عمي علي.. سائق مثالي قضى أكثر من 20 سنة خلف المقود دون تسجيل حوادث
مازال “ عمي علي “ كما يحلو للجميع مناداته ، يدب بالحيوية والنشاط رغم سنوات طويلة قضاها خلف المقود دون أن يرتكب أي حادث مرور ،أو يكون سببا في  هلاك  الآخرين ، ورغم ساعات العمل الطويلة و الرحلات الماراطونية  بين تبسة والجزائر العاصمة ، والتي تمتد لحوالي 20ساعة عمل من 24 ساعة ، إلا أنه يظل محافظا على قوته وصلابته ،و بشوشا في وجه من يعترضه من أحبابه وأصدقائه ، الذين يكنّون له كل الحب والتقدير .
 إنه عمي علي حقاص ،أحد أقدم السائقين بمجلس قضاء تبسة ، والذي تمت ترقيته مؤخرا إلى رئيس حظيرة بعد مسيرة تجاوزت عقدين من الزمن قضاها في السياقة لم تضعفه أو تفل عضده ، وعلى اعتباره سائق مثالي ،فإن كل المهمات المهنية المرتبطة بمجلس قضاء تبسة ،خاصة نحو المدن والولايات البعيدة على غرار الجزائر العاصمة ،تسند دوما لعمي علي الذي لا تفارقه  تلك الابتسامة التي يوزعها على الجميع ،وروح الدعابة  على مدار الساعة ،وبقدر تفانيه في العمل وحرصه الدائم على الانضباط التام ،فإن اختياره خلال السنوات الماضية وخاصة العشرية السوداء كسائق خاص للنواب العامين بمجلس قضاء تبسة ،يعطي الصورة المثالية الحية لعمي علي الذي التقته جريدة “ النصر “  في إحدى أروقة مجلس قضاء تبسة ،ولما سألناه  عن الانضباط في السياقة دون حوادث مرورية تذكر قال : “ بالنسبة لي السياقة فن “ ومن تطفل عليها “ تصبح عفن “ ،وحياتي ويومياتي مبنية على الانضباط التام ، والذي بدونه لا يمكن أن يستقيم وضعنا ، وما تقدم الأمم وتطرها إلا بهذا السلوك الحضاري ، وتلك هي شخصيتي الحقيقية دون زيف ، مضيفا ،  أن واقع عمله يفرض عليه أن يعطي الصورة المثالية والحية للموظف النشيط المحب لعمله ويقدسه والمتفاني في خدمة الآخرين ، وطلبنا من “ عمي علي “ أن يوجه نصيحة للسائقين لاسيما في ظل ارتفاع الخط البياني لحوادث المرور في بلادنا، وما ينجر عنها من وفيات وجرحى ، فقال “ كل يوم تحدث أمامنا وحولنا حوادث السير، وكل يوم نسمع عن الكثير منها في الأخبار والصحف وعبر الأنترنت، كل يوم يذهب ضحيتها العديد من الأشخاص منهم من يزال في ريعان الشباب ،لماذا حول الإنسان المركبة من آلة في خدمته إلى لعنة تجلب الضرر والموت له ، وأنصح كل سائق أن يتذكر دائما أن حياته وحياة الآخرين غالية جدا ومهمة، وأن تكاليف الحادث المالية والنفسية قد ترافقك طوال عمرك، وأن استهتاره  لثانية واحدة فقط أثناء القيادة قد يؤثر على السنوات المتبقية من عمره أو عمر شخص عزيز عليه  ، وليعلم السائق أنه ليس أمهر سائق بالعالم، وحتى لو كان يعادل أمهرهم ,فليعلم أن بعضهم تعرض إلى حوادث سير مميته، ولنتذكر فقط بطل العالم في الفورميلا واحد ،والذي توفي داخل سيارته .
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى