المواطنون بين مؤيد و معارض للون طلاء العمارات

 لبست عمارات وسط مدينة قسنطينة الحلة البيضاء تحضيرا لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ،و هذا بعد أن تمزق لباسها البالي الذي اقتنته منذ الأزل، لكن هذه البذلة الجديدة التي اكتستها بهذه المناسبة لم تعجب العديد بحجة أن اللون الذي أختير لا يليق بهذه البنايات العريقة ولا يبرز الهوية التاريخية للصخر العتيق و لا أصالتها ،لأن اللون الأبيض يدل كما قال أحد المعارضين على أن المنطقة تقع في قطب متجمد، في حين أوضح آخرون بأن اللون مناسبا لأنه يدل على التضحيات التي قامت بها الحضارات المتعاقبة على هذه المدينة من أجل أن يعيش سكانها في أمن و سلام ،و أن الأهم لا يكمن في اللون و إنما يكمن في التجديد وإزالة المظهر البالي والغير لائق الذي كانت تبدو عليه هذه العمارات .

فالشارع القسنطيني انقسم بين مؤيد للون و معارض له ،فبالنسبة للمعارضين أوضح الكثير ممن تحدثنا إليهم بأنهم تفاجأوا بعد انتهاء التهيئة ببعض العمارات بلون طلاء لم يعجب غالبيتهم ،لأنهم توقعوا بأن اللون الأبيض كان مجرد تمهيد لوضع ملون يتناسب و خصوصية المدينة و حضارتها الإسلامية و يعطي جمالية أكثر لأحياء الصخر العتيق،خاصة و أن التظاهرة التي ستحييها جوهرة وادي الرمال مناسبة لإعطاء صورة توضح من خلالها الثرات المعنوي و المادي لعاصمة الشرق الجزائري ،و الذي من خلاله تستطيع أن تجلب عديد السياح الذين هجروها في الآونة الأخيرة، و قالوا بأن هذه التظاهرة ستكون مناسبة لإبراز ما تزخر به من ثراث و عادات و تقاليد ،فالمدينة تستعد لاستقبال وفود من البلدان العربية و كذا الأجنبية ،و الخصوصية العمرانية إلى جانب المعالم التاريخية تساهم في إعطاء بطاقة تقنية للزائر يفهم من خلالها طبيعة المنطقة و خصوصيتها الدينية و كذا مناخها الجغرافي ،و أوضحوا بأن اللون الأبيض يدل على أن المنطقة تقع في قطب متجمد ،فالبنايات وسيلة فعالة للتعريف بالمنطقة و بحقبها التاريخية ، فهي تحمل رمزية تهدف من خلالها إلى تقديم فكرة عنها لمن يزورها للوهلة الأولى .

في المقابل استحسن العديد فكرة الطلاء الذي تزينت به العمارات و وصفوها بالمناسبة،مبديين بذلك ارتياحهم من المظهر الذي خلصت إليه هذه البنايات ،و قالوا بأن ذلك أثر على نفسيتهم بالإيجاب ،لأن اللون الأبيض يدل على الصفاء و النقاء و كذا السلام الذي يعيشونه حاليا متمنيين أن يدوم ، مشيرين بأن اللون له دور مهم لكن الأهم منه هو التجديد و القضاء على المظهر البالي الذي بدت عليه مدينة الصخر العتيق مؤخرا،مقدرين في ذات السياق المجهودات التي قامت بها السلطات المعنية ،و معربين عن خالص شكرهم و امتنانهم لهم و للفئة العمالية التي سهرت من أجل إعطاء حلة جديدة لمدينة سيرتا،و قالوا بأن العامل الرئيسي الذي يجب أن يكون متوفرا لاستقبال الوفود المشاركة في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية هو حفاوة الاستقبال و حسن المعاملة و كرم الضيافة ،فطريقة المعاملة حسب من تحدثنا إليهم تساهم بشكل فعال في إنجاح التظاهرة ،كما تساعد على استقطاب السياح الذين هجروا مدينة الجسور المعلقة مؤخرا، فالشكل الخارجي لا يكفي حسبهم في إعطاء صورة جميلة عن المدينة بقدر ما يساهم في ذلك التصرف بمدنية و تحضر.

بوقرن أسماء

 

 

 
الرجوع إلى الأعلى