رقص هستيري وسكر علني بمواكب الأعراس بجسر صالح باي
تسبب مواكب حفلات الأعراس خلال الليل، حالة من الفوضى على مستوى جسر صالح باي بقسنطينة، جراء قيام عشرات الشباب يوميا تقريبا بغلق جزء من الطريق بسياراتهم والرقص بشكل فوضوي، مع تعاطي بعضهم للخمر واستعمالهم للألعاب النارية، دون مبالاة بالاختناق المروري الذي يخلفونه، خصوصا وأن المكان يتحول إلى المسلك الوحيد إثر غلق جسر سيدي راشد بعد الساعة التاسعة.
ويعاني مستعملو الجسر من مشكلة الازدحام خلال الليل منذ بداية فضل الصيف، بسبب تزايد حفلات الأعراس، حيث لاحظنا أمس في جولة بالجسر أن أكثر من 5 مواكب اتخذت من المكان مسرحا لاحتفالها، ما سبب اختناقا شديدا وأدى إلى تشكل طابور طويل من السيارات القادمة من شارع عواطي مصطفى وصولا إلى مدخل الجسر، كما أن المحتفلين لا يكتفون بالمكان المخصص لهم لركن سياراتهم، بل يقومون باحتلال الأجزاء الأخرى من الطريق، الذي يتحول بعد الساعة التاسعة ليلا، إلى المسلك الوحيد الرابط بين الجهة الشرقية والغربية من مدينة قسنطينة مرورا بمركزها، فيما يركن آخرون مركباتهم بالرواق الخاص بمرور السيارات، ويحولون الجزء المخصص للركن إلى مكان للرقص، كما تتسبب المشكلة أيضا بعرقلة مسار الأشخاص وسيارات الإسعاف المتوجهين نحو المستشفى الجامعي بشكل مستعجل، حسب ما أخبرنا به مواطنون.
وتقتصر فئة المحتفلين بالمواكب المذكورة على الشباب، وغالبا ما يختارون الضفة المؤدية إلى حي المنصورة من الجسر، فبالجهة الأخرى لم يكن إلا عددا قليلا من السيارات، فيما تنعدم العائلات التي يجذبها الفضول والرغبة في التقاط صور بالجسر خلال الليل، كما لاحظنا أنهم يقومون بجولة في مركباتهم بطرقات وسط المدينة، قبل أن يصلوا إلى الجسر، وقد تتبعنا أحد المواكب بشارع عبان رمضان حوالي الساعة العاشرة ليلا، ورصدنا فيه شبابا يتزاحمون وقوفا في مؤخرة مكشوفة لشاحنة من نوع آش 100، وآخرون يفتحون أبواب السيارات ويجلسون على نوافذها، فيما اختار أحد الشباب سقف مركبة للاستلقاء فوقه والصراخ، ليضم صوته إلى الهتافات الأخرى وصخب الأغاني القادمة من مكبرات الصوت المثبتة بمركباتهم، في مشهد فوضوي لا يليق أبدا بالمدن ويكشف عن بعض الملامح الجديدة للمجتمع القسنطيني، الذي أكسبته التحولات عادات غريبة تبتعد عن مفاهيم التمدن. وقد أخبرنا سكان بأن المواكب تتوقف أحيانا بوسط شارع عبان رمضان ويترجل الشباب من سياراتهم للرقص، غير مبالين بالسائقين الذين ينتظرون خلفهم، ما يستدعي حسبهم تدخل السلطات لوقف الظاهرة، بعدما صارت مصدر إزعاج لهم، خصوصا وأن الأمر يتحول أحيانا إلى مشاجرات بينهم، في حين أكدوا لنا أن كثيرا من هؤلاء الشباب من سكان وسط المدينة وبعض الأحياء المجاورة لها، وليسوا قادمين من المدن الصغرى أو الأرياف كما يشاع عنهم.
وواصلنا تتبعنا للموكب الذي استقر بجسر صالح باي بعد أن ركن السائقون بالرواق الثاني من الطريق لعدم وجود مكان نتيجة العدد الكبير من السيارات، وظهر الشباب وهم يرقصون، فيما أخذ آخرون بإطلاق الألعاب النارية من حافة الجسر، أما آخرون فكانوا يحملون في أيديهم عبوات الجعة، غير عابئين بنظرات العائلات ومستعملي الطريق وإن كان بعضهم يحاول إخفاءها، كما قام أحد الشباب بتعرية الجزء العلوي من جسده والرقص وراح يرقص بشكل هستيري بينما أصدقاؤه يلتقطون له الصور بهواتفهم. وقد أكد لنا سائق سيارة أجرة يعبر المكان بشكل يومي خلال الليل، بأن المحتفلين قاموا في أحد المرات بغلق الطريق بشكل تام ليبلغ الاختناق شارع عواطي مصطفى، ما استدعى حضور سيارة لمصالح الأمن أجبرت سائقي سيارات الموكب على إزاحته مركباتهم وأعادت فتح الطريق، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم أيام العطلة الأسبوعية، في حين استغرق منا الخروج من الجسر حوالي 15 دقيقة بسبب الازدحام، وأضاف بأنه يستغرب من اختيار الجسر كمكان للاحتفال دون وجود أي شيء يدعو لذلك.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى