مدينة ميلة لا تنام  في رمضان
تشهد شوارع مدينة ميلة قبل أيام معدودة من حلول عيد الفطر، حركية غير مسبوقة  لم تشهدها طيلة أيام رمضان، حيث وجد المواطنون في السهرات  فرصة لاقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات لاستقال العيد لتجنب حرارة الشمس في النهار، و نظرا للالتزامات اليومية قبل الإفطار.
وتشهد الشوارع خصوصا بعد انقضاء صلاة التراويح إلى غاية اقتراب موعد السحور حركية كبيرة للعائلات وشباب، المقبلين على المحلات المختلفة و فضاءات التسوق  التي كانت من قبل ، خصوصا محلات الألبسة تغلق أبوابها قبيل العصر، لانعدام الإقبال عليها كما أن الحرارة التي ميزت الأيام الأخيرة، جعلت من الليل السبيل الوحيد للخروج دون التعرض لأشعة الشمس الحارقة.
وقد تحدثت النصر إلى صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة بأحد فضاءات   وسط المدينة فقال أن محله يظل مفتوحا إلى الواحدة صباحا في الأيام الأخيرة من رمضان لاستقبال الزبائن و بإمكانه تمديد الفترة حسب نسبة  الإقبال، حيث أن هذه الأيام هي الفرصة لتعويض الركود المسجل في حركة بيع الألبسة الجاهزة، نظرا لإقبال الناس على اقتناء الخضر والفواكه  والحلويات فقط خلال الأيام السابقة .كما أكد التاجر بأن البيع عموما بناء على تجربته في التجارة، يكون ضعيفا قبل اقتراب عيد الفطر، وهذا يعود إلى التركيز على مائدة الإفطار والتي تكبد المواطن البسيط مصاريف معتبرة، فلا يحضر نفسه ماديا   بشكل جيد لاستقبال العيد مباشرة ، وهو ما أكده أيضا صاحب محل بيع ملابس ولعب أطفال.
بالموازاة مع ذلك فإن تركيز ربات البيوت  منصب هذه الأيام على اقتناء مستلزمات تحضير حلويات العيد التي لا تتنازلن عنها أبدا، وهو ما وقفنا عليه خلال جولتنا بوسط المدينة ، حيث تتشكل طوابير السيدات ليلا و نهارا أمام محلات بيع هذه المستلزمات ، و تتهافتن على اقتنائها قبل نفاد الكميات المتوفرة ما يوجب الانتظار لساعات أخرى أو العودة في اليوم الموالي.
وقد اعتبر رب أسرة تحدث إلينا بأن العيد فرصة للراحة من أعباء الشهر الفضيل الذي صار موعدا لكثرة المصاريف أكثر منه للعبادة والتقرب من الله، و أضاف بأن هناك مطالب أصبحنا اليوم لا  يمكن أن نغض الطرف عنها ، خصوصا ما تطلبه النساء استعدادا لاستقبال العيد، فالأمر تجاوز الحلويات وكسوة العيد إلى تزيين البيوت، وحجة المرأة في ذلك دامغة كما يقول «سترة الوجه»، فيضيع رب الأسرة البسيط بين تكاليف كل هذه المطالب التي صار من الصعب عليه التملص منها ، خاصة في ظل كثرة المعروضات التي تستثير غريزة  الشراء لدى الناس .
  ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى