حملة للتوعية بمخاطر الإنترنت بالمؤسسات التربوية بعد العطلة
كشف مؤخرا رئيس المصلحة الجهوية للتكوين عميد الشرطة ميلود كحول، عن تنظيم حملة تحسيسية و توجيهية بعد انقضاء العطلة الشتوية، بمتوسطات و ثانويات الشرق ، لتوعية التلاميذ بمخاطر استعمال الإنترنت، داعيا الأولياء لمرافقة أبنائهم عند تصفحهم لمواقع التواصل الاجتماعي، مع تحديد مدة استعمالها.
في ملتقى جهوي نُظم بالمصلحة الجهوية للمالية و التجهيز بقسنطينة، دعا عميد الشرطة ميلود كحول،  نيابة عن المفتش الجهوي للشرطة للشرق ، الأولياء لتزويد الهواتف و اللوحات الإلكترونية ببرمجيات لحماية الطفل من الدخول للمواقع التي تهدد سلامتهم، و الاطلاع على المواقع التي قام بتصفها، موضحا بأن غالبية الأطفال يجدون سهولة كبيرة في الولوج لمختلف المواقع الإلكترونية، مشيرا إلى أن هذا لا يعني منعهم من استعمال الإنترنت، لأنه و بالرغم من سلبياته، إلا أن هناك جانب إيجابي في استعماله، حيث يوفر مواقع تعليمية و تثقيفية تساهم في تنمية قدرات الطفل و مواهبه ، مبرزا الدور الهام للشرطة في التكفل بالناحية القانونية و آليات الدعم النفسي و المعنوي، لتوجيه الأطفال ضحاياالإنترنت.
من جهة أخرى أعلن عميد الشرطة عن تنظيم حملة تحسيسية بعد عودة التلاميذ من العطلة الشتوية، على مستوى المؤسسات التربوية لناحية الشرق ،  و التي سيتكفل بتنظيمها رؤساء خلايا الاتصال و العلاقات العامة لأمن الولايات، بالتنسيق مع رؤساء فرق حماية الأحداث،  و ستخصص لتلاميذ الطورين المتوسط و الثانوي، باعتبارهم الأكثر استعمالا لمواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته أكد  رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة عبد الحميد مهري الأستاذ محمد زيان ، في مداخلة قدمها حول المقاربة السيوسيولوجية لخطر الإنترنت على المجتمع الجزائري، أن الهياكل التي كان من المفروض أن تهيئ الأفراد و خصوصا الأطفال، لكل تغيير طارئ على المجتمع ، تعرضت هي الأخرى للتغيير كالأسرة و المدرسة،  اللتين تخلتا عن وظائفهما، ما نجم عنه خلل في النسق الوظيفي.
 و أشار الأستاذ زيان إلى أن المجتمع الجزائري دخل في عالم اتصال افتراضي منذ  30 سنة تقريبا، حسبه، و أصبحت من أبرز سماته الانغلاق على نفسه، حيث أصبح التعامل مع الآلة أكثر من الإنسان، و قد نجم عن ذلك ظهور مؤشرات خطيرة من بينها الانتحار بسبب ألعاب ك»الحوت الأزرق»، حيث شدد في هذه السياق، على ضرورة تغيير أسلوب تعاملنا مع الأطفال و خلق جو من الحرية في السلوكات و التعبير ، مع شغل وقت فراغهم بالانضمام للنوادي الرياضية و دور الثقافة.
و قال المتدخل بأن مستوى المعيشة ،سواء في الجانب الغذائي أو الصحي أو السكني، عرف تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة،  و أصبحت كل الإمكانات متوفرة، خاصة للأطفال، غير أن المجتمع يعاني من الإحباط و اليأس، و يلجأ للإنترنت لتفريغ المكبوتات نتيجة التفكك الأسري و غياب القيم الاجتماعية و الأخلاقية.
رئيسة مصلحة مكافحة الجريمة المعلوماتية فيروز بودريوع قدمت من جهتها مداخلة حول «الحماية القانونية للطفل في ظل التشريع الجزائري من مخاطر الإنترنت» ،و شرحت  الإجراءات القانونية المتعلقة بحماية الأطفال ضحايا جرائم الإنترنت، كما أوضحت أهم المواد الواردة في القانون للحماية الجزائية للطفل.
أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى