سجلت مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة 16حالة جديدة لمصابين و حاملي فيروس السيدا من بينهم طفل لا يتجاوز عمره 3 سنوات حسب البروفيسورة بولكحل نادية.
الدكتورة المكلفة بمتابعة مرضى فقدان المناعة المكتسبة بقسنطينة، أوضحت بأن أغلب الحالات المتابعة لديهم خلال السنة الحالية و التي بلغ عددها 82حالة من فئة الشباب، مؤكدة بأن 51بين مصاب بالسيدا و حامل لفيروس السيدا تقل أعمارهم عن الـ40سنة، أما البقية فتتجاوز أعمارها عن الـ50سنة.
و أشارت المتحدثة إلى تقدم محسوس في حالات الإصابة بهذا المرض المزمن، بالنظر للحالات المسجلة قبل سنتين و التي لم تتجاوز 14حالة في 2013، مضيفة بأن أغلب الحالات تم كشفها خلال عمليات تشخيص طبي أجريت لأفراد عائلة شخص تأكدت لديه الإصابة بالسيدا، و ليس ضمن عمليات تشخيص إرادية للداء التي تبقى قليلة جدا لاعتبارات كثيرة، أكثرها اجتماعية و خوف من المرض الذي لا زال بمثابة طابو، مؤكدة بأن أغلب الأعراض تظهر عند الأزواج مما يضطرهم لاستدعاء زوجاتهم و أولادهم للتأكد من مدى انتقال العدوى إليهم، مؤكدة بأن أغلب المرضى يصابون بصدمة في البداية لكنهم يتقبلون المرض فيما بعد و يتعاونون مع الأطباء لحماية عائلاتهم و لا يترّددون في جلب زوجاتهم و أطفالهم لإجراء عمليات التشخيص، لكن الأمر يختلف عند النساء المتزوجات حسبها و هو ما وقفت عليه من خلال اختفاء إحدى السيدات اللائي تأكدت لديهن الإصابة، عن الأنظار بمجرّد إخبارها بإصابتها بأعراض السيدا.
و للإشارة سجلت مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة 29حالة إصابة بين النساء كلهن متزوجات،  فيما تجاوزت نسبة الإصابة عند الرجال الـ50حالة.
توجيه الأطفال الحاملين لفيروس السيدا إلى مستشفى القطارة بالعاصمة
و بخصوص عدد حالات الإصابة عند الأطفال أكدت بأن مصلحتهم سجلت حالتين لطفلين حاملين للفيروس، تم الكشف عن آخر حالة لطفل لا يزيد عمره عن الثلاث سنوات منذ خمسة عشر يوما، تم توجيههما إلى مستشفى القطار للأمراض المعدية بالعاصمة كغيرهم من الأطفال المرضى لعدم توّفر مصلحتهم على الإمكانيات المناسبة للتكفل بهذه الفئة، سواء من حيث التحاليل أو العلاج، مشيرة إلى الصعوبة التي يواجهها الكثيرون في توفير تكاليف التحاليل بالمخابر الخاصة لغلائها و التي تتراوح عموما بين 10آلاف و 14آلاف دج.
حالات الأطفال حاملي فيروس السيدا المسجلة بمستشفى قسنطينة تبقى قليلة مقارنة بولايات أخرى و بشكل خاص بغرب الوطن، حيث لا تتجاوز الحالة أو الحالتين في السنة حسب البروفيسورة التي أكدت انعدام إحصائيات دقيقة بهذا الخصوص باعتبار كل الحالات توّجه إلى العاصمة، مشيرة في سياق ذي صلة إلى سلبية نتائج التحاليل التي أجريت لمواليد جدد لثلاثة أزواج مصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة و هو ما اعتبرته مؤشرا إيجابيا يؤكد نجاعة المتابعة الطبية المكثفة التي تخضع إليها النساء الحوامل الحاملات للفيروس.
و أكد عدد من المختصين الذين تحدثنا إليهم استفحال العدوى بين الشباب بسبب العلاقات الجنسية غير الشرعية، التي تعد حسبهم العامل الأول في انتقال الفيروس لدى الجزائريين بنسبة 80 بالمائة مقابل 20 بالمائة تنتقل العدوى  لحامليها عن طريق الدم غير مراقب  أو الإبر غير المعقمة  أو عن طريق استعمال أطباء الأسنان والجراحين لوسائل تفتقد إلى النظافة اللازمة.
و انتقد عدد من المختصين استمرار تهميش المجتمع لهذه الفئة الذين يضطرون إلى إخفاء مرضهم حتى على المحيط القريب، مما يساهم في تراجع حالتهم الصحية رغم التكفل الطبي الجيّد الذي يستفيد منه المرضى و تحدثوا عن المأساة التي يعيشها الكثير من المرضى الذين يعانون الفقر بعد أن يجبرهم مرضهم و سوء حالتهم الصحية على التوّقف عن العمل، لولا الإعانات التي تقدمها لهم بعض الجمعيات الخيرية، كما حث بعضهم  على ضرورة إدراج إجبارية إجراء التحاليل و التشخيص الطوعي للحد من انتشار هذا المرض الفتاك.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى