عمي إسماعيل كفيف يقيم منذ 10سنوات في غرفة أشبه بالمفرغة
شاء القدر أن ينفصل الشيخ الكفيف إسماعيل موي، 66 عاما،  عن زوجته و يعيش وحيدا رغم إعاقته،  بغرفة ببلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة ، تشبه مفرغة عمومية أو قبوا للخردوات و تفتقر لأدنى متطلبات العيش، في وضعية غير إنسانية و كارثية، ما جعله يوجه نداء استغاثة عبر  النصر إلى السلطات المحلية من أجل مساعدته في الحصول على سكن لائق.
قصدنا بلدية زيغود يوسف لمقابلة الشيخ إسماعيل، الذي يقطن في غرفة لا تزيد مساحتها عن 4 أمتار توجد بمنطقة آهلة بالسكان قرب السوق الجواري للحي، حيث تفاجأنا بعد رؤيتها من الخارج بصغر مساحتها، و تبادر إلى ذهننا بأن ذلك هو سبب معاناة الشيخ، لكن ما كانت تخبئه أسوار الغرفة كان أسوأ ، فالشيخ يقيم  في كوخ في وضع كارثي، لا يصلح حتى لوضع الخردوات بداخله.
وجدنا عمي إسماعيل، كما يحلو لجيرانه مناداته، يهم بالخروج من الغرفة، متحدثا لصاحب المحل الذي يجاوره قائلا « أشعر بأن ضغطي الدموي مرتفع جدا»، و عندما علم  بأن النصر قدمت لنقل معاناته إلى المواطنين و السلطات، أسرع لفتح غرفته، التي  و بمجرد أن وطأت أقدامنا داخلها، أحسسنا و كأننا في العصور الوسطى، فالروائح الكريهة المنبعثة منها ، تجعل الكائن البشري لا يتحمل الجلوس فيها لدقائق.
لاحظنا داخل الغرفة فراشا متسخا، و أوان غير صالحة لتناول الطعام لشدة اتساخها و قدمها، أدوية مبعثرة فوق صندوق للمشروبات الغازية، و قارورة غاز موصولة بموقد الطابونة أمام سريره ، و المؤكد أن الشيخ غير مدرك لخطورة ذلك و احتمال انفجارها في أي لحظة، خاصة و أن المكان صغير جدا و لا يتوفر على منفذ للتهوية، كما تضم غرفته خزانة ملابس و قارورات بلاستيكية فارغة .
الشيخ الذي يعاني من ارتفاع الضغط الدموي ، قال لنا بأن معاناته بدأت منذ أكثر من 10سنوات ، بعد أن انفصل عن زوجته القاطنة ببلدية الحروش، ولاية سكيكدة ، و توقيفه عن العمل من مؤسسة المكانس بعنابة، بعد أن تم غلقها، ما اضطره للعيش رفقة أخيه، غير أن هذا الأخير و بعد تزويجه لأبنائه، لم يتمكن من إيوائه، بحجة ضيق المسكن، ما اضطره للتنقل للعيش في الشارع، لتمنحه حينها مصالح بلدية زيغود يوسف هذه الغرفة التي كانت مخصصة لحارس السوق الجواري، للعيش فيها مؤقتا، إلى حين استفادته من سكن اجتماعي، غير أن السلطات المحلية، حسبه، لم تف بوعدها له إلى حد الآن.
و أضاف محدثنا بأنه و رغم إعاقته البصرية يطهو الطعام بنفسه، كما يجلب الماء في القارورات من المحلات المجاورة  مشيرا إلى أن سكان الحي يجلبون له الطعام أحيانا، و وعدوه بتهيئة غرفته قريبا، و ناشد في ختام حديثه للنصر السلطات المعنية بمنحه سكنا لائقا في أقرب وقت ممكن، حتى يكمل ما تبقى من عمره فيه في ظروف مقبولة ، حفاظا على كرامته و إنسانيته و الجزء المتبقي من صحته.
أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى