متطوّعون يشقون طريقـا لفك العزلـة عن خمس مشاتي بأعـالي جيجــل
شرع مؤخرا، سكان خمس مشاتي بأعالي جبال بلدية جيملة بجيجل، في فتح طريق اجتنابي، يسهل مرورهم إلى مقرات سكناهم المنتشرة في الجبال، بعد غلق الطريق القديم، بسبب إنجاز سد تابلوط، حيث تطوع السكان ، بمساعدة محسنين و أصحاب مقاولات، لشق الطريق ، الذي سهل من مهمة التنقل، فيما لا تزال تهيئة الطريق نهائيا، و كذا الجسر الذي لا تزال أشغال انجازه متواصلة و بحاجة ماسة لتدخل الجهات الوصية.
 النصر تنقلت  إلى الطريق المؤدي إلى مرج عبد الله و سوق السبت، والذي يقع في أعالي جبال جيجل، و يبعد بحوالي 55 كلم عن عاصمة الولاية، و تزامن الموعد الذي تم تحديده مع المعنيين، مواصلة أشغال بناء جسر، ليعبر فوقه المواطنون و السيارات، و يسهل من الحركة عبر الطريق، الذي فتح منذ ثلاث سنوات ، لكن مياه الوادي، التي تجتاح الطريق في فصل الشتاء، جعلت تنقلهم  مهمة صعبة، ما دفع بهؤلاء السكان إلى الشروع في  عملية تطوعية جديدة، تتمثل في  وضع قنوات صرف المياه ذات الحجم الكبير، و إنجاز جسر، يقدر طوله بحوالي 12متر، و عرضه ستة أمتار.
لدى وصولنا إلى المكان، وجدنا المواطنين قد شرعوا في عملية وضع الخرسانة، و كلهم عزيمة و إصرار لإنهاء الأشغال، و أخبرنا أحدهم  بأنهم فكروا في بناء الجسر، بعد الصعوبات التي واجهها مستعملو الطريق في فصل الشتاء بالمكان المسمى” واد السرور”، فمهمة التنقل عبر هذا الطريق الذي أنشئ منذ ثلاث سنوات، عن طريق عملية تطوعية بين سكان المنطقة، و أصحاب شركات مقاولات من الولاية و خارجها، جد عسيرة.
علما بأن الطريق الحالي، كان عبارة عن غابة، تم شقها من قبل المواطنين، بعد غلق الطريق القديم، المؤدي إلى المداشر، بسبب إنجاز سد تابلوط، ما حتم على السكان  قطع مسافة إضافية تفوق 20 كلم، للوصول إلى منازلهم و أراضيهم، الأمر الذي دفع بالمعنيين، إلى التفكير في فتح المسلك، فشرعوا في عملية جمع الأموال و اللجوء إلى مقاولين.
و أخبرنا محمد ،ابن المنطقة، بأن المبلغ الذي جمعه السكان فاق  300مليون سنتيم، في حين ساهم المقاولون بالآلات و الشاحنات، لفتح الطريق على طول 1,5 كيلومتر، وذكر المتحدث بأن الطريق، حسب أحد الخبراء،  يفترض أن  يكلف حوالي أربعة ملايير سنتيم.

و لاحظنا حماس المواطنين في العمل، كما لو أنهم في مهمة لتحرير أراضيهم من الآثار السلبية للوادي، الذي صعب من مهمة تنقلهم، و جعل حلمهم، يتأخر لأشهر.
و أكد متحدث بأن الطريق سمح بفك العزلة عن مشاتي سوق السبت، قلمامن، الزاوية، و المرج عبد الله، و غيرها من المشاتي، إذ يعتبر همزة وصل بين المشاتي المجاورة، وصولا إلى الطريق الوطني رقم 77، و أضاف بأن الطريق كان من المفروض أن يفتح منذ سنوات، حيث تم إعداد دراسة من قبل الوكالة الوطنية للسدود لإنجازه، لكن الظروف لم تسمح بذلك، على حد قوله، ليتم تغيير وجهة المشروع، الأمر الذي أحبط من عزيمة سكان المشاتي، ففكروا في حل و لو بفتح مسلك غابي، يسهل من تنقلهم إلى مقر سكناهم.و أشار المتحدث إلى أن فتح الطريق تطلب تضحيات كبيرة من قبل بعض ملاك الأراضي، حيث تنازلوا عن قطع أرضية، و أشجار مثمرة ، على غرار الزيتون و الفواكه الموسمية، لتسهيل مهمة شق الطريق، مضيفا بأن حاجة القاطنين بالمنطقة، الذين عانوا كثيرا في العشرية السوداء ، دفعتهم إلى البحث جديا عن كيفية تجسيد المشروع.
 و أكد من جهة أخرى بأنه بعد عودة الأمن إلى المنطقة ، بدأت بعض الأسر  تعود تدريجيا، لممارسة النشاط الفلاحي، و تربية المواشي، و يقدر عدد السكان الذين استفادوا من عملية فتح المسلك قرابة ثلاثة آلاف مواطن، حسب المتحدث.
و قال المواطنون الذين التقت بهم النصر،  بأن دور السلطات الولائية، لتقديم يد المساعدة، من أجل إكمال عملية التهيئة للطريق الذي تم شقه، قد حان . و طلب مشرف على العملية من والي الولاية، زيارة المكان و  معاينة الطريق، من أجل تخصيص مبلغ مالي لإكمال العملية، خصوصا و أن السكان ، أزالوا أهم عائق و هو اعتراض بعضهم على شق الطريق، بسبب ملكيتهم لبعض الأراضي و الأشجار المثمرة بالمنطقة، مطالبا بتثمين المبادرة.و وجه المعنيون نداء إلى الوالي عبر النصر، من أجل توفير مادة “التوفنة” لهم ، حتى يتم تعبيد  الطريق، و يسهل مرور السيارات في فصل الشتاء، كون جل السائقين، يجدون صعوبة، بسبب الأرضية الترابية.
 كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى