أيام العيد في جيجل  مقسمة بين الأطفال و العازبات وأرباب العائلات
يحتفل سكان ولاية جيجل مناسبة عيد الفطر، بطريقتهم الخاصة، وفق عادات و تقاليد توارثوها عبر الأجيال، و من بينها تحضير أكلات تقليدية تتقدمها «الغرايف» (القرصة)، و «لفتات» أي الثريد و مجموعة من الحلويات، على غرار «الغريبية»، إلى جانب الحرص على تخضيب أكف الأطفال الصغار بالحناء في ليلة العيد.
  في الأسبوع الأخير من شهر رمضان تشرع ربات البيوت في إعداد أصناف من الحلويات و المأكولات التقليدية، لتقديمها لأفراد أسرهن و ضيوفهن في العيد، و يستمر الاحتفال بهذه المناسبة طيلة .ربعة أيام.
تقول السيدة إيمان بأن العادات الجيجلية، تختلف نوعا ما من منطقة إلى أخرى بالولاية، و لعل أبرز التقاليد التي تشترك فيها السيدات الجيجليات، هي التحضير لعيد الفطر لعدة أيام، خصوصا خلال الأسبوع الأخير من شهر الصيام ، حيث تبدأن في تنظيف البيت أو ما يعرف ب «التنخال»، ليبدو في أجمل حلة، و  للعيد  نكهة مميزة بالنسبة للأطفال، و قالت بهذا الخصوص» في صبيحة العيد ينهضون على وقع التكبير والتسبيح الذي يعلى في المساجد، فيسارعون لغسل أيديهم من الحناء التي وضعتها لهم جداتهم أو أمهاتهم ليلة العيد، و يتنافسون في ما بينهم على جمال شكلها و لونها، أما الأمهات وربات البيوت،فيدخلن إلى المطبخ باكرا، لتحضير طبق «الغرايف»، وهو نوع من أنواع العجائن التقليدية التي تقدم في المناسبات، خصوصا يوم العيد، و يتم تقديمها في فطور الصباح،  كما تعمل ربة البيت على تزيين مائدة غرفة استقبال الضيوف،بأشهى أنواع الحلويات العصرية والتقليدية من أجل استقبال زوار البيت».
و تواصل محدثتنا « يخرج  رب الأسرة رفقة أبنائه إلى المسجد باكرا، وهم يسبحون في طريقهم إلى بيت الله من أجل أداء صلاة العيد، أما البنات فيساعدن إخوتهم و أخواتهن  في ارتداء ملابس العيد و تزيين أنفسهم، استعدادا لقدوم رب الأسرة من المسجد،و اصطحاب الأطفال إلى منازل أعمامهم و أخوالهم للمعايدة».
و من بين العادات التي لا تزال سائدة لدى الجواجلة، معايدة الأب لأفراد أسرته، قبل باقي العائلات، مشيرة إلى أن  النسوة يذهبن باكرا إلى المقبرة للترحم على موتاهن، ثم يعدن إلى البيت لاستقبال الضيوف قبل انتهاء صلاة العيد، في حين تفضل أخريات التوجه إلى المقبرة عشية العيد.
و أكدت السيدة إيمان « عندما يأتي الأطفال الصغار إلى البيت نقدم لهم إكرامية، وهي عبارة عن مبلغ من النقود، تعبيرا وتشجيعا لهم على زيارة الأهل والحفاظ على صلة الرحم»، و و تبقى جل النسوة في بيوتهن في اليوم الأول من العيد ، أما في اليوم الموالي فتخرج الفتيات العازبات لزيارة الأهل.
أما اليوم الثالث، فمخصص لربات البيوت لأنهن لا يستطعن، ترك البيت فارغا، تحسبا لزيارة الضيوف، و اليوم الرابع من العيد، يكون مخصصا لزيارة بيت الفتاة المخطوبة، حيث يأتي أهل خطيبها، ويحضرون لها هدية العيد، و تحتوي على حلية ذهبية و كسوة.
أما المتزوجات حديثا، فترسل إليهن أمهاتهن «لغرايف»  في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى ذلك، ثم يزورها أهلها في نفس اليوم.
 و من بين العادات التي لا تزال راسخة بين النساء في العيد، تبادل الحلويات، حيث قالت محدثتنا « عندما تخرج إحداهن لزيارة الأخرى،تأخذ معها علبة بها حلويات العيد التي حضرتها وعند عودتها من ذلك البيت تحضر معها حلويات تلك العائلة، هذا التبادل يعتبر رمز من رموز التنوع الثقافي والمعرفي».                       
كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى