طاقم طبي تحت تأثير الضغط ومرضى متذمرون
تشهد مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مصطفى باشا كل ليلة توافدا غير منقع للمرضى وسط أجواء مشحونة  و تذمر كبير  من الخدمات،  حيث تتشكل طوابير طويلة أمام مكتب الفحص ومصلحة السكانير أين يمكن قضاء ساعات بسبب الضغط الكبير، فيما تشهد باقي المصالح أجواء مغايرة لقلة عدد المرضى.
روبورتاج: نورالدين ع
النصر عايشت   جانبا من  التجاذب الحاصل داخل المصلحة وحضرت عملية التكفل بحالات سجلت  من العاشرة ليلا إلى الرابعة صباحا أين وقفت على ضغط كبير وشجارات وحالات ترقب وخوف لمرضى وذويهم.  
أغلب الحالات التي كانت تتوافد على مصلحة الاستعجالات خلال فترة تواجدنا تتعلق بحوادث المرور والحوادث المنزلية، إلى جانب الاعتداءات الجسمانية، وبعض الحالات لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، بحيث في الفترة ما بين الحادية عشر ليلا والرابعة صباحا تم استقبال أزيد من 15 حالة تتعلق بإصابات في حوادث المرور أو حوادث منزلية والاعتداءات الجسمانية.
دخولنا المصلحة تزامن و وصول خمسة أفراد من عائلة واحدة تعرضوا لحادث مرور بضواحي العاصمة، ويتعلق الأمر بثلاث فتيات، وطفل،وشاب، كانوا في طريقهم  نحو المنزل العائلي بالرويبة حتى صادفهم سائق شاحنة متهور اصطدم بسيارتهم ولاذ بالفرار،   حيث مباشرة بعد وصولهم إلى مصلحة الاستعجالات  تجند كل الطاقم الطبي و شبه الطبي للتكفل بأفراد هذه العائلة وسط صدمة كبيرة وهلع لما حدث لهم، ولحسن الحظ كانت إصابات أربعة منهم متوسطة الخطورة، على عكس حالة واحدة تتعلق بفتاة حولت مباشرة إلى جناح الجراحة لإجراء عملية جراحية لها بسبب حالتها الخطيرة، وبعد لحظات قليلة من وصولهم إلى المستشفى بدأ توافد أفراد العائلة للاطمئنان على حالة ذويهم وسط قلق كبير، خاصة بعد تحويل إحدى المصابات إلى جناح الجراحة، وذكر لنا الشاب سائق السيارة الذي تعرض لإصابة بسيطة أن سائق الشاحنة المتهور اصطدم بسيارته، وهو يحمد الله على هذا الحادث الذي لم يوقع قتلى في صفوف عائلته، وقال بأن سائق الشاحنة لاذ بالفرار، ولم يتمكنوا من ضبط رقم تسجيل المركبة، مشيرا إلى أن مصالح الشرطة باشرت التحريات بعد الحادث للتعرف على المتسبب فيه، وعن ظروف التكفل كان الاستقبال جيدا على مستوى مصلحة الاستعجالات، كما قام الأطباء بدورهم في التكفل وتشخيص حالات المصابين بصفة سريعة، إلا أن المرحلة السوداء هي أثناء المرور إلى مصلحة أشعة السكانير، بحيث أن  أفراد العائلة المصابة في حادث المرور المذكور انتظروا ما يقارب ساعة في الطابور  حتى يحين دورهم، بالنظر لكون الحالات الأخرى كانت هي الأخرى مستعجلة، واضطر الشاب المذكور أن يحمل ابنه الذي يكون في عقده الثالث بين ذراعيه خلال هذه الفترة  إلى أن يحين دوره  ، وبنفس المكان كان يقف كهلا من ولاية بومرداس ينتظر دور التشخيص لابنته، قال بأنه قصد أغلب مستشفيات ولاية بومرداس ولم يجد جهاز سكانير، ولهذا توجه نحو مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا.
  يدهس صهره عمدا بسببّ خلاف عائلي
 في الوقت الذي كانت مصلحة الاستعجالات تعيش غليانا كبيرا بسبب حادث المرور الذي خلف 05 إصابات من عائلة واحدة، خاصة بعد توافد ذويهم للاطمئنان عليهم، دخل شاب آخر ملتحي محمولا على طاولة ملطخة بالدماء التي كانت تنزف من إحدى قدميه، حيث تمريره مباشرة نظرا لحالته ، ونفس الشيء بالنسبة لباقي المصالح، ولما تقدمنا من إحدى مرافقاته لنسألها عن حالته وأسباب الحادث،  قالت بأن شقيقها تعرض لعملية دهس من طرف صهره وهو زوج شقيقته بسبب خلاف عائلي، وقالت بأن هذا الشاب لم يغادر المنزل طيلة شهر رمضان سوى نحو المسجد، وفي تلك الليلة قرر زيارة شقيقته بعد الإفطار بأحد أحياء العاصمة، إلا أنه تفاجأ بزوج شقيقته يدهسه بالسيارة عمدا بالقرب من المنزل ليتم تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا، كما باشرت الجهات الأمنية المختصة التحريات لتوقيف الجاني، وفي نفس الوقت قدمت فتاة أخرى من مصلحة الاستعجالات تعرضت لكسور خفيفة وقالت بأن شقيقها اعتدى عليها بواسطة ركلات، ولنفس السبب وهو خلاف عائلي.
شجارات وصراخ  وتذمر من الخدمات
وفي حدود الساعة الثانية والنصف صباحا قدم شاب مع امرأة تبدو والدته، كانت  في حالة شبه غيبوبة، أدخلها مباشرة إلى مكتب طبيب الفحص، لم يجد أحدا ليخرج بعد دقائق إلى بهو المصلحة ينادي بحثا عن الطبيب بعد تدهور  حالة والدته، ليظهر أن الطبيبة المكلفة بالفحص كانت في مكتب الاستقبال تتحدث عبر الهاتف الثابت ورغم إلحاح ذلك الشاب عليها للتوجه نحو والدته لإنقاذ حياتها ، لكن الطبيبة أنهت مكالمتها بهدوء ثم توجهت إلى المريضة وبعد معاينتها دون فحصها، توجهت نحو مرافقها وخاطبته قائلة بأنها لا تستطيع فعل شيء، وفي هذه الأثناء لم يتمالك ذلك الشاب نفسه وبدأ في الصراخ محملا الطبيبة المسؤولية الكاملة في حال وقوع أي مكروه لوالدته، متذمرا في نفس الوقت من الخدمات التي تقدم وتواجد طبيبة واحدة مكلفة بالفحص في مصلحة الاستعجالات، ليتدخل بعدها العون المكلف بالاستقبال محاولا تهدئة هذا الشاب، ودعاه إلى تقديم شكواه لدى الإدارة ، وفي هذا الجو المشحون الذي كانت تشهده المصلحة دخل كهل يحمل ابنه بين كتفيه والدماء تنزف من فمه ورجليه، وحاول المرور إلى مصلحة السكانير مسرعا ليتفاجأ بوجود ما لا يقل عن 08 مرضى في الانتظار حالتهم لا تقل خطورة عن حالة ابنه، ليقضي وقتا قارب الساعة  قبل تشخيص حالة ابنه عبر السكانير، ولما سألته عن سبب الحادث رد قائلا بأنه حادث منزلي يتعلق بسقوط الطفل من السرير وتعرضه لإصابة على مستوى الوجه والفم والرأس.
إصابات متشابهة لتوأم تثير الاستغراب
صادف تواجدنا بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا حادثة طريفة تتعلق بتوأم من جنس ذكر يكونان في عقدهما الرابع تعرضا لإصابات متاشبهة على مستوى الرأس والوجه، بحيث أن التشابه الكبير بينهما في ملامح الوجه يجعل أي شخص يصعب عليه التفريق بينهما، الاختلاف الوحيد بينهما يظهر من لون القميصين المختلفين فقط، ودخلا إلى المصلحة وهما ملطخين بالدماء، كما أن قطرات الدم المتساقطة على قميصيهما بنفس الدرجة وفي نفس المكان من الجسم، ويخيل إلى كل من شاهدهما على أن الأمر يتعلق بمشهد تمثيلي وليس حقيقي، ولما اقتربنا من أحد أفراد  الطاقم الطبي وسألتنا عن سبب الحادث الذي ترك التوأم يصابان بطريقة متشابهة علمنا بأن الأمر يتعلق بحادث مرور، بحيث كان أحد الأخوين يقود السيارة وشققيه بجانبه إلى أن انحرفت بهما وتعرضا لإصابات متشابهة جعلت كل من شاهدهما يخيل له أن الأمر يتعلق بمشهد تمثيلي.
غادرنا المصلحة في حدود الساعة الرابعة صباحا لنترك نفس الأجواء مع توافد بدأ يتراجع تدريجيا مع الخيوط الأولى للفجر.
ن ع  

الرجوع إلى الأعلى