الحاجة العالية مسار طويل في علاج الحروق من الدرجة الثالثة
تحول المنزل العائلي للحاجة العالية بن نافلة بولاية الشلف، إلى عيادة مختصة في علاج الحروق و بعض الأمراض المستعصية، بالاعتماد على وصفات بسيطة تحتفظ بسر فاعليتها، لعلاج المرضى القادمين من مختلف ولايات الوطن .
يصطف عشرات المرضى  بالقرب من منزل  الحاجة بن نافلة، المحاذي لملعب الشهيد محمد بومزراق بعاصمة الولاية الشلف، في طابور يكاد لا ينتهي من أجل الظفر بفرصة علاج، خصوصا المصابين منهم بحروق، و ذلك بالاعتماد على الأعشاب الطبية و في مقدمتها العسل ، لكن تبقى الخلطة السحرية، كما قالت الحاجة عالية، سر نشاطها الذي تعيل بمدخوله أفراد عائلتها منذ سنوات طويلة، و لا يمكن بأي حال من الأحوال البوح بمكونات الخلطة التي تضعها فوق العضو المصاب، لكي يتعافى في مدة أقصاها شهرين بالنسبة للحروق المصنفة من الدرجة الثالثة، في حين تتقلص مدة الشفاء كلما كانت الإصابات خفيفة .
و أكدت المتحدثة أن أغلب المحروقين يأتون إليها بعد إصابتهم بالتعفن الموضعي، الأمر الذي يتطلب التنظيف و التطهير قبل مباشرة العلاج التقليدي، مع تحذير المريض من استخدام الأدوية و المراهم الأخرى، و أشارت الحاجة العالية و هي في العقد السادس من العمر، بأن الحروق ناجمة في الغالب عن انسكاب الماء المغلي أو سوائل أخرى مختلفة أو بسبب انفجار قارورات غاز البوتان ، و ذكرت  بهذا الخصوص قصة شابة قادمة من ولاية الجلفة، أجرت ثلاث عمليات ترميمية بمستشفى بالعاصمة، لكنها لم تنجح  و بفضل الخلطة المكونة من عدة أعشاب التي تحضر في درجة حرارة تناهز 800  درجة مئوية، مع إضافة العسل الطبيعي، تماثلت إلى الشفاء.  
النتائج المحققة في شفاء المرضى، أكسبت الحاجة بن نافلة شهرة واسعة  في عدة مناطق مثل عين الدفلى، مستغانم، غيلزان، تيارت و تيبازة ، إلى جانب الشلف،  حيث تقيم مع عائلتها، و لدى زيارة النصر لمنزلها، لاحظنا بأن عددا كبيرا من المصابين ينتظرون دورهم في طابور يكاد لا ينتهي، و العديد منهم قدموا ، كما بينت لوحات ترقيم سياراتهم ،من ولايات بعيدة، من بينها باتنة و سطيف و تلمسان، و قد قطعوا مسافات طويلة للبحث عن علاج لأفراد من عائلتهم.
  و أمام ظاهرة الازدحام التي تتطلب من بعض الأشخاص الحجز بالفنادق أو قطع مسافات طويلة، فيدفعون أعباء و أتعاب تنقلاتهم باستمرار إلى ولاية الشلف للعلاج، فيما قام محمد ، 40عاما من ولاية الجلفة، بكراء مسكن مؤقتا، بسبب بعد المسافة، حتى تتعافى والدته التي أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة ناجمة عن انسكاب الماء الساخن عليها ، و أكد لنا محمد بأن أمه و هي في العقد السابع من العمر، ظهرت عليها علامات التحسن و الاستقرار، بعدما يئست من الشفاء بالاعتماد على الطب الحديث.
  أما عمي الجيلالي، 65 سنة، فقد وجد العلاج اللازم بعد بتر أصبع رجله اليسرى، وكاد التعفن أن يمتد إلى كل أجزاء قدمه ، لولا عناية الله، كما قال، و علاجه من طرف الحاجة العالية ، التي لا تتوانى في مساعدة المرضى دون تحديد تكاليف العلاج التي تكون وفق إمكانيات كل مريض، مؤكدة بأنها تملك بعض الأدوية الخاصة بعلاج الصدفية و كذا ما يسمى «بسيبانة» و هو مرض جلدي .                                
هشام. ج

الرجوع إلى الأعلى