حرفيو النحاس "باردو" يطالبون بمنطقة نشاط أوسع داخل المدينة
يرى حرفيو النحاس بمنطقة «باردو» بقسنطينة، بأن المهنة باتت مهددة بالزوال في ظرف سنوات ، بسبب تراجع اهتمام الشباب بها، و تناقص عدد الحرفيين ، كما يطالبون  بمحلات بمساحات أكبر يشترطون وقوعها وسط المدينة.
و تعرف المنطقة الواقعة أسفل شارع رحماني عاشور بوسط مدينة قسنطينة، أو ما يعرف بحي «باردو»، بنشاط صناعة مختلف الأدوات و التحف النحاسية التقليدية، و التي لا تزال تعرف رواجا كبيرا، بالرغم من أن المكان أصبح يضم عددا كبيرا من بائعي الخردة و الأثاث المستعمل و حتى مصلحي السيارات، فيما يسجل تراجعا لعدد الحرفيين.
تحدثنا إلى عدد من ممتهني الحرفة، الذين يشتغلون منذ سنوات بالمكان، فأكدوا بأن صناعتهم لا تزال في أحسن حالاتها بالرغم من العراقيل الكثيرة التي قالوا بأنها تعيقهم، مشيرين بأنهم يعملون طوال أشهر السنة و دون توقف من أجل تلبية الطلب الكبير على السلع التي يصنعونها بأيديهم، معتبرين الإقبال عليهم من داخل الولاية و خارجها، و حتى من خارج الوطن كبيرا. و ذكر البعض بأن مختلف الأغراض التي يصنعونها من أوان تقليدية أو تحف، يتم اقتناؤها حسب الطلب من التجار الذين يعيدون بيعها، أو من طرف المواطنين الذين يقصدون المكان نظرا لانخفاض الأسعار مقارنة مع أماكن أخرى، و لأن منطقة «باردو» تعتبر حسبهم الرائدة في صناعة النحاس التقليدي على مستوى الوطن.
 أخطر المشاكل التي تهدد  صناعة النحاس برأي الحرفيين ، عدم وجود شباب مهتم بممارستها، رغم أن عشرات المتربصين يتم إرسالهم سنويا من طرف مراكز التكوين المهني من أجل تعلم الحرفة، حيث يقضون شهورا في تعلم أساسيات هذه الصناعة، غير أن لا أحد منهم يعود للعمل بعد إنهاء التربص، وفق ما صرح لنا به حرفيون. ممارسو النشاط بباردو يقولون أن محلاتهم صارت غير مناسبة لممارسة النشاط، حيث يشتغلون في مساحة ضيقة جدا، يقومون فيها بصناعة التحف و يعرضونها للبيع أيضا في نفس المكان، و في بعض المحلات يعمل أكثر من 4 أشخاص، و هو ما يؤدي إلى عرقلة العمل، و انتشار الفوضى داخل المحلات، كما طرحوا مشكل ارتفاع أسعار الإيجار خلال السنوات الأخيرة، مؤكدين بأن الأشخاص الذين يستأجرونها من البلدية بأسعار رمزية، يعيدون تأجيرها لهم بأضعاف ما تتطلبه البلدية ، مؤكدين بأن هناك من اضطروا إلى ترك المهنة بسبب تكاليف الكراء، فيما أوضح المكلف بالاتصال على مستوى بلدية قسنطينة، بأن محلات «باردو» تابعة لممتلكات البلدية، و بأن سعر كرائها رمزي . و يرى من تحدثنا إليهم من الحرفيين بأنه من أجل المحافظة على هذه الصناعة في قسنطينة، لا بد من تدخل السلطات و تخصيص مكان يضم محلات واسعة،  لمزاولة المهنة  في شروط مناسبة ، بالإضافة إلى تعليم أصول الحرفة للشباب من أجل ضمان استمرارية هذا الإرث، لكنهم أكدوا رفضهم التحول إلى خارج المدينة.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى