يامينة مقحوت ابنة ميلة  التي ترفض التخلي  عن الملاية   
لا تزال السيدة يامينة مقحوت، صاحبة 76 عاما، من حي صناوة بأعالي مدينة ميلة، ملتزمة بارتداء الزي التقليدي"الملاية و العجار" ، رغم ما يحيط بها من تغيّر شامل في طريقة اللباس، حتى بالنسبة لمن هن في مثل عمرها، ما جعلها محط احترام و إعجاب جميع من يشاهدها، و تزف الملاية عروسا كلما ارتدتها.
السيدة يامينة كانت من بين السيدات اللائي تم تكريمهن نظير تمسكهن باللباس التقليدي على هامش مسابقة أحسن لباس تقليدي التي احتضنتها دار الثقافة مبارك الميلي مؤخرا، و قد قالت للنصر بأنها ابنة عائلة محافظة ترتدي نساءها الملابس المحتشمة التي تستر  أجسامهن، و في مقدمتها الملاية و العجار، أي اللثام لحجب ملامح الوجه أيضا، على غرار جل الجزائريات و خاصة نساء منطقة ميلة ، لكن اليوم و في ظل اجتياح الأزياء العصرية الموجهة لمختلف الفئات العمرية والتي ترى محدثتنا بأنها بعيدة كل البعد عن ثقافة مجتمعنا وعاداته وتقاليده، ابتعدت معظم الجزائريات عن أزيائهن التقليدية الأصيلة.
 و أضافت بأن الهدف من ارتداء الملاية السوداء التي يقابلها الحايك بالعديد من المناطق الأخرى ببلادنا ليس فقط ستر و حجب جمال و قوام المرأة عن العيون ، بل أيضا ما تقتنيه من أغراض و لوازم، حيث قالت الجدة يامينة «إن القفة أو «الطلاعة» لا تفارقني أينما ذهبت و أضعها تحت الملاية،  فلا يعلم أي أحد ما اقتنيته أو أحمله، لقد تربينا و تعودنا على مثل هذه العادات و التقاليد،  جميع النساء بمنطقتنا و الشرق الجزائري عموما كن يقمن بذلك في السابق، فلا تجد فرقا بين امرأة و أخرى ، حيث أن الملاية لا تبين الفوارق الاجتماعية، لأن الملابس و الحلي التي ترتديها النساء بمختلف شرائحهن مختبئة و مستورة تحت الملاية».  و في هذا العصر أصبح ارتداء هذا الزي رغم إيجابياته، أمرا نادرا ، و قد أكدت لنا محدثتنا بأنها كلما خرجت من منزلها ، قابلتها ردود فعل إيجابية من كل من تلتقي بهم في الشارع، حتى أن الكثير من المارة يحيونها و يقبلون جبينها للتعبير عن احترامهم و تقديرهم لها و يرددون « مازالت البركة «، ملايتها تعود بهم لزمن جميل مضى و تذكرهم بجداتهم ومن يحبون، و إذا كان التطور الحاصل في هذا العصر، قد أدى إلى ندرة الأشخاص الأوفياء لعادات و تقاليد قديمة ، لكنه يحتفظ لهم رغم كل شيء، بقيمة و رمزية لدى الجميع، وهو ما وقفنا عليه خلال المعرض المنظم بمناسبة الحفل الختامي لمسابقة أحسن لباس تقليدي بميلة، أين أقبل الكثير من الزوار و حتى المتنافسين على التقاط صور تذكارية مع السيدة يامينة مقحوت، وسيدات أخريات وفيات للزي التقليدي، فصنعن الفرجة و أعدن  عطر زمن مضى وظلت ذكراه في الأذهان.
ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى