أسرة خنشلية تفترش الكارتون وسط غابة و تحلم بسكن يأويها
تفترش أسرة تتكون من الأم و والدتها العجوز و أبنائها الثلاثة  الكارتون داخل بناية غير مكتملة و مهجورة، وسط غابة بطريق حمام الصالحين في خنشلة، و يعاني أفرادها من ظروف مزرية، لأن مأواهم الاضطراري لا  يتوفر على أدنى متطلبات و شروط الحياة و لا تصله حتى أشعة الشمس، ما أدى إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض، و هم ينتظرون كل يوم بزوغ فجر جديد يعلن عن نهاية مأساتهم.
 النصر زارت هذه الأسرة عقب الصرخة التي أطلقتها عبر الصفحة الفايسبوكية «ناس النافورة» ، و وقفت على معاناة أفرادها الذين ينخرهم الفقر و الأمراض، فالأم  صليحة زردوم تعاني من الربو، الضغط الدموي و السكري و ابنها الصغير البالغ من العمر  3 سنوات، يعاني من مرض سرطان الدم وهو يعالج بمستشفى بباتنة، و الابنة ذات 7 سنوات تعاني من مرض عصبي ، كما تعاني الجدة والدة الأم،  من عدة أمراض.
 وجدنا أفراد الأسرة جالسين فوق كارتون مبلل، و ملتفين حول  أغصان الأشجار و قطع الحطب التي يحضرها لها أبناء حي موسى رداح المجاور، لاستعمالها في التدفئة، بالرغم من أنه من الصعب تحمل الدخان الكثيف المنبعث منها، خاصة و أن الأم تعاني من  مرض الربو.
إنهم يعانون من فقر مدقع و ظروف قاهرة تقشعر لها الأبدان و لا يمكن وصفها بالكلمات، فهم لا يجدون أحيانا ما يسد رمقهم ليوم أو يومين، كما قالت السيدة صليحة، و ينتظرون بفارغ الصبر قدوم بعض المحسنين الذين تعودوا على تفقد الأطفال الثلاثة لتزويدهم بالطعام، فالأولوية للصغار و لو  بقيت هي و والدتها العجوز دون أكل.
و  أضافت المتحدثة بأن ابنتها و ابنها المتمدرسان لم يتمكنا من الالتحاق بالمدرسة بطريق بغاي، أين كانت تستأجر مسكنا، قبل أن يطردها صاحبه بعد عجزها عن تسديد الإيجار.  و بينت بأن الظروف الصعبة التي تعيشها الأسرة حرمتها من توفير المأوى و الأفراشة و المواد الغذائية، فما بالك بالألبسة والأحذية و تكاليف النقل و الأدوات المدرسية للطفلين المتمدرسين، و أكدت بأن حياتها عبارة عن جحيم بعد أن انفصلت عن زوجها و تخلى عنها أهلها، وحدهم  بعض المحسنين يقدمون مساعدات لأسرتها.
و تابعت الأم «طرقت أبواب جميع الإدارات المحلية وحاولت طرح قضيتي إلا أن الأبواب كلها بقيت مغلقة، رغم أنني لا أطالب إلا بسكن يأويني أنا وأبنائي الثلاثة و والدتي، بعد سنوات العذاب والمعاناة في التنقل من مكان إلى آخر والعجز عن العمل بسبب الأمراض، خصوصا مرض ابني الصغير الذي يعاني من سرطان الدم، فأنا أنقله كل أسبوع إلى مستشفى باتنة ليخضع للعلاج الكيميائي»
و أكدت بأنها أودعت ملفا للاستفادة من سكن اجتماعي على مستوى دائرة خنشلة منذ سنة 2013 ، و تستدعي وضعية  أسرتها المأساوية التدخل العاجل، و توجه عبر النصر نداء  إلى والي الولاية،فهو، على حد تعبيرها،  الوحيد الذي يمكنه إنصاف العائلة  و إنقاذ أبنائها الصغار من  الضياع. وخلال تواجدنا في مكان إقامة الأسرة المعوزة، لاحظنا مدى استجابة أبناء مدينة خنشلة لنداء الاستغاثة الذي أطلقته صفحة «ناس النافورة» الفايسبوكية، حيث قدموا  مواد غذائية و  أفرشة و أغطية و ألبسة للأطفال الثلاثة، و مساعدات أخرى، كما قدم رجال الأمن  المياه المعدنية و بعض احتياجات الأطفال، و تنقل رجال الحماية المدنية لمعاينة  وضعية العائلة و إعداد محضر معاينة لتقديمه للجهات
 المسؤولة.                                   
ع بوهلاله

الرجوع إلى الأعلى