الجسر العملاق يتحول إلى منتزه يعوض غياب  مرافق الترفيه بقسنطينة
يتحول الجسر العملاق أو جسر صالح باي بقسنطينة في المساء إلى منتزه  يقصده الشباب و كذا العائلات للجلوس على حوافه و الاستمتاع بمناظر قسنطينة الخلابة، باعتباره يحتل موقعا استراتيجيا، يمكن مرتاديه من أخذ صورة شاملة عن المدينة و معالمها و جسورها، ما يجعله مكتظا في الساعات الأخيرة من المساء بالسيارات التي يتم ركنها بشكل عشوائي وخطير على امتداده.
أصبح جسر صالح باي قبلة للشباب و حتى العائلات، في ظل غياب فضاءات التنزه بالمدينة،  حيث يتوافدون عليه في الفترة المسائية مشكلين بذلك طابورا من السيارات ينطلق من مدخل الجسر بنقطة باب القنطرة، و يصل إلى نقطة انتهائه، إذ يقومون بفتح أبواب سياراتهم و يشغّلون الموسيقى الصاخبة، و يرقصون في بعض الأحيان على أنغامها ، بينما ينشغل آخرون بالتقاط صور سلفي و يحضر البعض كراسي وطاولات صغيرة يجتمعون حولها للعب الورق، ما يعرقل حركة المرور أحيانا، إذ يجد عابروه في الفترة المسائية صعوبة في سلكه نظرا للركن العشوائي للسيارات التي تظل أبوابها مفتوحة، خاصة و أن منفذ الجسر عند نقطة باب القنطرة لا يمكن مستعمليه من السيطرة على الرؤية بشكل تام.
ولا تقتصر الظاهرة على أبناء المدينة فحسب، بل تشمل زوارها أيضا،إذ أصبح الجسر نقطة توقف لكل ضيف يحل بالمدينة، فالبعض يفضلون الراحة عند حوافه و آخرون  يركزون على التقاط الصور، أما ليلا فالجسر يتحول إلى مرتع للمدمنين على الكحول، الذين يتركون مخلفات سهراتهم على طول طريقه خصوصا عند مرتفع المنصورة.
و الملاحظ هو أن جسر صالح باي ليس متنفسا للشباب فقط ،و إنما العائلات كذلك خاصة قاطني وسط المدينة، فهذا البناء التحتي الهام الذي فك الخناق على عدد من المحاور، تحول مؤخرا الى بديل لغياب مرافق الترفيه و المساحات العمومية و أماكن الاستجمام و الراحة في المدينة، خصوصا بعدما توقف مشروع الحديقة الحضرية بباردو أسفل جسر سيدي راشد، و تبخر حلم تهيئة حديقة جبل الوحش للتسلية.                               
أ- بوقرن

الرجوع إلى الأعلى