السيلفي في الجزائر بعضه يثير الجدل و بعضه يقتل
قبل أيام قليلة لقي شاب من مدينة سكيكدة مصرعه غرقا وهو يحاول التقاط صورة سيلفي مع أمواج البحر العاتية التي غافلته و ابتلعته، وقبل ذلك بحوالي سنتين سقط من الكورنيش القسنطيني مراهق وتوفي بعدما فقد توازنه وهو يلتقط سيلفي، اليوم تغزو الفيسبوك صور مختلفة لجزائريين تخطى هوسهم بالسيلفي حدود الخصوصية فأصبحوا ينشرون أنفسهم في وضعيات مختلفة في العمل والعمرة و البيت والطبخ وحتى غرفة النوم دون خوف من الأحكام الاجتماعية مهما كانت.
صور مثيرة للجدل
السيلفي الذي انتشر في العالم بصورة جنونية، لم يستثن الجزائر رغم خصوصية مجتمعها المحافظ، فالنساء والرجال ركبوا الموجة بعدما كانوا يفضلون الاحتفاظ بصورهم الشخصية في ألبومات مغلقة لا يشاهدها سوى المقربون منهم، لكنه واقع اختلف كثيرا خلال السنوات الأخيرة و أصبح الجزائريون لا يجدون حرجا في نشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و الغريب هو أن الأمر تحول إلى أشبه بهوس بالنسبة للجنسين معا و يمس حتى المثقفين و الإعلاميين الذين يتباهى بعضهم بنشر صور لهم مع فنانين أو مسؤولين وسياسيين، وبعض هذه السيلفيهات كانت مثيرة للجدل على غرار صورة نشرتها إعلامية بقناة إذاعية مع وزير الشؤون الدينية و أثارت الكثير من الجدل.
وحتى صورة وزير الثقافة مع الفنانة اللبنانية نيكول صابا وزوجها يوسف الخال، لم تمر مرور الكرام و كانت موضع اهتمام وحتى انتقاد، والسبب هو أن الانفتاح على السيلفي لا يزال محصورا في فئة معينة ولم يحظ بعد بقبول كل الجزائريين.
و مؤخرا نشر مجموعة من المراهقين صورة سيلفي لهم من مقبرة خلال حضورهم لمراسيم دفن شخص ما، وكانوا يجلسون على قبر ميت و يبتسمون وهم يستعدون لالتقاط الصورة التي نشرها أحدهم عبر حسابه على فيسبوك، ما أثار البعض ممن عبروا قائلين « بأن جيل السيلفي هو أسوء جيل» .
لقطات من المساجد والمقابر وأخرى من غرف النوم
جولة سريعة بين صفحات الفيسبوك تضعك أمام حقيقة أن الجزائري أصبح أكثر ميلا للانفتاح على الآخر و عيش حياة اجتماعية خالية من القيود، فسمح للسيلفي أن تخترق يومياته بشكل يشبه التوثيق، إذ أن البعض لا يتوانون صباحا في الكشف عن مكان تواجدهم عبر خاصية تحديد المواقع عبر فيسبوك، ومن ثم نشر صورة مباشرة وهم يتناولون الفطور في المطبخ، أو وهم يختارون ما سيرتدونه، أما آخرون فينشرون صورا مع قططهم و أمهاتهم و أبنائهم و حتى مع ما يأكلونه و ما يشربونه.
و الأدهى هو أن بعضهم خصوصا النساء أصبحن ينشرن بعض الصور من غرف نومهن مع تعليق يفسر ما يفعلنه مثل « أشاهد التلفاز مع ابني أو زوجي، أستعد للذهاب إلى العرس، أو حزينة وأبكي»، كما نشاهد بالإضافة إلى ذلك صورا لهن أحيانا من قاعات الإنتظار عند الأطباء و صورا لفحوصات الحمل التي يجرينها أحيانا مرفقة بتعليق « ما رأيكن هل أنا حامل».
البعض ينشرون أيضا صورا لهم وهم يتصدقون على الفقراء و آخرون ينشرون صورا من المستشفيات وهم يزورون المرضى.
هذا و تكون ذروة الهوس بالصور الشخصية عادة، خلال المناسبات و الأعياد، فبعض المعتمرين لا يفوتون فرصة نشر صورهم مع الكعبة المشرفة، أو من المسجد النبوي وهم يؤدون الصلاة، وكذلك الأمر بالنسبة ليوم الجمعة الذي تنتهي صلاته عادة بكم كبير من سيلفيهات لمصلين ينشرونها على فيسبوك و تبرزهم وهم في حالة ركوع وسجود.
تطبيق انستغرام لتجنب الانتقادات
الاختلاف في وجهات النظر بين المحبين للسيلفي و المنتقدين لهم، جعل الكثيرين يتخلون على استخدام فيسبوك لنشر صورهم و انفتحوا أكثر على تطبيق انستغرام، باعتباره أقل شيوعا في الجزائر فضلا عن كونه التطبيق المفضل لمشاهير العالم، إذ بات الشباب والمراهقون يفضلون نشر سيلفيهاتهم عبر حساباتهم على انستغرام التي يتابعها من يختارونهم هم من أصدقاء ومعارف يبدون عادة إعجابهم بالصور دون تعليق أو انتقاد.
الباحث في علم الاجتماع محمد بن يحيى طيبي
هوس الصورة انعكاس لجيل يحتكم لمعايير التحرر الغربية
يرجع الباحث في علم الاجتماع محمد بن يحيى طيبي، الهوس بالصورة و السيلفي تحديدا، إلى اختلاف المعايير بين الجيلين فالجيل الحالي حسبه يحتكم لمعايير لا تعترف بالخصوصية والمحيط الضيق بل يميل أكثر إلى المحيط المفتوح، الذي وجده في مواقع التواصل وما وردته معها من مفاهيم غربية عن الحرية كمبدأ، اتخذ منه الشباب الجزائريون اليوم نمطا لحياتهم وباتوا مستعدين للموت من أجله، رغم أنهم في الحقيقة لا يستهلكون سوى صورة مقلدة فمن يموتون في الخارج وهم يلتقطون صور سيلفي من أعلى قمة جبل يمارسون في الحقيقة رياضة التسلق كفعل وقد يكون موتهم نتيجة حادث له خلفيات، أما من يحاولون تقليدهم هنا فهم يمارسون نوعا من التهور إن صح وصفه.
أضف إلى ذلك فإن هذا الجيل أصبح يتماهى في شخصية تشبه شخصية الآخر أي الفرد الغربي، الذي يمثل بالنسبة إليه نموذجا ناجحا عن التحرر لذلك فإن الصورة هي جزء من كل، قد يظهر أيضا من خلال الكشف عن الشذوذ وكل ذلك باسم التحرر و التخلص من سلطة المجتمع القبلي للاحتكام لسلطة المجتمع العالمي الكبير.
ويقول الباحث بأن مثل هذه المظاهر تبرز عندما تسقط القيم و يتراجع الخطاب الديني ويفقد قيمته، فالجيل حسبه يبحث هنا عن مفاهيم جديدة وقيم يتشبث بها ، وهو ما حصل خلال التسعينات بعد انتشار فكرة الدولة الإسلامية و المظهر الأفغاني، وهو أيضا ما يحدث اليوم من خلال الصورة التي تعبر عن الانتماء لفكر غربي متحرر.
ن/ط
تحوّل إلى هوس و كسر حاجز الخصوصية
- التفاصيل
-
رئيسية جمعية "الأيادي الأصيلة" للنصر
تجار يعيدون تسويق زربية غرداية بضعف سعرها الحقيقيأكدت رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لولاية غرداية، زينب زيطة، بأن المرأة الحرفية الماكثة في البيت، تعاني من صعوبات في تسويق منتوجها من الزرابي، و تضطر...
وقفت على حالات اجتماعية صعبة بإيراقن سويسي
قافلة تضامنية تصل إلى نقاط وعرة بأعالي جيجل حطت نهاية الأسبوع، قافلة تضامنية ، رحالها، بأعالي بلدية إيراقن سويسي بجيجل، و تحديدا بالمنطقة المعزولة عين لبنة، أين قدمت مساعدات لـ 24...
أساتذة يؤكدون في ندوة النصر
متعصبون استغلوا الظرف السياسي لنشر خطاب الكراهيةأرجع دكاترة في الإعلام و ثقافة الأديان و فلسفة القيم و أصول الفقه في ندوة النصر، سبب تفشي خطاب الكراهية إلى مشكلة عدم تقبل الآخر، حتى وسط النخبة، و...
أغلب الضحايا و المعتدين بطالون
انخفاض عدد قضايا العنف ضد المرأة بقسنطينةسجلت مصالح أمن ولاية قسنطينة، انخفاضا في حالات الاعتداء على المرأة خلال سنة 2019، حيث بلغ عددها 242 حالة ، فيما وصل في سنة 2018 إلى 338 حالة، و جاء في تقرير أعدته...
بعضها ذكرى و أكثـرها جفّ و القليل منها لا تزال صامدة
- عيون - قسنطينة.. منابع تروي عطش مدينة تبكي تاريخها يقول العامة في وصف جمال قسنطينة، بأن سرها يكمن في « ماها»، أي مياه وديانها و ينابيعها و «هواها» بمعنى علوها الشاهق و « تلحيفة نساها»، في...
بسبب عزوف الشباب و غزو الأحذية الصينية
الإسكـافـي.. حرفــة مهدّدة بالاندثــارتشهد حرفة الإسكافي تراجعا ملحوظا بولاية قسنطينة التي لم تعد تحصي سوى 73 إسكافيا عبر كافة بلدياتها، من جهة بسبب نفور الشباب من هذه الحرفة اليدوية التي تتطلب الدقة و...
بمبادرة تضامنية من جمعية السلامة المرورية و الرياضة الميكانيكية
موكب سيارات عتيقة يسافر بكبار دار العجزة بباتنة إلى الماضي الجميلبادرت جمعية السلامة المرورية بولاية باتنة في نهاية الأسبوع، إلى تنظيم جولة سياحية تضامنية لفائدة نزلاء بدار العجزة، باتجاه مرتفعات...
تركته أمه يتيما في عمر 6 سنوات
الطفل عبد الخالق يختم حفظ القرآن و يستعد لرحلة إلى البقاع المقدسةأتم الطفل عبد الخالق بودودة حفظ القرآن الكريم كاملا منذ أيام قليلة، و هو يحتفل بعيد ميلاده التاسع بمدينة الشمس هليوبوليس، الواقعة...
رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة
الجزائر أحصت 2.8 بالمئة حالات تشوه الأجنة سنة 2019كشف رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة، الدكتور محمد بوكرو، أن الجزائر سجلت في السنة الفارطة، 2.8 بالمئة من حالات تشوه الأجنة،...
شوف الاثنين بـأولاد يحيى خدروش في هبة تضامنية
أبناء منطقة معزولة يجمعون مليار سنتيم في أسبوع لإجراء عملية لمريضة بالسرطانتمكن أبناء منطقة شوف الاثنين بأولاد يحيى خدروش بجيجل، من جمع مليار سنتيم في أقل من أسبوع للمريضة راضية، ابنة المنطقة، المصابة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)