"أصيل" يبدع في إعادة أداء التراث الجزائري ضمن موسيقى الروك
اختتمت أمس بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة الطبعة الأولى من مهرجان" 213 فاست" المتخصص في موسيقى الروك و الميتال الذي نظمته جمعية فن و ثقافة بلباقة ، فاستمتع الحضور بحفلات مميزة أحيتها خمس فرق أبدعت في أداء الطابع الجزائري في قالب الروك العصري .
طيلة يومين من عمر المهرجان ،امتلأت قاعة العروض بدار الثقافة مالك حداد بجماهير غفيرة من عشاق موسيقى الميتال والروك، أين توافدوا و انتظروا لساعات عديدة أمام الأبواب من أجل الدخول والاستمتاع بالعروض الموسيقية التي قدمتها فرق جزائرية ضمن طابع الروك. الحفل الفني الذي انطلق أول أمس بعد منتصف النهار، و استمر إلى ما بعد العصر،أحيت فقرته الأولى  فرقة أصيل التي يترأسها أمين بن عثمان و هو مغن أصوله جزائرية  ولد بحي باب القنطرة في قسنطينة ، اسمه الفني  "أصيل"،  فقدم عرضا مشوقا ومليئا بالإثارة والحماس، رفقة  فرقته التي تجمع موسيقيين معروفين  بأدائهم لأغنية الروك في فرنسا ، ،و قد قامت فرقة أصيل بجولات عالمية كثيرة ،و أدت خلالها  أغاني الروك المستوحاة من الطبوع الموسيقية الجزائرية، على غرار القناوة، الراي ،والشعبي، ،رافضة تقليد المدارس الغربية في الروك. أصيل الذي رقص وغنى مع الجمهور أجمل الأغاني التي تتحدث عن الحياة في الجزائر وعن حب الوطن ،حرص على أداء  موسيقى من التراث الجزائري على غرار موسيقى أغنية عين الكرمة لعيسى الجرموني قبل تقديم كل أغنية من أغاني الفرقة .
الفرقة الثانية التي صعدت إلى الركح  هي  فرقة "تراكس" المعروفة بأدائها لموسيقى الروك في الجزائر ، فقدمت للحضور أجمل أغانيها الذائعة الصيت في أوساط الشباب على غرار  "أي هايت" و "صوت الأحرار"  في مزج جميل بين اللغتين العربية والانجليزية، الأمر الذي جعل الجمهور يغني مع أعضاء هذه الفرقة ويرقص حماس .
فرقة أركان ،المتخصصة في الروك التي تستوحي  أغانيها من الأغاني الطربية، على غرار المالوف وأغاني أم كلثوم و فيروز، قدمت خلال الحفل أغان جديدة عبر محاكاتها للأغاني الطربية العربية في شكل عصري بأنغام سريعة ، تعتمد على الإيقاع  وتركز على الفرجة في العرض وخلق أجواء حماسية.
هشام كياكي، أحد الأعضاء المنظمين للتظاهرة الموسيقية، أكد بأن  المهرجان  استقدم فرقا جزائرية بالخارج و مثلت الجزائر في مهرجانات الروك العالمية. ويعد المهرجان فرصة للتصالح مع موسيقى الروك في الجزائر ،حيث يمتلك هذا الطابع شعبية كبيرة ،و تعمد المنظمون اختيار الفرق التي تساهم في تقديم الثقافة الجزائرية ضمن طابع الروك، خاصة التي شاركت في مهرجانات دولية متخصصة في هذه الموسيقى،على غرار فرقة نوميداس التي تؤدي أغاني الروك باللغة الشاوية، حيث  تسرد  في أغانيها البعد الحضاري للمناطق ذات الثقافة الشاوية.
حسب المنظمين ،فإن المهرجان يأتي استجابة لانفتاح الشباب الجزائري على طبوع موسيقية عالمية ،خاصة وأن الموسيقى الجزائرية ساهمت بشكل كبير في تطوير هذا الطابع من خلال مغنييها وحتى عازفيها ،أين اعتبر هشام كياكي بأن الإرهاصات الأولى بدأت بمحاولات فرقة جزائرية تقديم طبوع غنائية عصرية ،على غرار ما قمت به فرقة "راينا راي "التي أضفت الطابع العصري على الفن الجزائري، وتمت الاستعانة  بموسيقاها في عديد الأفلام العالمية.
جدير بالذكر بأن الجمهور توافد بشكل كبير لمتابعة فعاليات المهرجان ، كما تمت ملاحظة  قدوم شباب من ولايات مختلفة على غرار ورقلة، ووهران وباتنة والجزائر العاصمة و خنشلة ، خصيصا لمتابعة فعاليات هذا المهرجان ،فصنعوا مشاهد من الفرجة والحماس، خاصة برقصاتهم المميزة و  تحريك رؤوسهم  والقيام بحركات حماسية جماعية.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى