تخصيص رواق و كرسي متحرك لذوي الاحتياجات الخاصة بشواطىء تيزي وزو
بادر متطوعون شباب من مدينة تيزي وزو قبل أيام، إلى تخصيص رواق و كرسي متحرك لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الشاطئ الكبير لمدينة تيقزيرت الساحلية، حتى يتسنى لهذه الفئة الاستمتاع بمياه البحر ورمال الشواطئ كغيرهم من الأصحاء.
 ويعكف عدد من  الشباب الذين ينشطون بصفة تطوعية على الشاطئ على توفير كافة سبل الراحة لهؤلاء المعاقين بشكل يومي، حيث جهزوا أحد مداخل الشاطئ ببساط أخضر مخصص لسير الكراسي المتحركة التي دفعوا تكاليفها من جيوبهم، بالمقابل يلتزمون بنقل هذه الفئة من المصطافين إلى غاية حدود الشاطئ بمجرد وصولهم، كما يتكفلون بخدمتهم بشكل تام لضمان حصولهم على الراحة و استمتاعهم بيوم صيفي جميل كغيرهم من المصطافين الأصحاء.
وقد علمنا من أحد المتطوعين، بأنهم يفكرون في تعميم المبادرة على عدد من الشواطئ الأخرى، في حين  يركزون حاليا على التقرب من هذه الفئة من المصطافين لمساعدتهم أيضا على التخلص من خوفهم المستمر من مياه البحر و تجاوز عجزهم عن السباحة، إذ يقومون بتدريبهم عضليا ونفسيا و تحضيرهم لدخول الماء ولما لا السباحة في حال كانت وضعيتهم تسمح لهم بذلك، أو على الأقل الجلوس داخل البحر و الاستمتاع به.
محدثونا أوضحوا بأن المبادرة لم تأت بطريقة فوضوية بل هي وليدة فكرة و تخطيط مسبق أخذ بعين الاعتبار حساسية الحالات التي سيتم التعامل معها، فالكرسي المتحرك المخصص لنقل هؤلاء المصطافين، يتوفر على كافة معايير السلامة و الأمن لحمايتهم في حال تطلب إدخالهم إلى البحر بقاءهم جالسين عليه، وبالتالي فإن كل الاحتياطات قد اتخذت مسبقا لتجنب أي حوادث أو أخطار محتملة قد يتعرض لها أي شخص عن غير قصد ، إضافة إلى ذلك فإن عملية المرافقة مستمرة تتم بصفة لصيقة، فالمتطوع لا يترك المصطاف ولا يغفل عن مراقبة حركة أمواج البحر أبدا.
 و قد استحسنت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة و عائلاتها هذه المبادرة، التي قالوا لنا بأنها سمحت لهم بالخروج من عزلتهم و تسهيل سبل الاستمتاع بالصيف و منحتهم فرصة الوصول إلى البحر و السباحة كغيرهم من الأصحاء، بعدما تعذر عليهم ذلك في الماضي و هم مقعدون فوق كراسيهم المتحركة في منازلهم، إذ يوجد بينهم من لم ير البحر منذ الولادة و قد استمتع بمياهه وزرقته هذه السنة بفضل العمل التطوعي الذي بادر إليه شباب من أبناء الولاية.
و في ذات السياق يقول أحد المعاقين حركيا كان  بصدد دخول البحر عندما تقربنا منه، بأن الكرسي و الممر متنفس حقيقي لأمثاله، مؤكدا بأنه لم يكن يتصور يوما بأنه سيستمتع كغيره من الشباب بالبحر و الجلوس أمام الشاطئ  ليوم كامل، مضيفا أنه كان يحزن كثيرا عندما يشاهد شباب في مثل سنه يتوجهون إلى الشاطئ  ويسبحون بكل حرية و دون أي إشكال فيما يعجز هو عن الاستمتاع بشبابه،  فبالرغم من أن أصدقاءه يأخذونه معهم  و يحملونه بين أيديهم إلى البحر من حين إلى آخر إلا أن متعته لطالما كانت مبتورة، إذ أنه  يشعر بالحرج و عدم الارتياح و يحس بأنه عالة عليهم، لكن الوضع اختلف كليا بفضل الممر و الكرسي اللذين تم تخصيصهما مؤخرا مجانا لصالح المحتاجين، متمنيا أن تعمم هذه المبادرة على كافة شواطئ تيزي وزو و الجزائر، حتى يتسنى لأمثاله التمتع بالبحر الذي يبقى حلم كل من يعاني من إعاقة حركية و لا تتوفر لديه إمكانيات لتغيير الجو.
و من جهته أشار أحد عناصر حراس الشواطئ الذين تم تسخيرهم لحماية المصطافين ضمن المخطط الأزرق، إلى أن هناك إقبالا كبيرا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة على الشاطئ، إذ تضاعف عددهم مباشرة بعد تسخير الممر و الكرسي المتحرك الخاص بهذه الشريحة، خصوصا أن هنالك مرافقة مستمرة لهم من قبل شباب، يقومون بنقلهم عليه إلى البحر و مساعدتهم على السباحة و يقضون معهم أوقات ممتعة طيلة النهار، مضيفا بأن هذا الكرسي و الممر المخصص للمعوقين استطاع بالفعل أن يقدم لهذه الفئة خدمة نوعية على مستوى الشاطئ بدون عوائق مكنتهم من الخروج من عزلتهم و الاندماج في المجتمع بصفة أكبر. 

  سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى