هلك  يومي الإثنين والثلاثاء ثلاثة عشر شخصا اختناقا بالغاز في أربع ولايات بالشرق مع موجة البرد وتساقط الثلوج، بسبب تسربات للغاز الطبيعي في تجهيزات التدفئة، التي كانت غير موصولة بصورة متقنة بالشبكة أو الغازات المحترقة التي لم تجد لها منفذا .
حيث هلك خمسة أشخاص من عائلة أستاذ جامعي لقي حتفه بالمحمل (تازقاغت) في ولاية خنشلة رفقة أبنائه الأربعة، فيما لا تزال زوجته في غيبوبة داخل المستشفى، كما لقي شيخ و عجوز مصرعهما في عنابة بعدما استعملا موقد طهي الطعام للتدفئة، و لم يكتشف أحد وفاتهما إلا بعودة ابنهما إلى المنزل زوال أمس، كما هلك شخصان اختناقا بالغاز في سطيف، بعدما ناما في غرفة شيخ قضى الغاز المحترق على حياته قبلهما بيومين، و بأم البواقي لقي ثلاثة أفراد من عائلة واحدة حتفهم اختناقا بالغاز، فيما تم إنقاذ ثلاثة آخرين من العائلة ذاتها من الموت بعد تدخل مصالح الحماية المدنية التي أنقذت أيضا خلال موجة البرد و تساقط الثلوج عشرات الضحايا الذين تعرضوا للاختناقات في  مختلف الولايات بالشرق.
فقد اهتزت أمس  بلدية المحمل (تازقاغت) الواقعة شرق مدينة خنشلة على خبر وفاة أستاذ جامعي و أبنائه الأربعة اختناقا بالغاز داخل شقتهم الواقعة بالطابق الخامس في إحدى عمارات حي 36 مسكنا وسط المدينة التي سارع سكانها إلى المكان بمجرد انتشار الخبر، فيما لا تزال الزوجة في غيبوبة، و قد وصفت مصادر صحية وضعيتها بالحرجة، بعد تحويلها على جناح السرعة إلى مستشفى خنشلة.
 و قد اكتشف جيران الضحية تسربا كبيرا للغاز الطبيعي من الشقة من خلال الروائح المنبعثة من المسكن الذي يقيم به الأستاذ الجامعي رفقة عائلته في حدود الساعة الثانية زوالا من يوم أمس، ليتم إبلاغ   عناصر الحماية المدنية و المصالح الأمنية، التي أعلنت حالة طوارئ قصوى و تدخلت فور تلقيها للإشارة، حيث تم اقتحام المسكن بصعوبة واكتشاف الضحايا الذين تم نقلهم إلى الاستعجالات الطبية على مستوى المؤسسة الاستشفائية ببلدية المحمل، فيما حولت الزوجة إلى مستشفى 120 سريرا بعاصمة الولاية في حالة حرجة.
الضحايا و هم الأب  لعمود عبد العزيز و هو أستاذ جامعي بجامعة عباس لغرور يتولى منصب رئيس قسم التاريخ بكلية العلوم الإنسانية عمره 49 سنة،  ينحدر من مدينة بوسعادة بولاية المسيلة  و أبناؤه الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و عشر سنوات، فيما تم إنقاذ الأم البالغة من العمر  37 سنة و هي أستاذة بثانوية مشري.
و بعنابة لقي شيخ وزوجته زوال أول أمس، مصرعهما اختناقا بالغاز المنبعث من آلة الطهي (الطابونة)  في منزل بحي بوسدرة التابع لبلدية البوني،  حيث عثر عليهما جثتين هامدتين.
و حسب مسؤول الاتصال بمديرية الحماية المدنية، فقد تم انتشال الجثتين في حدود الساعة الواحدة و 13 دقيقة زوال أمس، بعد تلقي بلاغ من ابن الضحيتين وهما الأب (72 سنة) والأم (67 سنة) اللذين فارقا الحياة، بعد استنشاقهما كمية كبيرة من غاز أحادي أكسيد الكربون، لاستخدامهما آلة الطهي بغرض التدفئة دون وجود فتحات التهوية.
واستنادا لمصادرنا، فقد تم اكتشاف وفاة الضحيتين بعد عودة ابنهما إلى المنزل في حدود منتصف النهار، و لدى محاولته الدخول و مناداتهما لفتح الباب لم يتلق أي استجابة أو رد، فسارع لكسر النافذة و عند ولوجه للمنزل وجدهما على الأرض بمحاذاة موقد التدفئة و قد  فارقا الحياة.
كما تسببت الغازات المحترقة في وفاة ثلاثة أشخاص من عائلة بلقيدوم، في حادثين منفصلين بمدينة سطيف وقع الأول قبل يومين، حين توفي الجد (ب.س) البالغ من العمر 68 سنة، لكن لم يعتقد أحد أن سبب وفاته كان يتعلق بحادث تسرب للغاز المحترق ليهلك قريباه بعدما ناما في نفس الغرفة التي كان الجد الهالك داخلها حين وفاته، حسبما ذكرت مصادر مطلعة.
و قد ظن الجميع بأن وفاة الجد كانت طبيعية و في الليلة الموالية نام في نفس الغرفة قريباه (ب.ف) البالغ من العمر 58 سنة و (ب.م) البالغ من العمر 42 سنة، فقضيا نحبهما مختنقين بالغاز المحترق بسبب انسداد قناة تصريف.
و أنهى الغاز عشية أمس حياة ثلاثة أفراد من عائلة واحدة بعين كرشة، فيما أنقذ تدخل الحماية المدنية ثلاثة آخرين من نفس العائلة من الموت، بسبب تسرب الغازات المحترقة من مدفأة داخل سكن العائلة بعين كرشة. وذكرت مصالح الحماية المدنية أن الضحايا هم الزوج 45 سنة وابنه الأكبر 14 سنة و الطفلة 10 سنوات.
وسمح تدخل ذات المصالح بإنقاذ سيدة رفقة ابنيها من الموت، تم نقلهم في حالة حرجة لمستشفى عين مليلة، أين تم إنقاذ أربعة أفراد من عائلة واحدة اختنقوا بغاز أحادي أكسيد الكربون في حي أول نوفمبر، و يتعلق الأمر بثلاثة أطفال و سيدة تم نقلهم للمستشفى، و على مستوى حي 217 سكنا بأم البواقي تدخل عناصر الحماية و قدموا الإسعافات الأولية لثلاثة أفراد من عائلة واحدة تم نقلهم للمستشفى، بعد استنشاقهم كميات من غاز أحادي أكسيد الكربون.                  
المراسلون

الرجوع إلى الأعلى