أجواء رمضانية  بنكهة جزائرية في شوارع مونتريال الكندية
ينتظر أغلب الصائمين الجزائريين بمنتريال، عطلة السبت و الأحد في نهاية الأسبوع، ليعيشوا رمضان بنكهة شبيهة بتلك التي يحنون إليها بين أهلهم و في شوارع مدنهم العتيقة ، كما قال رضوان عبيد ، وهو جزائري مغترب بكندا من مدينة الشريعة ولاية تبسة، مسلطا في حديثه للنصر، الضوء على أجواء رمضان في ديار الغربة ، التي يقول عنها « في أيام العمل، يغلب النسق الكبيك (كيبيك المقاطعة الكندية المفرنسة) و تستنفذ ساعات العمل كل الطاقة «.
ففي يوم السبت، تقصد عائلات الجالية محلات و مساحات معروفة بعرض مختلف المنتوجات الرمضانية، و ذلك لاقتناء أغراض الأسبوع الرمضاني دفعة واحدة،من اللحوم الحلال، الفواكه و الخضر، و خصوصا ما يتعلق بالشهر الفضيل، كأوراق البوراك و التمور ،و مشروبات حمود بوعلام و نقاوس ، التي أصبحت في السنوات الأخيرة فقط، متوفرة طيلة أيام السنة، نظرا للازدياد الملحوظ في الجالية المغاربية هناك.
  وفي المساء، يضيف محدثنا، و تحديدا بين العصر و المغرب، تكون الوجهة إلى شارع جون تالون، المشهور بكثافة الجالية الجزائرية و المغاربية عموما ، حيث تتحول هناك المخابز و محلات المرطبات إلى محلات لبيع الزلابية و قلب اللوز و البريوش و حلوى الشباكية ( المغربية) ،و العديد مما لذ وطاب من الحلويات المفضلة لدى الجزائريين ،و يقصد الصائمون و الصائمات الشارع مرفوقين بأبنائهم، ليعيشوا بعض نكهة رمضان، فتشكل طابور من أجل اقتناء نصف كيلو زلابية قد يكون مدعاة للفرح و النوستالجيا، فلا تذمر و لا قلق في الطوابير في منتريال، و كيلو زلابية أو شباكية ، يفوق ثمنه كيلو لحم خروف أو عجل !                                                         
وأكد السيد رضوان أن المساجد تضاعف عددها في السنوات العشر الأخيرة، ويتم استضافة مقرئين و أئمة، خصوصا في شهر رمضان، من البلدان الإسلامية، فأصبح اختيار مسجد لأداء صلاة التراويح، يرتبط باختيارك للمقرئ ،»جو صلاة التراويح هنا من أروع ما يكون، يجتمع فيه المسلمون لأداء سنة التراويح كل حسب استطاعته و ظروف عمله ، و نستمتع حقا بتلاوة الذكر بأصوات شجية عذبة «قال المتحدث.
  و أشار إلى الدور الريادي الذي يقوم به المركز الثقافي الجزائري في تقديم مختلف الخدمات للجالية الجزائرية، حيث يحرص منذ عدة سنوات في رمضان على تحضير إفطار كل يوم سبت لقرابة 100شخص ، يحضره حتى غير المسلمين للتعريف بثقافة الجزائر و مد الجسور إلى البلد المضيف.
  وفي الجهة الأخرى، من شارع جون تالون بحي سان ميشال، تستمر السهرة إلى ساعات متأخرة من الليل، ففي هذا الشارع، ينتشر 12 مقهى لجزائريين في أقل من  كيلومتر واحد، أين يجتمع الجزائريون في شكل يوحي بأنك في أحد شوارع مدن جزائرية ، فيتسامرون و هم يرتشفون القهوة المضغوطة ،مع قلب اللوز و غالبا ما تحضر الجزائر وذكرياتهم فيها في أحاديثهم، و يحلمون بالعودة المنشودة إلى حضنها في يوم ما.                                                                    
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى