حجــز حوالــي 10أطنــــان من الــدلاع الملـــوث بالطــــارف
 كشفت مصادر مسؤولة بمصلحة الوقاية بولاية الطارف ، عن تسجيل منذ بداية الصيف إصابة أزيد من 300شخص  بينهم مصطافين بتسممات و إسهال حاد وآلام على مستوى البطن،  تم وضع البعض منهم تحت الرقابة الطبية، وهذا نتيجة تناول المصابين لفاكهة الدلاع. وذكرت نفس المصادر، أن نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على عينات من الدلاع المعروض بالأسواق المحلية أثبتت احتوائها على نسبة من التلوث وجراثيم خطيرة تمس بسلامة الصحة العمومية وهذا بفعل  لجوء المزارعين  إلى سقي محاصيلهم من مصادر المياه الملوثة واستعمال مواد وأدوية محظورة  بينها المازوت من أجل النضج المبكر لهذه الفاكهة والزيادة في حجها ومن ثمة تسويقها ، و تفيد نفس المصادر أن هذه النوعية من الدلاع تبقى تنبعث منها رائحة المازوت وتفتقر للذوق عدا لونها الأحمر القاتم الناجم عن سقيها بالمازوت .  وأردفت مصادرنا أنه وبالرغم من الإجراءات الوقاية التي اتخذتها المصالح المعنية بالتنسيق مع مكاتب حفظ الصحة والوقاية إلا أن عملية سقي الدلاع ومزجه بالمازوت تبقى في استفحال من سنة لآخري، الأمر الذي دفع مصالح الأمن المختصة رفقة أعوان التجارة ومكاتب حفظ  الصحة إلى شن حملة واسعة  لمحاربة الظاهرة ، حيث  تم إتلاف أزيد من 200هكتار  بكل من بلديات بوثلجة ، بالريحان ، الذرعان ، الشط والبسباس  وحجز معدات تستعمل في عملية السقي ، مع تحرير محاضر ضد 21فلاحا من أجل المتابعة القضائية ، كما تم سحب وإتلاف كميات من الفاكهة  من الأسواق بسبب شكوك حول كونها  تشكل خطرا على الصحة العمومية. و فاقت الكمية المتلفة أكثر من 10أطنان  مع تحرير 31مخالفة ووضع 10عربات نفعية في المحشر، في حين  تواصل المصالح المختصة تطهير كل النقاط التي تستغل للعرض، فيما قامت مصالح الرقابة باقتطاع عينات من الدلاع المعروض للبيع بأنواعه المحلي والمهرب بهدف إجراء التحاليل المخبرية للتأكد من نوعيته ومدى احتوائه على  الأمراض والجراثيم، و أفضت النتائج  إلى  أن بعض الأصناف غير صالحة للاستهلاك ، وهو ما دفع جمعية حماية المستهلك إلى إطلاق حملة واسعة لدفع المصطافين والمواطنين العزوف عن شراء الدلاع بعد إصابة عشرات الأشخاص بالإسهال، خصوصا مع تداول معلومات على نطاق واسع حول  رواج أصناف من الدلاع  المهرب من تونس،  والذي يبقى يحوي على جراثيم خطيرة .  وهو ما أدى إلى كساد هذه الفاكهة و انهيار أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعرض ثلاث حبات من الدلاع تزن كل واحدة 7كلغ بسعر  100دينار ، فيما لجأ آخرون إلى رمي أطنان من هذه الفاكهة في الأودية وتركها في البساتين كأعلاف للأبقار بعد أن تعذر عليهم تسويقها  أمام وفرة الإنتاج هذا الموسم الذي فاق كل التوقعات، موازاة مع ذلك أصدر الوالي قرارا يقضي بتفعيل عمل لجان محاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه عبر الدوائر حماية للصحة العمومية من الأوبئة التي تتربص بهم في هذا الفصل الذي عادة ما تتكاثر فيه الأمراض.  إلى جانب تعليمات  بسحب كميات الدلاع المشكوك فيها من الأسواق و  الساحات والشوارع  والطرقات الرئيسية والشواطئ بعد أن غزت الظاهرة مختلف مناطق الولاية، من جهتهم تبرأ المنتجون من الغش الذي طال هذه الفاكهة وانعكاس ذلك على الصحة العمومية محملين بعض الدخلاء وغرباء من خارج الولاية من لا تربطهم أي صلة بالشعبة ،بالوقوف وراء تشويه سمعة المهنيين و محصولهم من خلال لجوئهم إلى استعمال مواد محظورة في  التحضير المبكر للفاكهة والزيادة في حجمه دون أي مذاق . وهذا بعد أن عمدت هذه الأطراف حسب كبار المنتجين إلى كراء أراضي الخواص لإنتاج أكبر الكميات من الدلاع وطرحها في الأسواق، بما فيها لجوئهم إلى استعمال بذور وأدوية محظورة من البلد المجاور.   يحدث هذا بالرغم من الشكاوي التي رفعوها حسبهم للمصالح الوصية من أجل تطهير الشعبة والقطاع عموما من الدخلاء حفاظا على  الصحة العمومية  وعلى مستقبل نشاطهم الذي بات مهدد بالزوال في ظل المنافسة غير الشريفة ، بما فيها وقف تدفق  أطنان من الدلاع المهرب عبر تونس الذي يحوى على أمراض بشهادة المختصين  ،   ودافع منتجو الدلاع ببلديات بوثلجة ، بالريحان  والشافية عن نوعية محصولهم الذي  قالوا بأنه  ذو جودة عالية بسبب نوعية المياه العذبة المستعملة في السقي وما يعطيه المذاق المميز .                                                                                                                                         
   نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى