التجارة الالكترونية تفتح آفاقا للبطالين و تستهوي النساء
يحاول بعض الشباب و بشكل أكبر الفتيات إيجاد حل لمشكل البطالة من خلال آفاق استثمارية انساقوا نحوها من خلال التجارة الالكترونية، هذا المجال الذي استهوى الكثيرين، رغم التعامل الحذر للزبائن مع الكثير من مواقع البيع المحلية، والتي أكد البعض بأنهم كثيرا ما يصدمون بعدم توافق السلع التي يتم إيصالها  إليهم لحد بيوتهم مع تلك المروّج لها عبر الأنترنت.
بالإطلاع على مواقع التجارة الالكترونية الحاملة لرمز الجزائر «دي زاد» و حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي وجد فيها الكثير من المبحرين فضاء للترويج للسلع الجديدة و حتى المستعملة، يمكن ملاحظة تزايد اهتمام الزبائن بالتجارة الالكترونية من خلال عدد تعليقاتهم و أسئلتهم الملحة بخصوص كل غرض يعرض للبيع سواء تعلّق الأمر بالأجهزة الالكترونية، الملابس، الإكسسوارات و حتى المصوغات الذهبية أو المقلّدة و العطور و الماكياج و حتى الأدوات شبه الطبية و غيرها من السلع التي أكد بعض من تحدثنا إليهم بأن عملية تسويقها عبر الانترنت باتت أسهل من بيعها بالمحلات، مشيرين إلى اهتمام النساء بهذا المجال أكثر من الرجال خاصة فيما يتعلّق بالأناقة. و عن هذه التجربة قالت السيدة حسينة بأنها واجهت صعوبات في بداية ترويجها لماركة»كريستيان لي» بالبيع التقليدي، عكس زميلات لها بادروا إلى فتح صفحات خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و بشكل خاص على فايسبوك، أين حققن نسبة مبيعات عالية مقارنة بها، الشيء الذي دفعها إلى تخصيص صفحة لعرض و ترويج السلع التي تجلبها من الشركة الممثلة لهذه الماركة العالمية بتونس.
 توجه أزاح الترويج الكلاسيكي
و من جهته قال حسام سلطان مختص في التسويق الالكتروني لمواد شبه طبية لها علاقة بأمراض المفاصل و العظام بأن الترويج التقليدي لأي تجارة لم يعد بالسهولة التي كان عليه من قبل أمام انشغال الناس و صعوبة إقناعهم أمام المنافسة الشديدة التي فرضها التنوّع الكبير للسلع في السوق، مما جعل الترويج الالكتروني عجلة إنقاذ مهمة و ضرورية لابد من استغلالها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن خاصة الشباب  باعتبارهم أكثر انسياقا وراء الموضة و أكثر إتباعا لجديد السوق الالكترونية، مؤكدا بأن جل ورشات التكوين التي استفادوا منها في السنوات الأخيرة من قبل مختصين أجانب و حتى محليين في مجال  الماركتينغ ألحوا على تلقينهم أساليب و كيفية استقطاب مستغلي انترنت. و اعتبرت صاحبة صفحة بيع و شراء جزائرية والتي تستعمل كلمة «بزنس وومن»كاسم مستعار لها، بأنها أعجبت بالكثير من المواقع المحترفة في مجال التسويق الالكتروني حفزها على إطلاق صفحة عبر فايسبوك في انتظار فتح موقع خاص بها، مشيدة باحترافية موقع «دي زاد بوم» الذي أطلقه فريق شاب منذ أكثر من سنة و الذي تحوّل في وقت قياسي حسبها إلى مثابة شريك جديد للتسوّق في الجزائر، سيما للمنتجات المخصصة للنساء و الأطفال.
و تحدث ممثل شركة خاصة لترويج أجهزة الكترونية و كهرومنزلية فرنسية  معروفة موقعها بالعاصمة بأن جودة الخدمة و سرعة تسليم السلع للزبائن ساهم في كسب ثقة الزبائن، مؤكدا بأن لديهم زبائن أوفياء يقتنون كل جديد لديهم، وكشف بأن ثمة أشخاصا من مدينة واحدة جمعتهم صدفة التعامل معنا، توطدت علاقتهم و باتوا يقدمون طلبيات مشتركة للاستفادة من تخفيضات في تكاليف التوصيل. و عن عملية التوصيل أكد بعض من تحدثنا إليهم بأن لديهم متعاملين خواص، يلعبون دور الوسيط بينهم و بين الزبائن و الذين يعملون بوسائلهم الخاصة، حيث يستعملون مركباتهم الخاصة لتوزيع السلع و لديهم الحق في التعامل مع عدة تجار في آن واحد، مقابل أجر معقول لا يتعدى 400دج أو 600دج عن كل زبون.
و قالت صاحبة صفحة «إشهار و بيع» بأن التجار الالكترونيين تجاوزوا مشكلة التوصيل بفضل موزعين شباب ساعدوهم على كسب ثقة زبائنهم أكثر بفضل سرعة التوصيل و احترام مواعيد التسليم، عكس المشاكل التي كانوا يواجهونها في بدايتهم لاعتمادهم على شركة البريد فقط.
ليس كل ما يلمع ذهبا
في الوقت الذي يعتبر بعض التجار تجربة اقتحامهم عالم السوق الالكتروني بالقفزة النوعية، و خطوة كبيرة في مجال الترويج، يشتكي الكثير من الزبائن من عدم توافق الصور المروّج لها مع ما يتلقونه في الأخير مثلما ذكرت ميساء التي اشترت جهاز «ميكروايف» بدا لها في الموقع بحجم كبير ، كما جذبها سعره المغري، لتكتشف بعد استلامها للجهاز بأنه صغير الحجم و لا يليق للمطبخ بل للمكتب، لكنها كانت مضطرة لأخذه خوفا من عدم تمكنها من استعادة مالها الذي كانت قد دفعته في وقت سابق للشركة المعنية.
نفس القصة حدثت مع سمية التي فتنتها صورة ساعة يد روجت لها صفحة معروفة في تسويق الإكسسوارات، حيث أكدت هذه الأخيرة بأنها صدمت بعد دفع مبلغ 6000دج للحصول على ساعة جميلة كما بدت في الصورة المعدلة حتما مثلما قالت بطريقة الفوتوشوب، باستلامها ساعة عادية كان بإمكانها شراء أجمل منها و بأقل سعر من أي محل لبيع الإكسسوارات.
و بخصوص الترويج المزيّف للسلع قال بعض التجار الالكترونيين الذين تحدثنا إليهم بأن ثمة من الزبائن من لا يطلعون جيّدا على التفاصيل المقدمة بشأن كل سلعة بخصوص الشكل و الحجم و الماركة التي يقومون عادة بنشرها مع كل غرض يبيعونه، معتبرين أن الصورة تساعد على جذب الاهتمام و استقطاب الزبائن، لكن اللوم يقع على من لا يقرأون التفاصيل الإضافية و يكتفون بالنظر للصور.                                    
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى