أسامة .. قصة شاب تحدّى الإعاقة فدخل كلية الاقتصاد
تمكّن الشاب نويوة أسامة ابن بلدية أولاد رحمون بقسنطينة، من تحقيق حلمه و التسجيل في كلية الاقتصاد بالجامعة، بعدما تحصل على شهادة البكالوريا التي اجتازها لأول، مُتحديّا بذلك إعاقته الحركية التي لم تمنعه من التسلّح بالعلم، لكنه يتخوّف من أن تُشكل عائقا حقيقيا أمامه مع الشروع في الدراسة، بالنظر إلى عدم تهيئة حافلات نقل الطلبة بما يتماشى مع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة. أسامة حاز بجدارة على شهادة البكالوريا بمعدل 11.34 من 20 في شعبة العلوم التجريبية، ما أهّله للقبول في كلية الاقتصاد بجامعة قسنطينة 3، و ذلك وسط فرحة أبناء أولاد رحمون بتفوقه، كما تم تكريمه من طرف السلطات المحلية التي لبت رغبته في توفير مكتب له، كجائزة نظير نجاحه، لكنه يحلم اليوم بالحصول على كرسي متحرك آلي جديد، يسمح له بحضور المحاضرات بالجامعة و التنقل بسهولة و كذلك عدم تحوّله إلى عالة على زملائه، خاصة أمام عدم وجود حافلات نقل طلبة تتلاءم مع ذوي الاحتياجات الخاصة. وعن قصته مع الدراسة، يقول أسامة الذي استقبلنا بنفسه في بيت والده بحي البناء الذاتي، إنها بدأت بتشجيع من عمه الذي درّبه على مسك القلم و الكتابة وكذا بدعم إحدى الجمعيات، وقد تجاوز هذه المرحلة بسرعة مما أهله إلى دخول أول مدرسة استقبلته في مزرعة حجاج بشير 1، أين انخرط بسرعة في جو الدراسة  و يتآلف مع زملائه، ليلج أجواء العلم ويثبت تفوقه ومنافسته للكثير من أقرانه. و مع انتقاله إلى أولاد رحمون، وجد أسامة، في بداية الأمر، صعوبة في التنقل، لكنه  تغلب على ذلك بتدخل من «عمي حسان»، و هو أحد النشطاء الأحرار في مجال العمل الخيري، فقد وفر له كرسيا متحركا آليا، و تمكن من الاعتماد على نفسه في تنقلاته، بعد أن كان يحس أنه حمل ثقيل على زملائه و عائلته، و يضيف أسامة أن ذلك دفعه إلى المواظبة على الدراسة و النجاح في امتحان شهادة البكالوريا. أسامة قال للنصر إنه تمنى منذ صغره أن يكون شرطيا، و لكنه أدرك أن ذلك لن يتحقق بسبب الإعاقة، مما جعله يفكر في ولوج عالم تسيير البنوك و الاقتصاد، و هو حلم استطاع تحقيقه بفضل دعم الوالدين وحثهما له على تحدي ظروفه وكذا إرادته الصلبة في التميز، ما يعكس النشاط التي يسكنه، ويظهر ذلك في ممارسته لرياضة كرة القدم كحارس مرمى مع جيرانه، مضيفا أن إعاقته لن تكون حائلا أمام طموحه.
ص.رضوان  

الرجوع إلى الأعلى