إقامة أعراس للإعلان عن الطلاق و الرغبة في الزواج مرة أخرى
تتميز العائلات بالجمهورية العربية الصحراوية بمجموعة من العادات والتقاليد التي تميزها عن المجتمعات الأخرى، خاصة في مجال الأفراح و الأعراس، ومن أهم العادات التي تثير الانتباه هي تلك المتعلقة بالطلاق، فبعد انفصال الزوجين مباشرة يقيم كل منهما عرسا للإعلان عن حدوث الطلاق و نشره وسط الأقارب والجيران، ولا تختلف أعراس الطلاق عن أعراس الزواج في المجتمع الصحراوي.
بعد طلاق المرأة من زوجها تقيم عرسا في بيت أهلها يعد بمثابة الإعلان عن الطلاق وسط  الأهل والأقارب والجيران، ونفس الشيء بالنسبة للرجل الذي يقيم هو الآخر عرسا بعد الطلاق، لا يختلف عن العرس الذي نظمه لدى زفافه ، حيث يتم فيه نحر الإبل و توجه دعوات للأهل والأقارب و الجيران لحضور الوليمة و تناول ما لذ و طاب من أطباق تقليدية،  و يتم الاحتفاء بالمناسبة بالرقص والأغاني، تعبيرا عن الفرحة بانفصال الزوجين.
إذا كانت المرأة المطلقة لها أبناء، تعود بهم إلى أهل أبيها، و تقيم هي أيضا حفلا  لا يختلف عن حفل المطلقة التي ليس لها أولاد، و حسبما ذكرته للنصر  عائلات صحراوية من منطقة السمارة، فإن السر في إقامة عرس للطلاق و الذي لا يختلف عن عرس الزواج، هو الإعلان عن الطلاق و نشره ليعلم به الجميع، كما تم إعلامهم من قبل بوقوع الزواج، وذلك حتى يتسنى للمطلقة الزواج مرة أخرى بعد طلاقها، عكس ما قد يحدث إذا لم تعلن عن خبر طلاقها، فقد لا يعلم السكان بذلك، وبالتالي قد لا تكون لها فرصة أخرى للزواج.
ونفس الشيء بالنسبة للرجل الذي يعلن طلاقه في عرس يحضره الأهل والأقارب والأصدقاء، وذلك رغبة منه في الزواج مرة أخرى، و إذا لم ينظم مثل هذا الحفل سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، قد لا يعلم الكثيرون بطلاقهما، وبالتالي قد لا تكون لهما فرصة أخرى للزواج، خاصة بالنسبة للمرأة.
و قالت لنا إحدى السيدات بأن العديد من المطلقات تتزوجن بعد إقامة حفل طلاقها و انتهاء فترة العدة مباشرة، و أكدت بأن هذه العادات لا تزال منتشرة وسط المجتمع الصحراوي، رغم تراجعها نوعا ما، مقارنة بالماضي، وذكرت محدثتنا بأنه منذ أشهر قليلة فقط أقامت امرأة عرسا بعد طلاقها، فإلى جانب الوليمة المقامة عند أهلها بعد عودتها إليهم، نظمت هذه المطلقة موكبا للسيارات جاب أغلب مناطق السمارة للإعلان عن طلاقها، و الإعلان في نفس الوقت، ضمنيا، عن رغبتها في الزواج مرة أخرى، و أشارت  من جهة أخرى بأن مثل هذه العادات تراجعت كثيرا، مقارنة بالماضي، كما أن حالات الطلاق، حسبها، قليلة و والحالات التي تسجل تعد ضئيلة.
و من العادات التي كانت تميز المجتمع الصحراوي في ما يتعلق بعادات وتقاليد الزواج، نذكر المهر الذي كان عبارة عن ناقتين يتم تقديمهما للعروس، و الناقة الثالثة ينحرها صاحب العرس في حفل الزفاف، إلى جانب ذلك، كان العرس الذي يقام في الخيم يستمر لمدة 07 أيام كاملة، و تستمر خلالها الأغاني والرقص و الولائم.
  و كانت العروس تنقل إلى بيت زوجها في قافلة من الإبل، لكن هذه  العادات تراجعت و تخلت عنها العديد من العائلات، خاصة في ظل ظروف الاحتلال المغربي، كما قال لنا مجموعة من أبناء المنطقة، مشددين بأن العديد من العائلات تشردت أو انتقلت للعيش في مخيمات اللاجئين، وكل هذه الظروف جعلت العائلات الصحراوية تتخلى عن الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بتاريخها و تراثها .   

  نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى