السيــول تعزل أحيــاء و  تشــل الدراســة بعديــد المؤسســات التربويــة بالطــارف
شهدت ، ولاية الطارف خلال 48ساعة الماضية، تهاطل أمطار غزيرة مصحوبة بتساقط حبات البرد، تسببت في توقف الدراسة عبر العديد من المؤسسات التربوية، وخاصة المدارس الابتدائية التي غرقت في فيضانات حولت حجرات الدراسة إلى ما يشبه المسابح، أمام الوضعية المزرية و الكارثية التي بلغتها عديد الهياكل التربوية التي باتت بعضها مهددة بالانهيار على رؤوس التلاميذ.
و قد أدى تراكم المياه عند مداخل المؤسسات  التربوية ببعض المناطق، إلى شل الدراسة وعدم إلتحاق التلاميذ والأساتذة بأقسامهم بسبب إنسداد البالوعات و إنسداد شبكات تصريف مياه الأمطار و إنفجار قنوات الصرف الصحي التي لم تستوعب كميات السيول المتدفقة نحوها، متسببة في فيضانات و حولت المؤسسات التعليمية إلى بحيرات، مما اضطر القائمين إلى تسريح التلاميذ  و تعليق الدراسة.
و هو ما تسبب في إحتجاجات في أوساط التلاميذ والأساتذة والأولياء حيال هذه الوضعية التي تتكرر في كل مرة مع تساقط الأمطار، في حين ناشدت جمعيات أولياء التلاميذ  تدخل الجهات المعنية للتكفل بوضعية المؤسسات المتدهورة حفاظا على أرواح التلاميذ.
وقد  تدخلت مصالح الحماية المدنية لإمتصاص المياه التي غمرت المؤسسات التربوية خاصة بثانوية مرزوق الشريف بعاصمة الولاية  ثانوية سراي أحمد ببلدية عين العسل ، متقن القالة ، متوسطة الشط  و بحيرة الطيور ، وعدد من المجمعات المدرسية  بالطور الإبتدائي بكل من الشط ، القالة ، الطارف ، بوثلجة ، الشافية وبحيرة الطيور التي حاصرتها السيول من كل جهة.
 من جانب آخر  تسببت الأمطار الطوفانية  في حدوث فيضانات عارمة بعديد البلديات، حيث وجد السكان صعوبة في الخروج من منازلهم جراء تجمع المياه و ارتفاع منسوب السيول المتوحلة التي جرفت معها الحجارة و الأتربة، مما فرض العزلة على الأحياء و عدة تجمعات سكانية متفرقة، ناهيك عن تسرب المياه إلى داخل المحلات التجارية متسببة في خسائر للتجار، علاوة على محاصرة السيول الفيضية لعديد المرافق الإدارية   والخدماتية التي تنعدم بها شبكات تصريف المياه، ما فوت على المواطنين قضاء مصالحهم.
كما سجلت صعوبة في حركة المرور ببعض المحاور والمسالك بعدة مناطق، خاصة الطريق الوطني رقم 44 بكل من عين العسل ، سيدي قاسي ، كبودة التي باتت الحركة به صعبة، كذلك الحال بالنسبة إلى الطرق الوطني 84ا ، 84 و 82 و التي سجل بها تراكم للمياه، وهو ما بات يهدد بشل حركة المرور   ، فضلا عن  ارتفاع منسوب المجاري المائية والأودية بعد عودة النشاط لها ما  حال دون التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة  خاصة بالقرى الحدودية والجبلية  ببلديات  بوحجار، رمل السوق ، بوقوس ، شيحاني ،و عين الكرمة .
من جهة ثانية تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات و عزل بعض الأحياء والتجمعات السكانية الثانوية على غرار  أحياء البفة ، الشهداء ، التحصيص السفلي ، طريق ركابة  ببلدية عين العسل  وأحياء 50مسكنا ، الحوايشية  ببلدية بحيرة الطيور وحي الشارف  ببلدية بوثلجة وأحياء الجهة الشمالية بالشط  وأحياء البسباس ، القالة وغيرها، نتيجة لعدم استيعاب الشبكات للكميات الهائلة المتدفقة، كما تسببت السيول في عزل السكان، وصعبت من حركة تنقلهم.
تضرر 5 بنايات  ونقص في غاز البوتان ببعض المناطق
 إضافة إلى ذلك تسببت السيول التي جرفت معها الأتربة و الحجارة و الأوحال، في تضرر 5 منازل بكل من عين العسل والشط وتسرب المياه إلى عشرات المنازل والأكواخ الهشة، متسببة في إتلاف بعض الأغراض المنزلية، مما استدعى تدخل الحماية المدنية عبر استعمال المضخات لامتصاص المياه، و التكفل بإجلاء العائلات المتضررة، في وقت لم يخف فيه مواطنون تذمرهم من تأخر البلديات في صيانة و جهر المجاري و شبكات تصريف مياه الأمطار تحسبا للموسم الشتوي تجنبا لهذه المتاعب.
كما سجلت ببعض الأحياء خاصة بالشط، بن مهيدي ، البسباس وبحيرة الطيور والذرعان احتجاجات في أوساط المواطنين بعد تسرب مياه الأمطار إلى سكناتهم، و تأخر الجهات المعنية في التكفل بأوضاعهم، خاصة سكان الأحياء و الأكواخ القصديرية أكثر المتضررين الذين وجدوا أنفسهم في العراء، ما دفعهم للاستنجاد بالإيواء لدى ذويهم خوفا من أي طارئ. وأفادت مصادر بانهيار سقف منزل  بالشط، و انفجار عداد كهربائي بحي جيلاص بالقالة كاد أن يتسبب في كارثة مع تصدع  حائط مدرسة ابتدائية بعين العسل، علاوة  على تسجيل نقص في التزود بقارورات غاز البوتان، لاسيما بالمناطق الجنوبية و الحدودية أين عرفت نقاط البيع طوابير للمواطنين، زيادة على تسجيل  تذبذب في التزود بالمياه الشروب ببعض المناطق، و انقطاع الكهرباء نتيجة الأمطار المتهاطلة التي تجاوزت 45ملم، في وقت سارعت فيه السلطات المحلية إلى تنصيب خلية أزمة لمتابعة الوضع، مع تفعيل نظام المناوبة على مستوى البلديات و القطاعات المعنية تحسبا لأي طارئ.
  نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى