عائلات تهذب عاداتها الاستهلاكية في رمضان
بدأت بعض العائلات الجزائرية تتخلى عن عادات التسوق التقليدية وتتبنى أسلوبا جديدا يعتمد على الحاجة والقدرة المالية، ولم يعد المواطن يستحي من اقتناء حبات محدودة من الفواكه، بل على العكس أصبح كثيرون يفضلون هذا الأسلوب، لتحاشي تحايل التجار والتخلص من التبذير الناجم عن الشراء بالكيلوغرامات.
هذه السلوكيات التي بدأ المستهلك الجزائري يلجأ إليها في شهر رمضان على وجه الخصوص، أبعدته عن عادة التبذير التي طالما ارتبطت بالشهر الفضيل في السنوات الماضية ، فكنا نجد مختلف الأطعمة ترمى في حاويات النفايات بعد وجبات الإفطار، لأن من اشتروها غير قادرين على استهلاكها ، لكن اليوم و أمام تراجع القدرة الشرائية و غلاء أسعار المواد الغذائية أصبح المواطنون يتصرفون بعقلانية أكثر.
حبات معدودة من الفواكه لمواجهة وحم الرجال
في جولة قامت بها النصر عبر محلات بيع الخضر و الفواكه، لاحظنا بأن هناك من يشتري بضع حبات من الكرز مقابل 100 دج، و5 حبات خوخ و 5 حبات زعرور من النوع الرفيع، فيضمن استهلاكها إلى آخر حبة لأنها بعدد أفراد العائلة.
باعة البطيخ الأحمر من جهتهم وجدوا في شطره إلى نصفين أو أربعة أجزاء وتغليفها بطبقة من البلاستيك الشفاف، حماية لها من التلوث، طريقة جديدة واقتصادية لتسويق هذه الفاكهة ، فأصبحت في متناول كل مستهلك، سعرا ونوعا وكمية، فالكل يشتري، حسب قدرته المادية و قدرته على حمل هذه الفاكهة إلى البيت، إضافة إلى ذلك قضت الطريقة الجديدة في تسويق الدلاع،على النزاعات بين الباعة والمستهلكين، والتي عادة ما تنشب حول نوعية السلعة، حيث يفاجأ في بعض الأحيان المستهلك الذي يشتري حبة قد يصل وزنها 10 كلغ، ظنا منه أنها ناضجة و شهية، مقابل 400دج أو 500دج فيجدها ذات نوعية رديئة، وهذا ما يجعله يصب جام غضبه على مسوقها ويتهمه بالغش ويكون مصيرها المزبلة مباشرة، ما ينهك ميزانية العائلة ويتسبب في فك أواصر الثقة بين التاجر والمستهلك.
في جولة قادتنا إلى بعض أسواق وسط مدينة قسنطينة أين تعرض أجود الأصناف، لاحظنا بأن الأسعار أغلى، مقارنة بالأسواق الشعبية والأسبوعية، التي عادة ما ينطبق عليها المثل الشعبي - « إذا عجبك رخسو ترمي نصو « إذ يعرض البائع الجيد منها أمام العيون و يزن للمستهلك الأكثر رداءة، فيتهمه الزبون بالغش ويكون ذلك سببا في الكثير من النزاعات، التي نعيشها يوميا في الأسواق.
و من هذا المنطلق انتشرت ظاهرة شراء كميات متنوعة بعدد أفراد العائلة في محلات الخضر والفواكه المتخصصة على مدار السنة، و كذا في سوق الإخوة بطو بوسط مدينة قسنطينة و محلات عديدة بالبلديات المجاورة، أين التقينا بمواطنين يشترون ما يحتاجون إليه دون إسراف ولا تبذير، مع إشباع الرغبة في تذوق مختلف الأصناف المعروضة.
التجار الذين تحدثنا إليهم قالوا لنا بأن هذه الطريقة ساعدتهم على تسويق كميات أكبر بعد أن أصبحت في متناول فئات أوسع ممن تشتري بقدر استهلاكها اليومي، فيكون بمقدورها استهلاك فاكهة جديدة طازجة يوميا.
ثقافة جديدة تطال حتى الخضر
الظاهرة امتدت إلى الخضر على الرغم من وفرتها وانخفاض أسعارها هذه السنة على غير العادة في رمضان، حيث لاحظنا أن هناك من يشتري رأس خس لتحضير السلطة و خمس حبات من الجزر و خمس حبات من اللفت و ثلاث حبات من القرع لإعداد طبق الثريد في منتصف شهر رمضان ونفس الشيء بالنسبة لمختلف الخضر الأخرى، لأن تخزينها يفسد طعمها ونوعيتها كما أنها متوفرة يوميا طازجة، وهي ظاهرة نجدها عادة في محلات الخضر والفواكه في الأحياء.
وأكد الكثير من التجار أن هذه الممارسات الجديدة تساعدهم في تسويق ما يعرضونه يوميا من خضر و فواكه بعد أن انخرط فيها المستهلك الذي كان يرى فيها حطا من قيمته وتهربا من وصفه بالشح والبخل ، على الرغم من أنها توفر المال وتقضي على التبذير وترشد الاستهلاك و تحمي ميزانيات الأسر والعائلات خاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط.
القطعة المناسبة للجيب المناسب
انتقل نفس السلوك إلى أسواق اللحوم ومحلاتها، أين أصبح كل مستهلك يقتني ما يلبي حاجته و رغبته قدر دخله، بعد أن أصبح الدجاج يباع أجزاء، و كذا سقطه و قوانصه وأعناقه وكل فئة تجد ما يقابل دخلها، وفي محلات الجزارين نجد من يشتري ما يستهلك يوميا من اللحم المفروم ولحم العجل والخروف والماعز الذي تضاعف الطلب عليه خاصة بالنسبة لمرضى الكولسترول و الضغط الدموي.
الظاهرة تبقى صحية وتعبر عن تغير في العادات الاستهلاكية قد يخلص المجتمع الجزائري من ظاهرة التبذير ويجعله يقتني حاجته وفقط بدل الشراء بالكيلوغرامات و الاضطرار إلى رمي ما يزيد عن الحاجة ، وقد فسرها بعض المواطنين على أنها تكيف مع حالة التقشف، مثلما أكده لنا محمد رب عائلة قائلا « بدل أن أشتري كيلوغراما من فاكهة واحدة أشتري أكثر من صنف، ويكون أمام عائلتي التنوع الذي يتيح الإختيار» فيما أضافت السيدة دليلة موظفة» الخّضار عادة من يدُس حبات فاسدة عندما تكون الكمية كبيرة لذلك عندما أشتري أربع حبات من الخوخ مثلا يسهل تفقدها وتكون لي حرية اختيارها بنفسي»، وذهب آخرون إلى اعتبار الأمر سلوكا حضاريا، حيث ترى أسمهان وهي ماكثة بالبيت « الحياة تتطور وعلينا أن نراجع سلوكاتنا الاستهلاكية وفق نظرتنا للحياة وما يدور حولنا» وهو نفس ما ذهب إليه، أيوب شاب أعزب بالقول « لسنا بحاجة لتخزين الفواكه واللحوم، السوق مفتوحة كل يوم، ما نحتاجه للخروج من اللهفة هو التحكم في طريقة الاستهلاك بترشيد التسوق.
ص/ رضوان
تقتني الخضر والفواكه بكميات قليلة ومدروسة
- التفاصيل
-
رئيسية جمعية "الأيادي الأصيلة" للنصر
تجار يعيدون تسويق زربية غرداية بضعف سعرها الحقيقيأكدت رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لولاية غرداية، زينب زيطة، بأن المرأة الحرفية الماكثة في البيت، تعاني من صعوبات في تسويق منتوجها من الزرابي، و تضطر...
وقفت على حالات اجتماعية صعبة بإيراقن سويسي
قافلة تضامنية تصل إلى نقاط وعرة بأعالي جيجل حطت نهاية الأسبوع، قافلة تضامنية ، رحالها، بأعالي بلدية إيراقن سويسي بجيجل، و تحديدا بالمنطقة المعزولة عين لبنة، أين قدمت مساعدات لـ 24...
أساتذة يؤكدون في ندوة النصر
متعصبون استغلوا الظرف السياسي لنشر خطاب الكراهيةأرجع دكاترة في الإعلام و ثقافة الأديان و فلسفة القيم و أصول الفقه في ندوة النصر، سبب تفشي خطاب الكراهية إلى مشكلة عدم تقبل الآخر، حتى وسط النخبة، و...
أغلب الضحايا و المعتدين بطالون
انخفاض عدد قضايا العنف ضد المرأة بقسنطينةسجلت مصالح أمن ولاية قسنطينة، انخفاضا في حالات الاعتداء على المرأة خلال سنة 2019، حيث بلغ عددها 242 حالة ، فيما وصل في سنة 2018 إلى 338 حالة، و جاء في تقرير أعدته...
بعضها ذكرى و أكثـرها جفّ و القليل منها لا تزال صامدة
- عيون - قسنطينة.. منابع تروي عطش مدينة تبكي تاريخها يقول العامة في وصف جمال قسنطينة، بأن سرها يكمن في « ماها»، أي مياه وديانها و ينابيعها و «هواها» بمعنى علوها الشاهق و « تلحيفة نساها»، في...
بسبب عزوف الشباب و غزو الأحذية الصينية
الإسكـافـي.. حرفــة مهدّدة بالاندثــارتشهد حرفة الإسكافي تراجعا ملحوظا بولاية قسنطينة التي لم تعد تحصي سوى 73 إسكافيا عبر كافة بلدياتها، من جهة بسبب نفور الشباب من هذه الحرفة اليدوية التي تتطلب الدقة و...
بمبادرة تضامنية من جمعية السلامة المرورية و الرياضة الميكانيكية
موكب سيارات عتيقة يسافر بكبار دار العجزة بباتنة إلى الماضي الجميلبادرت جمعية السلامة المرورية بولاية باتنة في نهاية الأسبوع، إلى تنظيم جولة سياحية تضامنية لفائدة نزلاء بدار العجزة، باتجاه مرتفعات...
تركته أمه يتيما في عمر 6 سنوات
الطفل عبد الخالق يختم حفظ القرآن و يستعد لرحلة إلى البقاع المقدسةأتم الطفل عبد الخالق بودودة حفظ القرآن الكريم كاملا منذ أيام قليلة، و هو يحتفل بعيد ميلاده التاسع بمدينة الشمس هليوبوليس، الواقعة...
رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة
الجزائر أحصت 2.8 بالمئة حالات تشوه الأجنة سنة 2019كشف رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة، الدكتور محمد بوكرو، أن الجزائر سجلت في السنة الفارطة، 2.8 بالمئة من حالات تشوه الأجنة،...
شوف الاثنين بـأولاد يحيى خدروش في هبة تضامنية
أبناء منطقة معزولة يجمعون مليار سنتيم في أسبوع لإجراء عملية لمريضة بالسرطانتمكن أبناء منطقة شوف الاثنين بأولاد يحيى خدروش بجيجل، من جمع مليار سنتيم في أقل من أسبوع للمريضة راضية، ابنة المنطقة، المصابة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)