أولياء يقتنون مستلزمات الدخول المدرسي بمفردهم لتجنب ضغط إغراء السلع على أبنائهم
فضل الكثير من الآباء اقتناء الأدوات المدرسية لأبنائهم بمفردهم، لتجنب ضغط الإغراء الذي باتت تفرضه السلع من صور و أشكال و أحجام و تصاميم تضطرهم لدفع أسعار لا تتحملها ميزانية الأسرة خاصة في هذه الفترة التي شهدت توالي المناسبات الدينية و ما رافقها من مصاريف إضافية و تصادفها مع الدخول الاجتماعي.
شد انتباهنا و نحن نقوم بجولة بين عدد من المكتبات المتواجدة بوسط مدينة قسنطينة، حيث لاحظنا تفاوتا كبيرا في  الأسعار، تواجد الكثير من الآباء بمفردهم بصدد اقتناء اللوازم المدرسية العادية من مقلمات و أقلام دون تواجد أبنائهم معهم كما جرت العادة، حيث ذكر بعض من تحدثنا إليهم من الزبائن، بأنهم اضطروا هذه المرة لشراء الأدوات الأساسية دون منح فرصة الاختيار و إبداء الراي لصغارهم، لتأكدهم المسبق بأذواق أبنائهم و انقيادهم وراء التصاميم المغرية في كل شيء سواء تعلّق الأمر بالحقائب أو الأدوات المدرسية، الشيء الذي دفعهم كأولياء حريصين على تجاوز الضائقة المالية التي تواجههم في مثل هذه الفترات التي تتوالى فيها المناسبات المتطلبة للمصاريف الكثيرة كرمضان و عيد الفطر و العطلة و موسم الأفراح و الدخول المدرسي الذي يليه مباشرة عيد الأضحى، إلى شراء لوازم بسيطة تتناسب و جيبهم و ميزانيتهم الأسرية مثلما ذكر المواطن عصام الذي أسر بأنه لم يجد حلا آخر سوى التسوّق بمفرده دون زوجته و أولاده لإدراكه بعدم تحمله رؤية صغاره متمسكين بشيء قد يكون غير قادر على تسديد سعره.
و ذكرت إحدى الأمهات التي كانت بصدد اختيار حقيبة لابنتيها المتمدرستين في الطور المتوّسط  بأنها لأول مرة تشتري شيئا يخص طفلتيها دون تلبية طلبهما و اختيارهما، مؤكدة بأنها غير قادرة على توفير المال كما في السنوات الماضية لأجل الدخول المدرسي، مشيرة إلى المصاريف الإضافية التي أرهقت ميزانية أسرتها هذه السنة، معلّقة بالقول بأن لا راتب زوجها و لا راتبها يكفيان لتسديد مستحقات الدخول المدرسي و عيد الأضحى، معترفة بأنها تحاول إقناع صغيرتيها بترك ملابس الدخول المدرسي لمناسبة العيد، مضيفة بأنها تشعر بانزعاج لأنها لم تحسن تسيير ميزانية البيت هذه السنة على حد تعبيرها.
و سمعنا إحدى الأمهات تعد ابنها، بشراء الحقيبة التي انتقاها الشهر القادم، و كانت كأنها تترجاه لقبول حقيبة اختارتها لسعرها الذي كان أقل بكثير من تلك التي أراد اقتناءها.
المشهد تكرّر مع سيدة أخرى فرضت على ابنتها الاختيار بين نوعين من الحقائب يحملان نفس السعر 1750دج و عدم التفكير في ذلك الذي كتب عليه سعر 3500دج، إذا أرادت إتمام باقي المستلزمات.
و تساءل أحد المواطنين عن تأخر تنظيم المعارض التجارية، طمعا في العثور على سلع تناسب أسعارها العائلات ذات الدخل البسيط، موضحا بأنه لم يكن يتوّقع كل تلك الزيادات في أسعار الأدوات و المستلزمات المدرسية، رغم إطلاعه على ذلك عبر وسائل الإعلام.
و في الوقت الذي عرفت فيه الأسعار تزايدا ملحوظا، شهدت الأسواق و المكتبات تنوعا كبيرا في السلع الخاصة بالدخول المدرسي و بشكل خاص المستوردة و التي أكد أحد الباعة أن الإقبال عليها يبقى كبيرا كما في السنوات الماضية، و إن كان الكثير من زبوناته بشكل خاص طلبوا منه السماح لهم بالدفع عن طريق التقسيط على مرتين على الأقل.
و ذكر بائع آخر بأن الأسعار المرتفعة تعكس الجودة و علّق قائلا:» الزبون الذي يشتري محفظة بسعر 3500دج أفضل ممن يشتري محفظة بثمن 1000دج أو أقل، لأنه لن يضطر لتغييرها في منتصف الموسم الدراسي». مبررا الارتفاع الكبير في الأسعار.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى