عثامـن عبـد الرحمـن مصـور بـرتبـة مرشـد سيـاحــي
تمكن المصور عثامن عبد الرحمن طيلة السنوات الماضية، من تخليد مئات الذكريات للعابرين على جسر سيدي مسيد بقسنطينة، ما أكسبه ثقة كبيرة و سمعة حسنة لدى الزائرين الذين صاروا يطلبون منه مرافقتهم نحو مختلف المعالم الأثرية و السياحية، من أجل التقاط صور لهم و لعائلاتهم و التعرف أكثر على المدينة، كما منحه تواجده بـ”قنطرة السبيطار”، فرصة لإنقاذ عدد من الأشخاص من الانتحار. حدثنا عبد الرحمن عن الكثير من المواقف، التي عاشها خلال ممارسته لمهنة التقاط الصور التذكارية لفائدة مئات السياح طيلة 16 سنة بمختلف معالم المدينة، أو على جسر سيدي مسيد الذي اتخذه مقرا له و نقطة الانطلاق اليومية لعمله، بعد أن أصبح اسمه مقترنا به لدى العابرين الذين اعتادوا على وجوده، حيث أفاد محدثنا بأن الكثير من الأشخاص بمختلف ولايات الشرق الجزائري، لديهم رقم هاتفه و يوجهون معارفهم إليه، لكي يصطحبهم إلى المناطق الأثرية، لتخليد اللحظات التي تواجدوا خلالها بقسنطينة، على غرار ضريح ماسينيسا بالخروب، و نصب الأموات ومدخل درب السواح، بالقرب من شلالات المياه بحي المنية، بالإضافة إلى البنايات الجميلة التي تميز الولاية ، كمسجد الأمير عبد القادر و بعض الأحياء القديمة. أما عن زبائنه، فأشار ابن مدينة قسنطينة البالغ من العمر 40 عاما، بأن أغلبيتهم قادمون من الولايات المجاورة، فضلا عن الأجانب، الذين تزايدت أعدادهم خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، حيث يبذل قصارى جهده لانتقاء أحسن المواقع لالتقاط صور جميلة، خصوصا ما بين الساعة العاشرة صباحا و الثانية زوالا، لأنها تمثل،حسبه، الفترة الأفضل للتصوير الذي لم يعد وظيفته الوحيدة، فقد تمكن خلال تواجده بجسر سيدي مسيد المعروف بـ”قنطرة السبيطار” من إنقاذ أرواح عدد من الأشخاص الذين حاولوا الانتحار، حتى أن بعضهم أصبح يزوره من وقت لآخر، للتعبير عن امتنانه له، كما يحاول عبد الرحمن مساعدة مختلف المواطنين من خلال إرشادهم وتوجيههم، بالإضافة إلى منحهم معلومات و تفاصيل عن الجسر يحفظها عن ظهر قلب.
و يشتكي عبد الرحمن، الذي يعمل رفقة مساعدين اثنين، من عدم توفر مكان مستقر يعمل فيه لإخراج الصور في شكل أفضل، حيث ناشد السلطات للاستفادة من كشك على مستوى الحديقة المقابلة لمصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، منذ تحصله على بطاقة حرفي، إلا أن الأمر لا يزال حلما بالنسبة إليه، بالرغم من أنه وجه طلبا إلى والي قسنطينة ورئيس البلدية السابق، فيما يقوم حاليا بوضع آلة الطباعة الخاصة به و بعض الأغراض الأخرى التي يستخدمها في عمله و قد استفاد منها في إطار القرض الحسن، داخل صندوق حديدي يتركه بالقرب من الجسر، كما يقوم من حين لآخر، بالعمل مع مديرية التربية لولاية قسنطينة في التقاط صور تذكارية لتلاميذ المدارس مع اقتراب مواعيد نهاية السنة الدراسية. وحذر محدثنا من أن عدد المصورين المحترفين بمدينة قسنطينة في تناقص مستمر، حيث لم يعد يتجاوز عددهم الخمسة، بسبب الصعوبات التي أصبحوا يواجهونها في الميدان نظرا لتوفر آلات التصوير الرقمية لدى المواطنين ، ما جعل أكثرهم يتركون الحرفة و يتحولون إلى ممارسة نشاطات أخرى تضمن لهم قوت يومهم.                         سامي /ح

الرجوع إلى الأعلى