جمعية تعيد الاعتبار للحديقة العمومية للشريعة في تبسة
بادرت جمعية جسور بمدينة الشريعة إلى نزع البؤس على الحديقة العمومية بالمدينة بعد سنوات من الإهمال الممارس عليها  رغم موقعها الإستراتيجي الذي يتوسط المدينة ،فبعد تنظيفها وإعادة تصليح إنارتها بالتعاون مع البلدية وتنظيف نافورتها ، وضع جنود الجمعية أول الكراسي فيها بفضل الخيرين والمحبين لمدينتهم .
 فكان أول الغيث قطرة ،  في انتظار مساهمات وسخاء أبناء المدينة الخيّرين ، لاسيما وأن الحديقة تحتاج 20 كرسيا على الأقل لتركيبها عبر أرجاء الحديقة حتى تكون فضاء رحبا للمواطنين ، وحسب رئيس الجمعية فإن هذا النشاط يندرج ضمن برنامجها المسطر و الذي يعطي الجانب البيئي اهتماما كبيرا، حيث بدأت الجمعية بالعمل على إعادة تأهيل الحديقة العمومية التي طالها الإهمال ، وكانت البداية بتنظيفها الأسبوع الماضي و يجري الآن ترميم نافورتها و وأبوابها و إصلاح أعمدة الإنارة لتكون في شهر رمضان فضاء يقصده المواطنون كما كانت في سابق عهدها ، مضيفا « نعمل حاليا على تجهيز الحديقة ببعض الكراسي الإسمنتية .
ويأتي هذا الاهتمام بالحديقة الوحيدة بمدينة الشريعة بعد النداءات المتكررة التي وجهها سكان المدينة  إلى والي الولاية ، حيث تطرقوا بإسهاب للحالة المزرية التي آلت إليها المساحات الخضراء بالمدينة من نهب منظم وسرقة ورمي للقمامة ، لاسيما الحديقة التي تقع بوسط المدينة ، مطالبين بتحويل الغابة الواقعة بجانب المركب الرياضي الجواري والتي تضم مساحات خضراء شاسعة إلى حديقة تتوفر على كافة المرافق ، بدلا من بقائها مكانا مهملا ومرتعا للمنحرفين ومتعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات ،و مأوى للكلاب الضالة التي أصبحت تجول وتصول فيها ،لتكون فضاء تجد فيه العائلات مكانا مناسبا للتسلية والترويح عن النفس  ،خاصة وأن البلدية تكاد تنعدم فيها المساحات الخضراء ، باستثناء حديقة وسط المدينة التي لم تعد تفي بالغرض نظرا للإهمال الذي طالها ، و أصبح المواطن ينفر منها نظرا لتحولها إلى مكان مفضل لرمي القمامة ، وقارورات الخمر ، حتى الكراسي التي كانت موجودة بها تحطمت وتحولت إلى مرتع للفساد ومكان لالتقاء المدمنين على شرب الكحول والمخدرات و المهلوسات ،وما شابه ذلك وعلى مرأى ومسمع من الجميع ،وأصبحت هذه الحديقة شبه مهجورة بعد أن قاطعها المواطنون جراء الإهمال الذي طالها ، و اهتراء جلّ جدرانها وسرقة كراسيها وأبوابها ، وحرق أشجارها و أصبحت تشكل خطرا واضحا على مرتاديها ، إضافة إلى انتشار المنحرفين واستهتار المسؤولين بهذا المرفق ، و هو ما يتجسد في الإهمال الكبير الذي طال هذا المرفق و انعدام المراقبة به،                                                                                                                     ولعل من أكثر المشاكل التي يعاني منها الزوار ويبعث الحسرة في نفوسهم هي القمامة المتناثرة في كل مكان وأكوام الزبالة، حتى أوراق الشجر والأغصان اليابسة وقارورات الخمر صنعت ديكورا خاصا يعبّر عن خراب المكان ، في ظاهرة أثارت حالة من الاستغراب في أوساط المواطنين الذين يتساءلون عن غياب المسؤولين الذين لم يكلفوا أنفسهم مراقبة وتفقّد الحديقة منذ سنوات طوال ، ومن أجل ذلك يجدد السكان مطلبهم في رسالة موجهة للوالي لإعادة الاعتبار لحديقة وسط المدينة التي توجد في موقع إستراتيجي ،حتى تكون متنفسا للعائلات والأطفال ورئة المدينة التي تتنفس منها ،ويستمتع بها زوارها الذين يقصدونها من كل مكان للاستمتاع بشوائها اللذيذ الذي يثير شهية كل من يزور المدينة . بلدية الشريعة وفي ردها على انشغال السكان أكدت على لسان أحد نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي أنها بصدد إعداد دراسة للنهوض بالحديقة وتهيئتها وتحسين وضعها لتكون مرفقا ترفيهيا لسكان المدينة الذين يتطلعون لذلك.  
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى