باحثون ينتقدون ما آلت إليه الحمامات التقليدية بقسنطينة القديمة
انتقدت الباحثة في علم الاجتماع خديجة عادل أمس الأول بقسنطينة، الوضع الذي آلت إليه الحمامات التقليدية بالمدينة القديمة بقسنطينة، بسبب غياب شركة مختصة  في تسيير هذه المرافق ذات الأبعاد التراثية.
الباحثة  بمركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية و الثقافية تساءلت في محاضرة قدمتها خلال فعاليات الملتقى الدولي «الحمام في البلدان المتوسطية»الذي احتضنته جامعة قسنطينة 3 مؤخرا، عن المعايير التي تم من خلالها إخضاع حمامات شعبية دون سواها للترميم ضمن مشروع الترميمات الذي استفادت منه المدينة القديمة في إطار عاصمة الثقافة العربية، مشيرة إلى غياب دراسات دقيقة في هذا السياق، و تأسفت لغياب شركة تسيير لمثل هذه المرافق التاريخية مثلما هو موجود بدول الجوار.
الأستاذة المحاضرة أكدت بأنه لم يبق من الحمامات العشرين التي كانت تحصيها المدينة العتيقة سوى خمسة أو ستة حمامات تعاني الإهمال، بعد أن أغلق بعضها و غيّر بعضها الآخر نشاطه التجاري، لأسباب كثيرة حالت دون صمود أكثرها، مذكرة بدور نساء المدينة في  الحفاظ على هذه المرافق في العشرية السوداء التي شهدت موجة تحريم الحمامات على العنصر اللطيف.
و عرضت الباحثة في مداخلة بعنوان» قسنطينة و حماماتها: استعمالات و ممارسات»لمحة عن عدد من أشهر حمامات المدينة القديمة منها «سوق الغزل»، «بغداد»،»سوق العصر».. و غيرها من الحمامات الواقعة بالصخر العتيق و التي يعود تاريخها للعهد العثماني، معرجة على خصوصية هذه المرافق و نشاطاتها الاجتماعية و الثقافية و ميزتها المعمارية و التاريخية و التراثية.
اليوم الأول من الملتقى الدولي شهد عرض نتائج بعض الأبحاث المدرجة في إطار مشروع الشراكة الأورو- متوسطية التي أشرف عليها المركز النمساوي للتنمية المستدامة «أوكودروم» و الذي كان  مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية و الثقافية بوهران أحد الشركاء الفاعلين فيه، قدمها عدد من الباحثين من داخل و خارج الجزائر منهم النمساوية هايدي دومرايشر التي اختارت الحديث عن الدور الاجتماعي الذي تلعبه الحمامات في الدول المغاربية، فيما فضل الباحث الأمريكي ريشار ليفين من جامعة كنتوكي تقديم صورة عن واقع الحمامات الشعبية في القرن العشرين.
مدير مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية و الثقافية بوهران جيلالي حاج سماحة، أكد من جهته للنصر على هامش الملتقى بأن غياب شركات مختصة في تسيير هذه المرافق ساهم في تهميش معالم تراثية، و حث على ضرورة الحفاظ على ما تبقى منها.
الملتقى حضرته سفيرة النمسا بالجزائر التي تحدثت عن أهمية المشروع في إبراز هذا التراث بجانبيه المادي و اللامادي.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى