تعرف أغلبية البنوك بولاية قسنطينة، نقصا حادا في صرف المنحة السياحية تحت مبرر نقص الاستمارات ونفاد السيولة المخصصة للعملية، ما أجبر المواطنين الراغبين في قضاء عطلهم خارج الوطن إلى السوق السوداء، التي انتعش نشاطها ، بارتفاع الإقبال عليها في هذه الفترة في ظل عجز البنوك عن تلبية طلبات المواطنين.
ويشتكي العديد من المواطنين بولاية قسنطينة، من مشكل عدم صرف البنوك للمنحة السياحية وهو وما وضع الوكالات البنكية تحت ضغط تهافت كبير و خلف حالة من الغضب في أوساط المواطنين، الذين اصطدموا بعدم توفر العملة الصعبة، حيث لاحظنا خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى العديد من البنوك بوسط المدينة، بأن جميع إجابات الموظفين تتطابق وتصب في خانة عدم توفر السيولة ونفاد المبالغ المخصصة من العملة الصعبة، بالإضافة إلى انعدام الإستمارات بسبب كثرة الطلب عليها خلال هذه الفترة.
 وفي أحد الوكالات البنكية الكبرى المعروفة بنشاطها الكبير في مجال المعاملات المالية،  رد على استفسارنا أحد الموظفين حول توفر العملة الصعبة قائلا إن “التصراف» غير متوفر منذ أزيد من 15 يوما ولم يتم القيام  بأي عملية، وطالبنا أن نسجل إسما في إحدى السجلات وبالعودة في الغد لعلنا نظفر “بتصريفة» ، في حين طلبت منا موظفة في وكالة بنكية أخرى، أن نعود بعد يومين كون السيولة المتوفرة في خلال هذه الفترة محجوزة، في وقت وجدنا في إحدى الوكالات العشرات من جوازات السفر، مكدسة فوق بعضها ولما سألنا موظف الشباك، أخبرنا بأنه سيقوم بتوفير المنحة السياحية لأصحابها في اليوم الموالي.
و ذكر لنا  شاب وجدناه يبحث عن المنحة، بأنه طاف العديد من البنوك منذ الأسبوع الفارط ، وأخبره بأن المنحة ستكون متوفرة في اليوم الأول في الأسبوع، لكنه تفاجأ بانعدامها، حيث ظل يلح على أحد أعوان الأمن أن يساعده  في الحصول عليها، باعتبار أنه سيسافر في ليلة الغد إلى تونس رفقة زوجته، ليقوم ذلك العون ويتجه إلى خلف الشبابيك، في حين اعتبر أحد المواطنين أن العملية إهانة بكل المقاييس كون المبلغ الذي سيستفيد منه لا يزيد عن 130 أورو ولا يكفي لقضاء ليلة واحدة في الخارج.
وقد لاحظنا في جولة ، قادتنا إلى السوق الموازية للعملة الصعبة بقسنطينة، بأن العملة الصعبة سواء من “الأورو» أو «الدولار»، متوفرة بكثرة و بنفس الأسعار 100 أورو بـ 16200 دينار، حيث أن أي تاجر يمكنه أن يأمن لك أي مبلغ مهما كان كبيرا شريطة أن يتم الإتفاق على السعر، الذي يتجاوز في غالبية الأحيان السعر الرسمي بأكثر من 40 بالمائة، في وقت ذكر لنا التجار أن السوق تعرف نشاطا كبيرا باعتبار أن هذه الفترة تتزامن مع موسم الحج والعطل، بالإضافة إلى قدوم المغتربين.
   لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى