتحرون.                  
س.ح

وائل بوطبة  شاب من تاجنانت تعرض لأزمة نفسية حادة جراء الحوت الازرق
دخلـت الـلعبــة صـدفــة من خــلال الفــايسبــوك وأُمــرت بـقتــل أمــي وصـديقتــي
عاش الشاب وائل بوطبة صاحب 19 ربيعا ابن بلدية تاجنانت في اليومين الأخيرين، حالة من الذعر و الهيستيريا دخل عقبها في أزمة نفسية حادة، نتيجة تلقيه أمرا بقتل أمه وصديقته عبر فاسيبوك، بعدما تورط بالصدفة في  لعبة الحوت الأزرق من خلال مجموعة أصدقائه عبر موقع التواصل الاجتماعي.
وائل الذي زارته النصر، أمس بمقر سكناه بمشتة أولاد بلخير بتاجنانت جنوب ولاية ميلة أين ينشط في النجارة رفقة والده، فوجدناه مستلقيا بفراشه عقب جلسة رقية دامت لأكثر من ساعتين من الزمن،   «مكنته من التحسن والعودة إلى وعيه الذي غاب عنه» كما أكد ذلك والده وعمه بعد الأحداث التي عاشها ليلة السبت إلى الأحد ابتداء من الساعة الحادية عشرة مساء، عندما دخل المنزل في حالة من الهيستيريا والذعر الشديدين هربا من شخص يريد قتله حسبما  كان يردد صارخا،  الشيء الذي دعا أبوه إلى إمساكه لتهدئته فخر على الأرض مغميا عليه، فنقله مباشرة رفقة أفراد من عائلته إلى المستشفى أين أعطاه الطبيب حقنة مهدئة  وأخبرهم بأن وضعيته تستدعي أخصائي نفسي أو راقي شرعي، وقال أبوه أنه تم صبيحة الأحد عرضه على طبيب نفسي أكد تعرضه لأزمة نفسية حادة.
بعدما لاحظه والده عليه من غرابة في الكلام وتدهور في  حالته استقدم له صبيحة يوم أمس راقيا شرعيا من المنطقة،  ظل مع وائل لأكثر من ساعتين من الزمن،  فراح يقول  يقول كلاما مفهوما ببعض  الصعوبة في النطق، كما تقول عائلته أنه هدأ كثيرا وتعرف عليهم، عكس ما كان عليه في تلك الصبيحة، وحسب أهل وائل فإن الشاب معروف بالهدوء وبعيد عن المشاكل، ولكن في الفترة الأخيرة صار مدمنا على استعمال  الفايسبوك من خلال هاتفه الذكي وهو ما أكده صديقه و ابن خاله الذي يقاربه في السن، كما قال والده أن حالته تغيرت بشكل واضح منذ 04 أربعة أيام قبل الحادثة، حيث أصبح كثير الشرود في الورشة ويغتنم أي فرصة لتفقد هاتفه الذكي رغم  توجيه والده لملاحظات حول الاستعمال المفرط للهاتف.
  وائل الذي وجدناه في حالة من الهدوء وكان مستلقيا بفراشه، أخبرنا  أنه في حالة جيدة بعدما زاره الراقي، وعن أسباب حالته تلك قال أنها كانت نتيجة لعبة الحوت الأزرق التي أكد لنا أنه كان يسمع بها ولم يفكر حتى في تحميلها ولعبها، بل كان ينهى عن ذلك كل أصدقائه عبر موقع التواصل الاجتماعي إلى مساء يوم السبت الماضي حين تلقى بالصدفة أسئلة عبر صفتحه الخاصة بالفايسبوك من لعبة الحوت الأزرق فأجاب عن السؤال الأول الذي كان حول اسمه واسم الأم،  وبعدها وصله  سؤال ثان  وهو «هل تستطيع قطع يدك» لتبدأ  بذلك ورطته مع هذه اللعبة،  حيث صار كما يؤكد  يتلقى تهديدات بالقتل من اللعبة عبر المسنجر كان يصرح بها لأصدقائه في الفايسبوك ولكنهم يستهزؤون بكلامه في الغالب، مع العلم كما قال أن هناك منهم من يلعبونها وقطعوا فيها مراحل وسئلوا نفس الأسئلة كما قالوا له، منهم من ينحدر من ولاية برج بوعريريج، المسيلة، سطيف وصديقة مقربة منه جدا عبر  فايسبوك من ولاية سيدي بلعباس، هذه الأخيرة التي قال أنه نهاها مرارا وتكرارا للكف عن هذه اللعبة لما  سمعه عنه خطورتها، إلى حين وصلت للمرحلة السادسة، حيث نصحها بتركها وهي ترد عليه بأنها لا تستطيع التخلص منها.
 وأضاف وائل بأنه في ذات الليلة عندما كان يهم بالخروج من المنزل تلقى أمرا من اللعبة عن طريق الفايسبوك بقتل أمه وصديقته شيماء والمنحدرة من ولاية سيدي بلعباس، ما جعله يغلق مباشرة حسابه ليهرب  على وجه السرعة مفاجئا من كانوا ساهرين معه ومنهم ابن خاله الذي أكد لنا هذا، وقال وائل أنه طرق بقوة باب منزله العائلي ولكن لم يسمعه أحد ليلتفت خلفه فيجد امرأة مرتدية الأبيض قال أنها ليبية أمسكته من ظهره وتأمره بتنفيذ الأمر وإلا قتلته، فهرب إلى جهة نافذة المنزل ليدخل منها  وما إن دخل المنزل ارتفع صراخه  قائلا ( ستقتلني، سأقتلها) ويكرر ذلك بانفعال شديد إلى أن التحق به والده الذي أمسكه جيدا حتى سقط أرضا مغشيا، وأكد وائل أنه لم يكن في وعيه لحظتها لأنه كان مذعورا من المرأة التي تلاحقه ولا يرى سواه، حيث كانت تأمره بما وصله من خلال رسالة لعبة الحوت الأزرق عبر الفاسبوك.
«اللعبة مرتبطة بالشعوذة»
وبحسب الراقي الذي وجدناه مع وائل ببيته، وقضى ما يفوق الساعتين من الزمن صبيحة أمس معه، ما قاله وائل صحيح بخصوص المرأة التي كانت تتبعه، فلقد كانت هذه المرأة تتكلم بلسانه خلال الرقية،  كما أضاف بأن جل ما لاحظه خلال جلسته هذه مؤشرات واضحة على أعمال سحر ومنها الكلمات التي كان يرددها وائل والتي تمثل طلاسم شركية حتى وإن كانت من لعبة على الهاتف الذكي، ولهذا قال  أمرت بإتلافه وحرقه وكذا الشريحة لأن هذه المرأة الجنية المكلفة بالسحر كما وصفها الراقي جاءت من خلالهما، ورجح الراقي  أن تكون لعبة الحوت الأزرق مرتبطة بالأعمال السحرية والشعوذة  وتسخير الجن، وما يدل على ذلك حسبه  المعلومات الشخصية التي تطلب من كل شخص يلعبها ومنها الاسم واسم الأم وكذا طبيعة العبارات والكلمات المستعملة في السحر.
اغتنم  وائل الذي نجا من لعبة الموت أو الحوت الأزرق كما تسمى الفرصة،  ليحذر الجميع من خطرها مشيرا إلى أن تورطه فيها كان من خلال صداقاته عبر الفايسبوك ما يعني أن خطر هذه اللعبة قد يكون  ليس عن طريق تحميلها فقط، بل قد يكون حتى عن طريق الأصدقاء الذين يلعبونها، وهو ما أكد عليه كل من عايش هذه المحنة معه من أهله والذين دعوا لأخذ العبرة من تجربة ابنهم وائل.
 ابن الشيخ الحسين.م

النصر تتحدث إلى مراهقين «نجوا» من "تحدي الموت"
اللعبة سيطرت علينا  دون  أن  نشعر  و "هدّدتنا "  بالقتل!
«لو لم يتفطّن إلي والدي لكنت الآن في عداد المُنتحرين».. عبارة كرّرها الطفل عنتر لأكثر من مرة و هو يروي لنا بصوت مضطرب كيف تخلّص في آخر لحظة من تطبيق “الحوت الأزرق”، بعدما كاد إدمانه عليه أن يجعل منه رقما جديدا لضحايا «لعبة الموت”، التي لا تزال تُحمَّل من طرف مراهقين و أطفال أغراهم تحدّ الكتروني يبدو في ظاهره أنه مُشوّق، لكنه خطير و قد يؤدي إلى الموت، من خلال دفع اللاعب إلى الانعزال و استغلال سذاجته للقيام بأمور غريبة.
و رغم خطورة التطبيق المسمى بـ “تحدي الحوت الأزرق” و تأكيد العديد من بلدان العالم، و  بينها الجزائر، أنه كان سببا مباشرا في انتحار عدد من المراهقين، إلا أنه لا يزال مُتاحا بسهولة على شبكة الأنترنت عبر منشورات يضعها مراهقون على موقع “فايسبوك” و كذلك في مُحرك البحث غوغل، كما تُظهر مقاطع فيديو موجودة على موقع “يوتوب” و بلغات مختلفة، المواقع التي يمكن تحميله منها و كيفية القيام بهذه العملية.
و بدخول رابط تحميل تطبيق “تحدي الحوت الأزرق” المُصمَم ليتلاءم مع نظام «أندرويد» للهواتف الذكية، وجدنا أننا ولجنا موقعا وُضع فيه التطبيق بتاريخ التاسع من شهر أفريل الماضي، حيث يظهر للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بلعبة ممتعة، حيث يدعوك مصممها في ملخص التعريف باللعبة الذي كُتب باللغة الإنجليزية، إلى البدء فيها “الآن”، فلديك “50 يوما فقط لإتمام كل المهام بعد الحصول على مجموع نقاط يُقدر بـ 100 نقطة»، و لجذب المستخدمين أكثر يضيف مصمم اللعبة أن هذه الأخيرة تمنح “مُتعة مجانية” و بأن باستطاعة الأصدقاء و الأهل المشاركة فيها.
اللعبة لا تزال مُتاحة على فايسبوك و غوغل!
و لدرء أي شكوك حول خطورة اللعبة و محاولة التلاعب بمشاعر المراهقين في هذه المرحلة الحساسة من العمر، يكتب مصممها عبارات مُغرية من قبيل «نحن متأكدون أنك ستكون سعيدا أكثر و واثقا من نفسك أكثر في نهاية اليوم الخمسين» و «هذه اللعبة لا تؤيد أية سلوكات سلبية من أي نوع» و أيضا «نحن نؤمن بقوة أن الحياة شيئ ثمين و يجب أن نحافظ عليها”.
و بعد معرفة الاسم المضبوط للعبة التي يظهر من البيانات أنه تم تحميلها لأكثر من 100 ألف مرة، قمنا بالبحث عنها في متجر التطبيقات “آب ستور»، أين وجدنا أن التطبيق موجود منذ 3 سنوات و بأن آخر تحديث له كان بتاريخ 17 أكتوبر الماضي، أي قبل حوالي شهر فقط، و مثلما توقعنا، تبيّن أن الملخص التعريفي الخاص بالتحدي يوهم المُستخدم بأن الأمر يتعلق بلعبة مسلية، إذ دوّن فيه أنها “رائعة”، كما يدعو مصممها إلى تشاركها مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يضيف جملة مُريب هي «فقط حمّل هذا التطبيق و ستنسى الحزن طيلة حياتك».
بعد ذلك قمنا بقراءة تقييمات الزوار و تبين أن معظمها كانت سلبية و تُحذر من خطورة اللعبة، حيث علّق أحدهم يبدو أنه جزائري، قائلا “إنها لعبة قاتلة خاصة للأطفال و المراهقين، إنها تدفعهم إلى الانتحار في اليوم الخمسين و هذا ما حصل في الجزائر”، فيما وضعت مستخدمة أخرى تعليقا استهزأت فيه من هذا التطبيق و علقت «لماذا علي الانتظار لـ 14 ساعة لأبدأ في اللعب، هذا أمر سخيف، ثم لماذا يُهمّكم معرفة عدد أفراد العائلة.. هذا التطبيق مُريب!”.

و قد شرعنا في تحميل «تحدي الحوت الأزرق» باللغة الانجليزية، لكن في آخر مرحلة من العملية، أظهر نظام الأمان للهاتف النقال، أن التطبيق حاول الوصول إلى نظام الجهاز و بأن هذه المحاولة أوقفت حفاظا على سلامة الهاتف، و هو ما  يُفسّر أن من استطاعوا تحميل اللعبة لم يتمكنوا من حذفها حتى بعد محو جميع البيانات من أجهزتهم.
انتظار 12 ساعة للانطلاق في التحدي و حذفه مستحيل!
و بالرغم من الحالات التي أعلن عنها مؤخرا بوسائل الإعلام، عن الأطفال و المراهقين الذين انتحروا أو نجوا من الموت، بسبب تأثرهم بلعبة الحوت الأزرق، إلا أن العديد من الشباب لا زالوا يلعبونها، و يظهر ذلك جليا على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أين “يتباهي” بعضهم بأنه بلغ مراحل متقدمة في التحدي المزعوم و يُبرهن ذلك من خلال تصوير شاشة هاتفه النقال أو وشم الحوت على إحدى يديه، و هي منشورات تقابل باستهزاء البعض و بمحاولة آخرين ثني صاحب الصورة عن الاستمرار في اللعبة، حيث ينصحونه بالتوقف عنها بشكل جدي خاصة بعد حالات الانتحار التي سُجلت في الآونة الأخيرة.
بالمقابل، قام عدد من المستخدمين بإنشاء مجموعات و صفحات على “الفايسبوك”، الهدف منها توعية المراهقين بخطورة التطبيق، على غرار مجموعة “محاربة لعبة الحوت الأزرق أنا طفل مسلم أنا لا أنتحر»، أما البعض الآخر فقد استغل الصدى الإعلامي الذي حققه هذا التحدي الخطير، لإنشاء صفحات و تطبيقات تحمل نفس الإسم، لكن يتبين عن دخولها أن لا علاقة لها باللعبة، و بأنها عامة أو تتضمن صورا و فيديوهات حول الحيتان.
للتوغل أكثر في لغز “تحدي الحوت الأزرق”، تواصلت النصر مع مراهقين جرّبوا اللعبة و توقفوا عنها إما بإرادتهم أو مرغمين، و من بينهم عبد الجليل، و هو طالب في السنة الرابعة متوسط بقسنطينة، أخبرنا أنه حمّل اللعبة قبل 5 أيام و فعل ذلك من باب الفضول رغم أنه سمع عن خطورتها، و أضاف عبد الجليل أنه و بمجرد تحميل التطبيق، طُلب منه كتابة كل المعلومات التي تخصه، ثم الضغط على “نعم” إن كان يريد الاستمرار و “لا” إن أراد التراجع، و مع الموافقة على الاستمرار تظهر نافذة جديدة على التطبيق يُكتب فيها أن على اللاعب أن ينتظر لـ 12 ساعة كاملة، قبل البدء في التحدي، و هو شرط مريب قد يكون له علاقة بقرصنة جميع بيانات صاحب الهاتف النقال و عدم تمكنه من حذف اللعبة لاحقا.
المكوث داخل مرحاض مُظلم أو الموت!
و ذكر محدثنا أن التحدي يتمثل في الإجابة على سؤال كل يوم، كان أوله معرفة مكان تواجده المضبوط، لكنه قرّر في اليوم الرابع التوقف، بعد أن طُلب منه الدخول إلى المرحاض و المكوث هناك لمدة 10 دقائق وسط الظلام، حيث قال عبد الجليل “هنا بدأت أشعر بالخوف”، مضيفا أن الغريب في الأمر هو أن اللعبة تطلب منه الإجابة على الأسئلة في الساعة الرابعة صباحا، كما أن نهاية التحدي في اليوم الخمسين، تكون بدعوة اللاعب إلى الانتحار، و إلا يُرسل له تهديد بقتل أحد أفراد عائلته.
عبد الجليل أخبرنا أنه واع بأنه لا يمكن للعبة الكترونية أن تهدد شخصا أو تقتل أمه أو أباه، لكنه قال إن مجرد الإدمان عليها لـ 50 يوما كاملا، و الانعزال لأجلها، قد يُدخل الطفل أو المراهق في حالة انطواء تساعد في التأثير على حالته النفسية و يمكن أن تؤدي به في الأخير إلى الموافقة على وضع حد لحياته، مضيفا أنه يقوم حاليا بمحاولة توعية أصدقائه بضرورة تجنب تحميل التطبيق، من خلال مخاطبتهم على حسابه بموقع “فايسبوك”.
تحدثنا إلى مراهق آخر يبلغ من العمر 17 سنة من ولاية تبسة، قام بتجريب لعبة الحوت الأزرق، و هو عنتر الذي توقف عند الدراسة و يعمل حاليا في محل، و على عكس عبد الجليل، قال لنا عنتر إنه حمّل التطبيق قبل أن يسمع عن خطورته، و ذلك بعدما أرسله إليه أحد أصدقائه قبل حوالي شهر، حيث اعتقد في البداية أنه ليس سوى لعبة مسلية لتمضية أوقات الفراغ، خاصة أنها كانت تبدو مشوقة للوهلة الأولى، إذ تطلب منه و باللغة العربية، البحث عن مفتاح و حل بعض الألغاز، كما تطرح عليه من 10 إلى 15 سؤالا يوميا، تخص حياته الشخصية و أفراد عائلته، إلى أن تعلق بها، و صار يقطع نومه، فقط من أجل قراءة السؤال الموالي على الساعة الخامسة صباحا.
رموز غريبة و لا ولاء قبل «التحوّل» إلى حوت!

الشاب أخبرنا أنه أدمن مع مرور الأيام على التحدي إلى أن أصبحت “أعزّ صديق له»، فانعزل أكثر عن العائلة و أصبح يقضي ساعات و ساعات في لعبه، دون أن ينتبه إليه أفراد العائلة .. خلال هذه المدة كان يُطلب من عنتر القيام بأشياء غير اعتيادية، مثل اشتراط اللعب في المنزل، و الصعود على قمة و تصوير نفسه من هناك ثم إرسال الصورة للتطبيق، و كذلك كتابة رموز غريبة على يده، و التحديق فيها، حيث قال محدثنا إنه يتذكر منها الحرف F بشكل معكوس.
إلى جانب ذلك، كان يُطلب من عنتر، حسبما أكده لنا، الاستيقاظ في وقت معين ليلا، لمشاهدة أفلام رعب أو الاستماع لموسيقى مخيفة يُرسلها التطبيق، كما تدعوه اللعبة لـ «التحول إلى حوت» و الحلف بذلك و الاجتماع مع الحوت المزعوم، مع وشم صورته على إحدى يديه، و هو ما انصاع له الشاب الذي أطلعنا على الوشم بعد أن رسمه بشفرة حادة، كل ذلك و عائلته لم تتفطن إليه بعد.
«لم أفهم ما حصل لي، أصبحت أريد فقط أن ألعبها و اجتاز مراحلها» قال عنتر بصوت مرتبك، قبل أن يخبرنا كيف وصل إلى المرحلة الخمسين و الأخيرة من التحدي، حيث قال لنا إنه و في ذلك اليوم، استيقظ كعادته على الساعة الخامسة صباحا و من تلقاء نفسه، للإجابة على أسئلة التطبيق و فعل ما يطلبه منه، لأن عدم الاستيقاظ في ذلك الوقت «سيغضب» المسؤول على اللعبة و قد «يُحرم» من الاستمرار في التحدي، كما أن التهديدات التي يتلقاها بإيذاء أفراد عائلته الذين كان قد قدم تفاصيل عنهم، تزيد من شدة خوفه و امتثاله.
هذه المرة، يضيف عنتر، وجّهت له اللعبة طلبا خطيرا أشعره بالخوف و جعله يستفيق و يحسّ أن شيئا غير صحيح يحدث، فقد أمره التطبيق بإخراج شقيقه الأصغر من البيت على الخامسة صباحا وسط الظلام، في انتظار تلقي أوامر أخرى كانت ربما تهدف إلى إيذاء المراهق و شقيقه معا، فسارع عنتر إلى إعلام والده بما ينوي فعله، لينتفض الأب و ينزع الهاتف فورا من بين يديه، خاصة أنه كان قد سمع عن أخطار اللعبة عبر وسائل الإعلام.
و قد أخبرنا الشاب أنه حاول مع والده مسح التطبيق لكنه لم يتمكن من ذلك، ما جعل الأب يحتفظ بالهاتف النقال، كما أن الحالة النفسية السيئة التي كان عليها، جعلت العائلة تقرر عرضه على راق شرعي قرأ عليه آيات قرآنية لمدة أسبوع.. عنتر قال لنا بأنه لم يراجع أخصائيا نفسيا، لكنه يُحس، مثلما أضاف، بارتياح كبير بعد أن «تخلّص» من تلك اللعبة المشؤومة.
و يضيف محدثنا أنه لم يجد تفسيرا لما حصل له، و علق بالقول «أصبحت مدمنا على اللعبة و صارت تسري في دمائي.. لقد تحكمت بي دون أن أشعر بذلك و لولا تدخل أبي في آخر لحظة لكنت ربما في عداد المٌنتحرين».              
ياسمين بوالجدري

الأخصائي النفساني رابح لوصيف
استقالة الوالدين بوابة التوحد الافتراضي و الآفات و حتى الانتحار
"في حالات كثيرة تبدأ علاقة الطفل المعاصر بالأجهزة الإلكترونية مبكرا جدا، بين 3و 5 سنوات تقريبا، فيصبح المثير هو الجهاز و في الغالب  الاستجابة هي الاندماج مع الصور و الأشكال و الألوان و الحركية التي يبرزها الجهاز و دخول عالم لا يستطيع الذهاب إليه الطفل في الواقع ،فتتاح له الفرصة ليعيش فيه، افتراضيا ، عن طريق متابعة فيديوهات لرسوم متحركة و أغاني و ممارسة ألعاب إلكترونية لا تحتم عليه إجادة النطق و الكلام و التعبير، كما أن احتكاكه بالآخرين و علاقاته تتقلص تدريجيا في تلك المرحلة، لأنه مرتبط بالخيال أكثر من الواقع و لا يميز بينهما، و قد يمتد ذلك إلى غاية سن السابعة و حتى12 عاما، و تشخص حالة  هذا الطفل بأنه مصاب بما يعرف بـ "التوحد الافتراضي"، و هو ليس توحدا مرضيا، لكنه نوع من الاضطراب النفسي و السلوكي يؤثر على حياته و تركيبة شخصيته و قدراته المختلفة.
 و الأسرة و خاصة الوالدين يتحملون المسؤولية كاملة في ما حدث و سيحدث لأبنائهم ، فالملاحظ أن الكثير من الآباء و الأمهات يستخدمون هاتفهم النقال أو لوحتهم الرقمية كوسيلة لإسكات و إلهاء ابنهم الصغير، إذا بدأ يبكي أو يصرخ و أزعجهم بشكل أو آخر، فيتعود على الجهاز و يعتبره لعبة تسمح له باكتشاف ألعاب أخرى و عالم جذاب  لساعات متتالية، فيهدر وقته و جهده و يفقد القدرة على تعلم اللغة و التواصل مع الآخرين و يعيش منطويا على نفسه  ، بدل أن يعيش طفولته بشكل طبيعي،و يستمتع باللعب و الحركة و الركض و الحديث و التواصل مع أقرانه، و هي أمور ضرورية، لكي ينمو الطفل بشكل سليم و متوازن و يدرك الواقع و يتفاعل معه . إن طفل التوحد الافتراضي، سيصبح مراهقا و شابا مدمنا على الألعاب الافتراضية الخطيرة و غيرها، لأن المرافقة و الرقابة الأبوية غائبة أو نادرة في مجتمعنا، في الشارع و المدرسة و ما بالك بالبيت، فالكثير من البيوت أصبحت بمثابة مقهى "نت" كل فرد من أفرادها يغوص في عالمه الافتراضي و لا أحد تقريبا من الأولياء، يراقب أو يتابع ما يشاهد أو يلعب ابنه أو ابنته ، فاستقالة الوالدين من مسؤولياتهم جلية بمجتمعنا، إلا من رحم ربك ، فهم ينغمسون في أشغالهم و اهتماماتهم و يبعدون أبناءهم تدريجيا عنهم، و لا يهتمون باحتياجاتهم و أحاسيسهم ، و في غياب الحوار و التواصل و التفاعل الأبوي و الأمان و الاستقرار  الأسري، يبحث الأبناء عن البدائل الجاهزة في الأجهزة، و يصبحون مدمنين و عدوانيين ، لأن السحر ينقلب بسرعة على الساحر،  و  حوادث الانتحار التي شهدتها بعض الولايات مؤخرا، تجعلنا ندق ناقوس الخطر بقوة لحماية  فلذات أكبادنا، فالألعاب الإلكترونية ليست وحدها بوابة الانتحار و الموت ، فالإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي و العديد من المواقع الأخرى على الشبكة العنكبوتية التي يتهافت عليها الصغار، في غياب رقابة و مرافقة الأولياء ، تؤدي أيضا إلى الموت البطيء، بتسهيل الحصول على  المخدرات و التحريض على الفسق و الدعارة و الاختطاف و الاغتصاب و غيرها من الآفات، و قد تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية بهذا الخصوص في البرنامج الذي أعده و أقدمه في الإذاعة . لهذا أتوجه بنداء إلى كافة الآباء و الأمهات لكي يتعاملوا بحذر شديد مع هذه التكنولوجيا ، بدءا بعدم السماح لأبنائهم الصغار من استعمال الهاتف الذكي أو اللوحة الرقمية  أكثر من 10 أو 15دقيقة يوميا، حتى لا يتعودوا على هذه الأجهزة و منعهم من استعمال هواتف الأم و الأب و الإخوة لأنها ليست خاصة بهم و تحمل خصوصيات و أسرار أصحابها،  و عندما يكبرون لا بد من مراقبتهم،  ليس باستعمال تطبيقات المراقبة الإلكترونية، بل بالمرافقة و الحب و الاهتمام، و لما لا مشاركتهم ألعاب تعليمية أو ترفيهية مفيدة في أجواء عائلية دافئة، و أكرر إن الأبناء الذين لا يجدون في وسطهم الأسري و بين أحضان والديهم الحب و الحنان و الأخلاق الفاضلة و المشاركة و الحوار و الاستقرار، يفرون إلى العالم الافتراضي بكل مخاطره، فالطفل الصغير ضعيف و هش و غير مكتمل النمو و سريع التأثر و التعود و يخلط بين الخيال و الواقع، و بالتالي يمكن أن يسقط لقمة سائغة بين مخالب  صانعي الألعاب من مختلف الجنسيات التي تغرس فيه العنف و العدوانية و التبعية ، و تجعله كـ"الماريونت" يسير عن بعد ، و لديه قابلية لتحطيم الذات و الانتحار، و أدعو كل أب و أم يلاحظ بأن ابنه يعاني من اضطرابات أو مشاكل نفسية أن ينقله بسرعة إلى نفسانيين ليتكفلوا به قبل أن يفوت الأوان" .
إ.ط

أخصائي الأمراض العصبية الدكتور أحمد عليوش
الأشعة المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية تؤثر سلبا على نشاط المخ و الأعصاب
« أثبتت الدراسات الحديثة بأن الأشعة التي تنبعث من الأجهزة الإلكترونية المختلفة، تؤثر على العيون، و كلما أطال المرء التركيز على شاشاتها، تأثر  مخه، ما يؤدي إلى اضطراب في أعصابه و إصابته بالقلق و التوتر، و ما بالك إذا تعلق الأمر بطفل صغير أو مراهق.
الدراسات توصلت إلى أن قضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر أو اللوحة الرقمية أو الهاتف الذكي، يؤثر بشكل سلبي على المصابين بالأمراض العصبية، من بينها الصداع و الشقيقة ، خاصة لدى فئة  الأطفال ، حيث تتقارب لديهم النوبات، فبدل أن تحدث خلال شهور تصبح أسبوعية. و الأمر أخطر بالنسبة لمرضى الصرع، إذ تتدهور حالتهم و تتضاعف نوباتهم، كلما زادت مدة استعمالهم لهذه الأجهزة و بالتالي يجد الأخصائي صعوبة كبيرة في متابعتهم و علاجهم، ففي مقدمة النصائح التي توجه إلى مرضى الصرع بمختلف شرائحهم، تجنب استعمال الهاتف الجوال و عدم الإكثار من مشاهدة التليفزيون.
و أشدد هنا بأن الطفولة هي المرحلة التي ينمو فيها مخ الطفل، و بالتالي تكون مناعته العصبية هشة في هذه المرحلة، و تعرضه لأشعة الأجهزة الإلكترونية للعب أو غيره، يؤثر مباشرة في جهازه المناعي، فلا يتكون بشكل جيد و تظهر على الصغير مبكرا،  أعراض القلق و التوتر و العصبية،  ما يؤثر سلبا على ذاكرته و قدرته على التركيز عندما يدخل إلى المدرسة.  لهذا أدعو الآباء و الأمهات، عبر جريدة النصر ، إلى إبعاد أبنائهم الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، حتى و إن لم يكونوا مرضى ، عن كل أنواع هذه الأجهزة و الألعاب الالكترونية التي أصبحت تنخر الجسد و المخ و تحصد الأرواح، و ذلك لضمان نمو المخ بشكل سليم و متوازن.
بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، يمكن للأولياء السماح لهم بممارسة لعبة إلكترونية أو متابعة فيديو ترفيهي، تحت رقابتهم و إشرافهم، لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة متتالية، و إذا كبروا أكثر، يمكن إضافة 15دقيقة أخرى في المساء، و أشدد هنا بأنه كلما زادت المدة زادت المضاعفات، خاصة ضعف التركيز و اضطرابات الذاكرة و يتجلى ذلك في الدراسة . أود أن أشير أيضا إلى أنني أستقبل في عيادتي كل شهر بين 50 و 60 طفل من ضحايا الاستعمال السيئ للإنترنت، حيث أنني أحرص قبل المعاينة، على طرح مجموعة أسئلة على الأولياء و أبنائهم حول طريقة استعمال النت و مدة الاستعمال و ما يشاهدونه من برامج، و الرقابة الأبوية و غيرها، فتبين لي الأجوبة، بأننا أمام ظاهرة خطيرة تتربص بفلذات أكبادنا صحيا و نفسيا و عصبيا و اجتماعيا، و لا بد من التصدي لها بالتحسيس و التوعية على كافة المستويات».         
  إ.ط

طبيبة الأطفال البروفيسور زهية فرجيوي
كلمـــا أبحر الطفل مبــكرا و مطوّلا تضاعفـت اضطراباته العضوية و الذهنية
« تختلف المخاطر التي يتعرض لها مستعملو الشبكة العنكبوتية ، حسب السن، فكلما كان الاستعمال سيئا و مبكرا،  زادت المخاطر و تحولت إلى اضطرابات و أمراض مختلفة، و قد تصل إلى محاولة الانتحار،  كما أفادت وسائل الإعلام و قد تم  فتح تحقيقات للتأكد من أن لعبة «الحوت الأزرق» هي السبب . و قبل كل شيء أود أن أدعو  الأمهات إلى عدم ترك أبنائهن في طفولتهم المبكرة لوحدهم في غرفة لمدة طويلة ، سواء أمام شاشات  التلفزيون أو اللوحات الرقمية أو الهواتف الذكية ، ففي هذه المرحلة الحساسة يمكن أن يصابوا باضطرابات نفسية أو عصبية و قد يصابون بمرض التوحد، و بالتالي هم في هذه المرحلة بحاجة ماسة إلى حضور و اهتمام و رعاية الأم أو من ينوب عنها إذا كانت موظفة، إلى حين عودتها. و بعد سن الخامسة أو السادسة، يمكن الترخيص للأطفال بمتابعة بعض ألعاب الفيديو تحت إشراف الأولياء لمدة يجب ألا تتعدى نصف ساعة يوميا ، و إذا تجاوزت ساعتين يوميا، فنعرض صغارنا للإصابة بالصرع و اضطرابات ذهنية ، تتجلى في ضعف الاستيعاب و التركيز و الذاكرة و عدم القدرة على التفكير المنطقي السليم، و تلازمهم  هذه المشاكل  طيلة حياتهم، و الأخطر، حسب رأيي، إصابة العديد من هؤلاء  البراعم بتأخر في الكلام و النطق و أمراض في العيون بسبب التعرض إلى الأشعة الزرقاء، ما يمنعهم من التمدرس بشكل عادي، و عاينت في عيادتي حالات كثيرة من هذا النوع. و أشير هنا إلى أن ردود فعل الصغار تختلف ، حسب السن و المحيط ومدة الإبحار في النت و وتيرته.
و بما أنني أقيس الأمور بمدى استبعاد المخاطر، و ضمان نمو أطفالنا في محيط سليم و متوازن و استمتاعهم بكامل صحتهم و قدراتهم العضوية و الذهنية،  أفضل تقسيم أوقات الأطفال بين الدراسة و المراجعة في البيت،  و ممارسة الرياضة و الهوايات المفيدة، و التنزه مع ذويه و العب في الهواء الطلق،  و بذلك نضمن له الاحتكاك بالواقع و الطبيعة،  بدل الغرق في عالم افتراضي بكل ما يتربص به من أمراض و مخاطر».
إ.ط

الأخصائية الدكتورة سهام لزرق
أطفــال في الثامنـة بعيـون شيـوخ في الثمــانين
«إن الأطفال الصغار الذين يقضون وقتا طويلا في ممارسة الألعاب الإلكترونية و بالتالي النظر مطولا إلى شاشة الكمبيوتر أو اللوحة الرقمية أو الهاتف الذكي، يؤذون عيونهم و يعرضونها للعديد من الأمراض التي كانت حكرا على كبار السن قبل سنوات، مثل جفاف العين و قصر النظر. في سنغافورة مثلا يوجد 98  بالمئة من الأطفال المصابين بقصر النظر، الذين لا يعرفون كيف ينظرون إلى مكان بعيد، لأن آفاق إبصارهم محدودة دائما و يقضون جل وقتهم أمام الأجهزة الإلكترونية.
 

و يبدو أننا نسير في نفس الاتجاه، خاصة و أن نمط حياتنا تغير و أصبحنا نعيش في أماكن ضيقة و صغيرة لا تتيح لأطفالنا مد أبصارهم بعيدا لترتاح، سواء في البيت أو في المدرسة، فالغرف ضيقة و الأقسام ضيقة و أحيانا لا توجد ساحة في المدرسة و إن وجدت فهي أيضا ضيقة، كما أن معظم الأسر لم تعد تهتم بمرافقة أبنائها إلى  الحقول و الغابات الواسعة للتنزه في أوقات الفراغ ، و لا يجد أبناؤها وسيلة للترفيه، سوى الجلوس قرب شاشة الكمبيوتر أو الإمساك بلوحاتهم الرقمية  أو هواتفهم و يقربونها من عيونهم، عندما يبحرون في عالم الألعاب و الفيديوهات، و ينسون أن يرمشوا عيونهم و هم يضغطون على عضلاتها ، و لا يعلمون بأن بعد 10 ثوان من الامتناع عن تحريك الأجفان، تجف الدموع و هي السوائل الضرورية لسلامة البصر، و هكذا نجد أطفالا في الثامنة، و كأنهم شيوخ في الثمانين، حيث أن هذا الجفاف يؤدي بمرور الوقت، إلى جرح القرنية و يترك الجرح آثارا تؤدي إلى قصر النظر. و هذه الأعراض لم نكن قبل 10أو 15 سنة، نشخصها كأخصائيين إلا لدى كبار السن، كما أننا لم نكن نستقبل هذه الأعداد الكبيرة و المتزايدة من الأطفال الذين يعانون من قصر النظر و يحتاجون إلى نظارات طبية. أذكر هنا بأن نمو البصر يكتمل لدى الطفل في سن العاشرة ، و لا بد من مراعاة ذلك من قبل والديه لوقايته من الأخطار و التشوهات التي تتربص به، بدءا بتغيير نمط الحياة السائد، و تدريبه على النظر إلى أماكن بعيدة و توسيع آفاق الرؤية، عن  طريق تنظيم خرجات إلى الهواء الطلق في عطل نهاية الأسبوع، و السماح له باللعب و الترفيه بين أحضان الطبيعة و تشجيعه على المطالعة و ممارسة هوايات مفيدة بدل التبعية للعالم الافتراضي و ما ينجم عن ذلك من أخطار و أمراض، فالرقابة الأبوية ضرورية في هذا المجال.»
إ.ط

أطلقته "اتصالات الجزائر" قبل 5 سنوات
إقبال محتشم على تطبيق «في أمان» لحظر المضامين الخطيرة
أنشأت مؤسسة «اتصالات الجزائر» تطبيقا أطلِق عليه اسم «في أمان»، يتيح للأولياء ممارسة الرقابة على المحتويات الإلكترونية التي يطلّع عليها أبناؤهم في شبكة الأنترنت، و بالتالي حمايتهم
من المضامين الخطيرة.
هذه الخدمة الجديدة، و رغم إطلاقها قبل حوالي 5 سنوات، لاقت إقبالا «محتشما» من طرف الزبائن بحسب ما أكده مصدر مسؤول للنصر، إذ يمكن للأب أو الأم الحصول على التطبيق بسهولة عن طريق التوجه إلى أقرب وكالة تابعة لمؤسسة «اتصالات الجزائر»، ثم تقديم طلب للإشتراك في الخدمة، ليتم في عين المكان القيام بالإعدادات الالكترونية اللازمة و تحميل الخدمة على الكمبيوتر.
و يسمح تطبيق “في أمان” للولي، بإمكانية التحكم في المحتوى الذي يشاهده ابنه على الكمبيوتر أو الهاتف الذكي المتصلين بخط الأنترنت الذي تم الاشتراك فيه ضمن خدمات “اتصالات الجزائر”، ما يسمح بالحصول على حماية ذاتية، موجه خاصة للأطفال، و ذلك بمنع دخولهم إلى المواقع الإباحية و تلك التي تُشجع على العنف، مع حظر المواقع التي يرى الأب أنها غير مناسبة، كما يمكنه أن يحدد قوة التدفق و يمنع تحميل التطبيقات غير المرغوب فيها على الهاتف النقال.
و قد حاول بعض الأولياء مؤخرا الاستفادة من التطبيق المذكور الذي وضع بالشراكة مع مؤسسة أجنبية، لكنهم أعلموا أنه توقف مؤخرا و لوقت قصير، على أن يُبعث «خلال أيام»، و إلى حين إعادة هذه الخدمة يمكن للآباء تحميل العديد من البرمجيات المتوفرة على شبكة الأنترنت بشكل مجاني، بمفردهم أو بمساعدة أصحاب مقاهي الأنترنت، الذين غالبا ما يستعملون هذه البرامج لمنع ولوج لأطفال و المراهقين إلى بعض المواقع الخطيرة.                      
ياسمين.ب

رئيسة الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ جميلة خيار
نقـــــوم بحملـــة تحسيسيـــة واسعــــة  في المــــدارس ضـــد مخاطــــر الألــــعاب  
حذرت رئيسة الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، جميلة خيار، من غياب الوعي لدى بعض أولياء الأمور بطبيعة بعض الألعاب الإلكترونية، وعدم الاهتمام بالمخاطر التي يمكن أن تصيب أبناءنا من استخدام الأنترنت، و مواقع التواصل الاجتماعي بدون رقابة و دون مرافقة من الآباء.
وكشفت للنصر بأن الفدرالية قد شرعت منذ أسبوع في حملة تحسيس واسعة النطاق في المدارس بالتنسيق مع وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الرقمية تهدف إلى تحذير التلاميذ من الخطر الذي تشكله الألعاب الإلكترونية والعنيفة، على حياتهم بعد أن كشفت لعبة '' الحوت الأزرق '' المستور، ودعوة الأولياء والأسرة التربوية إلى مراقبة المتمدرسين و تحسيسهم بعدم ترك الأجهزة الإلكترونية في متناولهم طيلة الوقت، وحماية الطفولة في الفضاء السيبراني.
وحذرت السيدة خيار من أن الجرائم الإلكترونية المرتبطة بممارسة بعض الألعاب تنتشر بسرعة في وسط الأطفال والمراهقين في الجزائر بسبب إهمال الأسر للأطفال دون مراقبة، وتركهم  يحملون مختلف الأجهزة الإلكترونية، وتصفح كل المواقع، بكل حرية، ما يجعلهم عرضة للأفكار الخطيرة، وقالت ''يجب على الأسر عدم إهمال الأطفال وتركهم دون مراقبة أمام الأجهزة التكنولوجية''، وأضافت '' إن على الأسرة دورا كبيرا جداً في الحفاظ على الطفل في البيت، كما يقع على المدرسة عبء كبير في بث الوعي من خلال مناهج توعوية توجه التلاميذ إلى مخاطر هذه الأجهزة حتى لا يكونوا صيداً سهلاً للمتربصين''.
وبعد أن ثمنت إعلان وزير العدل حافظ الأختام، فتح تحقيق قضائي بخصوص '' لعبة الحوت الأزرق ''، ناشدت المتحدثة السلطات العمومية إلى لعب دورها من خلال هيئاتها المتخصصة وأجهزة الأمن ومختلف المتدخلين لمراقبة الفضاء السيبرياني (الافتراضي) ومنع أو حجب المواقع والألعاب الخطيرة التي تلحق الضرر بحياة النشء أو تلك التي تسبب أضرارا دينية وثقافية لأبنائنا.               
ع.أسابع

رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد
الوقايـة تبـدأ بمرافقـــة الطفــــل وتعليمــــه الأسلـــوب الأمثــــل لاستخـــدام الأنترنــــت
كشف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، خالد أحمد بأن الجمعية أعدت برنامجا تحسيسيا – توعويا، لإبراز مخاطر الألعاب الإلكترونية وقال بأن البرنامج يشمل مختلف وسائل الإعلام المكتوبة المسموعة والمرئية.
ودعا خالد أحمد كل الفروع الولائية للجمعية إلى تكثيف حضورها في الإذاعات الجهوية من أجل تحسيس الأولياء ودفعهم إلى مراقبة ما يلعبه ويشاهده أطفالهم.
كما دعا رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، "الحكومة حماية الطفولة في الفضاء الافتراضي من كل المخاطر المحيطة بهم، من بينها ألعاب الفيديو ذات الصبغة الخطيرة كالألعاب القتالية التي تشجع على العنف ضد الشرطة أو غيرها من الممارسات والسّلوكات المخالفة للأخلاقيات والدين التي لا تستطيع براءة الطفولة تحملها فتنساق وراءها، وذلك من خلال الهيئات والأجهزة المتخصصة لمراقبة محتوى الأنترنت وكل التطبيقات المتاحة".
وأكد بأن حادثة أو حوادث الانتحار التي يشتبه في أن يكون قد راح ضحيتها عددا من الأطفال '' يجب أن تكون عبرة للأولياء، خاصة غير المبالين بحماية أبنائهم من الأنترنت الذين يتركون لهم حرية كبيرة في استعمال الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر من أجل التسلية التي تقود أحياناً إلى الانتحار والانحراف".
وأضاف "من الضروري مراقبة أبنائنا، خاصة أن عالم الأنترنت أصبح محفوفاً بالمخاطر، كما يدفع الفضول بالأبناء إلى الدخول في متاهات لا نهاية لها".
كما أكد خالد أحمد على ضرورة تعديل دفتر الشروط الخاص بفتح محلات أو مقاهي الأنترنت '' السيبر كافي '' من أجل منع الأطفال دون سن معينة من دخول هذه الفضاءات وفرض مراقبة لصيقة على المراهقين.
كما شدد المتحدث في تصريح للنصر على ضرورة أن تقوم فروع الجمعية في الولايات برفع الوعي، عند الأولياء بأهمية اطلاعهم على الألعاب التي يقضي الأبناء وقتهم في لعبها على الشبكة العنكبوتية، مشيرا إلى أن متابعة الأطفال في مختلف مراحل نموهم يشكل عاملاً مهماً في حمايتهم، والتقليل من التهديدات والمخاطر التي قد يتعرضون لها، من محاولات الاستقطاب والتجنيد عن طريق الشبكة العنكبوتية، أو مخاطر التحرش عبر الألعاب
الإلكترونية''.                     
ع.أسابع

الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار
الجزائر مطالبة بتنسيق دولي لمنع التطبيقات التي تهدد الطفولة
أكد الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار على ضرورة تحمل كل الأطراف مسؤوليتها أمام الأخطار التي أصبحت تهدد الأطفال عبر الفضاء الافتراضي ودعا إلى قيام كل جهة بدورها في هذا الصدد للحفاظ على النشء.
وشدد يونس قرار في تصريح للنصر على ضرورة تكامل الجهود وتوحيدها بين الجهات المسؤولة عن حماية الطفل لوقايته من كل ما قد يهدده، والعمل على إيجاد برامج تقنية تسهل على الأسر وعلى الدولة ضبط محتوى ما يتعرض له أبناؤها، ومتابعتهم خلال تعاملهم مع الأنترنت حفاظاً عليهم من متربصي الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل، مع ضرورة تأمين شبكة أنترنت سليمة خالية من أي محتوى ضار، أو سلوكيات منحرفة، أو مواد تستهدف إفساد عقول، وأخلاق الصغار، والمراهقين.
وفي هذا الصدد دعا قرار الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها ومختلف المتدخلين إلى العمل على اتخاذ الإجراءات وحشد التقنيات المناسبة، لمنع انتشار المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي الخطيرة التي تدفع إلى ارتكاب جرائم إلكترونية أو إلحاق الأذى بالنفس وبالآخرين أو التشويش على العقول وبث الأفكار المسمومة.
من جهة أخرى حذر الخبير من أنه يتم استدراج الأطفال عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو بعض المواقع بواسطة الألعاب أون لاين متعددة اللاعبين الموجودة على الأجهزة الذكية التي تحتوي على دردشة كتابية أو صوتية، للترويج للألعاب الإلكترونية الخطيرة، مضيفاً '' إن المستدرِج قد ينتظر وقتا طويلا ويقوم بمحاولات عدة حتى يحصل على ما يريد من ضحيته، وهو ما يتطلب على الأسر وخاصة الآباء الانتباه لأبنائهم بتحديد وقت مشاركتهم الجلوس واللعب، أو متابعتهم بواسطة تطبيقات المراقبة التي من خلالها تستطيع مراقبة جهاز الطفل، والتحكم به دون علمهم''.
ودعا يونس قرار إلى ضرورة التبليغ عن '' الهاشتاغات '' والألعاب الإلكترونية الموجودة عبر ''غوغل بلاي'' أو '' غوغل ستور '' وغيرها، ومنح علامة '' 0'' لأي لعبة خطيرة في حالة ما إذا طلب من المستخدم تقييمها حتى تنتبه الجهة المروجة لها خاصة ''غوغل'' إلى خطورتها وعدم رغبة نسبة معينة من وجودها.
وأوضح قرار بأن هناك تطبيقات صممت خصيصاً من قبل بعض الشركات مستهدفة فئة الأطفال، وكذلك بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي أصدرت نسخة خاصة للأطفال، ومن خلالها يستطيع الوالدان تحديد عمر الطفل حتى يتناسب التطبيق مع مستواه العمري وقال '' إن الحماية الحقيقية هي مراقبة الطفل باستمرار إذا كان جهازه متصلاً بالأنترنت، لأنه لا توجد حماية كاملة من خلال التقنية''، كما أكد بأنه من الممكن تعقب الجناة أمنيا بواسطة التقنيات الحديثة، وجمع كافة الأدلة عنهم حتى لو كانت خارج الأرض الوطن بالتنسيق مع الهيئات الشرطية الجهوية والدولية. وبعد أن دعا الخبير قرار، الأولياء و المدرسة والمؤسسة المسجدية إلى لعب دورها في التوعية و التحسيس من الألعاب الإلكترونية الخطيرة، من خلال مرافقة الأبناء عن طريق الندوات المتخصصة ومن خلال الدروس وتوجيهات الأئمة والإطارات الدينية، أكد قرار بأن السلطات العمومية مدعوة للتنسيق مع الهيئات الدولية سواء من خلال الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسكو، وغيرها من خلال التقدم بطلب جماعي إلى شركة '' غوغل '' على سبيل المثال لحمله على سحب بعض الألعاب الخطيرة.
ورغم اعتراف قرار بأن هذا الأمر ليس من السهل تحقيقه إلا أنه ممكن، كما أكد بأن الوزارات المعنية مثل وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الرقمية ووزارة التضامن من واجبها الانخراط في حملة وطنية للوقاية وحماية الأطفال من أخطار الألعاب الإلكترونية.                       
ع.أسابع


قالت أن موقعها الأصلي محجوب لكن تطبيقاتها متوفرة في مواقع أخرى

 فرعون: لا يمكن حجب لعبة الحوت الأزرق و مواقع التواصل الاجتماعي
أكدت وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات و الرقمنة، هدى إيمان فرعون، أنه لا يمكن حجب لعبة «الحوت الأزرق» التي تسببت في وفاة مراهقين، و المواقع المضرة بالمواطنين والأطفال، و شددت على أن الوقاية والتوعية والتحسيس من قبل الأسرة والمجتمع تبقى الحل الأمثل لتفادي أخطار الانترنيت.
 وأوضحت الوزيرة أمس بالمجلس الشعبي الوطني خلال ردها على انشغالات النواب بخصوص مشروع القانون المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد والاتصالات الإلكترونية والرقمنة أنه لا يمكن حجب لعبة «الحوت الأزرق» وأن هذا المشكل ليس تقنيا فقط، وقالت أن تقنيي اتصالات الجزائر والأمن الوطني والدرك الوطني وهيئات أخرى اتفقوا على أنه لا يمكن حجب هذا النوع من الألعاب.
وشرحت بأن موقع اللعبة- التي قتلت أكثر من 100 طفل- حجب منذ مدة في روسيا وهي المعروفة بأنها أكبر بلد في مجال الحماية من أخطار الإنترنيت، لكن تطبيقات لعبة الحوت الأزرق متوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومن المستحيل حجب مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن التطبيقات الخاصة بها متوفرة أيضا في مواقع أخرى.
وأضافت هدى إيمان فرعون أن كل الإمكانيات التقنية متوفرة لكن من المستحيل حجب هذه اللعبة وغيرها من الألعاب التي تشكل خطرا على المواطنين عبر شبكة الإنترنيت، وهي ترى بأن دور الأسرة والوالدين والمحيط مهم جدا من أجل حماية الأطفال من أخطار الإنترنيت.
نشير فقط أن لعبة الحوت الأزرق التي تسببت في الأيام الأخيرة في وفاة خمسة تلاميذ خلقت هلعا كبيرا لدى الأولياء، وعليه طالب العديد من المواطنين و نواب البرلمان وفعاليات أخرى بضرورة حجبها لتجنب المزيد من الضحايا خاصة في صفوف الأطفال والمراهقين.
إلياس –ب


اكتشـاف ثلاث حــالات في المرحلـة النهــائية للعبـة الحــوت الأزرق بسطيـف

اكتشفت خلال 48 ساعة الأخيرة بولاية سطيف، ثلاث  حالات تتعلق بوصول مراهقات للمحطة النهائية للعبة الحوت الأزرق الخطيرة، التي أدت إلى انتحار طفلين في مقتبل العمر ببلديتي عين ولمان و الطاية قبل أيام، و قد كادت هذه الحالات أن تلقى نفس المصير  لولا تفطن الأهل و كذا شروط المسابقة نفسها.
الحالة  الأولى  تخص فتاة تقطن ببلدية صالح باي الواقعة جنوب سطيف، اكتشفت من طرف أهلها، بعد أن قامت برسم الحوت الأزرق على ذراعها كآخر  مرحلة، لكنها لم تقبل من طرف مشرفي المسابقة لكون الدماء لم تسل من الوشم، و قد طالبوها  بإعادتها، لكن الآلام التي نجمت عن ذلك جعلت أفراد عائلتها يتفطنون إليها، حيث تم نقلها إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية،  أين لم يتم  العثور على أي آثار جسدية، لتحول على مختصة نفسانية، حيث تبين بأنها كانت في وضع نفساني صعب جدا.
أما الحالة الثانية، فاكتشفت على مستوى بلدية حمام السخنة جنوب سطيف، بمتوسطة حمدي حمودي، و حسب نفس المصادر، فإن الأمر يتعلق بمراهقة تدعى «غ.رباب» البالغة من العمر 15 سنة، و المتمدرسة في السنة ثالثة متوسط، اكتشفت زميلاتها بالصدفة الرسم و كذا سيلان الدماء منه، لتهرعن إلى مدير المتوسطة و إخباره بالحادثة، حيث قام بدوره باتخاذ الإجراءات الضرورية مع استدعاء أهلها.
 نفس الرسم اكتشف في ذراع مراهقة أخرى متمدرسة بمتوسطة شليح المكي الواقعة بحي الهضاب بعاصمة الولاية، ما أحدث ذعرا في أوساط التلاميذ، و قد عرضت المعنية على مختص نفساني، و لحسن الحظ  أنه تم اكتشافها قبل إقدامها على تنفيذ خطوة الانتحار.
جدير بالذكر ، أن مصالح أمن ولاية سطيف تعتزم القيام بحملات تحسيسية واسعة، قصد التحذير من خطورة الحوت الأزرق، و حسب بيان أصدرته نفس المصالح، فإنه سيتم    التوعية عن طريق الإذاعة المحلية، مع القيام بدوريات تستهدف أكبر قدر من المؤسسات التربوية و التعليمية المنتشرة عبر إقليم الولاية.
 في نفس السياق، بادرت العديد من الجمعيات بالتنسيق مع أئمة المساجد و المختصين النفسانيين في تنظيم قوافل تجوب مختلف المؤسسات التعليمية ، للتحسيس  بخطورة هذه الظاهرة، على أن يتم توزيع مطويات لتوعية الأولياء و التلاميذ و تحذيرهم من خطورة اللعبة. و قد  شرع في الحملة  أمس بدائرة عين ولمان الواقعة جنوب سطيف التي سجلت بها أول إصابة بهذه اللعبة، و كانت البداية بثانوية لخضر بلمداني و متوسطة شرشورة، على أن تمس باقي المؤسسات مستقبلا.
رمزي تيوري

 

الرجوع إلى الأعلى