عاد نهاية الأسبوع الماضي مارد العنف ليطل برأسه من ملاعب الرابطة المحترفة الثانية، ليعود معه الحديث عن أعمال الشغب في الملاعب الكروية، و يحتل واجهة الحدث الكروي الوطني، ليطفو مجددا إلى السطح الجدل الذي ما فتئ يخبو ليعود إلى الاحتدام، بين مطالب بالتعامل مع الظاهرة على أنها حدث معزول، يتوجب الوقوف عنده على مستوى الهيئات المسيرة للعبة الأكثر شعبية ببلادنا، و بين داع للبحث عن آليات و قوانين ردعية لاجتثاث الظاهرة من جذورها، سيما و أن ارتياد الملاعب مع نهاية كل أسبوع، قد تحول إلى مغامرة غير محمودة العواقب.
فلا تكاد تسقط ورقة من رزنامة المنافسة، إلا و يسجل المتتبعون أحداث عنف، تلطخ المشهد الكروي، و تفسد نكهة المباريات عبر كافة الأقسام و المستويات، نتيجة خروج « أشباه الأنصار» عن النص برفضهم تفوق الطرف الآخر، و عجز الأندية التي يناصرونها على  التنافس النزيه، و فشلها في مقارعة المنافسين، فيأتي طوفان الغضب الجارف على كل ما هو داخل جدران الملاعب، فلا يسلم اللاعبون و لا الرسميون من « تهور و حماقات « الأنصار الغاضبين، الذين يتسببون أيضا في إلحاق الضرر بالمرافق و المنشآت التي تعد في كل مرة خسائرها بالملايين، في الوقت الذي يتحدث الكثير عن عدم ملائمة ملاعبنا لإقامة المباريات في ظروف تساعد على الفرجة و الاستمتاع بما بقدمه اللاعبون، مبرراتهم في ذلك أن الملاعب سواء البلدية أو المركبات الرياضية لا تستجيب للمقاييس الدولية، ما يجعلها غير مؤهلة لاستيعاب الجماهير الكروية التي عادة ما تؤم المدرجات قبل انطلاق اللقاءات بساعات، تقضيها في فضاءات ضيقة تحت أشعة الشمس أو حبات المطر، في غياب أدنى المرافق الحيوية، لافتقار الملاعب لمحلات تضمن الخدمات من مأكولات و مشروبات.  
و يعلق البعض الآخر أسباب العنف على المسيرين الذين يبيعون الأوهام للمناصرين، من خلال إطلاق الوعود الكاذبة مع بداية كل موسم كروي، من خلال تسويقهم لفريق الأحلام وتقديم اللاعبين المنتدبين على أنهم نجوم صف أول، قادرين على تحقيق الانتصارات وجلب الألقاب و الإنجازات، قبل أن يصطدم الجميع بواقع الميدان، في ظل محدودية الإمكانات وتهرب المسيرين والرؤساء من المسؤوليات.
كما يعتبر عدد من المتتبعين أن سلوكيات المشاغبين، ناتجة بالأساس عن الواقع الاجتماعي لشريحة واسعة من رواد الملاعب، الباحثين عن متنفس في غياب المرافق والبدائل خارج مجال الكرة المستديرة، ما ينتج عنه الكثير من مظاهر العداء و عدم التسامح و رفض تفوق الآخر.
وباقتراب موعد إسدال الستار على فعاليات الموسم الكروي، ودخول السواد الأعظم من الأندية دائرة الحسابات، سواء المتعلقة بالتنافس على التتويج باللقب، أو الساعية للظفر بتأشيرات المشاركة الخارجية، ومعها تلك الباحثة عن ركوب قارب النجاة، وتفادي ركوب المصعد المؤدي إلى الطابق السفلي، يبرز التحكيم كطرف حد مهم في معادلة الربح و الخسارة، و من ثمة بروز ظاهرة العنف في الملاعب، خاصة في ظل تصاعد رائحة « البزنسة«، ولجوء الكثير من الفاعلين إلى اتهام الحكام بتلقي الرشاوي و العمولات نظير تسهيل المهمات، و هي الطروحات التي تستمد مشروعيتها من بروز الكثير من الحالات التحكيمية المريبة، التي تصاحبها موجة احتجاجات تبدأ من المستطيل الأخضر وتمتد إلى المدرجات.
أخطاء دفعت اللجنة الفيدرالية للتحكيم بقيادة رئيسها الجديد محمد غوتي إلى اتخاذ جملة من القرارات «العقابية» بإحالة بعض الحكام على « الثلاجة « بسبب ارتكابهم أخطاء وصفت من قبل مسؤولي التحكيم أنفسهم بالخطيرة والمؤثرة في تحديد نتائج المباريات، ولو أن كبر الرهانات وتعقد الحسابات في قادم الجولات ينذر بنهاية موسم جد ساخنة، تتطلب الكثير من الجلسات التحسيسية للفاعلين على مختلف المستويات، و تخصيص ترسانة من القوانين و التدابير للتصدي لظاهرة العنف بكل حزم،  و ضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إفساد المتعة الكروية و إخراج اللقاءات من إطارها الرياضي.                       
نورالدين - ت

عمار بهلول (رئيس لجنة تسيير الرابطة المحترفة) للنصر
نحرص على حسن التنظيم ومحاربة ترهيب الحكام والمنافسين
اعتبر رئيس لجنة التسيير المؤقتة للرابطة المحترفة لكرة القدم عمار بهلول التعليمات الصارمة التي اتخذها المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير، و القاضية بإجبار الحكام على التوقيف الفوري للمقابلة في حال قيام الأنصار باجتياح أرضية الميدان و تسجيل أعمال عنف و شغب، من التدابير الاستعجالية التي عمدت الاتحادية إلى اللجوء إليها في محاولة للحد من هذه الظاهرة، سيما بعدما أخذت في الاستفحال في الملاعب على اختلاف المستويات.
بهلول و في حوار خص به النصر أكد على أن السعي لضمان نهاية موسم في أحسن الظروف، كان الدافع الرئيسي وراء هذه الخطوة، و لو أن التنفيذ على أرض الواقع يبقى أمرا صعبا، لأن الحلقة الأساسية هو الحكم، لكن محاربة العنف تلزم ـ كما قال ـ كل طرف بتحمل مسؤوليته، لأن هناك توجيهات صارمة قدمت أيضا للمحافظين و منسقي الأمن.
• هل لنا أن نفهم أسباب التعليمة الأخيرة للفاف بخصوص تعامل الحكام مع حالات اجتياح أرضية الميدان؟
الأكيد أن الحالات التي سجلناها في الجولات الأخيرة من البطولة الوطنية بمختلف أقسامها هي التي أجبرتنا على التحرك بأقصى سرعة، لأن الظاهرة أخذت في الانتشار من ملعب لآخر، والوضع أصبح ينذر بالخطر، خاصة و أن الموسم الكروي بلغ مرحلة جد حساسة، بطغيان حسابات التتويج أو الصعود و حتى السقوط على أغلب اللقاءات، ليتم طرح القضية للدراسة على طاولة المكتب الفيدرالي خلال الإجتماع المنعقد مؤخرا، ليكون موقف الهيئة التنفيذية للفاف صارما، بإعطاء تعليمات تلزم الحكم بتوقيف اللقاء بمجرد تسجيل حالة اجتياح لأرضية الميدان، و لو أن هناك شيئا مهما يتطلب توضيحات أكثر في هذا الشأن ....
• تفضل ... ما هو؟
لا بد من التمييز بين حالات الاجتياح التي قد تحدث في ملاعبنا، لأن هناك مناصرين يقدمون على القفز فوق السياج و التواجد في محيط أرضية الميدان للتعبير عن فرحتهم، و هذا لا يستوجب توقيف اللقاء، لأنه لا يعرض أمن و سلامة الحكام و لاعبي الفريق المنافس للخطر، خاصة إذا كان عددا قليلا، حيث يبقى تدخل وحدات الأمن على جناح السرعة للتحكم في الوضع أمرا ضروريا لضمان استئناف اللعب في ظروف مواتية، بينما الأمر الثاني الذي يكتسي أهمية بالغة في هذا الجانب هو كيفية تحديد الجهة التي ينتمي إليها الأنصار الذين يقدمون على اجتياح أرضية الميدان، و هذا عامل حاسم ركزنا عليه في الملتقى الذي نظم الأسبوع الفارط لفائدة المحافظين و منسقي الأمن، سيما و أن القوانين العامة تنص على ضرورة عزل مشجعي الفريقين في المدرجات، و بالتالي فإن الحكم و المحافظ مجبرون على التعرف مسبقا على المكان المخصص لجلوس مناصري أي فريق قبل انطلاق اللقاء، لتحديد الجهة المسؤولة على الاجتياح.
• لكن ألا ترى بأن تعامل لجنة الانضباط مع قضية شبيبة سكيكدة والعقوبة المسلطة كان سببا في استفحال هذه الظاهرة في باقي الملاعب؟
ملف شبيبة سكيكدة تكفلت بدراسته لجنة الإنضباط على مستوى الرابطة، من دون تدخل لا أعضاء الديريكتوار ولا المكتب الفيدرالي، و الهيئة الوصية استندت إلى الوثائق التي كانت بحوزتها و اتخذت العقوبة التي كانت تراها مناسبة، و الحقيقة أنه و بالاستناد إلى تقارير الحكم و المحافظ فإن ما وقع في لقاء شبيبة سكيكدة و غالي معسكر، كان عبارة عن اجتياح عادي قد يحدث في أي ملعب، بدخول عدد معتبر من الأنصار إلى أرضية الميدان، لكن من دون تسجيل أي حالة اعتداء على لاعبي الفريقين و لا على الحكام، و حتى في حجرات تغيير الملابس لم تكن هناك أحداث تستوجب توقيف اللقاء نهائيا، ليتقرر استئناف اللعب بعد تحكم وحدات الأمن في الوضع، و عليه فمن غير المنطقي أن نتخذ من هذه القضية نقطة انطلاق لظاهرة خطيرة أصبحت تهدد مصير البطولة الوطنية، لأن الأحداث كانت أكثر خطورة بملعب الشلف، ثم بلعباس، و حتى شلغوم العيد، تقرت و عين البيضاء في بطولة الهواة.
• و ماذا عن التوصيات المقدمة لمحافظي المباريات خلال الملتقى الأخير؟
تنظيم هذا الملتقى الأسبوع الفارط تزامن مع اقتراب نهاية الموسم الكروي، حيث تزيد أهمية المباريات، و يرتفع الضغط على الحكام، و لو أن ما سجلناه في بعض الملاعب أجبرنا على اتخاذ تدابير صارمة للحفاظ على أمن و سلامة اللاعبين و الرسميين على حد سواء، لأن بعض الفرق المستضيفة أصبحت تستعمل مختلف أساليب الترهيب و التخويف بحثا عن النقاط الثلاث، و لو لم نتحرك فإن نتائج اللقاءات المصيرية ستكون شبه محسومة بصورة آلية، من دون الاحتكام إلى الميدان، و ذلك بفوز أصحاب الأرض، و عليه فإن تحرك طاقم الفاف و الرابطة كان حتميا لوضع النقاط على الحروف، و التوصيات التي أعطيت لمحافظي لقاءات الرابطة المحترفة صبت كلها في خانة التنظيم الجيد للمقابلات، و الحرص على التطبيق الصارم للقوانين، انطلاقا من توفير الحماية الأمنية للاعبي الفرق الزائرة، مرورا بمراعاة الجانب التنظيمي بالتنسيق مع مصالح الأمن، وصولا إلى كيفية التعامل مع الحالات الاستثنائية التي يمكن أن نسجلها في بعض الملاعب، لأن هناك تدابير جديدة تقرر اتخاذها في هذه المرحلة الحساسة من الموسم الكروي.
• ما هي هذا التدابير، و ما المغزى منها؟
الأكيد أن اتخاذ قرار توقيف أي مقابلة يبقى من صلاحيات الحكم الرئيسي، لكن لن يكون من السهل على الحكام تنفيذ التعليمات الأخيرة للمكتب الفيدرالي، و بالتالي فقد عمدت الاتحادية إلى مراسلة المديرية العامة للأمن الوطني لطلب تعزيز التغطية الأمنية في مختلف الملاعب عبر كامل التراب الوطني، مع إعادة النظر في القرار الخاص بأعوان الملاعب، و الذين قررت الفاف سحبهم من محيط حجرات تغيير الملابس، و كذا من على خط التماس، و دورهم يبقى منحصرا في تنظيم الأنصار في المدرجات فقط، لأن التجربة الميدانية كشفت عن عيوب كثيرة في هيكلة الأعوان، و غالبيتهم كان يسجل تواجده في النفق المؤدي إلى حجرات تغيير الملابس، من أجل فرض ضغط على الحكام أو لاعبي الفريق المنافس، و عليه فقد طلبنا من المحافظين في الملتقى الأخير العمل على توفير الظروف الكفيلة بضمان الحماية للحكام، سيما في الحالات المتعلقة باجتياح الأنصار أرضية الميدان، لأن المسؤولية لا تلقى على الحكم وحده، و محافظي المباريات مجبرون على التعامل بصرامة في الجانب التنظيمي قبل انطلاق اللقاء، تفاديا لأي انزلاق في الأوضاع، لأن شرارة الأحداث تنطلق من سوء التنظيم، الذي ينتج عن عدم القدرة على التحكم في الأمور منذ البداية، رغم أن هناك نصوصا قانونية ترخص للحكم عدم إجراء اللقاء في حال عدم توفر التغطية الأمنية الكافية، و هذا كله بهدف ضمان منافسة في حدود أخلاقيات الرياضة، بعيدا عن العنف و الشغب .
حــاوره: ص / فرطــــاس

مدير الأمن العمومي مراد بوضرسة للنصر
محاربة العنف مسؤولية مشتركة ويجب التنسيق والمرونة في التعامل مع الأنصار
تحدث مدير الأمن العمومي بولاية قسنطينة مراد بوضرسة عن ضرورة محاربة ظاهرة العنف في الملاعب، مقدما خلال تصريحه للنصر بعض الحلول و الطرق الواجب مراعاتها، من أجل إجراء مباريات كرة القدم في أجواء آمنة، ضاربا المثل بملعب الشهيد حملاوي:” ظاهرة العنف في الملاعب ليست وليدة اليوم، ومثلما نتحدث عن وجود بعض الأحداث المؤسفة في بعض الملاعب، يجب أن نذكر بعض المحاسن و من بينها التصرف الحضاري لأنصار الفريق العريق شباب قسنطينة، فشهادة لله هم يتحلون بالهدوء و الروح الرياضية وهم بعيدون كل البعد عن العنف، فعلى الرغم من النتائج السلبية المسجلة من طرف الفريق داخل الديار في بعض المواجهات، إلا أنهم بقوا محافظين على تصرفهم المعهود، وأكثر من ذلك يستقبلون أنصار الفرق الزائرة أحسن استقبال”.
وتابع محدثنا كلامه بتوجيه رسالة مباشرة إلى الأطراف الفاعلة في المباريات، حيث قال:” إنجاح المباريات وتفادي ظاهرة العنف في الملاعب مسؤولية مشتركة، وهناك عدة أطراف تؤثر فيها، من بينها وسائل الإعلام، التي يجب أن يكون دورها إيجابيا، مثلما يحدث في الكثير من الأحيان في قسنطينة، أين نتمنى أن يبتعدوا عن استعمال الأساليب التي من شأنها أن تحرض على العنف بطريقة أو بأخرى، لأنه شئنا أم أبينا دور وسائل الإعلام كبير من أجل الحد من ظاهرة العنف، التي لا تليق بنا ولا تشرفنا أبدا كمسلمين، و يجب أن لا تقوم وسائل الإعلام بالتعبئة أو الشحن الإعلامي السلبي”.
وعرج مدير الأمن العمومي بولاية قسنطينة، للحديث عن المباريات التي تجرى بملعب الشهيد حملاوي:” أعتقد بأن سبب غياب العنف وإجراء المباريات في ظروف أمنية جيدة بملعب حملاوي، يرجع للعلاقة الجيدة، والتواصل الموجود بيننا و بين الأنصار و معاملتنا الحسنة لهم، سواء عند الدخول إلى الملعب أو عند التلمس و التفتيش، و نحن نتحلى بالمرونة و ننسق مع الأنصار من خلال التواصل معهم، و في بعض الأحيان نقوم بحصص توعية”.
وتطرق بوضرسة في تصريحاته إلى نقطة مهمة بخصوص أعوان الملاعب، حيث قال:” قبل أي مباراة أقوم بتجميع أعوان الملعب والحديث معهم، من أجل توعيتهم وشرح دورهم وما يجب أن يقوموا به سواء على مستوى الأبواب أو المدرجات المختلفة، ونقوم بتحسيسهم كيف تكون تدخلاتهم بمرافقة عناصرنا، والحمد لله الأمور تسير على أحسن ما يرام على مستوى ملعب حملاوي، الذي أصبح يضرب به المثل دائما، و نتمنى أن يسود الأمن و الأمان في جميع ملاعب القطر”.
وختم محدثنا تصريحاته:” مباريات ملاعب قسنطينة بصفة عامة و ملعب الشهيد حملاوي بصفة خاصة، تجرى دائما في أحسن الظروف، والحمد لله بشهادة حكام المباريات، فإنهم يؤكدون دائما لنا بأنهم يشعرون بالراحة في حملاوي، الذي يعتبر آمنا، و حتى مباريات المنتخب الوطني التي احتضنها ملعب حملاوي مؤخرا جرت في أجواء أكثر من رائعة، بحضور عدد كبير من الجمهور، و من دون حدوث أي تجاوزات، وهو ما جعلنا نتلقى الإشادة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي وجهت شكرها لكل من ساهم في إنجاح مباريات الخضر بعيدا عن النتيجة الفنية”.
بورصاص.ر

بعد إصدار الفاف تعليمات صارمة
الحكم بين مطرقة القوانين وسندان ضغط المحيط
تضع حالات اجتياح الأنصار لأرضية الميدان أثناء المباريات الحكام في مأزق، وكل الأنظار تبقى مشدودة صوبهم، تترقب القرار الذي سيتخذه الحكم الرئيسي بخصوص استئناف اللعب أو توقيف المقابلة، لكن اتخاذ مثل هذه القرارات ليس بالأمر السهل على الحكام، لأن تلك الوضعيات الاستثنائية تجعلهم بين مطرقة صرامة قوانين الفاف وسندان الضغط الكبير المفروض عليهم من طرف المحيط، سواء تعلق الأمر بالأنصار، اللاعبين والمسيرين، فضلا عن التفكير بجدية في مدى القدرة على توفير الأدلة التي تكفيه لتبرير موقفه، عند طرح ملف ثقيل على طاولة الرابطة، أو حتى الفاف.
ويسارع الكثيرون إلى توجيه أصابع الاتهام للحكام بمجرد طفو قضية على السطح تتعلق بحالة اجتياح الأنصار لأرضية الميدان، أو وقوع أحداث شغب تؤدي إلى توقيف أي مباراة قبل انقضاء وقتها القانوني، رغم أن الحكم وقبل اتخاذ أي قرار بخصوص هذه الأحداث لا بد أن يراعي الكثير من الجوانب، كون الملف المقدم إلى الرابطة لا بد أن يكون مستوفيا للشروط التي تجبر أي حكم على عدم إتمام اللقاء، ولو أن مثل هذه الوضعيات غالبا ما تدفع بالحكام إلى الرضوخ إلى ضغط المحيط واستئناف المقابلة تحت تأثير الضغوطات الخارجية، والناتجة بالأساس عن تكهرب الأجواء في محيط الملعب.
ولعل ما زاد من ثقل المسؤولية الملقاة على الحكام في مثل هذه القضايا الخرجة الأخيرة للمكتب الفيدرالي، التي رمت بموجبها الفاف بالكرة في مرمى الحكام، بإصدار تعليمة صارمة تلزم أي حكم بالتوقيف الفوري لأي مباراة بمجرد تسجيل حالة اجتياح لأرضية الميدان، مع ترك باب السلطة التقديرية مفتوحا لقياس درجة خطورة الأحداث المسجلة، ومدى انعكاسها على أمن وسلامة اللاعبين والرسميين على حد سواء، وهي التعليمة التي تكفلت اللجنة الفيدرالية للتحكيم نهاية الأسبوع الماضي بتبليغ محتواها إلى جميع الناشطين في السلك، من حكام و مراقبين، مع مطاللبتهم بالحرص على التطبيق الصارم لقرار الاتحادية.
هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من درجة الضغط المفروض على الحكام، لأن ظاهرة اجتياح الأنصار لأرضية الميدان تفاقمت في الملاعب الجزائرية في الأسابيع القليلة الفارطة، باختلاف الأقسام، ولو أن الفاف حاولت اشهار سيف الحجاج لقطف الرؤوس المتسببة في استفحال التصرفات اللارياضة للأنصار، حتى لو تعلق الأمر بالحكام الذين يخالفون تعليمة المكتب الفيدرالي، لأن الحكم هو المسؤول الأول عن اتخاذ قرار توقيف اللقاء، لكن الأمثلة الميدانية المستمدة من الواقع تحصر عملية التنفيذ في حالة واحدة هذا الموسم، وكانت في مباراة هلال شلغوم العيد ومولودية قسنطينة من قسم الهواة، لما قرر الحكم إبرير توقيف اللقاء على خلفية اجتياح أنصار الفريق المحلي أرضية الميدان، وقيامهم باعتداءات جسدية على عناصر الموك، و هذا قبل 4 دقائق من انقضاء الوقت القانوني، لتكون مكافأة هذا الحكم بترقيته لإدارة مباريات الرابطة المحترفة الثانية.
بالموازاة مع ذلك فإن التعامل مع حالات اجتياح الأنصار أرضية الميدان يضع دوما سلطة الحكم على المحك، لأن القوانين المعمول بها على الصعيدين الوطني والعالمي جد صارمة، وتجبره على السهر على أمن وسلامة اللاعبين فوق الميدان، واحساسه بوجود أي خطر يضعه أمام حتمية توقيف اللقاء، لكن الأجواء المشحونة التي يعيشها الحكم في الملعب لا يراها من يسنون القوانين من وراء المكاتب، لأن الخروج من هذه الوضعيات بسلام ليس بالأمر الهيّن، وإقدام أي حكم في الجزائر على توقيف مباراة بسبب تصرفات الأنصار يجعله يعيش ضغطا رهيبا من كل الأطراف المحيطة به في الملعب، ومغادرته حجرات الملابس تكون دوما تحت تعزيزات أمنية جد مشددة، بصرف النظر عن المشهد الثاني من هذا المسلسل، والمتعلق بالجانب الإداري، لأن لجنة الانضباط تعمد دوما إلى مطالبة الحكام والرسميين بتقرير تكميلي عن الأحداث، لتبرير قرار توقيف المقابلة.
بين هذا وذاك يبقى الحكم بمثابة الحلقة الأقوى في مثل هذه الحالات، بحيازته على حق توقيف اللقاء، لكن بالموازاة مع ذلك يكون محل اتهامات من أطراف أخرى، وأبسط دليل على ذلك، ما حدث بسكيكدة خلال مباراة الشبيبة وغالي معسكر، حيث تقرر وضع الحكم صخراوي في الثلاجة بعد استنئافه اللعب، إثر توقف دام 29 دقيقة، والطريقة الغريبة التي أتم بها اللقاء بقرارات مثيرة للجدل، وكذلك الحال بالنسبة للحكم بصيري، لما أدار مقابلة اتحاد عين البيضاء واتحاد عنابة في بطولة الهواة، بينما كانت أحداث الشلف وبلعباس بين الشوطين، ولم يكن لها تأثير على أمن وسلامة اللاعبين.      
ص / فرطــاس

الحكم الدولي السابق سليم أوساسي للنصر
يجب معاقبة الحكام في الوقت المناسب وإحالة "المرتشين" على العدالة
• كيف ترى دور الحكم ومدى تأثيره على تفشي ظاهرة العنف، خاصة وأنه سبق لك وأن عشت ظروفا مماثلة في السابق؟
الحكم هو جزء لا يتجزأ من مباراة في كرة القدم، ويمكن القول بأنه طرف مهم، وتأثيره في بعض الأحيان كبير، من أجل تحديد نتيجة مباراة، وبالمقابل من غير المعقول، أن يكون صاحب البذلة السوداء غطاء لإخفاقات الآخرين، الذين يحاولون دوما جعله شماعة، وهو ما لا أقبله أنا شخصيا.
*لكن في كثير من الأحيان، يوجد حكام كانوا سببا في حدوث العنف في الملاعب، بالنظر إلى قراراتهم غير الموفقة، وهناك من شكك في نزاهة بعض الحكام، ما تعليقك؟
إذا الحكام غير شرفاء وغير نزهاء، فشخصيا لا يشرفني أن أنتسب لهذه الهيئة، وأنا أتحدث دائما عن الحكم النزيه الذي يخطئ، مثلما يخطئ اللاعب أو المدرب أو المسؤول، وأنا اعترف بأننا كحكام نعيش فترة عصيبة جدا في عالم كرة القدم، ويجب اتخاذ قرارات صارمة، من أجل تفادي حدوث أي تجاوزات قد تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها.
• وما هي القرارات الواجب اتخاذها حسب رأيك؟
عندما يخطئ الحكم لا بد من معاقبته في الوقت المناسب، أي بعد حدوث الخطأ مباشرة، وليس بعد مرور عدة أيام، وأرى أنه من الضروري استدعاء الحكم بسرعة و معاقبته مع شرح السبب، و مطالبته بتفادي مثل هذه الأخطاء، التي في حال تكررت ستكون سببا من أسباب تدهور الوضع، ولو أني اعترف بأن الحكام الجزائريين يعانون نوعا ما من نقص في تكوين شخصيتهم التحكيمية، لأننا بشر و الجميع يمكنه أن يخطئ، لكن عندما يكون الحكم محضرا جيدا ولديه تحكم جيد في أعصابه، ولديه تكوين كاف، فإن أخطاءه تقل، وكلما صعدنا في الهرم تنقص الأخطاء، بالنظر لوجود عامل الخبرة.
•  إذا ارتكب الحكم خطأ واضحا وتسبب في حدوث العنف، ما هي العقوبة الواجب تطبيقها في هذه الحالة؟
في حال كانت الأخطاء متعمدة، و نرى بأن هناك حكام أنفسهم أمارة بالسوء، يجب الذهاب إلى العدالة، عندما نرى بأن الحكم تعمد ارتكاب الخطأ، وبينت دراسة الحالة النفسية للحكم بأنه”مرتشي”، لا يجب الانتظار، وعلينا الذهاب إلى العدالة، لأن عقوبة مدى الحياة غير كافية، من أجل جعل هذا النوع من الحكام عبرة، لأنهم يسيئون إلى منظومة بأكملها، خاصة إلى الشرفاء.
• الجميع متخوف من التحكيم، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم، وبعد أن استيقظ مارد العنف في الجولات الماضية، ما تعليقك؟
الفترة الحالية صعبة للغاية، وفيها يتم التعرف على الفرق التي تنزل إلى الأقسام الدنيا والتي تصعد إلى القسم الأعلى، كما سيحدد البطل، وهو ما سيجعل المباريات أكثر صعوبة بالنسبة للحكام، الواجب عليهم التحلي بالرزانة، والعمل على تطبيق القانون، و خاصة التحضير الجيد للمباريات من جميع النواحي، سواء النفسية وخاصة البدنية، لأن الحكم عندما يكون قريبا من جميع اللقطات تقل أخطاؤه، لتمتعه بزاوية رؤية جيدة، كما أنصح الحكام بتفادي السماع أو قراءة بعض وسائل الإعلام قبل المباريات.
• ماذا تقصد بالضبط؟
يجب تفادي قراءة بعض الصحف قبل المباريات، بالنظر إلى وجود بعض المسيرين غير المسؤولين يطلقون تصريحات نارية، قد تكون سببا مباشرا في تفشي ظاهرة العنف، وتلويث المحيط، وأكثر من ذلك فمثل هذه التصريحات النارية، تغرس الكراهية في نفوس الأنصار، وتجد الحكم عرضة لوابل من الشتائم على مدار التسعين دقيقة.
• لكن صراحة هناك حكام بقراراتهم لا يؤدون بالمباريات إلى بر الأمان، مثلما حدث على سبيل المثال مع الحكم صخراوي في مباراة شبيبة سكيكدة وغالي معسكر، ما رأيك؟
أعتقد بأن الظروف التي أحيطت بالمباراة، عند اجتياح بعض الأنصار أرضية الميدان، أثرت نوعا ما على الحالة النفسية للحكم، وهو ما جعله لا يصدر قرارات صائبة وسليمة.
• لكن الحكم يمكنه توقيف المباراة في أي لحظة، خاصة وأن القانون في صالحه، أليس كذلك؟
صحيح، رغم أنني لا أشاطر رأي بعض الأشخاص من الاتحادية، الذين يقولون بأن القرار بيد المحافظ، لا يا أخي فهذا مساس، بالمواد 17 وخاصة المادة 5 التي تعطي السلطة التقديرية للحكم في توقيف المباراة لظرف زمني معين أو التوقيف النهائي، والحكم من حقه توقيف المباراة عندما يرى بأن هناك خطر يهدد سلامة اللاعبين، لأنه هو المسؤول الأول عن حمايتهم فوق الميدان وحماية اللعب.
حاوره: بورصاص.ر

هل ساهمت الإلتراس في صنع الفرجة أم في إثارة العنف؟
شكل في السنوات الأخيرة أنصار جميع الأندية الجزائرية، ما يعرف بروابط “الإلتراس”، وتساءل كثيرا متتبعو الكرة في الجزائر عن هذا “المصطلح” الذي يعتبر حديثا في الساحة، خاصة وأن هذه المجموعات انتشرت بسرعة، والدليل أنه لا يوجد فريق واحد لا يملك “الإلتراس”، وبالعودة إلى التعريف اللغوي، نجد أن الكلمة مشتقة من اللغة اللاتينية، ويقصد بها الزائد والفائق عن الحد أي “التطرف”، والمعنى الشائع هو مجموعات من المشجعين يعرف عنهم الانتماء الشديد لفرقهم الرياضية خاصة كرة القدم، وأول “إلتراس” تشكلت في العالم كان في البرازيل سنة 1939 في مدينة ساو باولو، وبعدها تطورت الفكرة لتمس عددا من بلدان أوروبا الشرقية، وفي الألفية الجديدة، وجدت الظاهرة مكانا لها في شمال إفريقيا ومنها الملاعب الجزائرية.
وتتفق مجموعات “الإلتراس” في مختلف بلدان العالم على مجموعة من المبادئ، أبرزها عدم التوقف عن التشجيع طوال أطوار المباراة مهما كانت النتيجة، تحت إشراف “قائد التشجيع” أو المسمى وسط هذه المجموعات “كابو”، حيث هو من يتولى مهمة تنظيم جلوس الأنصار، وتولي مهمة تدوين الرسائل التي يرفعها هؤلاء الأنصار في المدرجات، ومن مميزات هذه المجموعات عدم الجلوس ومتابعة المباريات واقفين، والسبب يعود لكونهم لا يحضرون المباريات من أجل المتعة وإنما لمؤازرة فرقهم، ويختار هؤلاء الأنصار مكانا مخصصا للجلوس في الملعب، وتسمى بمصطلح “العمياء” دون تغييره طوال الموسم الرياضي، وتتعمد “الإلتراس” في كل لقاء لرفع رسائل سواء لإدارة النادي أو المنافس، وتسمى في عالمهم الخاص بمصطلح “ اللوغو” مع رفع “ التيفو “ الذي يعتبر بمثابة صورة جميلة، والهدف منها تمجيد ألوان النادي ودفع اللاعبين إلى بذل جهود أكبر فوق الميدان من أجل الفوز.
وعقلية “الإلتراس” لا تؤمن إطلاقا بالروح الرياضية، وذلك لأنها تتعصب لألوان الفريق إلى درجة خطيرة، ويرون رياضة كرة القدم بمثابة “الحرب” التي وجب الفوز بها من خلال استعمال جميع الوسائل، ولا تلقى هذه الجماعات “الترحيب” من قبل الهيئات الأمنية في جميع بلدان العالم تقريبا، حيث وعلى سبيل المثال القضاء المصري صنفها ضمن “الجماعات الإرهابية”، وذلك نظرا لما تسببه من أعمال شغب في الملاعب.
ورغم الانتقادات الحادة الموجهة لروابط “الإلتراس” في مختلف البلدان، غير أنها تظل دائما تصنع الصور الجميلة، من خلال اللوحات الفنية التي تصنعها، وتلقى كامل الإعجاب سواء الحاضرين لمتابعة المباريات من المدرجات أو شاشات التلفزيون، حيث ساهمت هذه المجموعات في إعطاء مباريات الكرة “نكهة خاصة”.
أحمد خليل

الفاف عدلت قوانينها 4 مرات في عهد الاحتراف
بحث متواصل عن الدواء الأنجع للقضاء على داء العنف في الملاعب
لا يختلف اثنان في أن الحلول التي ما فتئت الفاف تلجأ إليها في محاولة للتقليل من ظاهرة العنف في الملاعب لم تجد نفعا في الواقع الميداني، و تبقى مجرد مهدئات فقط لا تكفي لاستئصال الداء الذي ينخر جسد المنظومة الكروية الوطنية، و لو أن مارد الشغب بطابع «عالمي» جذوره تمتد إلى مهد الكرة في انجلترا، أين يبقى «الهوليغانز» الأنصار الأكثر شغبا في العالم.
ولئن كان المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير قد بادر إلى إصدار تعليمة جديدة في هذا الخصوص، فإنها بالتأكيد لن تكون الوصفة السحرية التي ستقضي على هذه الظاهرة بين عشية و ضحاها، على اعتبار أن الاتحادية الجزائرية عمدت في الكثير من المرات إلى تعديل قوانينها بحثا عن حلول أنجع للتعامل مع حالات العنف، لكن دار لقمان ظلت على حالها، و شغب الأنصار يبقى ميزة العديد من اللقاءات، رغم العقوبات الرادعة التي تسلطها مختلف لجان الانضباط على مستوى الرابطات.
فمنذ دخول عالم الاحتراف أقدمت الفاف على تعديل المواد الخاصة بعقوبات العنف و الشغب 4 مرات، حيث كانت البداية باعتماد عقوبة اللعب دون جمهور، مع إرغام الفريق المعاقب على استقبال ضيوفه خارج قواعده، ثم مس التعديل شطرا من هذه العقوبة، و ذلك بالسماح لأي فريق يتعرض لعقوبة «الويكلو» من اللعب في عقر الديار، لكن أمام مدرجات شاغرة، و ثالث تعديل كانت في منتصف الموسم الجاري، لما اقترح الرئيس السابق للرابطة محفوظ قرباج في آخر أيام عهدته التعامل بليونة مع تصرفات الأنصار، خاصة ما يتعلق برمي المقذوفات تجاه أرضية الميدان، و تعليق عقوبة اللعب دون جمهور إلى غاية الإنذار الثالث، بعدما كانت في السابق تمر مباشرة إلى العقوبة الأوتوماتيكية، و هو المقترح الذي زكاه المكتب الفيدرالي و دخل حيز التطبيق تزامنا مع انطلاق مرحلة الإياب من البطولة، و لو ان قرباج رحل و ترك بصمته على هذا الإجراء.
أما التعديل الرابع الخاص بالنصوص القانونية المقترنة بحالات العنف في الملاعب فكان نص التعليمة التي أصدرها المكتب الفيدرالي منذ اسبوعين، و الذي يجبر الحكام على التوقيف الفوري للمقابلة إذا ما أقدم الأنصار على الدخول إلى أرضية الميدان.
إلى ذلك فإن بعض المواد في قوانين الفاف الموجهة لتنظيم بطولات مختلف المستويات و الأصناف تحرص دوما على ضرورة توفير الأمن في أثناء المقابلات الرسمية، حيث أن الفقرة الأولى من المادة 26 لقانون بطولة الرابطة المحترفة يلقي بكامل المسؤولية في التغطية الأمنية و تصرفات الأنصار على الفريق المنظم، في حين أن الفقرة الثالثة من نفس المادة عالجت اشكالية أعوان الملاعب، بعد الفشل الذريع الذي لقيته هذه التجربة في الملاعب الجزائرية، لأن انتقاء هؤلاء الأعوان لم يكن وفق أي معيار، بل أن «البلطجة» كانت أهم مقياس أخذه رؤساء الأندية بعين الاعتبار، بحثا عن أشخاص قادرين على فرض الضغط على الحكام و الفريق المنافس على مقربة من حجرات تبديل الملابس، رغم أن الاتحادية ألحت في هذه الفقرة على منع تواجد أعوان الملاعب في محيط حجرات الملابس و كذا على مستوى النفق المؤدي إلى أرضية الميدان لتجنب أي أحداث عنف، لكن حقيقة الميدان ابقت هذا النص مجرد حبر على ورق.
على صعيد آخر حددت الفاف في المادتين 86 و 87 من قوانين الرابطة المحترفة دور و صلاحيات الحكم و كذلك الحال بالنسبة لمحافظي المباريات و مندوبي الأمن، لأن المسؤولية في تنظيم اللقاء مشتركة بين عديد الأطراف، و بمتابعة من ممثلي الفاف، و لو أن القوانين المعمول بها تخول ايضا للحكم رفض إعطاء إشارة انطلاق أي لقاء في حال عدم توفر التغطية الأمنية اللازمة للرسميين و الفريق الزائر.
ص / فرطــاس

المناجير العام للسنافر طارق عرامة للنصر
شبكات التواصل الاجتماعي وراء تنامي العنف
• ما تعليقك على عودة ظاهرة العنف في الملاعب؟
هي ظاهرة موجودة من القدم، لكنها أصبحت أكثر انتشارا في الآونة الأخيرة، وشخصيا عندما كنت لاعبا تعرضت إلى العنف في مباراة فريقي شباب قسنطينة أمام اتحاد الحراش، بعد اجتياح أنصاره الملعب، أين تعرضت لاعتداء من طرفهم باستعمال عمود الركنية.
• برأيك ما هي أسباب تفشي الظاهرة في ملاعبنا في الآونة الأخيرة ؟
أعتقد بأن هناك عدة عوامل وراء تفشي هذه الظاهرة، من بينها عوامل اجتماعية و أخرى اقتصادية، إلى جانب عوامل أخرى في صورة التحكيم، الذي قد يكون له دور بطريقة أو بأخرى في إثارة غضب الأنصار، من خلال تصرفاته وأخطائه التحكيمية، إضافة إلى نقطة مهمة.
• ما هي ؟
شبكات التواصل الاجتماعي أصبح لها دور كبير في إثارة الحقد والعداء بين الأنصار، حيث يوجد بعض أشباه الأنصار، من صغار السن في غالبية الأمر، يستعملون صفحات بأسماء مستعارة من أجل التحريض على العنف، وسب وشتم أنصار الفرق المنافسة، وهو ما ينمي الحقد و الكراهية بين المناصرين، وتجد هناك من يتنقل إلى المباراة بتعبئة سلبية و بنظرة خاطئة، و بمجرد حدوث أي خطا سواء من اللاعبين، أو خسارة في النتيجة تنقلب  الأمور رأسا على عقب، بسبب إشاعات لا أساس لها من الصحة.
• ألا ترى بأن رؤساء الأندية بتصريحاتهم غير المسؤولة، يمكنهم المساهمة بطريقة أو بأخرى في تفشي هذه الظاهرة؟
بطبيعة الحال، يجب على مسؤولي الأندية التحلي بالاحترافية و الروح الرياضية، و الابتعاد عن الشعبوية في تصريحاتهم، والكف عن محاولة كسب ود الأنصار، من خلال الإدلاء بتصريحات قد يكون لها دور كبير في تفشي ظاهرة العنف، وعلى سبيل المثال بعد هزيمتنا في لقاء مولودية الجزائر الأخير، اعترفنا بأننا لم نكن في يومنا، رغم الظلم التحكيمي واحتساب الهدف الثاني الذي لم يكن صحيحا، و رغم مرارة الهزيمة إلا أننا لم نطلق تصريحات نارية، و لم نتحجج بالأخطاء التحكيمية، و هنا أرى أنه يجب على القائمين على سلك التحكيم الضرب بيد من حديد.
• و حتى سلوك اللاعبين قد يكون له تأثير سلبي، أليس كذلك؟
أشاطرك الرأي، سلوك المناصرين من سلوك اللاعبين، حيث يرى الشبان في لاعبي فريقهم القدوة، و عليه أناشد اللاعبين في جميع الأندية بضرورة التحلي بالعقلانية والروح الرياضية، لأن بهم يمكننا أن نرتقي و نقدم صورة مشرفة عن كرة القدم الجزائرية، خاصة و أن بطولتنا تبث مبارياتها في قنوات أجنبية، ويجب علينا أن نسوق صورة مشرفة عن كرتنا.
حاوره: بورصاص.ر

عضو في إلتراس «انفورنو»
تحكمنا مبادئ الإسلام الذي ينبذ العنف والاعتداء على الآخرين
• دائما ما تصنع مجموعة «انفورنو» الحدث باختيار الرسائل المرفوعة في المدرجات، البعض يستفسر عن الجهة أو الشخصية التي تتولى مهمة تدوين تلك الرسائل؟
أولا وجبت الإشارة أن مجموعة «انفورنو» كان من وراء تأسيسها أربعة طلبة جامعيين، أي من نخبة المجتمع، وبالتالي فإننا نهتم كثيرا بموضوع الرسائل، واختيار موضوع الرسالة يتم عبر التشاور بين الأعضاء، ومن أهم الرسائل التي رفعناها كان عند مواجهة اتحاد العاصمة، وتزامن ذلك مع تعمد إدارة الفريق المنافس استهداف كثير من ركائز فريقنا، حيث كتبنا في الرسالة:» من الممكن أن تشتروا لاعبي النادي لكن من غير الممكن شراء تاريخنا»، وقال اللاعب السابق العيفاوي أنه تأثر كثيرا بعد رفع تلك الرسالة.
• مجموعات ورابطات الالتراس دائما ما تكون علاقتها مع الأمن «صدامية وعدائية»، هل ينطبق ذلك أيضا على مجموعة انفورنو؟
جميع الالتراس في العالم يعتبر الشرطة وقوات الأمن «العدو الأول»، لكن وجب التأكيد أن مجموعة انفورنو وحتى كثير من الرابطات الأخرى لا تؤمن بهذه الفكرة، وذلك لأنه في الأول والأخير تحكمنا مبادئ الدين الإسلامي الذين ينبذ العنف والاعتداء على الآخرين، ومثلما قلت فإنه مع مرور الوقت فإن الجميع تقبل الفكرة، والدليل أن قوات الشرطة لا تضع أمامنا أي حواجز بمناسبة المباريات الرسمية.
• البعض يتهم مجموعات الإلتراس التسبب في معاقبة فرقها باستعمال الألعاب النارية «الفيميجان»، فما قولك؟
أولا المناصر في الالتراس يعتبر المنعرج في المدرجات بمثابة «قصره الخاص»، وهو يمتلك كل الحرية في صنع ما يشاء، واستعمال الألعاب النارية جزء مهم في أي إلتراس، وبخصوص التسبب في العقوبات فإن المنضوين في راية انفورنو أو بقية المجموعات الأخرى يرون أنه من الضروري رمي «الفيميجان» في أرضية الميدان، من أجل منح اللاعبين شحنة إضافية من أجل تقديم الأفضل لتحقيق الفوز، وأعلمك أنه في كل مباراة المجموعة تدفع قيمة عشرة ملايين سنتيم على الأقل من أجل اقتناء الألعاب النارية.
• وهنا نطرح السؤال التالي، من أي أين تأتي مصادر تمويل التراس انفورنو؟
هي مصادر ذاتية، وذلك لأن من أهم مبادئ الالتراس الاستقلال المالي، حتى لا يكون أمامنا أي حرج في انتقاد أي جهة وعلى رأسها إدارة النادي أو اللاعبين، ومصادرنا تأتي من انخراط الأعضاء، أو عند طرح منتجات المجموعة للبيع في صورة القمصان، وندخر أيضا جزءا من الأموال عند تنظيم التنقلات في مباريات خارج الديار.
• لماذا ترفضون التعامل مع الإعلام بدليل رفضك الكشف عن هويتك؟
في حال الكشف عن الهوية فإن الإعلام سيكسبك «شهرة شخصية» على حساب كامل المجموعة، ونعلم جيدا أن الشهرة سلاح ذو حدين، وأعطيك مثالا تلقي «كابو» (العضو القيادي) لاستدعاء من قبل مصالح الأمن، من أجل التحقيق معه بخصوص الأحداث التي عرفتها مواجهة «صان داونز» في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وهذا بالرغم من كونه لم يكن حاضرا أصلا في الملعب بمناسبة تلك المباراة، ونرفض أيضا أخذ الصور لأعضاء المجموعة تفاديا لأي نوع من الإحراج، وذلك لأنه يوجد بيننا أطباء وأساتذة وإطارات في مختلف الإدارات.
حاوره: أحمد خليل

المعتدي انتقم من مناصر بريء
حاتم عولمي فقد بصره بروح الملح في الثامن ماي
من أخطر حوادث العنف التي عرفتها الملاعب الجزائرية في السنوات الأخيرة ما حدث في المباراة المحلية التي جمعت وفاق سطيف بمولودية العلمة بتاريخ 29 نوفمبر 2013 في ملعب الثامن ماي، حيث تعرض أحد مناصري الفريق الزائر يحمل هوية «حاتم عولمي» لاعتداء خطير جدا، وذلك عندما تعرض له مجموعة من أنصار الفريق المنافس في محيط الملعب، وقاموا بسكب مادة «روح الملح» على عينيه، وهو ما كان سببا في فقدانه البصر بصورة نهائية.
ونجحت الشرطة المحلية في ولاية سطيف في إلقاء القبض على المتهمين الخمسة ممن تتسببوا في الإعاقة البصرية للمناصر، وكانت إجابة المتهم الرئيسي «صادمة» أمام مفتشي الشرطة، حيث قال أن السبب الرئيسي الذي دفعه للقيام بهذه الفعلة الشنيعة هو «الانتقام»، وذلك من خلال قوله أنه تعرض أيضا لاعتداء جسدي من قبل مجموعة من مناصري «البابية» في الموسم السابق بميدان مسعود زوغار، وهو ما تسبب له في خدوش في مختلف أنحاء الجسد، حيث انتظر موعد المباراة المحلية بين الفريقين في الثامن ماي، للثأر مما عاشه في العلمة.
ولإطفاء نار الفتنة بين مناصري الفريقين الجارين، سارعت إدارة الوفاق ممثلة في الرئيس حسان حمار إلى تكريم المناصر حاتم عولمي، حيث كان حاضرا في إحدى مباريات الوفاق بملعب الثامن ماي وقام بدورة شرفية حول الميدان، تحت تشجيعات وأهازيج الأنصار، والجميل أنه منذ تلك المباراة لم نسجل في ديربي الهضاب أية تجاوزات.
ودائما ما تعرف المباريات المحلية أحداثا مؤسفة بين الأنصار، حيث وبتاريخ 13 مارس من سنة 2009 لقي مناصر شباب قسنطينة «فاروق سوالمية» حتفه في ملعب سكيكدة، وهو ما حدث أيضا لمناصر مولودية الجزائر محمد بيقة الذي توفي أيضا في مدرجات ملعب 05 جويلية، لتتحول بعض الملاعب إلى «مقابر» لأنصار في عمر الزهور، ذنبهم الوحيد عشق ألوان فرقهم إلى حد الجنون.
أحمد خليل

 

الرجوع إلى الأعلى