طفلة ذات احتياجات خاصة تعيش مع عائلتها في محل يشبه زنزانة
تعيش الطفلة أميمة سبع، ذات 17 ربيعا، المعاقة ذهنيا و حركيا بمعية أسرتها المتكونة من خمسة أفراد، في محل تجاري يشبه زنزانة بحي النخيل بمدينة البليدة، حيث يفتقد المحل للتهوية، ولا يتوفر على أي منافذ للتهوئة، باستثناء المدخل الرئيسي الذي يبقى مغلقا، ولا  يفتح إلا أثناء الدخول والخروج، خاصة وأنه يتواجد بشارع رئيسي يعرف حركة مرور كثيفة.
و تشكو أسرة أميمة من تسربات المياه داخل المحل الضيق، حيث تتحول حياتهم إلى جحيم في فترات تهاطل الأمطار، و تذكر في هذا السياق والدة أميمة، بأن ابنتها  المعاقة، تقضي كل وقتها فوق كرسيها المتحرك، أو على البطانية ولا ترى نور المصباح، و في فترات تهاطل  الأمطار تتبلل بطانية أميمة بالمياه المتسربة، و بالرغم من ذلك تضطر للمبيت فوقها، لغياب حلول أخرى، مشيرة إلى أن مساحة المحل لا تزيد عن ستة أمتار، و هو قليل التهوية، و أكدت بأن نهار أميمة لا يختلف عن ليلها.
و أضافت بأن ابنتها تعاني من آلام الإعاقة التي حرمتها من العيش الكريم، وحرمتها أيضا من التمتع بطفولتها كباقي الأطفال، و يضاف لهذه المعاناة، معاناة أخرى من الظروف التي حرمتها من أدنى حقوقها في العيش الكريم داخل مسكن لائق.
عكس باقي أفراد العائلة الذين يغادرون المحل الذي يقيمون فيه عدة مرات في اليوم، فيشكل ذلك بالنسبة إليهم متنفسا من ظروف صعبة، فإن أميمة تقضي يومياتها داخل «زنزانة» ولا تغادرها إلا في حالات نادرة قد تزيد عن 03 أشهر، كما أن غياب الحمام داخل هذا المحل جعل أميمة لا تستحم إلا نادرا.
 و ذكرت المتحدثة بأنها تقيم في هذا المحل منذ 10 سنوات، حيث كانت تؤجر قبل هذه الفترة مسكنا ببلدية بني تامو، و نظرا لعدم تمكنها من دفع تكاليف الإيجار، اضطرت إلى الإقامة في محل يفتقد لأدنى شروط الحياة، منحه للعائلة أحد الأقارب.
وفي السياق ذاته قالت أم أميمة ،بأنه بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها في هذا المحل، اضطر ابنها المتزوج هو الآخر للإقامة معهم في هذا المكان، بعد أن كان يؤجر مسكنا، لكنه لم يتمكن من مواصلة دفع الإيجار المرتفع لكونه عامل بسيط، فأصبح المحل يضم أسرتين.
و أشارت المتحدثة إلى أن زوجها عاطل عن العمل و مريض ، فاضطرت للخروج للعمل كمربية و عاملة نظافة في منزل إحدى السيدات، و تعتمد ، حسبها، عائلتها على  الراتب الذي تتلقاه من عملها لتلبية بعض احتياجاتها المعيشية.
وبخصوص المسكن، أخبرتنا  بأنها أودعت طلبا للحصول على سكن اجتماعي منذ 10 سنوات، و بالرغم من معاينة أوضاعها من قبل الجهات المختصة،  إلا أن معاناة العائلة لا تزال مستمرة، و تناشد السلطات في ولاية ودائرة البليدة النظر بعين الاعتبار لأوضاع هذه العائلة، خاصة الطفلة أميمة المعاقة حركيا وذهنيا،  بمنحها سكن اجتماعي يخفف عن أفرادها وطأة الظروف الاجتماعية القاسية.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى