الظروف المهنية و التدخين يضاعفان الوفيات بسرطان الشعب الهوائية في الجزائر
أكد دكاترة ومختصون شاركوا في فعاليات ملتقى وطني حول سرطان الشعب الهوائية، نظم أول أمس بالمستشفى الجامعي نذير محمد بولاية تيزي وزو، بأن نسبة الوفيات الناتجة عن سرطان الشعب الهوائية تعرف ارتفاعا مضطردا في الجزائر، و تمس بصفة أكثـر الرجال البالغين، مع الإشارة إلى أن التدخين و الظروف المهنية يعدان من المسببات الرئيسية للإصابة بالمرض.
المحاضرون تطرقوا إلى أسباب الإصابة بهذا المرض كما شددوا على طرق الوقاية منه، خصوصا وأنه بات أول سبب للوفيات بين الرجال البالغين حسب ما أكدته الدكتورة فضيلة تودفت، من مصلحة علم الأوبئة بمستشفى نذير محمد، التي أشارت في مداخلتها إلى أن سرطان الشعب الهوائية يعد مسببا للوفاة بالنسبة 1.6 في المئة عند الرجال فوق سن 40 سنة بينما يقتل سنويا 0.1 في المئة من النساء اللواتي تتعدى أعمارهن 60 سنة.
 و أضافت الأخصائية بأن نسبة الإصابة بالمرض بين النساء تعرف ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة، نظرا لتنامي ظاهرة التدخين في أوساط الإناث،  لكنها نسبة تبقى أقل مقارنة بدول أخرى،   كأمريكا الشمالية و أروبا الوسطى، و بنسبة أقل في البلدان الإفريقية، مع ذلك فأن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى عند الرجال و الثامنة لدى النساء في قائمة السرطانات الأكثر انتشارا في الجزائر.
الدكتورة تحدثت بإسهاب عن أسباب الإصابة بسرطان الشعب الهوائية ، مشيرة أن التدخين يعد أولها، فعدد العلب المستهلكة يوميا و نوع التبغ يعتبران من أهم العوامل التي ترفع من احتمالات الإصابة بالمرض بالنسبة للمدخن، موضحة بأن الشخص المدخن معرض للإصابة بسرطان الشعب الهوائية عشر مرات أكثر من الشخص غير المدخن، إذ أن 92 في المائة من الوفيات المسجلة عند الرجال نتيجة سرطان الشعب الهوائية سببها التدخين مقابل 71 في المائة عند النساء.
 و من بين عوامل الخطر الأخرى ذكرت الدكتورة تودفت العوامل المهنية و تحديدا الغبار و مادة الآميونت و العنصر الغازي المشع ( الرادون)،  وهي عوامل يتعرض لها العمال في المناجم و مؤسساتهم المهنية بشكل يومي دون أن ينتبهوا لخطورتها، إذ يعتبر الرادون المشع سببا في 5 إلى 12 في المائة من الوفيات بسرطان الشعب الهوائية.  
إضافة إلى ذلك فإن الطبخ بالحطب و نوعية التغذية هي أيضا من عوامل الإصابة، فقد أثبتت  الدراسات حسبها بأن الغذاء الغني باللحوم الحمراء و الشحوم  يسبب سرطان الرئة،  كما يلعب العامل الوراثي  دورا إضافيا،  فوجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض التهاب الشعب الهوائية المزمن أو الحاد يضاعف احتمالات الإصابة بالمرض بنسبة 1.49 في المئة، بالإضافة لخطر الإصابة بأمراض أخرى كالسل و الربو.
  و ذكرت  الأخصائية أن عامل السن يحدد احتمال الإصابة بهذا المرض، فالخطر يحدد بنسبة 5 في المئة عند الأشخاص أقل من 44 سنة و يرتفع إلى 55 في المئة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، حيث دعت إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لتلافي الإصابة بالمرض مثل التوقف الفوري عن التدخين و تناول الأطعمة الغنية بالخضر و الفواكه و التشخيص المبكر قبل
 40 سنة.                                                                                                                                                                                      سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى