حرفية تعيد تدوير النفايات لتصنع تحفا تقليدية بتبسة
اشتهرت ولاية  تبسة منذ القدم بممارسة معظم سكانها لحرفة الحبك اليدوي في  حياتهم اليومية، لكن هذه الحرفة اليدوية التقليدية بدأت في الزوال لولا تمسك بعض الحرفيات، على غرار سميرة عون التي التقت بها النصر مؤخرا ، خلال المعرض الجهوي للصناعات التقليدية والحرف ببئر العاتر، حيث عرضت مجموعة جميلة من إبداعاتها.
 هذه السيدة المكافحة التي لم يسعفها الحظ في متابعة دراستها، بسبب ظروفها الصعبة، قالت لنا أنها  اضطرت لتحويل هوايتها في الحبك اليدوي إلى حرفة تعلقت بها، و أكدت بهذا الخصوص  «تعلقت بالحرفة منذ الصغر كهواية، و بمرور الوقت و تغير ظروفي الاجتماعية ، اتخذتها كمصدر رزق ، و أصبحت أتعامل مع النساء التبسيات من الفتاة الصغيرة إلى العروس، و حتى الأم والطفل».
 كان لمركب 4 مارس 1956 نصيب من إبداعاتها التي تستغرق وقتا في إنجازها، لكن استعمالها يدوم وقتا طويلا ، عكس الصناعات الصينية والمنتجات التي تتدخل الآلة، كما تقول في إنتاجها، وقد استطاعت الحرفية سميرة أن تفرض وجودها من خلال ما تبدعه أناملها ، فأصبحت تتلقى الدعوات للمشاركة في المعارض المحلية و الجهوية و الوطنية، بل و حتى الدولية، فقد أتيحت لها الفرصة للمشاركة في معرض بتونس.  و كان من بين زبائنها في معرض برياض الفتح بالعاصمة، كما قالت، رعايا صينيين اقتنوا سلالا ، عبارة عن مزيج من البلاستيك و الحبك بالكروشي ، بعد أن تلقوا شروحات مفصلة من المعنية حول كيفية صنعها و المواد المستعملة فيها.وترى المتحدثة بأن مشاركتها في مختلف المعارض بدعوات رسمية في كل مرة ، يؤكد على استمرارها في مزاولة حرفتها التي تحبها إلى حد النخاع ، ناهيك عن اكتسابها تجارب تضاف إلى مسيرتها الشخصية، و كذا إثراء مهارتها من خلال احتكاكها بذوي الخبرة في مجال حرفتها ، ما يساهم في تطوير الحرفة  لمواكبة العصر ،مع المحافظة على طابعها الحرفي التقليدي الذي ورثته عن جدتيها و والدتها.و أضافت الحرفية بأن الصناعة التقليدية في ولاية تبسة، وبالرغم من الجهود التي تبذلها غرفة الصناعة التقليدية والحرف اليدوية ، إلا أنها تشهد ركودا خاصة في ظل غياب تكفل السلطات الولائية بانشغالات الحرفيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على محلات ملائمة لممارسة حرفهم، فضلا عن ارتفاع رسوم المشاركة من معرض لآخر، دون دعم من طرف الجماعات المحلية،  كما أشارت المتحدثة إلى غزو الدخلاء للصناعات التقليدية كالباعة المتجولين و باعة البلاكيور إلى جانب الأشخاص الذين يغيرون نشاطهم، حسب الموقع الجغرافي للمعرض.و تعمل السيدة سميرة على إعادة تدوير النفايات المنزلية الخفيفة كالبلاستيك، الألومنيوم، والبولستير، الزجاج  والقماش لتستعملها في حرفتها، و تناشد السلطات المحلية بولاية تبسة لتمكينها من محل،  كونها لم تستفد كما تقول من الدعم المادي الذي خصصته الوزارة سنة 2014 لهذه الفئة.    و توجه الحرفية سميرة عون نداء  إلى أصحاب القرار في الدولة للعمل على تحسين وضعيتها كحرفية ، أخذت منها حرفتها كل وقتها وفكرها وصحتها ، وذلك بضمان الحد الأدنى لممارسة حرفتها في  ظروف مشجعة، للحفاظ على حرفة الحبك اليدوي،  قبل أن تندثر وتزول، كما اختفت الكثير من الحرف والصناعات التقليدية التي كانت تشتهر بها ولاية تبسة.                   
عبد العزيز نصيب

الرجوع إلى الأعلى