خدعة فيزيائية تستحضر «الجن تشارلي» و تصنع الحدث في المدارس
يصنع تطبيق « الجن شارلي»  الحدث في الجزائر منذ أيام ، بعد كل ما تسبب فيه من حوادث غريبة في أوساط تلاميذ بقسنطينة و باتنة و وهران و الأغواط، تعرضوا لحالات اختناق و إغماءات بعد استحضارهم، لما قالوا، بأنه جني عن طريق الهاتف، وهو ما يستدعي فعليا الوقوف على حقيقة التطبيق من جهة، و مدى التزام الأولياء بمراقبة هواتف أبنائهم والتأكد من طريقة استخدامهم  للتكنولوجيا من جهة ثانية.
إغماءات و نوبات صرع
ظهر الخميس الفارط؛ سجلت أولى الحالات بثانوية قاصدي مرباح بحي البدر بوهران، إذ تعرضت 15 تلميذة لصدمة قوية بعد استخدامهن للتطبيق، ما أدخلهن في حالة هستيرية انتهت بإصابتهن بالإغماء، و بعد ذلك بيومين تعرضت تلميذة بثانوية أسماء بمدينة باتنة، لأعراض مشابهة عقب استخدامها لذات التطبيق، بينما أصيبت صديقاتها في ذات المؤسسة بحالة من الهلع ، و بعدها بيوم واحد أصيبت  4 تلميذات بنوبات صرع، و أغمي على 15 تلميذا لذات السبب.
و بقسنطينة كذلك تعرض تلاميذ بإحدى ثانويات منطقة واد لحجر، لنوبات عرضية استدعت إسعافهم بمستشفى ديدوش مراد، و قد أوضح مدير المستشفى السيد قربوعة ، بأن الأمر يتعلق بـ 10 تلميذات و تلميذين، نقلوا إلى المؤسسة في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، و كانوا يعانون من انخفاض في نسبة السكر في الدم، إذ تم أخذ عينات من دمائهم و إرسالها إلى مخبر التحاليل بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة للاشتباه في احتمال تعرضهم لحالة تسمم، وهو ما قد تثبته أو تنفيه نتائج التحاليل التي ستسلم اليوم.
و أرجع  التلاميذ ما حدث لهم إلى استخدامهم لتطبيق الجن تشارلي ، في حين نفى السيد قربوعة هذا الاحتمال، لأنه ،كما علق، أمر مناف للعقل.
 من جهتهم شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجوما حقيقيا على تلاميذ المدارس على خلفية هوسهم باللعبة، التي قال البعض بأنها مجرد خدعة هدفها هو التملص من الدراسة بإثارة الهلع، بينما عاب آخرون على الأولياء عدم مراقبتهم لهواتف أبنائهم وتفتيشهم لمحتوياتها، و تركهم فريسة للتكنولوجيا بمختلف مساوئها، مؤكدين بأن تراجع دور الأسرة و راء تحول اهتمامات التلاميذ من الدراسة ،إلى أمور غير نافعة و سعيهم خلف الخرافات التي قد تجرهم لأمور أسوأ في حال واصلوا البحث لإشباع فضولهم، كونهم سيتحولون الى فريسة سهلة لعبدة الشيطان و مجموعات خطيرة أخرى، كتجار المهلوسات ، خصوصا وأن الأمر يتعلق بمراهقين .
من هو تشارلي؟
يُقال أن تشارلي هو أسطورة مكسيكية شيطانية قديمة، تتمثل في رجل ذي عينين مختلفي اللون، الأولى سوداء و الأخرى حمراء يحضر من حين لآخر، كما جاء في الأسطورة، و اللعبة  تتمثل في استحضار روح تشارلي و هي معروفة  لدى المكسيكيين منذ القدم، لكنها لم تكن معروفة أو مشهورة عالميا، حتى اجتاحت الإنترنت عبر التطبيق المذكور.
و تقوم اللعبة الشهيرة على إحضار قطعة من الورق و تقسيمها الى خطين يتقاطعان في نقطة، لتظهر أمام اللاعب أربع مربعات، تملأ بكلمتين نعم أو لا بالانجليزية، مع عنوان أفقي فحواه سؤال « تشارلي هل أنت هنا»، وفي حال تحرك القلم، يعني أن عملية الاستحضار قد تمت و تبدأ من هنا لعبة الأسئلة و الأجوبة.
خدعة فيزيائية
الجدل الكبير الذي أثارته اللعبة عبر العالم، جعلت الكثير من الفيزيائيين يتدخلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشرح و تفسير حقيقتها، من خلال مقالات مختلفة و مقاطع فيديو تفصيلية، و يتعلق الأمر ، حسبهم، بخدعة فيزيائية بحتة تكمن في عاملين ، العامل الأول هو الجاذبية والعامل الثاني والأهم هو موضع القلمين، فالوضعية التي يوضع بها القلمان فوق بعضهما البعض بشكل معاكس من المستحيل ثباتهما وسكونهما، إلا على سطح مستو بشكل مطلق، وإذا كان السطح مائلاً بنسبة تقدر بأقل من 1 بالمئة ، فسيؤدي إلى انحناء القلم العلوي، وذلك بسبب الجاذبية الشديدة التي تؤثر على نقطة إلتقاء القلمين الصغيرة ، وتأثيرها على الاحتكاك الضعيف جدا بين القلمين، بالإضافة إلى خفة وزن القلم الذي من الممكن تحريكه عن طريق التنفس بالاقتراب منه  فقط، أما الخدعة الحقيقية فتكمن في أنه خلال وضع للقلمين، فإنهما يستقران في حالة سكون مؤقتة، تكفي لطرح سؤال « شارلي هل أنت هنا»، قبل أن يتحرك القلم الأول بفعل الجاذبية و يعتبر ذلك جواب بـ « نعم». أما تطبيق الهاتف المزود بمؤثرات بصرية و صوتية تساعد على خلق عامل الإثارة،  فيعتمد على تجميع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن الأشخاص المشاركين في اللعبة و تحميلها في الهاتف، ليجيب تشارلي عن الأسئلة المتعلقة بها في وقت لاحق، علما أن التطبيق لا يخلف أي تأثير دون الاعتماد على اللعبة الورقية، كما أكده رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين نشروا فيديوهات توضيحية بهذا
الخصوص.
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى